السجل البدائي - الفصل 867
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 867 حان الوقت لجعلك ملكي
لقد رأى روان العديد من المناظر الضخمة في عصره، بعضها كان مرعبًا للغاية مثل ليمبو لدرجة أنه يمكن أن يحطم عقلك، وبعضها كان جميلًا للغاية لدرجة أن المنظر سيبقى في روحك إلى الأبد، كانت هذه الأرض أدناه مزيجًا من الاثنين.
كانت أرضًا شاسعة مليئة بأطلال من العصور الغابرة، وكانت تحتوي على عدد لا يحصى من الوحوش، بعضها كان ضخمًا جدًا لدرجة أنه حتى من هذا الارتفاع كان بإمكانه رؤيتهم، وهذا يعني أن هذه المخلوقات كانت على الأرجح أكبر من الأنظمة الشمسية بأكملها.
انعكس ضوء القمر الأحمر في مجموعة من الألوان المذهلة عند وصوله إلى الأرض، مما جعل هذه المساحة بأكملها تتمتع بجمال فريد يذهل أي شاعر. تراقصت ألوان وأصوات أثيرية لا يمكن لعقل بشري أن يستوعبها، وامتزجت بألوان خلابة لا يقدر على إدراكها إلا كائن مثل روان. سيُصاب السَّامِيّ بالجنون لو رآها.
ومع ذلك، كان هذا الجمال جزءًا من كل شيء. وسّع روان نطاق رؤيته، فاستطاع أن يرى حدود هذه الأرض، حدودها الأربع.
لم يكن هذا الفضاء على شكل كوكب أو أي جرم سماوي آخر، بل كان مربعًا مسطحًا، كفضاء ثنائي الأبعاد. بدا الأمر كما لو أن جزءًا من بُعد أكبر بكثير قد قُطع ووُضع هنا، وهو أمرٌ لا يُستبعد أن يكون بعيدًا عن الحقيقة، إذ كان بحر الدمار يحيط بحواف هذا الفضاء.
كان على روان أن يصعد إلى أعلى ليتأكد من أن مصدر بحر الدمار ينبع من هذه الأرض. لم يكن ينزف، لكن وجوده وحده كان يُحدث هالة دمار هائلة، لدرجة أنها صنعت قوى هائلة قادرة على صنع بعد.
كان هذا المفهوم خياليًا لدرجة أن روان لم يستطع تشبيهه إلا برؤية بيضة عادية تمامًا، لكن وزنها كان كبيرًا لدرجة أنها كانت قادرة على تحريف الواقع.
بالنظر إلى هذه الأرض بالأسفل، أدرك روان أنه أضعف من أن يفهم كل ما فيها، لكنه كان يعلم أسرارًا معينة مكّنته من افتراضٍ مدروس. لم يكن ذلك ممكنًا إلا لأنه كان يعرف الإجابات مُسبقًا، أو جزءًا منها، وبها استطاع استنباط العملية التي حدثت بها.
كانت هذه الأرض مربعة الشكل، ويبدو أنها مقطوعة من قطعة أرض أكبر، ولكن ماذا لو لم تكن قطعة أرض، ماذا لو كانت عينًا؟
عين بدائي الزمن والشر.
كان من المستحيل تقريبًا على أي شخص آخر التوصل إلى هذا الارتباط، لكن روان رأى جسد بدائي الشر والزمن.
كان شبيهًا بالإنسان، تبرز من وجهه مجسات، ومن سماته المميزة أعينه. لم تكن بيضاوية الشكل، بل مربعة الشكل. لم يكن روان يعلم كيف استطاعت الانعكاسات الحصول على عين هذا المخلوق، لكنهم نجحوا في ذلك، ومنها انبثق كل هذا الجنون.
كان القطيع يتسارع بسرعة وسرعان ما وصل إلى ذروة صعوده قبل أن يبدأ في الدوران، ترك روان أجسادهم وراقبهم وهم يختفون في المسافة، نظر إلى الأعلى، أو بالأحرى إلى الأسفل.
في الفضاء لم يكن هناك أعلى أو أسفل، وكان كل شيء يعتمد على وجهة نظرك، والآن كان القمر الأحمر تحته وكانت أرض الوحوش أعلاه، وهذا التغيير البسيط في المنظور حول هذا الفضاء بأكمله.
لم يعد العالم تحته أحمر، بل أبيض، بياض العظام الشاحب، عظام حقيقية، فما تحته أصبح الآن جمجمة. كان هذا التغيير صادمًا لدرجة أن روان توقف متأملًا. لم يكن ما يُسمى بالقمر الأحمر يُصدر ضوءًا، بل كان كل الضوء قادمًا من الأرض “فوقه”، وكان يُشوّه منظور أي شخص من الأرض حتى يصل إلى نقطة معينة، فتنكشف له حقيقة القمر.
هز روان كتفيه وانطلق نحو الجمجمة، كان في منطقة مجهولة وكان كل شيء ممكنًا.
كان يُحلل الجمجمة بكل ما لديه من معرفة، ولم يجد ما يُضاهيها. كانت الجمجمة تُشبه جمجمة الإنسان، باستثناء أن سنيها كانا مُمتدين كالأنياب، ومهما كان هذا المخلوق في الماضي، فقد كان قويًا لدرجة أن جمجمته يُمكن أن تُصبح عالمًا أعلى.
عندما اقترب وعي روان من الجمجمة، بدأ يشعر بموجات لا نهاية لها من القوة المذهلة التي كانت قوية جدًا لدرجة أنها قد تقتل أي شيء، حتى أولئك الذين لديهم إرادة، لكنه صدمها، التصقت هذه الطاقة بالروح ودمرتها، لم يكن لديه روح.
عند مروره بهذه المنطقة رأى من أين يأتي هذا الهجوم، كانت مجموعة ضخمة تحتوي على تريليونات من أصل الروح!
لقد خمن روان بالفعل أنه سيعثر على شيء مثل هذا هنا، فانطلق بسرعة كبيرة، ونزل نحو فتحة العين في الجمجمة.
عندما أدرك أن المخلوقات أدناه لم تولد أو تصنع، شعر بالحيرة، ولكن عندما أدرك الكمية المستحيلة من طاقة الروح الموجودة هنا، أدرك على الفور ما كان يحدث.
كان أحدهم يزرع طاقة الروح.
كان روان بدائيًا ناشئًا يمكنه التحكم في قوة الروح إلى حد لم يشهده هذا الكون من قبل، لكنه كان صغيرًا جدًا وقبله، كانت كائنات قوية أخرى لم تتمتع بميزته قادرة على التحقيق في الألغاز وراء الروح وما كان يراه هنا كان فرعًا ناجحًا من تلك التجربة.
لقد جمع أصول الأرواح، وصنع كل تلك الوحوش في الأسفل، وأعطاها ذكريات زائفة، لكن تلك الذكريات لم تكن زائفة حقًا. تلك الذكريات جائت من مالكي أصول الأرواح، وروان يراهن أن كل مخلوق هنا مطابق تمامًا لمن جائت منه تلك الذكريات.
عندما يمتلكون الذكريات، سيتم خداع أصول أرواحهم وسكب الطاقات الروحية في أجسادهم مما يصنع روحًا جديدة مرة أخرى.
لقد خدع أحدهم التناسخ وحرم هذه الأرواح المسكينة من حرية التحول إلى شيء جديد، فما كانوا ليُكرروا حياتهم السابقة إلى الأبد. كلما قُتلوا، تشتتت طاقة أرواحهم في محيطهم، ونشأ جسد جديد يحمل نفس الذكريات، وكان مصدر الروح يُسكب قوته في هذه الأجساد، مُنشئًا أرواحًا جديدة.
كانت هذه الفكرة عبقرية ومجنونة في نفس الوقت، وتطلبت عمل العديد من الأجزاء معًا لإدارتها، لكن روان شعر أن هناك شيئًا مفقودًا.
كل هذه الطاقة الروحية المحصودة لم تذهب إلى أي مكان، بل كانت تتراكم فحسب. كان الأمر كما لو أن الجزء الأخير من أي معادلة تُولد هنا مفقود، وهكذا تُركت الطاقة لتتراكم. وبعد كل هذا الوقت، كانت كمية طاقة الروح هنا مذهلة، ولكنها ليست بالضرورة مثيرة للقلق.
لاحظ روان أنه على الرغم من قوة الوحوش هنا، إلا أن طاقة أرواحها ضعيفة. مهما كان قصد منشئ هذا المكان، لم يكن ليكون محرك أرواح دائم، ولا بد أن تجاربه مع الأرواح قد وصلت إلى طريق مسدود.
من كل ما استطاع رؤيته، كانت أصول الأراوح لا تزال مشتعلة بالقوة، لكن الطاقة التي كانوا يطلقونها لكل جيل جديد أصبحت أضعف.
وصل روان إلى فتحة العين الضخمة التي كان محيطها مئات السنين الضوئية ودخل الجمجمة وغطى الظلام على الفور.
“حان الوقت لجعلك ملكي.”
لقد اصطدم وعيه ببعضه البعض وتحول إلى أكبر بذرة عالم صنعها على الإطلاق.
الترجمة : كوكبة
——
اوكي….مفروض اقول كذا من زمان ولاكن “نقاط الروح” و “طاقة/قوة الروح” هم نفس الشيئ ولاكن مسميات مختلفة