السجل البدائي - الفصل 857

الفصل 857 غنيمة لا تقدر بثمن

عندما فكر في هذا الفكر للحظة، أدرك أخيرًا السبب الذي يجعل نسيجه البعدي يستهلك إرادة الكون حتى يتمكن من التطور إلى البعد الثالث.

سوف يقوم روان بشيء كان الجميع يعتقدون أنه مستحيل، وسوف يسرق بُعدًا من الفوضى نفسه.

لم يكن من الصعب عليه إدراك جذور هذه القدرة عندما تعمق في قواه. محرك الفوضى الذي مكّنه من حصاد العوالم كان قدرةً منحها له الفوضى نفسه، وبعد أن محى روان إرادته، لم يعد لهذه القدرة أي عائق يمنعها من تحقيق كامل إمكاناتها.

وهذا ما أدى إلى الحدث المفاجئ حيث كان روان على وشك استهلاك إرادة العالم وسرقة جزء من مجال الفوضى.

لقد مرت هذه الفكرة بباله بالكاد وهو ينظر إلى مجموعة واسعة من القوى المختلفة ذات الأبعاد الرابعة التي كانت تتغذى على طاقة الفوضى، وشعر بقليل من الشفقة على هذا البدائي المقيد، لكن هذا لم يمنعه من تحليل كل ما كان يشهده بسرعة.

*****

كان روان يعتقد ذات مرة أنه رأى العديد من اللانهائيات عندما خرج من الكون لأول مرة، وأدرك الآن أن هذه كانت مجرد سلسلة صغيرة من اللانهائيات، مخفية داخل لانهاية أكبر من الفوضى في البعد الرابع والتي كانت محاطة بالعديد من اللانهائيات!

كانت التيارات المتعددة للقوة البدائية التي رآها لأول مرة بسبب أن الأبعاد الرابعة الأخرى التي تنتمي إلى البدائيين والكيانات القوية المختلفة كانت متصلة بالبعد الرابع للفوضى، وكان هذا هو السبب في أن قوة الفوضى كانت سائدة جدًا داخل الظلام العظيم.

أدرك روان الآن أن الظلام العظيم هو اسم البُعد الرابع للفوضى. هذا هو البُعد الذي توجد فيه كل الأكوان من البعد الثالث. خارج الظلام العظيم، لم تعد هناك أكوان.

ربما كان هذا هو سبب نجاة دماء الفوضى، أو أبناء الفوضى، كل هذه المدة. فقد كانوا محميين ببُعد أبيهم، مما عزز أيضًا الجزء الأخير من الألغاز وراء تريون، والرون، وما يُسمى ببعث بدائي الشر.

لقد كان الأمر معقدًا وبسيطًا للغاية، لكن روان أدرك أنه بالنسبة لخطة كانت مستمرة منذ عصور عديدة، لم يكن من المستغرب جدًا أن يتمكنوا من تحقيق المعجزات.

وبقدر ما قد يكون من المثير للاهتمام أن نقضي بعض الوقت في تفكيك الألغاز وراء الأبعاد، كانت هناك مسألة ملحة أخرى على وشك الحدوث.

لقد كان موت هذا الكون مثل جثة نضجت في الحر، ومثل كل الجثث العفنة، فقد بدأت تجذب الذباب والجيف.

كل قوة عظمى خارج الكون كانت تنتظر دائمًا لحظات كهذه، حين تصبح أبعاد الفوضى الثالثة هشة، فتضرب. كان روان يعتقد سابقًا أن لديه وقتًا أطول قبل أن تتدخل جهات أخرى، لكن كما اتضح، سيضطر إلى تعديل هذا العدد إلى رقم أصغر. اللعنة.

في تلك اللحظة، جاءت القوى التي تهاجم الكون من الشياطين والسحرة، لكن الأمر لن يدوم طويلًا. كان موت الكون حفلا مفتوحًا للجميع، وبدأت قوى لا تُحصى، إلى جانب جيوشها، تنقض على هذا المكان كعاصفة لا تُقهر.

سيتعين على روان أن ينهي أعماله داخل الكون قبل وصولهم، وإلا مع الفوضى التي ستنجم عن ذلك، فلن يكون متأكدًا من أنه سيدمر كل انعكاسات بدائي الشر ويحطم كل خططهم.

داخل الكون، كانت مجساته قد غطت تريون بالكامل، مما أعطاه مظهر الأخطبوط ذو الألف ذراع الغريب، هذا الدعم الكبير أعطاه أخيرًا نفوذًا كافيًا لدفع نفسه للخروج من الأعماق التي كان ينزلق إليها وتثبيت جسده الضخم، سحب ببطء كتلته من التمزق في الواقع وبدأ في المناورة في طريقه إلى الرون لفتح نيكسوس، والذي كان بالنسبة لروان على بعد بضع بوصات فقط من أي اتجاه.

ظهرت شخصية مدرعة أمامه، ولكن بالمقارنة مع الشكل الحالي لروان، كانت صغيرة مثل النملة، وفقط وعي روان الواسع سمح له أن يلاحظ أنها كانت الملك السامي، غولغوث.

لقد كان ملفوفًا بأقواس برق مظلمة ويحمل سلاحه المرعب “المبطل الناهم”، وعلى الرغم من أنه كان مدرعًا بالكامل، إلا أن الغضب يمكن الشعور به بسهولة.

وجه الملك السامي سلاحه نحو روان وزأر، “من أنت وماذا …”

كل ما كان الملك السامي على وشك أن يقوله تحول إلى لا معنى له حيث صفعه روان بعيدًا باستخدام مجس واحد، وتنفس الصعداء عندما لمس أحد مجساته الأخرى المكان الذي تسلل فيه لأول مرة إلى النيكسوس.

[تم المطالبة بحقل الهالة: 1.00897222100%]

أكثر بقليل من واحد بالمئة، لكنه كان كافيًا. دفع روان وعيًا متعددًا إلى الرون المحيط به بالطاقة التي جمعها من قتل مليارات المهيمنين. بالكاد كان يكفي لاستيعاب ثلاثة من وعيه، لكن كان عليه أن يتدبر أمره، فمعظم الهالة كانت موجودة داخل أجساد سامين تريون.

بقي خمسة عشر ثانية.

داخل بُعده، كان يحدث تغيير هائل آخر حيث تم لف إرادة الكون بمئات الأيدي الأرجوانية الضخمة التي أخذتها عميقًا في أسس بُعده، ولفترة قصيرة، بينما ظل كل شيء هادئًا، ثم كان هناك ضوء ساطع وميض وروان الذي كان يكافح من أجل البقاء داخل الكون استقر وبدأ جسده غير المتبلور في اتخاذ الشكل.

وبمساعدة إرادة الكون، تمكن أخيرًا من إكمال جسده ثلاثي الأبعاد.

كانت كمية هائلة من المعلومات تتدفق إلى بُعده، وبدأ بُعده بالكامل في التوسع بسرعة كبيرة لدرجة أن وعيه تُرك خلفه لجزء من الثانية.

كان بُعده سابقًا بحجم ثلاثمائة ألف سنة ضوئية في المحيط، وكانت غالبية تلك المساحات غير مستخدمة وفارغة، ومع التوسع الحالي في بُعده، تضاعفت تلك المساحة إلى ثلاثة ملايين سنة ضوئية في المحيط وما زالت تنمو.

بدأت دوامات لا تعد ولا تحصى في الظهور داخل بُعده، وكلها تؤدي إلى الظلام، مثل اليراعات، بدأت ملايين الأضواء الوامضة في الظهور داخل الدوامات، وأدرك روان أن تلك الأضواء كانت كلها نجوم.

لقد بدأ بُعده في استهلاك هذا الكون!

لقد حسبت وعيات روان المتعددة معدل التوسع الحالي لبُعده، وكميات الدوامات التي يتم إنشاؤها، وكمية المادة الكونية التي يمكنها امتصاصها، واكتشف أنه حتى مع كل هذه المزايا، سيستغرق الأمر منه عشر سنوات على الأقل لاستهلاك الكون بأكمله.

من الواضح أنه لم يستطع الانتظار حتى يمر هذا القدر من الوقت، فلم يكن لديه سوى يوم واحد لإنهاء معاركه قبل نزول بقية الخليقة على هذا الكون.

احتوى الكون على تريليونات المجرات، وأعداد لا تُحصى من النجوم والعوالم، وتلك كانت مجرد كنوز على السطح. كان هناك غنى أعظم في باطنه، مثل جزيرة الراحة التي احتوت على مصادر سلالات الدم، والعديد من المواقع الغامضة الأخرى.

كانت هذه الكمية من الغنائم لا تقدر بثمن تقريبًا.

لذا، فعل روان ما كان يتقنه بشكل متزايد. قرر الغش، لكنه كان بحاجة إلى أن تكون سلالة أوروبوروس خاصته على المستوى الخالد أولاً.

الترجمة : كوكبة