السجل البدائي - الفصل 836
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 836 عظمة الرجل
نزل الظلام ورفع تيلموس نصله ضده، فخسر.
كان هناك صرخة ألم من نصل نيته حيث أصبح الظلام الآن في شكل سيف، يشق النصل ويمر عبر جسد تيلموس، قبل أن يختفي.
كان اسم سلاح الملك السامي “المُبطل الناهم”، وكل ما يقطعه يُموت. حتى جرح صغير من السلاح كفيل بقتل خالد، وهو ما دافع ضد تيلموس بقوة هائلة، لكن ذلك لم يكن كافيًا.
بدأ السلاح بجانب الملك السامي يضحك، ونظر رأس روان بجانبه إلى هذا السيف، فأظلمت عيناه. مثل سيده، كان هذا السلاح مجنونًا، يتلذذ بشرب دماء الخالدين.
لم يتمكن روان من إنقاذ روح تيلموس، لأن هذا السلاح دمرها بالكامل.
لم يكن مهمًا أن تيلموس كان لديه مئات الآلاف من النوايا، ضد قوة الإرادة التي يمكنها الهجوم عبر الزمن، فشل سيد الفضاء.
ترنح تيلموس، لكنه لم يسقط ولم ينزف، حتى أن المبطل الناهم لم يتمكن من قطع لحمه، لكن روحه كانت أضعف وتم سحقها.
نظر إلى النصل المحطم في يده، وظهرت لمحة من الارتباك داخل عينيه، ثم الفهم، ومع تنهد، سقطت يده على الجانب، وتفجرت قواه الهائلة داخله، مع فكرة أنه يجب أن يكون قادرًا على إطلاق العنان لكل قوته، وسحق تريون، وإذا أراد حتى قتل بعض السامين داخل قواقهم، لكن زوجته وابنته ستموتان.
استهان الجميع بقدرات تيلموس، حتى روان. خلال معركته مع السامين، استطاع رؤية أشكال قبواتهم، وقاس القوة اللازمة لاختراقها.
لو أطلق كل النيات بداخله ووجهها نحوهم، لكان قد قتل عدة منهم، لكن قتل عائلته لم يكن خيارًا.
لم يكن موته ذا شأن، فقد دلّ ابنته على طريق الحرية. تمنى لو أنها راقبت شيخها بوضوح، فهي استمرارٌ لعظمته. ستكون هي من ستذبح سامين تريون وسيدهم، تمنى لو سمع الاسم الذي أطلقته على نفسها. لماذا كان عليها أن تكون عنيدةً لهذه الدرجة لتترك شيخها ينتظر كل هذا الوقت دون إجابة؟
نظر تيلموس إلى النجوم للمرة الأخيرة، وهمس، لم يسمع سامين تريون ما قاله، لكن روان الذي كان يجلس داخل الليفيثان ويراقب كل ما حدث، سمع.
“انظروا إلى النجوم، إنها تنوح عليّ… أتسائل من سينوح عليكم جميعًا؟” أغمض عينيه، ولفظ أنفاسه الأخيرة من صدره.
لقد مات تيلموس.
ومع ذلك، ظلّ جسده شامخًا. شعره الأبيض الطويل، الذي يشبه سحابة، حمله النسيم، ظاهرًا إياه بهالة حول رأسه. كانت يده لا تزال ممسكة بنصله المحطم، ينوح على سيده قبل أن يغفو نومًا عميقًا، راغبا في مرافقته إلى الموت.
في السماء أعلاه، بدأ ضوء النجوم التي أشرقت على تريون في التقارب حتى استقرت على جسد تيلموس مثل عبائة.
هزت هذه العلامة الكون بأسره، إذ تدفقت خطوط لا متناهية من ضوء النجوم عبره لتسقط على صورة الرجل الوحيد. الشخص الوحيد في الوجود الذي حزنت عليه النجوم.
كان أندار على قمة البرج الأسود وشاهد هذا الحدث المذهل، وشعر بأن قلبه يهتز، كما مر به شعور عميق بالخسارة، لقد استطاع سماع النجوم تبكي، وقد أرعبته وأذهلته بنفس القدر.
لقد أرعبت كل القوى العظمى في الكون وبدأت كل العيون تتجه نحو تريون.
كان سامين تريون جميعًا في صمت، ورغم أنهم لم يستخدموا كل قوتهم لخوض هذه المعركة، إلا أنهم جميعًا كانوا يعلمون أنه حتى لو فعلوا، فسيكون ذلك بلا جدوى ضد هذا الإنسان الفاني. وضعوا جميعًا أسلحتهم جانبًا في صمت، ووقفوا يشاهدون الكون يبكي.
حطم صوت غولغوث أحلامهم، “لقد مات طفل النجوم على يدي. هذا هو مصير كل من يتحداني، حتى أخي البائس. أنتم جميعًا، حركوا أطفالكم نحو ساحات القتال، واغسلوا قذارات السحرة والشياطين من مملكتي!”
بدا وكأن السامين قد اهتزت من تأملاتها، قتحولت جميعها إلى شرائط واسعة من النور تطايرت نحو الأفق. وكان آخر من غادر هو تيبيريوس، سامي الحرب. نظر إلى الرجل الذي وقف وحيدًا، رافضًا السقوط حتى في الموت، ولأول مرة في حياته، انحنى سام الحرب ثم غادر.
بعد ساعة، وصلت مينيرفا سالمةً من الإصابة، وعيناها تراقبان جسد ابنها الساكن، فأشاحت بنظرها عنه مصدومةً. لم تكن تُدرك حتى متى بدأت تعتبر ابنها لا يُقهر، وصدمتها حقيقة وفاته في الصميم.
سقطت على ركبتيها وبقيت على هذا النحو، حتى عندما غربت الشمس وطلعت من جديد، بقيت بجانبه، وبعد أن بقيت بجانبه لمدة سبعة أيام، تحدثت مينيرفا لأول مرة.
“لقد متَّ كما عشتَ… مُتحدِّيًا. يا أحمق، لو استطعتَ الانتظار قليلًا.”
دخلت ذكرى إلى وعيها، آخر ما قاله لها تيلموس. كان واقفًا وظهره إليها، غروره وكبرياؤه لا يخفيان شيئًا، حتى في حضورها، وقال لها:
“لا تحدد عظمة الرجل بطول عمره، بل بكيفية استغلاله لما علمته إياه الحياة. أنا تيلموس، ولا أنحني لأحد.”
مدت مينيرفا يديها لتأخذ جسد تيلموس، لكنها سحبتها على عجل، إذ ظهر على طرفها جرح طويل كشف عن عظامها. حتى في الموت، لم يكن أي سامٍ جديرًا بلمس تيلموس.
لو حاولت ذلك بقوة على ذلك، لربما ماتت. تضاربت مشاعر الفخر والألم والراحة والغضب، واحتدمت في صدرها، فإحتاجت مينيرفا إلى كل قوتها لكي لا تصرخ.
رمشت، فسقط شيء من عينيها. أرادت أن تصدق أنه مطر، لكن الشمس بدأت تشرق، والسماء صافية.
في البعيد، بدأت أصواتٌ عديدةٌ تتردد في جميع قارات تريون، مع بدء المعركة النهائية. عبقت رائحة الدم في الهواء، وخفتت أضواء الشمس بسبب طبقةٍ حمراء غطت الكوكب. أحمرٌ ناتجٌ عن سفك الدماء بكمياتٍ هائلة.
وصل صوت الملك السامي إلى مسامعها، “احترمي دورك في هذه الصفقة يا مينيرفا، وأطلق سراح شياطين الهاوية العظيمة ليتناولوا الوليمة، وسأعطيك القطعة الأخيرة من اللغز. لقد قضيتُ مليون عام في إعداد بوفيه جيد، ولاكن ضيوفي ليسوا كافيين”.
الترجمة : كوكبة
———
ارتات لتيلموس ارجل شخصية في الرواية :
💤༺الموقر النائم༻💤
مات مات ؟ وانا كنت بستنى بروان يسحب روحه او يعيد الزمن حتى بعد ما حكى انه روحه تحطمت كنت مفكر انه رح يوخده و يخليه معه ولكن اعتقد انه لنا الشرف نشوف شخصيه عظيمه تموت
تيلموس عم الكل نقطه وسطر جديد.