رحلة ساحر - الفصل 5 : المعرفة !
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
” الوجهة النهائية هي مدرسة ليليثيا للسحرة ، أين ستدرسون السحر و تتعلمون كيفية استخدامه ، سيستغرق وصولكم إلى قارة السحر عن طريق البحر شهرين ، اسمي هو أبولو ! سأسمح بطرح سؤال واحد أثناء بقاءنا هنا ! ” قال الساحر للأطفال بعد مغادرة قصر عمدة المدينة برفقة بعض النبلاء و لورد قصر زي جو و العمدة طبعا من أجل مرافقة هذا الأخير قبل عودتهم مجددا .
سار سام بالقرب من الساحر بينما تملقه بلسانه الفريد من نوعه و مدحه من دون كلل و ملل حتى أنه قام بالأعمال القذرة من أجله كحمل ضفدعه و كرة الكريستال و ما شابه في رغبة منه لطرح المزيد من الأسئلة بينما نظر لباقي الأطفال بازدراء ثم انحنى و سأل ” أيها المعلم ! هنالك نقاط حول دليل التأمل لم أفهمها بعد ! هل تستطيع إنارتي بحكمتك ! ” .
بعد طرحه لسؤال آخر تمتم وايد من خلف الساحر و سام في غيرة منه ” سحقا لك ! كيف تستطيع الانحناء لذلك الحد !؟ ”
” لا تقلقي سأصبح أعظم ساحر على الإطلاق ” همس كريس في أذن نينا التي لم تدلي بأي تعليق حول طموح توأمها ، كانت فتاة هادئة و خجولة بطبعها .
لم يطرح غلين على عكس البقية سؤاله بعد ، للأسف لم يكن لديه المال لشراء سؤال آخر أو رشوة الساحر ، لطالما احتار غلين من عدة أسئلة ” ما هو عالم السحرة ؟ ” و ” لماذا بورك السحرة بهذه القوة ؟ ” و غيرها من الأسئلة المشابهة .
فجأة نظر إلى لافيتي ” نعم هي ! لقد أجبرها والدها على الإنضمام لمدرسة السحر ، لماذا لا أسألها ؟ ” استدار و اقترب من لافيتي ثم همس ” ممم ؟ لدي سؤال ما هو عالم السحرة ؟ و لما بورك السحرة بهذه القوة ؟ ” .
” عالم السحرة ؟ ” ألقت لافيتي نظرة على غلين ، اعتقدت أنه اقترب منها لأجل مدحها ، فهي معتادة على مدح الآخرين لها باعتبارها ابنة ماركيز و حاكم المدينة و حتى من النبلاء .
” قد لا يكون عالم السحر رائعا كما تتخيله ، و هو لشيء واحد ! كل ما تملكه في هذه الحياة من مال و مكانة بلا فائدة في قارة السحرة ! ” قالت لافيتي و هي تقضم شفتها بشدة ، لطالما كرهت التحدث مع باقي النبلاء و الفقراء على سواء ، لكنها الآن قد فقدت كل شيء ! بعيدا عن رعاية والدها ستحتاج إلى بعض الأصدقاء في مدرسة السحر ، لذا هي تكافح من أجل إخفاء قسوتها و نفورها من الآخرين بعد سؤال غلين .
” قارة السحر ؟ ما هي ؟ ” تساءل غلين .
” هاه ؟ قارة السحرة هي القارة التي يعيش فيه السحرة طبعا يا ذكي ، إنها قارة شاسعة جدا ! أكبر مما يمكن أن تتخيل حتى ! ” أجابته لافيتي ” قد لا نتمكن مجددا من العودة إلى مسقط رأسنا ” .
” لا نستطيع العودة ؟ لما ؟ ” سأل غلين .
” عليك أن تبقى منخفضا ، إن لم يكن لديك القوة أو اتصالات في قارة السحرة ، فإن كبرياءك قد يكلفك حياتك ! ” بعد سماعه لإجابة لافيتي توقف غلين لبرهة عن المشي ، لقد تصور أن قارة السحرة بلا نبلاء و خالية من أي خطر لكن الآن ؟
لاحظت لافيتي نظرة القلق على وجه غلين ثم قالت بنبرة هادئة ” لكن لا تقلق ، يتصرف السحرة وفق القواعد و الأحكام أيضا ، يحرص البرج المقدس على عدم مخالفة الجميع للقواعد في قارة السحرة ! ” .
لم يرد غلين عليها ، سار ببطئ بينما ضاع في التفكير ، تذكر العجوز هام الذي كدح طوال حياته بحثا عن حياة أفضل ، بينما تعرض للتنمر من النبلاء و كبير الخدم و حتى الفرسان .
مع موته إختفت أيضا معاناة العجوز هام ، لقد كنّ احتراما شديدا له إلا أنه لم يرد قط عيش نفس الحياة ! أراد أن يغير حياته ! على الأقل لن يضطر للتسول و التذلل من أجل إشباع جوعه .
” مدرسة ليليثيا ها أنا قادم ! ” صاح غلين بحزم و قوة .
برؤية نظرة غلين أدركت لافاتي أن غلين فد تغلب على مخاوفه بالفعل ” لقد اتخذت القرار الصحيح ! لو اخترت المغادرة ! لقتلك الساحر أبولو فورا ” ضحكت ثم سارت بلا مبالاة .
لكن فجأة تم قطع طريقهم ” أتركوا أموالكم ! أو موتوا الآن ! ” مع عواء و تهديد خرج قطاع الطرق .
” سرقة ؟! ” فوجئ غلين ، قطاع الطرق ! لقد سرقوا و نهبوا المارة حتى أنهم تجرؤوا على اغتصاب النساء و ذبح الأطفال من دون أي رحمة ، لثانية شعر غلين بالذعر لكن سرعان ما عاد لرشده ” مهلا ؟ أنا مع الساحر ! ” أدرك أنه في مأمن من شرهم .
نظر قطاع الطرق إلى أبولو و الأطفال بعيون فاجرة بينما لوح البعض بالمناجل .
” سلمنا أموالك أو … ” فجأة قفز ضفدع الساحر من يد سام ثم تحول و ازداد حجمه بينما سحق الرجل في الأمام لفطيرة من اللحم ، تفرق باقي قطاع الطرق في حالة ذعر .
” همف ! الساحر لا يمكن ذله ” أشار أبولو بإصبعه ، مع وميض أسود اخترق جباه قطاع الطرق ، في بضع ثوان ارتطمت جثث الجميع بالأرض .
عاد الضفدع لحجمه ثم قفز في يد سام بينما ارتجف هذا الأخير ، ارتجف باقي الأطفال أيضا إلا أن الساحر أبولو لم يعرهم أي اهتمام ، سرعان ما سار ببطئ بلا مبالاة .
بعد ساعة من المشي قرر غلين أخيرا طرح سؤاله ” معلم عندي سؤال ، لما يمتلك السحرة هذه القوة ؟ لقد رأيتك تقتل كبير الخدم و الفرسان و الآن قطاع الطرق فقط بوميض أسود ! كيف فعلت ذلك ؟ ”
” حسنا سؤال جيد ! ” نظر الساحر إلى غلين ” إنها المعرفة ! هي ما تمنحني القوة ! ” .
” كما قال أحد السحرة ! ناولني المعرفة اللا نهائية و سوف أستخدم نفسي كنقطة ارتكاز لأحرك العالم بيدي ! ” أوضح أبولو ببطئ ” منبع القوة هو المعرفة و قوة السحر ، لكن تذكر ! المعرفة هي الأهم دائما ! ” أخرج كتابا من عباءته و أعطاه لغلين .
” إيه ؟ دليل التأمل ؟ ” تساءل غلين بينما قرأ العنوان .
” لقد كتبته بنفسي ! قد تجد شيئا من شأنه أن يفيدك ” أوضح أبولو .
أمسك غلين الكتاب بحزم خوفا من أن يأخذ منه بينما غمغم ” بالمعرفة اللا نهائية ! سأحرك أنا أيضا العالم يوما ما ! ” 😍😍
ترجمة و تدقيق : Younes39