السجل البدائي - الفصل 930

الفصل 930: مباشر

إذا كانت قدرة روان على الوصول إلى قوى الأبعاد العليا ترجع أيضًا إلى مكانته كبعد، فهذا أمر غير معروف، ولكن من المؤكد أنه يجب أن يلعب دورًا كبيرًا في ذلك.

وفقًا للإمارة، فإن البعد الرابع هو الذي يمنح القدرة على التحكم في الزمن، والبعد الخامس هو الزمان والمكان، والبعد السادس هو الزمان والمكان والذاكرة العقلية.

كانت هذه أسمى معرفة عرفتها الإمارة، فإرادة البعد الأعلى سرٌّ لا يعرفه إلا القليلون في الخليقة كلها. فكّر روان في مدى حظه بالعثور على قطعة من عالم الجبل والبحر، وتسائل عن نوع الحرب التي حطمت عالمًا يسيطر عليه حامل إرادة من البعد السابع.

كل الانعكاسات التي حاربها روان منذ ألف عام كان لديها إرادات في البعد الرابع، وكان هذا متوقعًا لأن الانعكاسات كانت لفترة طويلة للغاية كيانات بدون أرواح، وتطور الروح جعلها ترتفع تلقائيًا إلى مرتفعات حاملي الإرادة، وهو ما كان دليلاً على قوة أساسها.

كانت أرواحهم الجديدة مسؤولةً أيضًا عن انحلال صفوفهم وتنامي الطموح في قلب الأمير الثالث، لكن كل ما كان له ميزة كان له أيضًا عيوب. اكتسبت الانعكاسات قوةً هائلةً وإمكانيةً للصعود إلى أبعاد أعلى، لكنهم أُعطيوا أيضًا السم في قلوب جميع الكائنات العاقلة – السعي وراء السلطة.

كان روان محظوظًا لأنه قاتل الانعكاسات في نقطة زمنية حيث كان هناك انقسام في صفوفهم ولم يبدأوا في السعي لتحقيق أبعاد أعلى.

كان معظم حياتهم بلا روح، وبالتالي لم يكن لديهم الوقت الكافي لتطوير أنفسهم إلى مستوى أعلى. شكّ روان أنهم حتى لو أرادوا ذلك، فلن يتمكنوا من ذلك بسبب وجود هذه العين وتأثيرها عليهم. ولكن لمعرفة القصة كاملة، كان عليه حقًا أن يستكشف أرواحهم.

لقد كان روان مع العين لمدة ألف عام فقط، وكأثر جانبي، فقد عزل نفسه بالفعل عن جميع أطفاله.

بقدر ما كان يود أن يعتقد أن قرار إنشاء وعي فائق كان لأنه أراد تجنب فخ اللامبالاة الذي كان يتسلل إليه ببطئ، إلا أنه كان يعلم أيضًا أن هذه العين ربما كانت مساهمة خفية في قراره لأنه أراد أن يكون لديه عقل قوي لمحاربة أي تأثير غير معروف حتى الآن لهذه العين.

ومع ذلك، فإن ما لم يكن يحب التفكير فيه هو حقيقة أنه لم يكن لديه حتى خيار عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على العين معه.

بعد انتهاء الحرب وموت كل الانعكاسات، أصبحت العين مرتبطة به، ليس بمعنى أنها كانت تتبعه في كل مكان جسديًا ولكن بشيء أكثر غرابة، لأنه حتى هذه اللحظة لم يكتشف روان بعد موقع هذه العين.

لم تكن على تريون، أو في أي مكان داخل الكون، مع وفاة الأمير الثالث، نوع من البوابة قد ارتبط بروان، هذه البوابة تؤدي إلى العين، ومن الناحية الفنية ما كان روان يحاول إغلاقه هو هذه البوابة، وليس العين نفسها.

مع وضع كل هذا في الاعتبار، استُنتج الجزء الأخير مما يحتاجه لإكمال الختم، فشرع روان في العمل فورًا. كان إنشاء نسخة محارب هائج عملية بسيطة، ولأن ما كان ينوي فعله سيُعتبر قاسيًا للغاية، فقد عمد إلى إعاقة عقل النسخة، ولم يترك ورائه سوى آلة قتل جبارة بلا عقل. وبينما كان روان يُحرك إرادته في النسخة ليحقق مصيره، عبس عندما اكتشف أن ماضي هذه النسخة ومستقبلها فارغان. فبدون عقلها الخاص، لا تستطيع اتخاذ أي قرارات، وتُترك صفحة بيضاء. ستبقى هكذا حتى تنفد طاقة تكوينها.

تنهد روان، خشي أن يحدث شيء كهذا، لكن كان عليه التأكد، مع ذلك، فإن عليه إغلاق بوابة العين، وهكذا، أكمل استنساخه التالي. مع وصول سيطرته على النية إلى مستوى مذهل، زفر ببساطة، وشكّل هواء رئتيه الممتلئ بهالته استنساخًا له. لم يصنع أي استنساخ من دمه، فهذا سيكون مبالغة، فسلالته الحالية كانت مرعبة للغاية.

شاهد نسخة المحارب الهائج وهو في حالة ذهول للحظة قبل أن تنبض عيناه بالحياة. كان مشهدًا آسرًا.

عند ولادته، بدا مستنسخ المحارب الهائج نسخةً مثاليةً من روان، وعندما استعاد وعيه، انحنى نحو منشئه، وجبهته لامسة الأرض. ارتجف جسد المستنسخ، وارتسمت على عيني روان نظرةٌ مُعقدة عندما اكتشف أن المستنسخ يبكي.

لم يكن يحتاج إلى السؤال عن سبب هذا التغيير، فليس كل يوم يرى الشخص بطل الرواية.

تشكلت عيون روان التي كانت تحمل القليل من الندم وأمر الاستنساخ بالوقوف على قدميه، وقف الاستنساخ وصنع درعًا من الدم لتغطية عريه، وأطلقت موجة من الإرادة تعليمات روان في ذهن هذا الاستنساخ، “عش”.

بدأ الاستنساخ في الانكماش عندما تم سحبه نحو روان، على بعد بضعة أقدام، كان استنساخ المحارب الهائج بالفعل أصغر من حبة رمل واستمر في الانكماش حتى أصبح من المستحيل تقريبًا اكتشافه بأي وسيلة مرئية.

في تصور استنساخ المحارب الهائج، بدأ جسد روان في التوسع بشكل كبير حتى أصبح أكبر من كوكب، أكبر من نجم، أكبر من مجرة، ويبدو حجمه لا نهاية له حتى تمكن من حمل مائة مجرة على أحد أظافره.

سقط استنساخ المحارب الهائج في هذا الفضاء الشاسع، وشعر أن الواقع من حوله يتحول مرات لا تحصى ثم انفتح أمامه عالم جديد، عالم شاسع بلا حدود، نظر حوله إلى الكواكب والنجوم التي لا تعد ولا تحصى واكتشف كوكبا يبدو أنه مليء بالمعارك، أطلق استنساخ المحارب الهائج نفسه نحوه، يتحرك بسرعات أسرع من الضوء عدة مرات.

مع أنه حر في العثور على أي هدف في الحياة، لكن جذوره كانت جذور محارب هائج، لذا دعوة المعركة تجذبه بقوة مثل اليراعة إلى النيران.

لم يشاهد روان هذا الاستنساخ وهو يجد غرضه، بدلاً من ذلك، واصل إنشاء المزيد، كان لديه خطط لإنشاء المزيد من استنساخاته في المستقبل عندما علم بالاحتمالية الفريدة التي يمكنه تحقيقها معهم، ولكن نظرًا لأنهم قد يكونون حلاً لهذا الختم، كان عليه تسريع الجدول الزمني لإنتاجهم.

بعد ساعات قليلة، كان قد صنع عشرة آلاف من الإستنساخات، مدركًا أنه سيخضع معظمهم لمصير جهنمي في المستقبل، لم يتسرع في إبتكارهم، بل جعلهم مثاليين قدر استطاعته، ربما كان بسبب هذا الإجراء أو زيادة قوة سلالة شيول الخاصة به في المستوى الخالد، لكن كل عشرة آلاف من المستنسخين ولدوا بروح.

كانوا جميعًا مختلفين بشكل طفيف، وعلى الرغم من أن الأغلبية منهم اختاروا حياة المعركة، إلا أن القليل منهم سلكوا مسارات مختلفة، واختار البعض أن يصبحوا مزارعين، أو خبازين، أو مغامرين، أو مطبلين للقس، أو جنودًا، أو مهنًا عشوائية مختلفة، حتى أن أحدهم أصبح معالجًا.

مرت عشر سنوات، لكن مئة عام قد انقضت بالفعل داخل بُعده. نظر روان إلى داخله وبدأ باستخراج الاستنساخ، و

اختاره عشوائيًا، لكن الاستنساخ الذي خرج كان المعالج.

تنهد روان.

الترجمة : كوكبة