السجل البدائي - الفصل 901
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 901 الشفق
ردّ الفولاذ على روان قائلاً: [كانت هناك سوابق في الماضي، لكن لم ينجح أيّ منها. لقبك فريدٌ بالفعل، هل أنت متأكدٌ من رغبتك في المطالبة بالمزيد؟]
أومأ روان برأسه، “لم أصل إلى الحد الأقصى بعد، وأحلامي أعظم من أي شخص آخر في الوجود. سأسعى دائمًا لتحقيق المزيد.”
اعتقد أنه اكتشف لمحة من التسلية في ما قاله الفولاذ بعد ذلك، [مثل الثعبان، تريد أن تلتهم الوجود في لقمة واحدة. سأراقب محاكمتك.]
“سيُشرّفني ذلك”، أجاب روان وقد تجمدت نظراته. لقد بدأ وقت الحساب.
وقف روان، وارتفع إلى طوله الكامل، ثمانية أقدام، شهق من المفاجأة عندما تموج الضوء الأرجواني عبر جسده، وكان محاطًا بدرع قوي يمكن أن يعادل دفاعات قواه، من المحتمل أن تكون قد صنعتها إيفا كحماية في اللحظة التي تجسد فيها، ابتسم روان وهز كتفيه، وتخلص من الدرع.
سقط درعه الرائع أرضًا، وبقي مرتديًا سروالًا جلديًا قصيرًا وحزامًا بسيطًا، عاريًا من الخصر إلى الأعلى. كان قد استعاد هذه الملابس ببساطة من مدينة فانية، دون أي دفاعات أو تعاويذ.
صُنعت هذه الملابس على يد امرأة عجوز، خيطت كل خيط بصبر، وعملت على الجلد لعقود. ذهب ابنها الوحيد إلى الحرب، وكانت ستهديه إياها عند عودته. لم يعد، لكنها لم تكف عن العمل والتأكد من أنها ستكون في انتظاره يوم عودته في حالة ممتازة.
بقبوله هذه الملابس، تقبّل روان أيضًا روح الطفل الذي بقي إلى جانب أمه الضعيفة، وأظهر لها السكينة التي سينعم بها طفلها في رعايته. في الموت، ابتسمت، ودخلت روحها وأصلها في قبضته.
ربما يتعارض الدرع القوي الذي صنعته إيفا مع اللقب الذي كان يأمل في الحصول عليه، وكان هذا هو نفس السبب الذي جعله لا يستدعي مدمره، بل سلاحه الفاني الأول الحسد.
رغم قوته، إلا أن جذوره كانت لا تزال غامضة، ولم تُكشف كامل إمكاناته بعد، وهو ما سيُفي بالغرض في هذه المعركة. كانت مدمره فعّالا للغاية، فأراد روان شيئًا أكثر… بدائية.
بدأ بالسير أسفل هرم الأثير، بينما كان صدى صوت الرعد العالي يتردد في الأفق، ثم طار فأسه العظيم من أعماق الكون وحام بجانبه، ينضح بضوء أحمر وأخضر غطى جسده.
عند إلقاء نظرة على السلاح، رأى أن الحسد لم يعد نفس السلاح كما كان من قبل، كان رأس الفأس الكبير أحمر مثل الدم وكان أوسع، ولم يعد عمودها قطعة معدنية واحدة، بل يشبه مقبض الجيتار، مع سبعة أوتار خضراء تمتد من قاعدة الفأس، وصولاً إلى الرأس.
ارتعش أنف روان عندما اكتشف رائحة جديدة من السلاح، وعندما سمع الأصوات الجديدة في رأسه، ابتسم،
“أنا هنا للخدمة…”
“أقدم لك قوتي… أنا الكبرياء.”
كان الصوت الأول واضحًا، كأنه معدنان يحتكان ببعضهما، وتعرّف روان عليه بسهولة على أنه صوت الحسد. أما الصوت الآخر فكان مختلفًا، كصوت الدف، صوت خشخشة حادّ، حلو المذاق، لكنه يحمل في طياته نبرة شريرة.
يجب أن يكون هذا سلاح تينما ويبدو أن الحسد والكبرياء يشتركان في نفس الجذور مما أدى إلى هذا الاندماج غير المتوقع، كان روان حريصًا على معرفة قدراتهما، ولكن قبل ذلك، كان بحاجة حقًا إلى إكمال تعويذته وإنهاء خططه.
أمسك بمقبض السلاح، وارتجف الفأس العظيم، ووضعه روان على كتفه واستمر في نزوله.
نظر مباشرةً عبر الواقع إلى الكون الميت حيث كان الأمير الثالث يراقبه كصقر، بنظرة ثاقبة، على الأرجح محاولًا فكّ شفرة تعويذته. ربما لو مُنح وقتًا كافيًا، فقد ينجح، كان روان يعلم ألا يستهين بهذا العدوّ الماكر، لكنه لم يُمهله وقتًا.
“الشفق!”
أشار روان بيده اليمنى، وارتفعت أعمدة وعيه المحطمة في البعد الميت وبدأت في الطيران نحوه، وعندما وصلت إلى نقطة التقسيم بين الحاضر والماضي، اصطدمت بقوة مدوية، مما أدى إلى إنشاء جسر ذهبي يمتد من الحاضر إلى الماضي.
كان جسر الشفق يربط بين الحاضر والماضي، موفرًا طريقًا للتحرك عبر الزمن.
أكمل هذا تعويذته وفتحها أمام أنظار الجميع في بُعده المحطم، حتى أضعفهم مُنح القدرة على رؤية المدى الكامل لتعويذته. انتظر روان بضع دقائق في صمت بينما تغلغل ثقل ما كانوا يشهدونه في وعيهم.
تم إسكات الضجيج المتزايد بينهم بخطوة واحدة، عبر روان خليج الفضاء ووصل إلى منتصف الجسر، وأشار إلى بُعده المحطم، وإصبعه يحيط بكل أعدائه، “سأمنحكم أعظم نعمة يمكنكم الحصول عليها في حيواتكم إذا كنتم أقوياء بما يكفي لتقبلها”.
كان صوته قويًا بما يكفي لينتشر في البُعد المحطم، ساحرًا كل من يراه، جاذبًا أنظارهم إليه. كان لصوت روان سحرٌ خارقٌ قادرٌ على ثني عقلٍ جامدٍ كالحجر.
أشار روان إلى الكون الحي خلفه، “هذا واقعٌ ماضيٌّ مُضمّنٌ بالكامل في هذا الكون الميت. أيُّ تغييراتٍ تُجريها فيه لن تنعكس في الحاضر، لأن ما حدث لا يُمكن تغييره، ولكنه يُتيح لكم فرصةً لأخذ كل ما لا تملكونه في الحاضر من الماضي. وهذا يشمل الاستيلاء على قوى ماضيكم وإضافتها إلى مستقبلكم. حتى من أنفسكم.”
انتظر روان حتى يستوعب ما قاله للتو: “هذا كونٌ مُحكمٌ تمامًا، يحوي جميع الموارد التي تحتاجونها، ويمكن نهبها دون عواقب. إن كنت تمتلك سلاحًا قويًا لا يُضاهى، فتهانينا، زوجٌ آخر من هذا السلاح موجودٌ الآن في الكون خلفي، متاحٌ لك. لن تواجه أي معارضة، فكل من خلفي لا يستطيع الرد، حتى لو جمعتَ أرواحهم، لاكن هناك مشكلة صغيرة كما ترون.”
كان فأسه العظيم طوله أكثر من سبعة أقدام، وضرب بمقبضه جسر الشفق أسفله، قائلًا: “للحصول على كل هذه الفائدة، عليكم عبور هذا الجسر الذي ترونه، فمن المستحيل عبور الماضي والانتزاع منه دون عواقب. لذلك، لا بد من دفع ثمن باهظ لضمان حدوث مثل هذه المعجزة.”
لقد نظر إلى عيون جمهوره المبهور، ليس فقط حاملي الإرادة ولكن كان هناك عدد لا يحصى من المخلوقات الواعية من السامين والشياطين والسحرة الكبار الذين نجوا حتى هذه اللحظة وابتسم روان، “لتحقيق ما تريدونه، ستحتاجون إلى عبور هذا الجسر ومحاربتي، إذا قتلتموني، فإن الكون وكل ثرواته ستكون لكم، ولكن إذا هلكتم، فلن يبقى منكم شيء، حتى ذكرياتكم لن تكون موجودة بعد الآن.”
الترجمة : كوكبة