رحلة ساحر - الفصل 45 : يائس محتمل ؟
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
شعر غلين بالكآبة لعدة أيام ، لقد كره لافيتي نوعا ما لأنها لم تقم بدعم قراره و لم تعطه فرصة ، رآها مستلقية بجواره ثم سأل نفسه سرا ” هل هي حقا الفتاة المناسبة لي حقا ؟ يبدو أنها انتهازية و مسيطرة ، كما أنها تقلل من تقديري في بعض الأحيان ! ” هذه الأفكار مزقته لأنه أحبها من قلبه حقا !
هل ستكون لافيتي نعمة لغلين في طريقه ليصبح ساحرا عظيما ؟ لا أحد يعلم حقا ! فهل ستكون مجرد عقبة إذن ؟ لم يكن ذلك معروفا أيضا .
ما هو واضح هو أن غلين قد اتخذ قراره في ليلة صعود الأبراج السبعة ! انزلق من الخيمة سرا و اندفع في اتجاهها !
أسفل ستار من الظلام ، تحرك غلين بمفرده عبر غابة الأشواك ، لقد شق طريقه ببطء شديد من أجل كبح إشارة الطاقة على جبينه قدر الإمكان ، قد يكلفه خطأ واحد حياته بعد تجمع اليائسين السبعة .
عند اقترابه من الأبراج ، لاحظ كوخا قديما شبيها بالكوخ الذي حصل على العصا منه ، لكن على عكسه له سبع مداخل ، تمركز اليائسون حول الكوخ و الأبراج السبعة من حوله .
” لماذا يراقبون فقط ؟ لما لا يدخلون ؟ ” شعر غلين ببعض الإلتباس و الغرابة .
في اليوم التالي ، اقتحم العديد من الطلبة و من بالغ في قوته و قدرته الكوخ و انتهى بهم الأمر جثثا مرمية على الأرض في اللحظة التالية .
تربص غلين في بقعة آمنة و عمياء ، تم مراقبة معظم الزوايا إما من قبل إبنة الشمس المتغطرسة ، أو بواسطة اثنين من اليائسين معا ، نظرا للحراسة الشديدة تجمع معظم الطلبة في بقعة واحدة ممّن اقتادهم الفضول و الغموض بشأن المكافأة الأخيرة في محاكمة الوفد الجديد .
لتجنب أي صراع غير ضروري قرر غلين الاختباء تحت الأرض باستخدام زهرة سيليكس ، إحدى هدايا الساحرة إيلينا .
في اليوم 23 ، كسر سبعة أو ثمانية طلبة شجعان الحدود لكن قتلوا بطرق مختلفة و مروعة على يد اليائسين السبعة .
في اليوم 24 تجرأ طالبان على تحدي سلطة اليائسين السبعة ، لامتلاكهما الخرزة السحرية أيضا ، لكن اتضح أنها خطوة غبية أخرى ، بعد تهديدهما للسبعة من خلال استخدامهما للخرزة السحرية ، قام الشبه الآلي و الذي قد تعافى من كل إصاباته السابقة بأرجحة ذيله الميكانيكي في اتجاه الخرزة بسرعة مما أدى إلى رميها بعيدا في حدود كيلومتر واحد ، و في الأون نفسه تم ذبح كليهما بلا رحمة .
و لدهشة الشبه آلي ، تم تفجير الخرزة السحرية بعد ضربة ذيله ، بعد الانفجار القوي تم رفع سحابة من الدخان على شكل غطاء الفطر من على الأرض .
في الأيام القليلة التالية ، لم يتخذ أي ساحر مبتدئ خطوة للأمام من أجل دخول الكوخ في حضور اليائسين السبعة ، أخيرا عرفوا حقيقة لا رجعة فيها .
” سعي المرء وراء حلمه له تكلفة ! ” .
في اليوم 26 من محاكمة الوفد الجديد ، نظرا لكونه آمنا في الأرض ، قام غلين بجمع القليل من جثثهم من أجل دراستها .
أحد هدايا الساحرة إيلينا هي الحشرة الطنانة ، ستنمو هذه الحشرة فقط في حالة رعايتها داخل الجثة و التهامها للحم النافق ، ستتحول فيما بعد لوحش عملاق من أجل حماية غلين ليوم واحد ، لذا تربية هذه الحشرة هي الأولوية القصوى لغلين من أجل توفير الدعم .
بعد بحثه بدقة ، توصل غلين لنتيجة سطحية فيما يخص مقتلهم ، بعضهم قتل باستخدام سحر الأرض و السحر الخشبي و البعض تسمم حتى هلاكه و البعض تم حرقه بسحر النار .
لم يتمكن غلين من معرفة كيفية موتهم بالضبط باستخدام سحر العناصر ، و لا باستخدام السم ، في هذه المحاكمة ، أحضر غلين معه جرعتين من الترياق المضاد للسموم ، أحدها لتقليل تأثير التسمم من لقاح الأزهار و إفارازاتها ، و الأخرى للحد من سم العناصر المعدنية ، لقد اشتراها من سوق البرج الأسود .
بعد إطلاقه للحشرة الطنانة و السماح لها بالحفر في جثثهم ، تردد صدى الطنين الشديد و الذي استمر لمدة ساعة تقريبا ، فجأة لاحظ غلين تجمع و تحول جثثهم لهياكل عظمية عارية ، لم يتبق أي لحم بشري ، تم تجميع اللحم ليتشكل ببطء ببطأ وحش مقزز يبلغ من الطول 3 أمتار .
ما ميزه أنه هو و غلين كلاهما مرتبطان عقليا و روحيا ، بمعنى آخر كان هذا الوحش الحشري عبدا روحيا لغلين سيقوم بإطاعة جميع أوامره من دون أي شكوى ، طبعا قبل انتهاء الفترة المحددة لخدمته و اتصاله .
ظهر غلين من الأرض مع اختفاء زهرة سيليكس ، من خلفه ظهر الوحش البشع .
بينما اندفع غلين عبر الغابة انزلق شيء ما على حين غرة بجواره ، باستخدام ميزة الصدى تمكن من تحديد مكانه ، لكن بعد مدة اختفى من إدراكه .
” كان هذا غريبا ! أنّا له أن يختفي بهذه السرعة ؟ ” استنشق غلين ثم صرخ ” لا ! إنه أنت مجددا ؟ أظهر نفسك الآن أيها الجبان ! ” .
لكن لم يتلقى غلين أي رد .
” هيا ! توقف عن الاختباء ، إنه أنت أنا أعلم ، من طاردني قبل عدة أيام ! ”
” هاها ! عظيم ! أنت تستحق هذا الاسم حقا ! لقد أصبحت حديث الساعة خلال هذه الأيام ! ” قال الشخص المتخفي كاشفا عن الجزء العلوي من جسده في الهواء فقط .
” اسم ؟ من أنت ؟ و لماذا أنت هنا ؟ ماذا تريد مني ؟ ” عبس غلين .
” يائس محتمل جديد ! هذا ما قاله البعض عن المقنع ! لم يتمكن كيري من كسر دفاعه القوي ، و كاد يقوم بقتل الشبه آلي تقريبا ! كان مثيرا للشفقة آنذاك ! أنا اللص الشبح بالمناسبة ” أظهر هذا اليائس نظرة ساخرة و القليل من الازدراء في لهجته .
استشاط الوحش غضبا ، طبعا ليس بلا غرض محدد ؟ كما ذكرنا سابقا كان عقله و عقل غلين متصلين ، لقد أضحى غاضبا لأن غلين قد فقد أعصابه و استعد للقضاء على هذا الثرثار المزعج !
اندفع الوحش بسرعة و قوة و هاجم بقبضته ، لكن بعد انقشاع الغبار ، اختفى اللص الشبح من دون أي أثر ، في اللحظة التالية ظهر فوق شجرة على بعد عشرة أمتار من غلين .
أنتج هذا الأخير طائرا ناريا و هاجم مع الوحش الطنان .
لكن مع نفس الخدعة ، نقل الشبح اللص نفسه إلى تلة أخرى على بعد كيلومتر في غمضة عين .
” أوه أيها السلطعون الحار ! أين هي ؟ ! إقلق أيها المقنع فصديقتي في طريقها ! ” تردد صوته على مقربة من مسامع غلين من خلال تردد طيفي معين رغم بعد المسافة بينهما .
ترجمة و تدقيق : Younes39