السجل البدائي - الفصل 851

الفصل 851 ضربة واحدة

نبضت إرادة روان في جميع أنحاء بُعده، وأشرقت النيران داخل نورانييه، وبدأت ملايين الشموس السماوية في الأعلى بالدوران قبل أن تختفي عميقًا في بُعده، جالبة النور إلى الظلام.

نهضت القوتان، واقفتين على قدمين، وبدا أن هيئتهما الحيوانية قد تحولت إلى شيء نبيل للغاية، فأصبحتا الآن أشبه بفرسان متوحشين. أضاءت عينهما الكبيرة الوحيدة في منتصف رأسيهما كنجمة، وانفتحت أفواههما، مليئة بأنياب ذهبية حادة.

كان هناك توهج أحمر في الجزء الخلفي من حناجرهم أظهر أنهما كانا مليئين بالطاقة واللهب فقط، وأصواتهم اهتزت في بعده، وتحدثوا في نفس الوقت، وامتزجت أصواتهم لتظهر وكأنها صوت واحد.

بالنسبة لهذه المخلوقات المرعبة، كانت أصواتهم جميلة، ومخصصة لأعظم الأغاني وأكثر الألحان إثارة للقلق، ولكن القوة بداخلها لا يمكن إنكارها، يمكن لصرخات المعركة الخاصة بهم أن تتجاوز الكون، على الرغم من أن القوة لم تكن جنرالًا، فقد كانت حجر الزاوية في أي مضيف نوراني، تؤدي وظائف قد لا يكون حتى النورانيون من الدرجة العليا قادرين على القيام بها.

عادةً، موقعهم في جيش النورانيين هو إما أن يكونوا إما حراسًا أو صيادين. قوتهم الهائلة كفيلة بسحق حتى أعتى الأعداء. وكان روان يعتمد على هذه القدرة.

“بإرادتك يا منشئ،” ظهرت شفرة ضخمة من اللهب الأحمر في أيديهم، واحتضناها، ورفعاها إلى رؤسيهما كما لو كانا في التحية، “سوف نمسح الكون من كل قذارة تنتهك إرادتك.”

ابتسم وعي روان عندما اكتمل تطوره إلى الدائرة العليا الخامسة وأصبح خالدًا. بدأت مئات من أعمدة الوعي تنبض بالحياة، وامتد إدراك روان من بُعده، فغطى في البداية تريون بأكمله، ثم المجرة، وفي لحظة، غطى الكون بأكمله.

لقد لاحظ حالة الكون بأكملها في هذه اللحظة، بدا كل شيء متجمدًا في مكانه عندما أخذ في الاعتبار سرعة إدراكه، وأخذ ملاحظة لكل لاعب في ساحة المعركة.

كان هناك لاعبون أقوى بكثير مما كان يتوقعه، لكنهم كانوا مجرد تشتيتات، كان تركيزه الأساسي على غولغوث، الأمير الثالث، والانعكاس الأخير الغامض، كان لديه بالفعل فكرة عن المكان الذي يمكن أن يقيم فيه الانعكاس الأخير بعد عملية الإقصاء، لكنه لم يكن قلقًا من أن الانعكاس سيختبئ لفترة طويلة، ليس في نهاية كل شيء.

كانت هذه المعركة مهمة للغاية، ولن يسمح أبدًا لروان بزعزعة خططه.

حدد وعي روان الأمير الثالث الذي اقتحم للتو الأراضي التي تسيطر عليها الإمبراطورية، متحركا بسرعة أكبر من سرعة الضوء وسيصل إلى تريون في ثانيتين.

من هنا، استطاع روان أن يرى أن عينيه كانت مليئة بالرغبة، وأربكه ذلك للحظة وجيزة قبل أن يفهم أنه على الرغم من أنه أظهر لوالده الكثير مما يخاف منه، إلا أن ما قد يثير قلقه في الغالب هو إمكاناته.

مثل غولغوث الذي خدعه روان بوعيه الضعيف، لم يتمكن سوى عدد قليل من الناس من فهم مدى السرعة التي يمكن أن يصبح بها أقوى إذا توفرت الظروف المناسبة، وقد وقع الأمير الثالث في فخ الرضا عن النفس.

مع أن روان استطاع أن يرى سبب ثقته، فالأمير الثالث كان مختلفًا تمامًا عن شخصيته البدينة المبتسمة. الآن أصبح يشبه روان بشعره الأسود الطويل وثوبه القرمزي. لم يعد يتحكم في شكله المشوه، وشعر روان بنبض الإرادة يحيط بهويته المتسارعة.

مثير للاهتمام.

لم يعد يحمل النصل السام، لكن روان كان يعلم أنه يستطيع استدعاء السلاح بسهولة متى شاء. تذكر الألم الناجم عن الدمار الذي سببه هذا السلاح، وأزعجه ذلك، لكن روان لم يفهم أن النصل الذي كان عالقًا به كان انعكاسًا لسلاح بدائي، لاكن ربما لو فهم لما اهتم.

علاوة على ذلك، فقد رأى معارك البدائيين، وإذا كان الأمير الثالث أحمقًا بما يكفي ليعتقد أن ما يحمله يمكن مقارنته بالبدائيين، فقد كان مخطئًا بشكل مؤسف.

قارن روان الأمير الثالث بسامين تريون، بمعنى أنه كان يتمتع بمعرفة هائلة، لكن قوته كانت محدودة. لو ضرب روان بقوة أكبر ألف مرة، وضخّ المزيد من السم في بُعده، لكان قد مات قبل أن يفهم سبب موته.

“من المفترض أن تكون من أصحاب الوزن الثقيل، فلماذا تضرب بقوة طفل؟”

وبدلاً من ذلك، بسبب ضعفه، سمح لروان بأن يصبح أقوى بكثير، ولن يرتكب نفس الأخطاء التي ارتكبها والده.

“نبدأ معه،” أشار روان، ولكن بعد ذلك انتشرت نظراته في جميع أنحاء تريون وعرف أنه يجب أن يبدأ في رفع سلالة الدم الثالثة في أقرب وقت ممكن، وأعطى الأمر أثناء مروره، “لنخلص تريون من كل القذارة.”

بدأت الكتلة الأرجوانية الكبيرة التي تمثل جسد روان في التوسع ببطء، وتنبض كما لو كانت ستنفجر في الثانية التالية.

انطلق صوت صفير هادئ، وظهر الأمير الثالث بجانب الكتلة الأرجوانية وابتسم.

“يا بني العزيز، هل أنت مختبئ وتلعق…”

“بووم!!”

انطلقت نبضة قوة مفاجئة من موقع روان، فحطمت القارة بأكملها. في تلك اللحظة، قتل روان ثلثي كل كائن بشري كان على القارة، وهلك كل ساحر أو شيطان أو مهيمن سيئ الحظ على الفور، وتحولت سفنهم وأبراجهم وتحصيناتهم إلى رماد.

السبب الوحيد وراء بقاء ثلث الفانين على قيد الحياة هو أنهم كانوا محميين بجسد الأمير الثالث الذي كان يقف بجانب روان عندما كشف عن قوته.

لقد ألقت هذه القوة جسد الأمير الثالث في الفضاء واصطدم بكل أقمار تريون التي كانت بمصادفة ما في خط مستقيم، مما أدى إلى تحطيمها جميعًا إلى غبار؛ تم دفع جسده إلى أعماق الفضاء حيث طار بالقرب من مئات الكواكب والشموس حتى أصبح على بعد مئات السنين الضوئية، ولم يتوقف إلا عندما اصطدم بسطح الشمس.

لقد تم رميه قبل أن ينهي كلامه وكان مسار الدمار الذي صنعه جسده الذي مزق الكون واضحًا، حيث تحطم الواقع مثل الزجاج لمئات السنين الضوئية.

توقف الكون بأكمله من الصدمة. توقفت عدة شخصيات قوية كانت تتبع الأمير الثالث فجأةً عندما صعقتهم موجة القوة المنبعثة من موقع روان.

حاول الأمير الثالث النهوض فسقط مترنحًا. وضع يده على أنفه ومسح الدم، وبصق بعض أسنانه المتساقطة، ثم نظر إلى أعلى بدهشة فرأى يدًا ذهبية ضخمة تضربه في الشمس بقوة تفوق ما اختبره للتو بمليون مرة.

لم يكن من الممكن سماع صرخات الصدمة التي أطلقها الأمير الثالث قبل أن يتم تفجيره إلى قطع أصغر من الذرات.

اندلعت موجة الصدمة من القوة التي دمرت الأمير الثالث بشكل لم يشهده الكون من قبل، وتحطمت المجرة بأكملها التي كانت تضم تريون إلى قطع.

هلك تريليونات الكواكب، ومليارات النجوم، والفانين، وكل الخالدين الذين هم تحت مستوى الملك السامي.

كان الكوكب الوحيد الموجود في هذه المجرة الميتة هو تريون، وفي تحول صادم، فإن الفانين الذين نجوا من الضربة الأولى ضد الأمير الثالث ما زالوا على قيد الحياة، بينما مات الآلاف من الخالدين خارج تريون.

ضربة واحدة من القوة كانت كافية لتدمير مجرة بأكملها.

الترجمة : كوكبة