رحلة ساحر - الفصل 6 : ميناء كراكاتاو
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
بعد مغادرة ميناء مدينة بي سير ، أبحرت السفينة لمدة نصف شهر قبل الوصول إلى ميناء كراكاتاو ، انضم طفل جديد تم اختياره ، كان صبيا اسمه روبينسون ، تم قبوله أثناء المرور بميناء أبيكس .
كان روبنسون من النوع الثرثار ، الأسوأ أنه أفشى أسرار الناس ، بينما ابتعد الجميع عنه أصبح غلين عالقا في الوسط !
بالعودة إلى قصر عمدة مدينة روثين شتاين ، بكى روبنسون من شدة السعادة بعد اجتيازه لاختبار الكرة السحرية ، لقد كاد أن يقلب القصر رأسا على عقب من شدة هتافه و الرقص بفرحة إلى أن قام الساحر بصفعه ، لحسن الحظ لم يعاقبه لأن غلين توسّط من أجله ، لذا منذ ذلك الحين لم يترك روبينسون غلين قط بينما ازعج هذا الأخير بثرثرته و فضح الجميع له !
” هل تعلم ؟ شيلي لديها وحمة على مؤخرتها ؟! ” قال روبينسون ” لقد إختلست النظر أثناء استحمامها ! ” قال مع ضحكة منحرفة .
” حسنا لكن من هي شيلي ؟ ” سأل غلين بفتور من شدة الكسل .
” شيلي ؟ ألا تعرفها ؟ حبيبة ألفيس ! ” هسهس روبينسون .
” ألفيس ؟ من أين سأعرفه بحق ! ” تذمر غلين إلا أنه سرعان ما استسلم و أردف قائلا ” أوه أرى … نعم تذكرته ! ” .
بعد رسو السفينة في ميناء كراكاتاو أمر الساحر أبولو ” لينزل الجميع من على متن السفينة ” .
كاراكاتو كان أكبر ميناء في أرخبيل المرجان ، احتل مساحة تبلغ 960 ألف متر مربع ، بالإضافة لقناة تجريف لصرف المياه إلى الخليج .
رست مئات السفن أمام الميناء ، بعض السفن امتد طولها لألف متر ، اكتظ الميناء بآلاف الناس .
” واو ! هذا هو ميناء كراكاتاو ، يا له من منظر جميل ! ” نظرت لافيتي إلى البحر و سفن الشحن !
بعد الرحلة تراجعت لافيتي عن شكواها بشأن إجبارها على تعلم السحر ، استمتعت بالمناظر و روعة السفن و البحر الأزرق .
أغمضت عينيها أثناء بسطها لذراعيها ، كانت لافيتي فتاة بشعر بني أملس ، ترتدي ثوبا ضيقا و شريطا من القماش حول خصرها كالوشاح بالإضافة لصدرها الممتلئ و المرتفع .
” رائع ! إنها رائعة ! ” قال روبينسون بصوت عال ، من وراءه بلع غلين لعابه بالكاد بينما نظر للافيتي أيضا كما لو كان معجبا بها سرا .
” أوه حبيبتي لافيتي ! أنظري لمدى جمالك ! كم أنت جذابة ! أنت قدري الحقيقي ! أنت الأميرة التي انتظرتها ! ” أعلن روبينسون بينما دق نبض قلبه كالطبل .
” السعي وراء لافيتي ؟ هل أصيب هذا الأحمق بالجنون ؟ ” خدش غلين رأسه ، ‘ آه المسكين روبينسون ! ‘ .
نظر الجميع إلى روبينسون في انتظار مصيره المشؤوم و المثير للشفقة .
في نفس الوقت شعرت نينا بالخجل و الحرج بسبب إعلان الحب المفاجئ لذا عضت شفتها .
استدارت لافيتي فجأة مع ثني خصرها و هي تنظر لروبينسون بوجه قاتم ” حبيبتك ؟ هاه ؟ ” رددت شيئا ثم أشارت بإصبعها إلى روبينسون .
من العدم ظهرت كرمة زاحفة و التفت حول خصر روبينسون ، في لحظة تم لفه بإحكام بينما إحمر وجهه من شدة الضغط .
” إنه سحر !… ” شعر الجميع بالشده ، ” ممم ! ” زمّ روبينسون لسانه من أجل طلب المساعدة بينما تلوى كالثعبان .
تجمع الحشد بعد عرض لافيتي السحري بينما سأل غلين و الباقي ” كيف استخدمتي السحر ؟ ” .
مدت لافيتي يدها و أشارت لخاتمها ” إنه خاتم سحري ! إنها أداة سحرية ، لقد استخدمت قوتي العقلية من أجل إثارة الخاتم و استدعاء السحر ، و هكذا استطعت التحكم في الكرمة ” .
بعد قراءة دليل التأمل علم غلين أن للقوة العقلية علاقة مع قوة السحر ، للأسف فشل في التحكم و استخدام القوة العقلية على عكس لافيتي .
على الرغم من ذلك ، رؤية لافيتي التي تتحكم بقوتها العقلية و استخدامها للسحر شجعه حقا و حفزه من أجل العمل بجهد أكبر ، بعد نصف دقيقة اختفت الكرمة .
بين الحشد وقف بعض الفرسان بقيادة رجل سمين أمام الساحر بينما شاهد أداء الأطفال ، نزل من الحصان ثم ركع ” سيدي ! الدوق في انتظارك ، لقد أعد مأدبة من أجلكم ” .
” حسنا ” رد الساحر أبولو بلا مبالاة .
……
” كان العشاء رائعا ” صاح غلين ، لقد اعتاد بالفعل على مأدبة النبلاء بعد السفر مع الساحر أبولو ، كما أنه تعلم القليل من آدابهم المرموقة و كيفية التواصل و التفاعل مع باقي النبلاء .
جلس الدوق مقابل الساحر أبولو على الطاولة بينما أشار له بالاستمتاع ، ارتدى رداءا ذهبيا مزخرفا .
أيضا بدا أنه على معرفة بالساحر إذ قال ” أبولو هل يزعجك شيء ما ؟ ” سأل حين لاحظ أن الساحر أبولو الغامض شارد الذهن أثناء لعبه بالملعقة الفضية في صحن المرق .
بعد سماعه لسؤال الدوق تنهد أبولو ” لقد كنت محقا ! خرج الوضع عن السيطرة ، بعض السحرة بالفعل في عداد المفقودين ، على عكس قارة السحرة ، الوضع هنا آمن على الأقل ” .
” هااا ” تذمر الدوق ” على عكسك ، لقد غادرت لأني لم أستطع الارتقاء أو التقدم أكثر ، لذلك استقلت و عدت إلى عالم الثراء الفاحش و فضلت الحياة المترفة على حياة السحر ” رد الدوق بينما غمس شريحة اللحم في الكافيار .
” من سيقوم باصطحابهم من هنا ؟ ” استفسر الدوق أثناء إشارته للأطفال .
” ديور ! ” رد الساحر .
” أوه ! الحياة في مدرسة ليليثيا للسحرة ليست صعبة نوعا ما ، على عكس مدرسة إيسوتا السوداء للسحرة ! ” .
فجأة قاطعه الساحر بعد انزعاجه من ثرثرة هذا الأخير ” لقد عثر بعض السحرة على صدع ضخم في العالم السفلي ، سأغادر من أجل التحقق بشأنه ” .
بعد اختتام المأدبة تم اصطحاب غلين و باقي الأطفال إلى قصر آخر من أجل البقاء لمدة سبعة أيام قبل مغادرة الجزيرة .
نفح تيار من الرياح و نسيم البحر مع لمحة من رائحة الأسماك بعد فتح غلين للنافذة ، يقع القصر على جرف صخري و قد أطل على البحر الأزرق .
” كيف تبدو قارة السحرة ؟ ” تساءل غلين .
خلال هذه الأيام رأى غلين قوة السحر ، شعاع الضوء الأسود ، الضفدع السحري ، الكرمة ، لقد تاق بشدة لاستخدام هذه القوة !
إلا أنه انزعج من قسوة الساحر و قتله للناس من دون ذرة ندم ، ” ما أحتاج إليه أن أمشي للأمام فقط ! لا عودة للوراء ! ” غمغم غلين ثم أغلق النافذة بينما أضاء الشموع و انغمس في قراءة كتابه الجديد ” دليل التأمل ” .
ترجمة و تدقيق : Younes39