السجل البدائي - الفصل 847

الفصل 847 تجاوز إرادة الكون

استعاد روان وعيه من كومة بلورات الروح، مشيرًا إلى أنه لم يتبق سوى ما يزيد قليلاً عن مائة ألف بلورة روح.

تدفقت موجة كثيفة من نقاط الروح الأرجوانية في البحر البدائي، وغرقت في القاع حيث بدأت تُوقظ عينًا تلو الأخرى، جاعلةً ركن البحر الأسود يتلألأ بصبغة أرجوانية.

تطلّبت ترقية سلالة شيول إلى الدائرة العليا الخامسة مليونًا ونصف بلورة روح، أي أكثر بمليون مما استلزمه الارتقاء إلى الدائرة العليا الرابعة. في لحظة، استنفد تقريبًا جميع بلورات الروح التي تراكمت في بحره البدائي على مدى أربعة آلاف عام.

كل عين استيقظت طارت من البحر متجهةً نحو نورانيي تشار المنتظرين. ركع جميع الحشد، وأذرعهم متشابكة أمامهم كما لو كانوا في صلاة، في انتظار أن يستعدوا إلى نور المنشئ. مع ذلك، لم يعد روان يوقظ أي نوراني لا يكفي رنينه ليصبح رئيس نورانيين على الأقل، ولكن مع عدد نورانيي تشار الذي كان لديه، لم تكن هناك مشكلة في عدم وجود عدد كافٍ من المرشحين في مستوى أعلى.

اصطدمت العيون تلو العيون بأجساد نورانيين تشار، مما تسبب في اشتعالهم بلهب أحمر وأصفر ساطع، ومع صوت خافت، انفجرت أجنحتهم من ظهورهم، لامعة مثل الشمس.

أضاءت سيوفهم المشتعلة، واستيقظوا جميعًا كنورانيين ناضجين تمامًا.

في لحظة، أعطى روان عشرة ملايين من نورانيي تشار عيونهم. صد نورهم بحر الظلام البدائي، فاضطر نورانيي تشار إلى حجب عيونهم عن نور عشرة ملايين نوراني مستيقظ.

مع ترقية سلالة شيول الخاصة به، تم تطهير كل نوراني تشار الذي ولد من دنسه، ليصبح نورانيا ناضجا تمامًا دون أن يضطر روان إلى الانتظار لسنوات حتى تكتمل هذه العملية، ويمكنه البدء على الفور في دمجه.

ومن هذه الدفعة وحدها، كان بإمكانه بالفعل أن يرى أنه يمتلك ما يكفي من الرنين لإنشاء قوة واحدة وخمسة ملوك آخرين.

ولكن… لم يكن كافيا.

أراد روان تطهير الكون من الانعكاسات دفعةً واحدة. ولكي ينجح، كان بحاجة إلى المزيد من القوة، وكان يملك الأدوات اللازمة لذلك، فقد كان يدخرها جميعًا لهذه اللحظة.

كان لديه العديد من جبال الروح العظيمة من الخالدين المختلفين الذين قتلهم على مر السنين، ولم يكلف نفسه عناء سحقهم لأنه صعب جدًا في ذلك الوقت لذا كان صبورًا بما يكفي للانتظار بينما سحقهم البحر البدائي ببطء إلى قطع.

كان من المفترض أن تكون أربعة آلاف عام كافية لتحطيم كل جبال الروح، ولكن باستثناء قدراته البعدية، فإن بقية قوة سلالته، بما في ذلك بحر الظلام البدائي، لم تكن فعالة، فقد توقفت في الغالب مجمدة في الزمن، وكانت بحاجة إلى اهتمام روان لتسريع وظائفها.

معظم بلورات الروح التي كانت معه كانت مما جناه من مذبحة ومعركة تريون، ومن أرواح الموتى من داخل بُعده. لم يكن الحصول على ما يقارب ثلاثة ملايين بلورة روح أمرًا سيئًا، ولكنه لم يكن كافيًا للمعركة القادمة.

كانت تطفو على بحر الظلام البدائي آلاف الجبال الروحية ذات الأحجام المختلفة، وكان معظمها صغيرًا مثل التلال الصغيرة، ولكن اثنين منها كانت ضخمة حقًا، والتي كانت عبارة عن شظايا روح كين وملك الشياطين أوهروكس، وكان ارتفاعها مئات الأميال، وتنبض بالقوة.

تحول نظر روان نحو جبال الروح الأصغر واستولى على المئات منها، جائت في الغالب من السامين الصغرى وعدد قليل من السامين الكبرى.

من بين الوعيات الستة التي استخدمها كطُعم ضد الملك السامي، بعث خمسة منها داخل أعمدتها، وأيقظتها صرخة ألمه وغضبه من سباتها. ومع عودة الوعيات الستة إلى العمل، بدأ بسحق جبال الأرواح.

لقد اتخذت وعياته الستة شكل أيادي ضخمة، وبينما كان يسحق جبال الأرواح في راحة يديه، خرج طوفان من بلورات الروح من بين أصابعه.

بدأت بلورات الروح معه بالزيادة من مائة ألف إلى خمسمائة ألف…

مليون…

2,500,000…

وأخيرًا استقرت عند 5,300,000 بلورة روحية، بعد أن حطم كل جبال الروح للسامين الصغار التي كان يمتلكها.

“ما زال هذا غير كافٍ!” هدر روان واستولى على دفعة أخرى من جبال الروح، جاءت جميعها من السامين الكبرى وبدأ في سحقها.

لم يتوقف عن سحق جبال الروح إلا عندما جمع ١١,٥٥٧,٨٨٩ بلورة روح. أما الآن، فعليه القيام بذلك، فالوقت هو العامل الحاسم.

لقد أخذ وعيه ما يقرب من تسعين بالمائة من جميع بلورات الروح التي جمعها وسحق ما مجموعه تسعة ملايين بلورة روح وبدأ في توجيه الطاقة نحو العينين.

هذه المرة لم يعد من الممكن سماع انفجار الطاقة الناتج عن سحق كل بلورات الروح هذه فحسب، بل أصبح كل شيء في الكون يشعر به.

كانت نقاط الروح قوة غريبة وقوية كانت متفوقة بكثير على أي شيء يمكن العثور عليه داخل الكون وخارجه، حتى البدائيون سيكونون مهتمين بهذه القوة، ولفترة طويلة أبقى روان هذا الجزء من قدراته مخفيًا، لكن الهالة من إطلاق الكثير من نقاط الروح انطلقت منه إلى الكون.

لم يكن أحد هنا، باستثناء نخبة مختارة، يعلم ماهية هذه الطاقة، لكنهم جميعًا شعروا بإمكانياتها. هذه القوة لا تستطيع فقط إعادة تشكيل الكون، بل كل حقيقة خارجه. كيف يمكن لمثل هذه القوة أن توجد داخل كون صغير؟

أشرقت عينا الأمير الثالث ببريق، “إذن، هذا هو… لا أحد هنا سوى أفراد مختارين يعرفون ماهية هذه الطاقة، لكنهم جميعًا شعروا بإمكانياتها. لا يمكن لهذه القوة أن تُخفي شيئًا يا فتى، يا لها من خسارة، بين يدي ستنكشف قوتها الحقيقية!”. توقف عن مطاردة إرادة الكون، والتفت نحو تريون. لم يعد بإمكانه ترك هذا الكنز الذي احتفظ به جانبًا لفترة طويلة يفلت من قبضته.

فجأة لم تعد إرادة الكون هي الكنز النهائي أمام أعين القوى العظمى، كانت الطاقة التي كانوا يشعرون بها من موقع روان مغرية للغاية، مليئة بالأسرار والإغرائات التي لا نهاية لها، مع هذه القوة يمكنهم أن يصبحوا أي شيء، ويفعلوا أي شيء، ويحققوا كل شيء.

كانوا جميعًا يعتقدون أن كنزًا أعظم من شأنه أن يهز كل الكون في الوجود كان على وشك أن يولد داخل هذا الكون غير المهم.

في هذه اللحظة، بدا شكل روان يشبه كتلة أرجوانية نابضة بالحياة بحجم منزل صغير، وكانت الطاقة المنطلقة من الكتلة المشوهة قد تجاوزت حتى هالة إرادة الكون.

داخل بُعده، كان روان مدركًا بشكل خافت للاضطراب الذي أحدثه استيقاظه، لكنه لم ينتبه إليهم، ولم يبدأ حتى في تحولاته الكبرى، كان كل شيء قد بدأ للتو، إذا كانوا قد صُدموا بالفعل من هذا المستوى من القوة، فعندما ينتهي، سوف يكونون قد ماتوا من الخوف.

أيقظ 90 مليون نوراني آخر، وأشرق بعده بأكمله بقدر كبير من الضوء لدرجة أن الفانين سوف يتحولون إلى رماد إذا لمحوا الضوء القادم من أجنحة مائة مليون نوراني، حتى السامي سوف يسقط أمام مجدهم.

ضوء أجنحتهم، خفف قليلاً من الغضب في قلبه، وأعطاه التركيز والاتجاه لتوجيهه.

انتشر صوته إلى جميع النورانيين المستيقظين، إن إرادته قوية بما يكفي لدمجهم في الترتيب الصحيح.

“بدء الاندماج.”

الترجمة : كوكبة