السجل البدائي - الفصل 805

الفصل 805 شبكة البحث

إن إنشاء تفرد ثانٍ سيكون بمثابة نداءٍ مُدوٍّ لجميع القوى العظمى في الوجود أجمع، حتى البدائيون سينجذبون إلى هذا الكون المحتضر. سيؤدي هذا إلى حربٍ تُنهي كل شيئ. سيرغب الجميع في السيطرة على هذا التفرد، قبل أن تتجه أنظارهم داخل هذا الكون الصغير إلى روان.

كان القرار بيد روان. الإندماج مع السجل البدائي، ولبرهة قصيرة سيصبح لا يُقهر، لكنه سيلفت انتباه جميع القوى العظمى في الخليقة. إذا نجا من هذا الصدام الأول مع كل بدائي موجود، وربما بضع معارك أخرى معهم، فسيصبح لا يُقهر.

سيكون قادرًا على التحكم بشكل مثالي وتطوير كل السلالات الموجودة، وإنشاء جسم من القوة لا يمكن اختراقه.

إذا فشل، فإنه سيموت، جنبا إلى جنب مع السجل البدائي.

كان هذا الرهان على الحصول على كل شيئ إما أو لا شيء. لن يكون هناك تراجع أو مناورة ضد البدائيين، وسيتمكن من الوصول إلى القوة المطلقة للحظة، دون فرصة لتعلمها أو التأقلم معها قبل أن تشتعل الأمور.

ناهيك عن أنه إذا جمع أحد البدائيين التفرد الجديد، باستخدام قواه وخبرات من عمره الطويل للغاية، فقد يكون قادرا على صنع شيء غير متوقع بهذه القوة.

لم يكن روان متأكدًا من أنه سيكون قويًا بما يكفي للتحكم في النتيجة عندما يتعلق الأمر بقوى من تلك المستويات، وهي قوى لم يكن على دراية بها على الإطلاق.

لم تكن لديه سوى فرصة واحدة لتحقيق ذلك، فبسبب سلسلة من الأحداث التي أدت إلى هذه اللحظة التي بدت مستعصية، أتيحت لروان فرصة الاندماج مع تفرده. لو استعاد الصفحة الأخيرة من السجل البدائي، لضاعت تلك الفرصة إلى الأبد.

لو أصبح كائنًا ثلاثي الأبعاد، لضاعت الفرصة أيضًا. كان في وضع فريد ليصبح أقوى كائن في الوجود دفعةً واحدة، وإن فوّتها، فلن تتاح له هذه الفرصة مجددًا.

كان هذا القرار صعبًا للغاية، فقرر روان المضي قدمًا فيه حتى يستعد جيدًا. أولًا، قد يمنحه السجل البدائي جميع سلالات الدم القوية الموجودة، لكن كل ذلك سيكون على المستوى الفاني.

تمامًا مثل جميع سلالاته الأخرى، كانوا جميعًا بحاجة إلى موارد للنمو، وحتى لو كان لديه ألف سلالة، فسيكون ذلك عديم الفائدة إذا بقوا جميعًا على المستوى الفاني عندما كان هناك مخلوقات مثل البدائيين، الذين يقيمون في البعد التاسع يتجولون في هذا الكون المتعدد ومكنهم القضاء تمامًا على كل كائن حي في جميع الأكوان إذا أرادوا ذلك حقًا.

إذا لم يتمكن من النجاة من هجومات البدائيين عندما يكون لديه ألف سلالة دم، فمن غير المجدي أن يفكر في خيار الاندماج مع السجل البدائي في هذه اللحظة.

ما كان يحتاجه هو مزيد من المعلومات، وكان يحتاج إلى الوقت وكان يحتاج إلى الموارد.

كان يفكر في المكان الذي جمع فيه للتو الكنوز التي استخدمها في بناء مصنعه. ربما لو كان لديه كل الكنوز الموجودة في مساحة التبادل حيث استخدم عملات المتاهة.

ليس هذا فحسب، بل سيحتاج أيضًا إلى الوصول إلى مليار أو أكثر من بلورات الروح، وعدد من الإمارات، والنورانيين ذوي القوة الأعلى لشراء بضع ثوانٍ بمجرد وصول البدائيين إلى هذا الكون ثم قد يكون قادرًا على المخاطرة.

كان كل هذا التحضير هو أقل ما يمكن أن يفعله قبل أن يفكر في دمج نفسه مع السجل البدائي.

ابتلع روان رغباته، لم تتغير المهمة، كان بحاجة إلى أن يصبح أقوى، ويجمع المزيد من الموارد، ويفهم كل ما يمكنه عن قوى البدائيين، وإذا شعر أنه حصل على نسبة نجاح كافية، فسوف يقفز ويندمج مع السجل البدائي.

لقد كانت فرصة لا مثيل لها للحصول على قوة عظيمة، لكنها الفرصة الوحيدة التي سيستمتع بها إذا استطاع البقاء على قيد الحياة.

أدرك أن أفضل طريقة لمعرفة ما إذا كان بإمكانه الفوز على البدائيين هي الفوز في الحرب ضد انعكاس بدائي ساقط. لو فاز في هذه المعركة ضد والده وقواته، لكان قد خاض اختبارا كان سيُثبت جدارته بتحدي البدائيين، ربما ليس بالقدر الكافي للفوز، ولكن على الأقل بالبقاء.

بالإضافة إلى ذلك، كان يشتبه في أن والده والانعكاسات الأخرى لديهم الآن أرواح، ويجب أن تكون كمية بلورات الروح التي سيحصل عليها من انعكاس البدائي مذهلة، ربما بما يكفي لكي لا يحتاج في المستقبل القريب إلى العثور على مصدر آخر لنقاط الروح.

بالمعرفة التي سيكتسبها من تلك الإنعكاسات، ستكون لديه صورة كاملة عما يمكن العثور عليه خارج الكون، وسيعرف حلفائه وأعدائه المحتملين. كان خوض هذه الحرب والفوز بها أول ما كان عليه فعله قبل التفكير في اندماجه مع التفرد.

المشكلة الوحيدة مع هذا القرار كانت بسيطة، إذ إن السجل البدائي لم يتفق معه.

تنهد روان في غضب، “لماذا لم أتفاجأ؟.”

فجأة شعر بقوة عميقة تسيطر على وعيه، وتنسجها بطريقة تجعله عاجزًا، وتم ترقية إدراكه للنظر فوقه، فتنفس الصعداء وانزعاج.

انبثق السجل البدائي من جسده وحامَ فوقه، كان بحجم نجمٍ ضخم، وانفتح كاشفًا عن فراغٍ شاسع. ارتجف المصنع، على وشك الانفجار، لكن الزمن توقف فجأةً.

أراد السجل البدائي جسد روان، وكان مستعدًا لتحمل خطر الهلاك إذا وقعل في أيدي البدائيين. كان يعلم أن الاندماج مع روان سيؤدي إلى فوائد محتملة مجهولة، ولم يكن لينتظر.

تم جر روان إلى السجل البدائي، وبينما كان يجمع كل طاقاته للرد، لم يستطع إلا أن يفكر، “اللعنة، كل شيء يريد قطعة مني اليوم”.

أغلق السجل البدائي فوقه وكان كل شيء مغطى بالظلام.

*****

كانت مينيرفا تسبح في بحر الدمار. على مدار الأسابيع القليلة الماضية، كانت تستكشف قبو باخوس، ومن بعده فولجيم، بعد أن استكملت فحص هذين الساميين، الآن تتجه إلى بورياس.

أثناء لقائها مع الملك السامي، اكتشفت بمساعدة حريش غريب شيئًا لم يكن حقيقة بل كان إحساسًا، شيئًا لم يكن من المفترض أن يكون بينهم، لكنه كان كذلك.

شيءٌ بدا وكأنه لا يموت. كل ما رأته كان يحمل طاقة التحلل حوله، وكانت هذه أول مرة تشعر فيها بشيء لا يقاوم هذا التحلل.

لقد كانت تشك في أن أحد السامين قد أحضر شخصية مجهولة بينهم، على الرغم من أنها لم تتمكن من التأكد تمامًا من صحة ذلك، فقد وثقت تمامًا بغرائزها واتبعت حدسها.

لم يكن قبو بورياس بعيدًا في المقدمة، وأخفت مينيرفا وجودها، ولم تكن تريد أي شجار مع هؤلاء السامين الذين كانوا على حافة الجنون.

كما في السابق، بدأت تنسج شبكتها حول القبو. لم تُزعجها طاقات الدمار كثيرًا. كانت قوة مألوفة تُذكرها بأوقاتٍ أفضل، وأدركت أن هذا المكان لم يجد طبيعتها مُبغضةً لطبيعته.

الترجمة : كوكبة