رحلة ساحر - الفصل 42 : الديدان الطفيلية الافتراضية و عالم الفراغ !
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
بعد وصول لافيتي و البقية سرعان ما تبادلوا التحية مع بيل ، قبل عدة أعوام أعلن أليستر بالفعل عن مشاعره لبيل و سمح لها بالانضمام لاتحاد شراع الدم .
لم يكن لدى لافيتي أي مصلحة في التطفل على هذه المسألة الغير مهمة و التي تخص أليستر و بيل ، سرعان ما استخدمت أداتها السحرية عين النسر لمحاولة تحليل المذبح من بعيد .
تبين أن هذه المحاولة لا رجاء منها .
” لم أستطع رؤية أي شيء ، إما أن حارس المذبح مختبأ في الأرض أو أنه غير مرئي من الأساس ” تكهّنت لافيتي و هي تشرح لرفاقها .
التفتت و نظرت لروبن فجأة بعد وضع عين النسر في جيبها .
” لما لا تجربين قردك ؟ أليس قادرا على رؤية الأشباح و الأرواح ؟ ” .
” همم ؟ هل من الممكن أن حارس المذبح شبح ؟ ” لم تستطع روبن إلا أن ترد بدهشة ” حسنا سأفعل هذا ! ” .
لكن بعد محاولتها لم يتمكن القرد من رؤية أي شيء أيضا .
شعر الجميع بخيبة الأمل بمن فيهم باقي الطلبة من حولهم .
” دعني أدخل إلى المذبح ، أنا سريع ، أستطيع التسلل و الخروج في لمح البصر ! ” اقترح روبينسون .
لكن قوبل اقتراحه بنقض روبن الفوري .
” أنا من سيفعلها ” تدخل غلين لكن قبل أن يستهجن أي أحد و خاصة لافيتي أوضح ” لن أدخل إلى المذبح لا تقلقوا ، أحتاج فقط إلى الدنو منه لاستخدام حاسة شمي القوية لمحاولة استشعار أي شيء ! ” .
” ستعتمد على حاسة الشم ؟ لم أعلم أنه مفيد ؟ سحر تعزيز حاسة الشم ! ” مع نظرة ازدراء رمقته لافيتي .
ابتسم غلين بلا حول و لا قوة منه .
لا بد أنها قد نسيته بالفعل و اعتبرته سحرا غير مفيد ، كتاب تحسين حاسة الشم و رسم خارطة الروائح الذي ألقته على الأرض في قصر زي جو ، آنذاك كان العجوز هام لا زال حيا .
سار غلين نحو الركائز الستة ، في خطوته التالية توقف ثم ركز انتباهه على أنفه و استنشق ببطأ .
” عشبة ؟ فطر ؟ الأغصان الميتة ، رائحة إنسان ؟ رائحة الزهور … رائحة الصخور … ” تمتم غلين بقائمة من الروائح بلا نهاية .
انتظر الحشد لمدة نصف ساعة إلى أن شعروا بالملل .
” تبا ! لا توجد رائحة معينة تشير إلى وجود أي كائت أو حامي في هذا المذبح ! هل هو شبح حقا ؟ ” ختم غلين قدمه على الأرض من غضبه .
فشله أفزع باقي الحشد .
لم يكن غلين من النوع الذي قد يستسلم بسهولة ، ما ميز غلين حقا هو مرونته ، بالإضافة لكونه على اتصال ببعض المشعوذين في أكاديمية إيسوتا السوداء كإيلينا و شين روي ، مكنه هءا من معرفة أن لكل مشكلة حل .
تمتم غلين لنفسه ” سأستخدم قدرة تحديد الصدى ” .
أغمض عينيه و أطلق من خلال الغصن على قناعه موجة صوتية نحو المذبح ، مع انعكاسها شعر غلين أخيرا بالفرح ، سرعان ما أرسل المزيد و مع تسارع العملية ، ظهر مخطط غامض لشيء ما في وسط المذبح ، كان ضخما و أحاط الأعمدة الستة .
” ما هذا بحق ؟ ” تشدد قلبه ( غلين ) .
بعد مدة تمكن غلين أخيرا من رؤية المخطط بوضوح ، كان عبارة عن سائل لزج شبيه بالغراء ، بدا شفافا ، كافح شيء ما من أجل الخروج من المذبح ، لكن تم تغليفه بشيء يشبه الكيس البلاستيكي لمنعه من التحرر .
بعد فتحه لعينيه تحول المخطط لضبابي و اختفى عن ناظريه كما لو كان غير موجود من الأصل .
تراجع غلين و عاد إلى مجموعته ، لم يعلق أي أحد ما رآه ما عدا روبن .
” ربما أنا على معرفة بماهيته ! أثناء دراستي لسحر الاستدعاء ، أعتقد أن بعض السحرة القدماء قد أطلقوا عليها الديدان الطفيلية الافتراضية ! ” رمقتهم روبن جميعا و هي توضح ببطئ و بنبرة منخفضة .
” وفقا لما ذكر في المجلد الذي قرأته ، نحن نعيش في عالم ثلاثي الأبعاد ، الطول و العمق و العرض ، هذه القواعد هي ما تشكل الفضاء من حولنا ، و تسمح لنسيج الزمان بالدوران ، لكن هناك وجود آخر يعيش في عوالم تحتوي على أكثر من ثلاثة أبعاد ، و البعض يعيش في عوالم تحتوي على أقل من ثلاثة أبعاد أيضا ، جميعها لها فهم متباين عنا لمفهوم الفضاء و الزمان ، بالتالي هي غير مرئية لنا و ليس لها تأثير على بعضها البعض ماديا ، لكن بعد تحليل بعض السحرة خلصوا في الأخير أنه في حالة معينة كالأحلام قد يلتقي هذا النوع من الوجود من أبعاد مختلفة و قد يتمكن من التواصل مع وجود من أبعاد مختلفة ” .
حدق الجميع في روبن مع فكوكهم المفتوحة إذ لم يتمكن أي منهم من نطق كلمة من الصدمة ، فعادة تنتمي هذه المعرفة المتقدمة لمشعوذي المستوى الرابع فقط فما فوق !
” العالم الذي نعيش به يتكون من جزئين هما العالم المادي و العالم الافتراضي ( الفراغ ) ، لا يمكن فصل العالمين ، لأن العالم الافتراضي بمثابة ظل للعالم المادي ، و بينهما نوع من الغراء الذي يجمع بين كليهما و يجعلهما في حالة استقرار ” .
الآن تبدو روبن مشعّة مقارنة بالآخرين لأنها في مركز الاهتمام و لأنها أيضا في دائرة الضوء مؤقتا !
” إذا ماذا عن هذه الديدان ؟ ” سأل غلين أولا .
” الديدان الطفيلية هي المسؤولة عن فرز هذا الغراء ! ، هذا الغراء له وظيفتين ! الأولى هي الحفاظ على استقرار العالم المادي و عالم الفراغ ، و الثانية هي فصل العالم المادي عن عالم الفراغ ، و بهذه الطريقة لن يتم زعزعة العالمين ! ” .
” بعبارة أخرى من دون الديدان ، سيصبح العالمان واحدا ! أما النتيجة ؟ فهي فظيعة و لا يمكن تصورها ! ” أردفته روبن قائلة .
” لكن كيف سنتعامل مع هذه الديدان ؟ ماذا عن الحصول على الخرزة السحرية ؟ ” قاطعتها لافيتي لأنها من النوع العملي ، بالنسبة لها الأولوية للحصول على الخرزة من أجل زيادة فرص بقاءهم على قيد الحياة إلى انتهاء هذا الاختبار .
” لا يمكن لأي كائن من عالم الفراغ أن يعيش في العالم المادي لمدة طويلة ، و العكس صحيح ، إذا كان الشيء الموجود في المذبح هو بالفعل ديدانا افتراضية ، فستموت مع مرور كل دقيقة ، فقط طريقة موتها مختلفة عن موتنا ، أيضا كلما زاد عدد الأشياء التي تلمسها في العالم المادي كلما زاد معدل موتها و هلاكها ” .
” هل نرمي الأشياء في اتجاه المذبح فقط هكذا ؟ ” شعرت لافيتي بالارتباك و الفرح فيرالآن نفسه .
لترد روبن عليها ” نعم ! ” .