السجل البدائي - الفصل 846
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 846 الصعود
اختفت العين، تاركةً الأمير الثالث يضغط على سيفه بخوف. للحظة، شعر حقًا بأنفاس شيء أسوأ من الموت تسري في رقبته. لكن غضبه بدد هذا الخوف، فقد مسح روان بنظره عندما رآه، ومهما كانت سلالة دمه قوية، كان هذا الطفل الأحمق لا يزال فانيًا.
بدون روح خالدة، لم يكن ليتحمل وطأة الإرادة. كان لدى الطفل عادة سيئة في إثارة المفاجآت وإفساد خططه، لكنه كان لا يزال أضعف من أن يقتله، مع أنه تفاجأ بنجاة روان من ضربته كل هذه المدة، فقد ضرب ليقتل، وبسيفه، لم يكن الأمر سوى مسألة وقت قبل أن يقضي على هذا الوغد، لكنه تمكن من التسبب له بإزعاج كبير قبل أن يرحل.
لم يكن من المفترض أن تظهر إرادة الكون في هذه اللحظة، ومهما كانت الطريقة التي استخدمها روان، فقد حطم خططه. ضاقت عينا الأمير الثالث في ريبة، فقد شك في أن روان مجرد أداة في يد إلورا والإلدار، وأنها هي من حطمت خططه مرة أخرى.
نظر إلى عظام الرابع، لقد تحطمت بوابة الكون، فأصبح بإمكان أي شخص يتحكم بالزمان والمكان رؤية عظامه. كان عليه أن يلتهمها أو يدمرها، لكنه لم ير سببًا لذلك من قبل، والآن، سيدرك بقية إخوته خداعه.
تجمدت عيناه، وشعر أن حضور روان بدأ يتضائل، لكنه لم يمت تمامًا. ‘جيد. سيؤدب هذا الطفل تأديبًا دقيقًا، لكن علي تصحيح بعض الأخطاء أولًا’.
بغضبٍ عارم، انطلق نحو إرادة الكون، التي كانت تتدفق نحوها بالفعل قوى قوية. كان عليه أن يتخلص منها قبل أن يستغلها إخوته أو أي شخصٍ متطفلٍ آخر.
مع ضربة من نصله، انطلقت موجة حمراء منه، مسافرة عبر المكان والزمان نحو الوجودات القوية التي كانت الأقرب إلى إرادة الكون، على عكس روان، لم يقاوموا بشكل جيد ضد الموجة وتحولوا إلى غبار، جسديا وروحيا.
بحركة واحدة، انقسم ثلاثة ملوك ساميين وثلاثون ساميا أعلى، بنورهم الذي يفوق سطوع النجوم، إلى نصفين، ولم يستطيعوا حتى الصراخ من الألم قبل هلاكهم. بدا الواقع وكأنه يرتجف ويهرب من منطقة موتهم، مُلوِّنًا النجوم لألف سنة ضوئية بالأحمر.
دوى صوت الأمير الثالث في أرجاء الكون، صادمًا الخليقة كلها: “أي كائن يضع يده على جائزتي سيموت. سواء كنت ساميا، أو ساحرًا، أو شيطانًا”.
ساد الصمت لبرهة من الزمن وكأن الكون صُدم بموت هذا العدد الكبير من الأفراد الأقوياء في لحظة واحدة، ثم جاء الرد على تحديه.
حطم سادة الأبراج من عالم الساحر الأعلى ركنًا من عالمهم ودفعوه إلى الكون، مما أتاح لهم المجال لإطلاق العنان لقواهم. أشرق نورهم في أرجاء الكون، ومع وصولهم، تبعهم عشرات الآلاف من أبراج السحرة.
فرصة الحصول على إرادة كون تأتي مرة واحدة في كل عصر، ولم يكن هناك ما يضمن وجودها عند زوال الكون. كان هذا كنزًا سيُناضل من أجله كل عالم أعلى، وتحدي الأمير الثالث لم يُلقِ آذانًا صاغية.
بدأت آلاف البوابات المؤدية إلى الهاوية العظيمة بالاندماج، حيث بدأت الوجودات الشيطانية القوية في تجهيز الممر لدخولها إلى الكون.
سقطت مليارات الشياطين في تريون على ركبهم مع الصراخ والهدير، حيث ملأ وجود ملوكهم البوابات المندمجة.
أظهر ظهور إرادة الكون أن هذا الكون لم يعد محميًا. كان الأمير الثالث يُخفي هذه المعرفة عن بقية الكون بالتضحية بالإمبراطوريين، الآن أصبحت كل جهوده بلا جدوى، وبدأت القوى العظمى تتجمع على هذا الكون الميت كالذباب على الجثة.
****-
كان غضب روان باردًا، وفي اللحظة التي سبقت اختفائه من أمام والده، رأى أنه قد قتل من يُفترض أنه الأقوى بينهم جميعًا، من بين الانعكاسات الأربعة. كان السلاح الذي كان يحمله في يده، والذي ضرب روان، مُحطمًا قبضته بمرور الوقت، من أقوى وأغرب الأسلحة التي صادفها.
كانت تلك الضربة تُحدث دمارًا هائلًا في بُعده، مُبددةً جزءًا كبيرًا من قوته إلى غبار. أظهر مسح سريع أنه لا يستطيع مقاومة هذه القوة، وأي شيء يفعله لن يُسهم إلا في تغذيتها، وعليه أن يتركها تأخذ مجراها.
لقد كان أمرًا جيدًا أن غالبية قوته قد تم نقلها داخل سلالة شيول التي كانت على شكل نعش، وبالتالي، فإن الضربة قامت فقط بإحداث فوضى في الفضاء الفارغ وتشتيت بحر الظلام البدائي.
كان هذا الألم الذي كان يعاني منه بمثابة تذكير بأنه لن يستطيع أبدًا تفسير كل شيء، ولن تكون خططه كافية أبدًا، وستظل رؤيته تفشل، والشيء الوحيد الذي يحتاجه حقًا … هو القوة!
قدرته على التعافي كافية لمعالجة الضرر فورًا بعد انتهائه، ولكن قبل ذلك، كانت لديه طرق أخرى لإعادة جسده إلى البعد الثالث. لم يكن روان مولعًا بالاعتماد على خطة واحدة.
ولكن لكي تنجح هذه الخطة، لا بد له من القتل.
لقد مات الكون، ولم تعد إرادته قادرة على إيقافه، وأصبح روان حرًا في إطلاق العنان لكل العجائب والأهوال التي احتواها.
كان يشعر بقوى هائلة تنبعث من الكون، لكن روان حوّل تركيزه بالكامل إلى داخله. حان وقت التخلص من كل القمامة، وكل من يقف في طريقه سيسحق.
كان لا يزال في طريقه إلى أن يصبح خالدًا، لكن أدواته كانت جاهزة، وجنوده في انتظاره، وأطفاله كانوا ينادونه.
لإحياء نوراني من موته كنوراني تشار، احتاج روان إلى منحه عيونا. كانت هذه العيون تُصنع كلما ازدادت قوته، وكانت جميعها تستقر في قاع بحر الظلام البدائي.
كان لا بد من تنشيط العيون بنقاط الروح، وكل منهم يتطلب مئة ألف نقطة روح لإيقاظه. تذكر روان بصعوبة عندما بدت له مئة ألف نقطة روح استثمارًا ضخمًا.
أصبح تحكمه في نقاط الروح أكثر دقة عندما تطور من مستولي الأرواح إلى ريفر الروح، وعندما تطور مرة أخرى إلى تجسيد إيف، مالكة قصر الجليد، أصبح الآن قادرًا على ضغط مليون نقطة روح في بلورة روح واحدة.
باستخدام بلورة روح واحدة، يمكنه إيقاظ عشر عيون، ومع تلك العيون إعادة الحياة إلى ملائكته من شار.
انتشر صوت روان في جميع أنحاء بُعده، وأيقظ كل كائن من نومه، وبدأ سلالته شيول في إخراج جميع أبنائه تحسبًا للمعركة القادمة.
كان وعيه يحوم فوق جبل بلورات الروح وسحقهم.
“أعلى!”
تردد صدى صوت تحطيمه مليون بلورة روح في أرجاء الكون. أدى هذا إلى توقف الصراع القادم، لكن قلّةً من الناس انتبهوا، وتجمعت أنظارهم جميعاً نحو مجموعة القوى العظمى المحيطة بإرادة الكون.
الترجمة : كوكبة