رحلة ساحر - الفصل 4 : المحار الجميل
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
أعد حاكم مدينة بي سير وليمة فخمة و فاخرة من أجل الساحر أبولو و طلبته الستة الذين تم اختيارهم من أجل تعلم السحر ، و هم على التوالي لافيتي إبنة حاكم المدينة ، التوأم كريس و نينا ، وايد إبن مدير مطعم القمر ، سام الصبي الذي بدا كخادم فقير و قام بجمع المال أثناء الاختبار ، و أخيرا غلين .
على طاولة المأدبة تم وضع لحم العجل المشوي و لحم الضأن و أنواع أخرى من اللحوم الشهية و التي لم يستطع غلين تمييزها ، بالإضافة إلى أطباق أخرى من أجل المقبلات و التحلية كالمربى و الجبن … ما يقرب سبعين طبقا مختلفا ( تبا ! ما هو حجم الطاولة لتسع كل هذه الأطباق ؟! )
‘ لا يصدق ! أنا أتناول العشاء مع عمدة المدينة ! ‘ شعر غلين بالسعادة بينما قال سرا ‘ بالرغم من أن السبب هو الساحر أبولو طبعا ‘ .
” غلين ! ” قال الساحر فجأة .
” نعم ! سيدي ! ” رد غلين باحترام بينما وضع الشوكة و السكين من يده .
” في الاختبار تم تقييم قوتك العقلية ب 12 نقطة ، عادة امتلاك الشخص قوة عقلية تزيد عن 10 نقاط يعني امتلاكه لموهبة سحرية عند وضع يده على الكرة البلورية ” أوضح الساحر ببطئ و بصوته الأجش ” الحلم الذي عشته بعد إمساكك للكرة له علاقة بموهبتك السحرية ، كما ترى الموهبة جد ضرورية من أجل أن تصبح ساحرا حقيقيا ” ( برأيكم ما هي موهبة البطل 😂😂 اللي فهم الحلم أصلا ) .
” شكرا لك أيها السيد ! سأسعى جاهدا لأستفيد من موهبتي ! ” أجاب غلين رغم أن لا فكرة له عما قصده الساحر بالموهبة ناهيك عن أنه لم يتمكن للآن من فهم ذاك الحلم الذي بدا مريبا و مخيفا .
ثم استدار الساحر إلى لافيتي و وايد ” القوة العقلية لكليكما لم تتجاوز 10 نقاط حتى ! قد يمنعك هذا من تعلم السحر بسرعة ، لكن لا تقلقا فالقوة العقلية شيء يمكن اكتسابه مع التأمل ، ما يهم في عالم السحرة فعلا ليس الموهبة ! بل الحكمة ! و ما يحددها هو اكتسابكم للمعرفة ! ”
” شكرا لك أيها السيد ! سنعمل بجد ! ” أجابا معا باحترام أيضا .
” سيدي ! لا بد أن الرحلة كانت صعبة ، استرخي فقط و جرب المحار الذي وجدته في حدود البحر الجنوبي ، يطلق عليه المحار الجميل ، لأن لحمه هو لحم فتاة جميلة حية ! إنه جد ثمين و يصعب العثور عليه عادة ! ” قال العمدة للساحر بينما أشار بيده .
بعد التلويح بيده سارت عدة فتيات و قمن بوضع أطباق المحار الجميل على الطاولة أمام الأطفال و الساحر على التوالي .
ثمين ؟ هاه ؟ لماذا ؟ يبدو مجرد محار عادي ؟ رغم أن غلين كان معتادا على حفلات النبلاء في قصر زي جو إلا أنه لا زال مفتونا و في حيرة من أمره .
” المحار الجميل ، لقد أكلت منه عند زيارتي لحدود البحر الجنوبي ، أعتقد قبل 120 عاما ، هل لديك فكرة عن ما هم ؟ ” سأل الساحر بينما ابتسم .
” ليس لدي أي فكرة ! أرجوا أن تنيرنا أيها الساحر العظيم ! ” رد حاكم المدينة .
” المحار الجميل هو قبيلة تشبه البشر ! تم مطاردتهم من طرف باقي القبائل المجاورة ، كان معظهم إناثا و بالتالي ليس لديهم القوة للدفاع عن أنفسهن ناهيك عن حجمهم الصغير ! تم القبض على الذكور و ذبحهم بلا رحمة بينما نجت الإناث منهم بتحويل أنفسهن إلى محار و من هنا جاء إسم المحار الجميل ! ” أوضح الساحر بفتور للحاكم و الأطفال .
” يا لها من قصة ! ” صدم الجميع .
لم يكن غلين معتادا على أكل كائن حي يشبه البشر ! لم يحاول أكل المحار بل راقب الحاكم و الساحر .
” بانغ ! بانغ ! ” نقر العمدة مرتين على الصدفة بإصبع السبابة .
ألقى غلين نظرة على مجوهرات العمدة في يده ، سبع خواتم من الذهب الخالص و اليشم الأبيض .
بعد ثوان فتح العمدة المحار .
اتسعت عيون غلين و الباقي ، داخل المحار تنام فتاة جميلة و عارية بحجم إصبع اليد ، آذان مدببة و شعر لزج ، فجأة استيقظت الفتاة و تثاءبت بينما نظرت من حولها بفضول .
التقطها العمدة السمين بيده بينما سال لعابه أكثر ، فتح فمه و حاول ابتلاع الفتاة التي صرخت بقوة في محاولة منها للتحرر من قبضته .
لكن بغض النظر عن الصراخ المزعج ، امتص العمدة الفتاة بقوة في فمه ( 🫢🫢 حسنا يعجز اللسان عن التعبير ! ههه )
” رائع يا له من طعام ! ” شخر العمدة بينما قام برمي الصدفة في سلة النفاية ، استطاع غلين سماع صرخة الفتاة داخل بطن الرجل السمين .
استمتع الساحر و لافيتي ابنة العمدة بالمحار الجميل أيضا بلا مبالاة كما لو كانا معتادين مسبقا على هذا النوع من الأكل .
قام غلين و باقي الأطفال بكسر قوقعة المحار ، بعد النظر إلى الفتاة لم يتقبل أي منهم أكل كائن حي ناهيك عن فتاة لطيفة و ظريفة !
” إلى جانب مذاقها اللذيذ ، يساعد استهلاكها على تعزيز مقاومة الساحر لعنصر النار ” أوضح الساحر أبولو عند رؤية تردد باقي الأطفال ” لا تنخدع بمظهرها اللطيف و الجميل ، فقط استوعبها على أنها مجرد كائن رخوي ” .
أومأ الجميع برأسه .
بعد وقفة ، أردف الساحر قائلا ” لكن طبعا استهلاكها له ثمن ! حسب الشائعات التهام المحار الجميل يؤدي إلى زيادة هالة الجاذبية اتجاه وحوش البحر و بالتالي ستصبح هدفا محتملا و فريسة لها أثناء الإبحار ! بمعنى آخر إنها لعنة أيضا ! ”
ظن غلين أنها فرصة لترك انطباع جيد عنه أمام الساحر أبولو لذا شجع نفسه و أغلق عيناه و ابتلع الفتاة بينما أعاد رأسه للوراء .
لم يجرؤ غلين على مضغ لحمها الطري و الملتوي الذي بلا عظم ، بدلا من هذا سمح لها كالعمدة بالإنزلاق عبر حلقه إلى بطنه ، ارتعشت شفتاه و التوى وجهه من شدة الاشمئزاز .
كغلين التهم باقي الأطفال المحار الجميل من دون أي تردد ، بينما اندلع صراخ نساء المحار في قاعة المأدبة .
الإستثناء الوحيد كانت نينا ، صدمت من قسوة البقية ، دفعت طبق المحار بعيدا ، لطالما كانت رقيقة القلب و خجولة منذ صغرها على عكس كريس !
في اليوم التالي قرر غلين استعادة عربته و تركها في رعاية الأخ السادس ، لم يستطع تركها بعد ربطها مع الحصان بالقرب من قصر زي جو ، لأنها كانت ذكرى من العجوز هام فقد رافقته لأكثر من عقد .
بالطبع سخر وايد و لافيتي من غلين لأنهما لم يستوعبا منطقه الغبي .
” أنت إبن السافلة ! كيف تجرؤ على العودة إلى هنا ؟ ” صرخ كبير الخدم العجوز بعد رؤية غلين عند مدخل القصر .
إتضح أن غلين لم يتمكن من العثور على العربة لذا غامر بإلقاء نظرة داخل ساحة القصر و لاحظ أنها مربوطة بشجرة تفاح في الفناء الخلفي ، أراد اقتحام القصر إلا أن الحراس وقفوا بالمرصاد و حاولوا طرده بالقوة .
” السيد بيتلر أنا لا أهتم بالعمل ! ما أريده هو العربة ! من فضلك أعدها ” رد غلين .
ظن كبير الخدم أن غلين عاد لأنه أراد الاعتذار عن سلوكه و يتوسل من أجل العفو ، لكن بدلا من هذا عاد من أجل المطالبة بالعربة و الحصان ؟ صرخ العجوز بتلر غاضبا ” غادر الآن ! أي عربة ؟ حراس تخلصوا منه ! ” أمر الحراس عند المدخل .
اقترب أحد الحرس من غلين ، رجل قوي و ضخم البنية قام برفعه من ياقته .
” هاه؟ ما هذا ؟ ” فجأة صرخ الحارس في صدمة .
اتجه شعاع أسود اللون نحو الحارس .
قام الحارس برمي غلين أرضا بعد رؤية الضوء الأسود و سرعان ما انحنى لتفادي الشعاع ، أصاب الشعاع الأسود عمودا حجريا من خلفه ثم تناثر و تحول إلى عدة حشرات سوداء مع قواطع و العديد من الأعين المرعبة ، فك قوي و أجنحة شفافة ، ما يقرب 7000 منها بحجم ظفر الإنسان .
تردد صوت صراخ فظيع مع اندفاع الحشرات في اتجاه الحراس .
” لا ينبغي أبدا إهانة السحرة ! ”
” أرجوك ! الرحمة ! ” توسل باقي الحرس من أجل النجاة .
اقترب الساحر أبولو من بعيد ببطئ .
مع تجاهل صراخ الحراس أشار بينما ردد بكلماته الغريبة و بلغة مجهولة ظنها غلين مجرد تعويذة أو تهجأة غامضة ، فجأة تحول أحد الحراس إلى خنزير !
” خنزير ؟ ماذا ؟ ” صرخ غلين من الصدمة فور وقوفه من الأرض .
بعد مدة التهمت الحشرات جميع حرس قصر زي جو ثم اندفعت نحو الخنزير لتمزيقه إلى أشلاء .
وقف كبير الخدم متجذرا من شدة الصدمة و الرعب و المشهد الدموي .
للأسف لم يستطع هو الآخر النجاة ، مع أزيز امتد لسان أحمر سريع ، التف حول كبير الخدم ثم تراجع ، لاحظ غلين ضفدع الساحر الذي نما إلى ارتفاع عشرين قدما ، بينما ابتلع كبير الخدم ثم انكمش و عاد إلى حجمه العادي و قفز إلى يد الساحر .
” أوه ! ضفدع الساحر ! إنه هو ! ” اكتشفه غلين بينما شعر بالذعر و الصدمة .
” الساحر لا ينبغي إهانته ! ” تمتم غلين ” عندما أصبح ساحرا لن أتعرض للتنمر ، إذن … ”
بعد هذا العرض الفظيع ، أحضر غلين العربة ثم أعطاها للأخ السادس ، أخيرا استعد مع البقيّة لمغادرة مدينة بي سير نهائيا .
ترجمة و تدقيق : Younes39
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.