رحلة ساحر - الفصل 27 : الحصاد
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
” من قال أني سأبيعها فقط في أكاديمية إيسوتا السوداء ؟ ” سخر دينكنز السمين .
لم يدل غلين بأي تعليق آخر ، مع إغراء 5000 حجر سحري ، وقّع فورا على عقد الشراكة من دون أي تردد ، على الرغم من شكوكه من نية دينكنز و محتوى العقد ، بناءا على معرفته ، فإن هذا النوع من العقد غير قابل للإلغاء و الكسر إلا من قبل ساحر مقدس .
وضع غلين الحجارة في كيسه بينما تألّم وجه دينكنز الدهني ، بعد إعرابه عن امتنانه و تقديره للسمين ، سارع غلين بالعودة إلى غرفته ليقوم بفرز المواد التي اشتراها على الطاولة .
وضع القرط الذهبي على أذنه اليمنى ، لمع القرط مع انعكاس الضوء على سطحه و على شعر غلين الأشقر المجعد ، مما منحه لمسة من النبالة لمظهر غلين الجامح ، يمكن للقرط أن يحمي حامله من سحر اللعن المنخفض و الأوهام ، علاوة على قدرته على امتصاص بعض العناصر من الهواء المحيط به من أجل الحفاظ على استقرار درجة حرارة الجسم !
قام غلين بربط الغصين ، في حال تأثر غلين بلعنة قوية لا يستطيع القرط منعها ، سيصدر الغصين صراخا من أجل كبح اللعنة مؤقتا من أجل إنقاذ المستخدم .
أيضا قام بشراء فطر أحمر ، لا يمكن استعماله لأغراض طبية فقط ، لكن يمكن استخدامه أيضا عند مزجه مع بعض الأدوية و طهيه كالحساء من أجل زيادة القوة العقلية بمقدار نقطة أو نقطتين ، و هذا من شأنه أن يوفر جهد أكثر من عام من التأمل .
قام بشراء لؤلؤة حورية البحر ، بوضعها في الفم ، سيتمكن غلين من التنفس أثناء غطسه في الماء .
حصل أيضا على دفتر قديم يخص ساحرا حقيقيا به بعض التعاليم عن تعديل مصفوفة العناصر و تحسين سحر النار مع بعض الأفكار إلا أنها غير كاملة طبعا و إلا لكان الدفتر لا يقدر بثمن !
بخصم تكلفة ما اشتراه من لوازم ، لا زال مع غلين 400 حجر سحري .
بعد ثلاثة أيام ، زار غلين المكتبة مع عينين بهالة سوداء من شدة الإرهاق و عدم النوم ، كما اختفى مظهره النبيل السابق مع القرط الذهبي ، لو تم سؤاله عن أكبر أمانيه الآن ؟ لقال النوم و الراحة من دون أدنى تردد .
جالسة على كرسيها اسمتعت الساحرة إيلينا بفنجان من القهوة العطرة مع بعض الصواني التي تشبه الزينة على طاولتها .
قام غلين بمجاملة الساحرة بعد تحيتها ثم وضع صندوقا خشبيا احتوى على 30 جرعة من المنشط الجنسي باحترام على الطاولة .
” هاها ! أنظر إلى الهالة السوداء التي تحيط بعينيك يا فتى ! لا بد أن تحضيرها بسرعة كان صعبا ، أتساءل كيف استطعت اختراعها أيها الصغير ؟ بل كيف خطر في بالك صنع هذا النوع من العطر ؟ لا تقلق ، المهم أنه مذهل بحق ! ” قالت إيلينا بمرح ” استخدامه سمح لي أنا مجرد ساحرة عجوز باستعادة ذكرى جميلة و قديمة من أيام شبابي ! ”
” ذكرى ؟ ” للحظة ، شعر غلين من الوهلة الأولى أنه قد التقط بعض الأسرار من كلام إيلينا ، ربما تفضيل السحرة لجرعته هو بحجة شعور البعض منهم بالملل من عيش حياة مكررة ! على الرغم من أن حياة السحرة بالنسبة للبشر هي الأفضل ! ( فاقد الشيء لا يعطيه لا يوجد شيء مثالي ) .
في عيون غلين ، تستمتع الساحرة إيلينا بتناول كعكها و شربها للقهوة ، لكن سرا شعر أن مذاق القهوة بالنسبة لها بعد استهلاكها لقرون قد أصبح مكررا و مقيتا لها ، ربما تلك الأيام بالنسبة للبشر و التي تغنّى بها البعض لاستخدام السحر و اكتسابهم للقوة و الخلود هي أغلى الأيام لدى المشعوذين و ثروة لن تتكرر مجددا ! ( بتبسيط أكثر يفتقد بعض السحرة حياة البشر العادية ) .
كان الغرض من استخدام عطر غلين هو استعادتها لهذه الأيام الجميلة و الخالية من الهموم .
بعد رؤيتها لتعبير غلين و شعورها بتوتر أعصابه لم تستطع إيلينا إلا أن تهز رأسها ضاحكة .
” هذا هو تعويضي ، لا فائدة لي بها ، لكن قد تكون مفيدة لك في محاكمة الوفد الجديد ، في النهاية ليس لي نية بمقتل صانع عطر فينوس ! ” بعد قولها قامت بوضع ثلاثة من أدواتها السحرية على سطح الطاولة .
” هذه هي قلادة الفرح ، ستمنحك نقطتين من القوة العقلية في حال ارتداءها ، لكن تذكر تأثيرها سيزول فورا بعد وصول القوة العقلية إلى العتبة ! طبعا من الواضح أنك لا تزال بعيدا جدا عن تحقيق العتبة ! ” .
طبعا غلين على معرفة بشأن ماهيّة العتبة ، و هي الحد الأدنى من القوة العقلية المطلوبة من أجل أن يصبح المبتدئ ساحرا حقيقيا بمقدار 40 نقطة ( يحتاج للاختراق طبعا ) .
ثم واصلت إيلين تقديم آخر أداتين سحريتين .
في قارورة زجاجية تم تحنيط حشرة بحجم الظفر ، تدعى الحشرة الطنانة ، إذا قامت بالتهام ما يكفي من اللحم فستنمو لتصبح وحشا بقوة فارس أسطوري من أجل حماية غلين ليوم واحد .
في القارورة الأخرى بذرة زهرة اسمها سيليكس ، بعد الاعتناء بها ، ستنمو البذرة و تتحول لزهرة ضخمة ، بامكانها الحفر في أعماق الأرض من أجل حماية المستخدم داخل بتلاتها .
قبل غلين التعويض بفرح ، قامت إيلينا بوضع الجرع فجأة في المرآة بعد تمرير يدها من خلال الزجاج .
” سحر الختم ! ” صاح غلين .
” أوه ! أيها الشقي هل تعلم عنه ؟ هل سبق و أن درسته ؟ ” مع ضحكة تركته إيلينا و هي تغادر المكتبة .
طبعا كان غلين على معرفة بسحر الختم ، هو نوع من السحر الذي يسمح بحشر الأشياء في شق بين مساحتين من أجل تسهيل حملها أو خلق مساحة لحبس شيء ما ، توجد أيضا بعض الأسلحة السحرية كمرآة إيلينا و التي لها نفس الغرض ‘ التخزين ! ‘ .
لقد فكر غلين كثيرا خلال الأعوام الفارطة ، خاصة أثناء بقاءه في أكاديمية إيسوتا السوداء ، حول هديته ( الموهبة ) الفطرية و إذا ما كان لها علاقة بسحر الختم ، مما سمح له برؤية تلك الأشياء الغامضة و الغريبة في مقر إقامة عمدة مدينة بي سير أثناء الاختبار ، فقط من أتقن سحر الختم و الفضاء لديه القدرة على رؤية هذه الأشياء و التي تختبأ بين الواقع و الوهم ، من يدري ؟ ربما هي وحوش من عالم مع أربعة أبعاد أو عالم بثلاثة أبعاد فقط ، عاشوا في عالم آخر غامض ، بالتالي لديهم فهم متباين للزمان و المكان ، ربما طريقة عيشهم و طريقة عيش السحرة خطان متوازيان لن يلتقيا أبدا !
تم اختبار قوته العقلية أثناء الاختبار على أنها 12 نقطة فقط ، لذا علم أن ما رآه له علاقة بهبته ، على الرغم من أنها لا تشبه موهبة بيونا و كيري ، إلا أن غلين كان متأكدا أن باستطاعته استخدام هذه الهدية بعد أن يصبح ساحرا حقيقيا ، لكن في وقته الحالي أن تصبح ساحرا حقيقيا هو مجرد حلم من الصعب جدا تحقيقه ، البعض انتهى به الأمر ليبقى مجرد ساحر مبتدئ لمدى حياته !
سرعان ما طار الزمن و مر نصف شهر !
بالاستفادة من موهبته في سحر العناصر ، طوّر غلين بعض الأفكار عن إعادة تعديل مصفوفة العناصر الخاصة بالنار ، ربما في غضون 6 أشهر أو أقل ، سيتمكن من تحسينها بعد معالجتها ، حينها عند استهلاكه لنفس المقدار من قوة السحر ، فإن قوة تلاعبه بقواعد العالم سيؤدي إلى تغيير جذري في قوة هجوم غلين ( قوة التعاويذ ) ، لقد سبق له أن رأى إيلينا و هي تحول كرة النار إلى طائر و بالتالي تمكنها من تعزيز قوة هجوم عنصر النار ، مما سمح لغلين بتحديد توجهه أثناء تعديله لمصفوفة العناصر .
مع ذلك ، فإن ما اهتم به غلين حاليا هو رعاية حشرة الطفيلي في معدة طير الكركي ، لقد تابع بالفعل عملية تطورها ، ما احتاجه فقط هو انتظار نضوجها .
لم يضيع غلين وقته في تشريح بطن الطائر من أجل إخراج معدتها .
أطلق الطائر صرخة حزينة ، أنهى غلين حياته فورا باستخدام مشرطه ثم أخرج معدته من دون أي تأخير .
اشتم غلين الرائحة الكريهة أثناء تمزيقه لمعدة الطائر الأبيض ، شعر غلين بالاشمئزاز بفضل حاسة شمه المعززة ، سرعان ما وضع كيس المعدة في وعاء زجاجي و قام بفصل ذباباته و التي تشبه حبة الأرز عن طعام الطائر الغير مهضوم بالاعتماد على السائل الموجود في الوعاء .
” أوه ! أطفالي ! ” قال غلين بينما وضع حشراته في وعاء زجاجي آخر ( لا تعليق !!! البطل طلع سايكو ) .
لا بد أن هوس غلين اتجاه حشرة الطفيلي و تعلقه مثير للغثيان و الاشمئزاز لأي شخص لم يسبق أن قام برعايتها بشق الأنفس ، لكن لا بد من اعترافه أيضا ، بعد عامين له في المدرسة لم يعد غلين يشعر بأي اشمئزاز اتجاهها بعد الآن .
وضع غلين بحذر الأواني الزجاجية من أجل خلق بيئة مناسبة لها ، بالملقط التقط ذبابة واحدة و قام بوضعها على سطح كرته البلورية ، تمتم غلين بالتعويذة ، ثم فجأة شعر بتغيير في روحه بينما تصدر الذبابة صوتا منخفضا ، بعد لحظة شعر بتصببه للعرق ، كما راوده إحساس بدا مألوفا و غامضا نوعا ما .
” أخيرا لدي حشرة طفيلي ! ” رفعها غلين من على الكرة ، لقد شعر كما لو أن الذبابة جزء منه جسده كأصابعه ، فتح فمه و ابتلعها ، ببطء تم نقل الذبابة إلى بطنه بالضبط في كيس معدته .
من الآن و صاعدا هذه الذبابة هي طفيلي غلين ، ستكون كأي عضو من أعضاءه ، هذا ما تعنيه الحشرة الطفيلية و التكافلية لكل ساحر .
” كان تحطيم الروح أمرا مرهقا بحق ، بإمكاني تحويل خمسة منها فقط في اليوم الواحد ، من أجل إنهاء 300 ذبابة ؟ أحتاج إلى شهرين على الأقل ! ” .
بالنسبة لبقية حشراته و التي لم يستطع تحطيم روحها بنجاح ، لم ينوي غلين أكلها طبعا ، إذا استضافها فقد يتعرض لتسمم أو أسوأ قد يتحول إلى مجرد خزان كريه الرائحة .
في الوقت الحالي ! نسي غلين بالفعل مدى كرهه لحشرة إيلينا ، لقد استمتع بأكل الذبابة من دون الشعور بأي اشمئزاز أو غثيان ، لقد تعهد سابقا بعدم رعاية أي حشرة ؟ لكن ماذا الآن ؟
نعم ! هذا هو مسار نمو المشعوذين في هذا العالم إنه التأقلم !