رحلة ساحر - الفصل 16 : قانون البقاء للأصلح !
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
لكن اندفاع و تهور الفرسان قد جاء بنتائج عكسية أيضا .
” من يعتقدون أنفسهم ؟ فقط مجموعة من الأتباع ؟ مجرد قمامة ، لا أصدق أننا سمحنا لهم بالفعل بقتل البعض منا ، عددهم قليل جدا ، لما لا نتخلص منهم ، فهم بلا فائدة ! ”
صعد أحد الأطفال و إحتج بصوت عال أمام الجميع ، أرجح بسيفه بشراسة و الذي التقطه من الأرض ، ربما قد يبدو حقيرا في نظر البعض نظرا لأنه لم يصدر صوتا قبل مغادرة الفرسان ، إلا أن معظم الأطفال ومن تم إلـهامهم قد احتشدوا جميعا لغرض واحد و مشترك و هو صد الفرسان و حماية بعضهم البعض لباقي الأيام .
في الواقع اعتبر معظم الأطفال الفرسان على أنهم أقل شأنا من السحرة ، بالرغم من أنهم لم يصبحوا سحرة بعد إلا أنهم اكتسبوا بالفعل فخر و كبرياء الساحر .
في اليوم التالي دعا الساحر نيلمار الجميع من أجل إحصاء عدد القتلى ، بعد مسحه للحشد قال ” أحسنتم ، لقد قتل خمسة آخرون ، استمروا على هذا المنوال ” ابتسم ثم عاد إلى خيمته و من خلفه تابع سام و كيري و بيونا .
الآن على متن السفينة تم تشكيل فصيلين ! الفرسان من جهة و الأطفال من جهة أخرى .
طبعا لفصيل الأطفال الميزة الساحقة إذ أن عددهم بلغ 400 شخصا مقابل 17 فارس فقط .
لكن من الصعب على الأطفال هزيمة و قتل الفرسان بسهولة ، امتاز الفرسان بالقوة و الخبرة في المعارك ، علاوة على انقسام فصيل الأطفال إلى فصائل أخرى أصغر .
البعض منهم لم يحمل سلاحا قط في حياته ، حتى أن العديد منهم قد تم اختياره بالاعتماد على الرشوة فقط رغم أنهم مجرد وقود لا أقل و لا أكثر .
شعر فصيل الفرسان طبعا بعداء الأطفال الشديد و استعدوا أيضا من أجل المعركة ، لكن بدلا من إنقاذ البعض فقط كالسابق تقدم أحد الفرسان و صرخ في الأطفال مستفزا ” أنتم أيها النقانق الصغار ، لم تجهزوا الذبائح بعد ؟ ” .
صرخ أحد الأطفال فورا ” لن نسمح لكم ! إذا اضطررنا فسنقتل البعض منكم أيضا ! ” .
مع بعض التحريض صعد طفلان آخران ، اندفعا معا بينما تصارع الباقي مع بعض الفرسان .
” ابن السافلة ! ” صاح الفارس بينما تلافى هجوم الطفل ، ثم لوح بمنجله و قطع رأس الصبي ببرود ، ارتطم على الأرض ثم تدحرج إلى أن ركل رأسه في اتجاه الفصيل الآخر ، قتل الباقي أيضا بدم بارد و في غمضة عين .
بعد ردعهم بالقتل ، امتنع الأطفال عن الهجوم و قاموا بكبح عداءهم فورا ، بينما اقترب أحد الفرسان من أحد الفتية ببطئ مع ابتسامة .
مع بعض الجبن و الذعر في عيون الصبي المثلثة و الفأس في يده ارتعش ، نظر لوراءه من أجل التحقق ، شعر بخيبة أمل ، ما أحبطه أكثر هو مقتل أندرو ، و الذي ساعده على التنمر على كريس و نينا سابقا على يد وحوش البحر .
نعم لم يكن هذا الصبي سوى الفأر ، لأن حاميه قد قتل و لم يساعده أحد ، استدار جانبا ثم داهم طفلة أخرى و أطرق رأسها بالفأس .
” بااام ! ” ارتطم رأس الفتاة بالأرض بينما غرق فستانها بالدماء ” الآن لدينا خمسة ! لا حاجة لقتل المزيد ! ” صرخ الفأر الجبان في بهجة .
مع صدمة شديدة سخر قائد الفرسان ثم قاد الفرسان بعيدا ، إلا أن قتل الفأر للفتاة أثار حرقة طفل آخر ، كان على علاقة بها ، من شدة غيظه كاد أن يذبح الفأر لولا ايقافه على يد بعض الأطفال الآخرين حول الفأر .
حل الغسق أخيرا ، ظل كريس و نينا و لافيتي في حجرة غلين من أجل حماية بعضهم البعض .
في اليوم التالي جاء الساحر نيلمار أيضا لتفقد الوضع ، كان راضيا ثم قام بتحريض البعض كالعادة من أجل قتل المزيد ( حاسهم أشبه بعش نمل أو تجربة قتل 🙂🙂 ) .
فورا بعد مغادرته اندلع عراك آخر ، حاول الطفل الذي فقد حبيبته على يد الفأر الانتقام ، بمساعدة صديقه تمكن من ذبح الفأر و قتل باري الأخ الثاني في الثلاثي و الذي أراد مد يد العون لرفيقه .
لسوء حظه قبل أن يتمكن الطفل من الاحتفال بانتقامه تم طعنه في ظهره بينما تسلل الجاني بين الحشد بخفة ، في نفس الوقت حاول أحدهم قتل نينا ، و لكن محاولته باءت بالفشل بعد تدخل كريس و منعه .
” كيف تجرؤ على محاولة ايذاءها ؟ ” أمسك كريس بالصبي من يده و هدده ، كان طويل القامة و ضخما ، قام بركل ركبة كريس ثم مد يده لالتقاط ذقن هذا الأخير .
هز كريس رأسه للوراء ثم لكم بقبضته ، انزلق الطفل بسرعة بين الحشد في محاولة منه للفرار إلا أن لافيتي قد قامت باستخدام كرمتها من أجل ربطه بإحكام .
استغل كريس الميزة و أوقف تنفس الصبي حتى موته ، شعر الحشد بالارتياح ، تم قتل خمسة قبل الغسق ، أعجب البعض بقدرة لافيتي على اسخدام السحر و قوتها التي لا تقهر .
بينما إنزعج البعض من إتقانها للسحر ، قلة من الأطفال لديهم الآن الشجاعة لمحاولة قتل فرقة غلين ، سمع الفرسان أيضا عن لافيتي و صدموا بشدة أيضا .
أراد الجميع على متن السفينة الوصول إلى أكاديمية السحر في أقرب وقت ممكن !
في هذه الأثناء ، تم تقسيم طاقم السفينة على مدار الأيام إلى نظام طبقي ضمن تسلسل هرمي ، الطبقة الأولى الحاكمة ! و التي تتكون من كيري و بيونا و سام ! كانوا مسؤولين عن توزيع حساء الفطر و مساعدة الساحر نيلمار في عد رؤوس القتلى ، تتكون الطبقة الثانية من الفرسان و لافيتي بالإضافة إلى أربعة آخرين بإمكانهم أيضا استخدام السحر طبعا عن طريق الأسلحة السحرية ، لم يكن لأحد الشجاعة لكي يعبثوا مع ” خواتم السحر الخمسة ! ” ( هذا لقبهم طبعا ) .
أما الطبقة الثالثة فهي تتكون من بقية الأطفال الضعفاء ، إحدى مشاكلهم هي ضرورة اختيار خمسة رؤوس من بينهم دوما من أجل التخلص منها ، أطلق عليهم الفرسان باحتقار اسم الخنازير .
بعد انقضاء شهر من إبحار الطاقم بعد غزوها من ساحر الغربان نيلمار ، تم قتل 150 شخص و إلقاءهم في عرض المحيط ، مما جعل السفينة أقل ازدحاما عن السابق ، بعد التطهير لمدة شهر تغير مزاج جميع الأطفال و من استطاع النجاة بحياته تحولوا لشياطين من دون رحمة ، لم يعد أي منهم مجرد طفل ساذج !
في تلك الليلة، صعد غلين و كريس و نينا من الجحيم بفضل رعاية لافيتي إلى السطح ، اجتمع جميع خواتم السحر الخمسة و من الواضح أنه كان اجتماعا مهما …
التغيير الأول للبطل ! 🔥🔥🔥
ترجمة و تدقيق : Younes39