رحلة ساحر - الفصل 54 : برج المياه المدمر (2)
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
مع صرير أغلق الباب الخشبي تلقائيا من خلفه .
شعر غلين بالقشعريرة في ظهره و استدار فورا إلا أنه لم يتمكن من رؤية أي شيء نظرا للظلام الشديد ، شعر غلين بالتوتر إلا أنه قد كرر و قال في قلبه ” إنه مجرد وهم ! لا شيء من هذا حقيقي … ” .
بعد ثوان تنفس غلين بهدوء و حاول استخدام السحر .
” هاه ؟ لا أستطيع استخدام السحر ؟ ” تفاجأ غلين مجددا ، لقد حاول استخدام عنصر النار من أجل إضاءة البرج إلا أنه فشل ، إن منع الساحر من إطلاق السحر يحتاج لتحكم مطلق في العناصر و الطاقة في المحيط ، غلين على يقين أنه حتى ساحر من المستوى الثاني لن يتمكن من منع باقي السحرة أو المبتدئين من إلقاء السحر بالاعتماد على قوته فقط .
أوه …
” بما أن استعمال السحر غير وارد … إذن لن أستخدم السحر ! على الرغم من أن برج المياه المدمر مشهور إلا أني لم أسمع عن وجود كائن حي في هذا البرج المنهار … ” نظر غلين لأعلى البرج بعد اعتياده على الظلام .
الأرض تم تغطيتها بأعشابها الذابلة و أوراق الشجر الصفراء ، لاحظ آثار أقدام باهتة ، على ما يبدو أنه ليس الوحيد الذي أتى إلى برج المياه الأسطواني و الذي تم إحاطته بسلالم خشبية على حافتيه صعودا للأعلى ، بلغ ارتفاع البرج حوالي 50 مترا ، لكن غلين لم يستطع رؤية نهاية البرج من الأسفل ، لقد بدا له ضبابيا و غير واضح مما جعل رؤيته للقمة شبه مستحيلة .
هل أصعد لأعلى البرج ؟ ربما تلك العين العملاقة لا تزال في الأعلى … ؟
مع امتلاء قلبه بعدم الرضى و اشتعال شغفه باتقاد شديد لاستكشافه للمجهول ، سار ببطئ و بعزم عال ، قام بوضع قدمه اليمنى على السلالم الخشبية مع صرير بينما أمسك المقبض بيده اليسرى .
وو … وووو …
بدا كما لو أن عاصفة من الرياح الباردة تنفح من خلال شعر غلين الذهبي و الذي ظل غير متأثرا بها ، تسلق خطوة بخطوة بينما أصدر السلم صريرا خافتا مع كل خطوة ، لكن بعد خطوته العاشرة لاحظ غلين خطأ ما !
” هاه ؟ مهلا لحظة ! لما أسمع صوتين ؟ هل هناك شخص خلفي ؟ ” استدار غلين بسرعة و لكن في حالة ذهول وجد أنه لا زال واقفا في الطابق الأرضي من البرج على استعداد لصعود السلالم الخشبية !
تفاجأ غلين مع انصدامه .
” ألم أصعد قبل قليل ؟ لا … أنا متأكد ! ذاكرتي واضحة ! هل هو وهم ؟ لا مستحيل ! لم أشعر بأي رد فعل من حشرتي ! إذن هل تم إعادتي للوراء ؟ هل هي قوة الفضاء ؟ أو الزمن ؟ حسنا كلاهما غير محتمل أيضا ” سار غلين مجددا على السلالم بحزم .
لقد أقسم غلين في قلبه على أن يصل لقمة برج المياه المدمر !
بالتفكير على هذا النحو ، صعد غلين و بعد خطوته السادسة و نظرا لتركيزه الشديد استطاع مرة أخرى سماع دوس شيء ما على السلم من خلفه .
في نفس الوقت الذي توقف فيه غلين ، توقف صوت الخطى من خلفه ، أخذ نفسا ثم استخدم قدرة تعزيز الشم و قدرة قناع الرماد على تمييز الصدى لكن جميع الحواس أخبرته بعدم وجود أي شيء من خلفه .
نسي غلين عدد مراته التي تنفس فيها بعمق و بتوتر ، سار مرة أخرى و ببطئ شديد ، في الآن نفسه تردد صدى الدوس على السلم الخشبي من خلفه مع اقترابه من غلين خطوة تلو الأخرى أكثر فأكثر !
في الخطوة العاشرة و بعد سماع الصرير و الذي كان على بعد خطوتين منه تجذر غلين مرة أخرى في مكانه .
صرير !
نشز شعر غلين حتى نهايته كالإبر على الجلد ، اهتز غريزيا ، لقد سمعه ! بالتأكيد ليس هلوسة ! الآن فقط اتخذ الشيء من وراءه خطوة أخرى إضافية !
ارتعش غلين بشدة ، على الرغم من ارتداءه لقناع الرماد و رداء فضفاض ، سيتمكن أي أحد من رؤية ارتعاشه و فزعه ، لكن غلين لم يستطع خداع نفسه بعد الآن ، في هذه اللحظة بذاتها انتشر شيء ما في كل زاوية من قلبه كان الذعر الحقيقي ! أراد النظر للوراء و رؤية هذا الشيء نظرا للفضول الشديد !
” لا !! ” .
أثناء تصرفه كالمجنون للحظة ، صعد للأعلى مع خطواته المتثاقلة بعيون حمراء و تصميم كبير !
تدريجيا تردد صوت الخطى على بعد حوالي نصف متر من وراء غلين ، تسلق الشيء المجهول بنفس سرعته ، للحظة بدا أن الصوتين قد تضخما بشدة و تردد صداهما في البرج المهجور ( أشك في هذا 😬 ) لقد أضحى غلين قادرا على سماعه بوضوح !
ها !
شعر غلين بتنفس شخص ما على رقبته ، لم يشعر غلين بصوت التنفس و لا بتدفق الهواء و الحرارة فقط بل شعر بتكثفه في قطرة من الماء .
من أسقل القناع سال العرق البارد على جبين غلين و تدفق على وجهه الذي أضحى شاحبا بالفعل حتى رقبته !
ابتلع ريقه بصعوبة ، و صر على أسنانه باحكام لمنع نفسه من إصدار أي ضجيج ، قام برفع ساقه الضعيفة و مشى للأمام من دون الاستدارة خطوة بخطوة ، اتخذ غلين قراره ! حتى لو قتل الآن ! فلن ينظر للوراء مطلقا !
بعد تسلقه لعشرين مترا أخرى ، اكتسب غلين مناعة ضد هذا الشيء و الذي تمايل خلفه تارة على يمينه و تارة على يساره كظل له .
مع زفير شعر غلين فجأة بجسده و هو يضيء ، في نفس الوقت شعر بالاثارة كما لو أنه قد اخترق بالفعل السماء الحالكة ! امتلأ قلبه بثقة و عزيمة قوية فجأة !
” همف ! برج المياه المدمر ! هل هذا ما لديك فقط ؟ ” .
استمر في المشي بنفس الوتيرة خطوة تليها خطوة أخرى ، فجأة شعر بالذهول مع اختفاء السلالم الخشبية ! تحول محيطه لظلام دامس ! صمت و سكون تام ! و كأنه قد انتقل لمساحة أخرى ! من جهة عالم برج المياه المدمر و من جهة أخرى هذا العالم الذي ابتلع الضوء !
” تجبرني على النظر للوراء هاه ؟ “
و لأن غلين قد نجح في تغلبه بالفعل على خوفه ، اندفع بثقة عالية و دخل هذا العالم المجهول من دون أي تردد أو تفكير .
لا ضوء و لا صدى و لا رائحة ! شعر قناع الرماد بالعدم حتى السلالم قد تم تحويلها لدخان أسود لكن غلين استطاع الشعور بها و بالمقبض ، مشى إلى الأمام خطوة بخطوة .
” منذ متى و أنا في هذا المكان ؟ ثلاثة أيام ؟ أربعة ؟ خمسة ؟ ما رقم هذه الخطوة ؟ 30000 ، 40000 ؟ ” .
لكن ارتفاع برج المياه المدمر لم يتجاوز الخمسين مترا ، فلما لم يصل للقمة بعد ؟
” علي إبلاغ المعلم بيرانوس ، لم أستطع الاتصال بلافيتي ؟ هل هي غاضبة ؟ عد … لا ! لا تستطيع العودة بعد ! لا ! انتظر لن أستطيع الوصول إلى القمة ! علاوة على أني جائع ! أم أني لست جائع ؟ عطشان ربما ؟ هل ما أمر به وهم ؟ نعم إنه وهم ! ” أصبح غلين بالفعل مجنونا و هو يتكلم مع ذاته بينما سار في الظلام خطوة بخطوة !
فجأة و في اللحظة التالية شعر غلين و أخيرا بتغيير كما لو قد مر بغشاء مما أدى إلى توهج عينيه !
” هاه ؟ ضوء ! أستطيع رؤية الأشياء ! هل هو نجاح ؟ ” نظر غلين المتحمس و قال فجأة ” هاه ؟ لما لا أزال في الطابق الأرضي ؟ ” ( لا تعليق 🤦 ) .
” مرحبا ! لقد بقيت واقفا لعشر دقائق منذ الدخول إلى هنا هل أنت بخير ؟ ” من خلفه تردد تذمر واضح مع نفاذ الصبر ، شعر غلين بضعف ساقيه و جلس على الأرض بشكل غريزي ، أطلق صرخة قبيحة ( يا لعيب هههه لا تلعب بالنار هههه ) تراجع خطوتين للوراء ، بعد رؤية الشكل الانساني و الضبابي سأل مرتعدا ” هل أنت إنسان ؟ ” .
تبين أنها ساحرة مبتدئة سمينة جدا ، و كأنها عبارة عن كرة من اللحم مع كرتين مطاطيتين بارزتان على صدرها ، حتى رداءها بالكاد غطى جدسها الكروي .
شعر غلين بالصدمة ، هذه الفتاة أسمن من دينكنز الدهني ، التقدير الأولي ربما 400 كيلو غرام !
” ما هذا الهراء عن كوني إنسانا أم لا ؟ هل تسخر مني ؟ أنظر إليك أيها الجبان ! ” لم تهتم بمزاج غلين ” همف سأغادر الوداع ! ” .
لم يهتم غلين بالفتاة السمينة أيضا ، الأيام المظلمة التي عاشها للتو قد تم حفرها بالفعل في ذاكرته و للأبد ، تصميمه الذي لا يتزعزع و شجاعته و ثقته المفرطة و كل شيء !
سرعان ما غادر غلين الفناء في وقت متأخر من الليل ، من خارج الفناء بدا برج المياه المدمر في حالة مهترأة ، القمر و النجوم ، لم يشعر بأي شذوذ و لا غرابة .
فكر غلين في شيء ما و قام بإخراج كرته البلورية .
بعد لحظة فتح عينيه على مصراعيهما و قال بغير تصديق ” مستحيل ! هل هذا ممكن ؟ 29 نقطة من القوة العقلية ؟ زيادة بمقدار خمسة نقاط ! … هذا … هذا مستحيل !… برج المياه المدمر هو ببساطة معجزة ! ” .
خطط غلين لدراسة وضع البرج بعناية و تأثيره على قوة العقل ، بل أدرجه ضمن أبحاثه و أعطاه الأولوية قبل شيفرة ( قانون ) الحياة .
ربما يستطيع أيضا أن يسأل الساحر بيرانوس العظيم ، باعتباره ساحرا حقيقيا من المستوى الثالث و أحد مدراء أكاديمية إيسوتا السوداء ، ربما لديه معرفة بأسرار الأكاديمية و برج المياه المدمر في هذا الفناء المهجور .
مع أخذ هذا بالاعتبار ، توجه غلين إلى قاعة المهام و قام بنشر مهمة للعثور على 100 صدفة محار جميل ، كمكافأة اقترح غلين 4000 حجر سحري .
قبل مغادرته ، سأل غلين مسؤولي القاعة عن الوقت الحالي ، بعد التأكد من أنه لم يبق في برج المياه إلا لأقل من ساعة رملية واحدة ، شعر غلين بالصدمة و الارتباك .
لم يعد غلين لغرفته بل زار غرفة لافيتي لممارسة **** .
ترجمة و تدقيق : Younes39
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.