السجل البدائي - الفصل 790

الفصل 790 العودة إلى خادمته

بعد فهم كل هذا عن طبيعة الروح، ما كان على روان فعله هو إزالة الشوائب الموجودة في روح الفاني وزيادة كتلتها إلى حدودها القصوى.

كانت نظرته تحمل طاقة روح نقية تساوي أكثر من ثلاثمائة بلورة روح. كان على روان أن يؤكد قوة ساميه الجديدة، لكنه كان متأكدًا من أنها ستكون أقوى بكثير من أي سامي عادي بفضل قوة أرواحهم التي صنعها.

ربما يمتلك سامي عادي روحًا أقوى بعُشر قوة هذين الساميين، وقد أزال كل شوائبهما. كان هذان الشخصان مثاليين لدرجة أن الكون نفسه لم يكن ليُهيئ الظروف المناسبة لوجودهما.

ربما يكون قد بالغ في الأمر قليلاً وجعل أرواح هذين الساميين قوية للغاية، لكن روان اعتبر ذلك بمثابة فائدة لكونهما أول سامين أنتجها باستخدام قواه البعدية، والدفعة التالية من السامين لن يكون لديها مثل هذه الأرواح القوية.

كانت هذه هي العملية النهائية للخطوة الثانية.

هذا وحده لن يُنشئ ساميا، بل كان الجزء الأخير من هذا الخلق هو تهيئة الظروف المناسبة لتطور نطاق السامي. الخطوة الثالثة.

كان كل السامين فريدين من نوعهم، بمعنى أن لكلٍّ منهم جوانب قوة مختلفة يتحكم بها، حتى في العناصر نفسها، كان كل سامي مختلفًا. كان للساميين اللذان يتحكمان في اللهب قوى متباينة، وقد عززت النية هذا التغيير أيضًا.

بعد أن يصعد الفاني ليصبح ساميا صغيرًا، فإن قوة السمو ستقوده إلى تطوير نية يمكن أن تندمج مع قدراته الفريدة مما يمنح السامين القدرة على النمو.

لكي يتطور سامي حقًا ويصعد ليصبح أقوى، كان يحتاج إلى نية، فبدون نية، سيبقى السامي الصغير في مكانه إلى الأبد.

لن يصبح سامي صغيرٌ ساميا كبيرًا إن لم يتحكم في نيتين على الأقل. ولا يمكن لسامي كبيرٍ أن يصبح ساميا أعلى إن لم يتحكم في ثلاث نيات على الأقل. يتطلب الملك السامي خمس نيات أو أكثر، بينما كان الإمبراطور السامي مجهولًا، رأى روان أن الإمبراطور السامي يُفترض أن يتحكم في قوة الإرادة.

أثرت درجة النية أيضًا على هذا التوزيع، حيث كانت نية واحدة من الدرجة الأرجوانية، وهي أعلى مرتبة، كافية لإنشاء ملك سامي. لذا، يمكن لسامي محظوظ أو موهوب للغاية أن يصبح ملكا ساميا بنية واحدة إذا كانت رتبته عالية بما يكفي.

يجب أن يكون هدف هذا المستوى قريبًا للغاية من قوة الإرادة.

لقد أنجب روان العديد من القوى الفريدة أثناء صعوده إلى حالة الإرادة وأصبح كيانًا أحادي البعد.

لقد حدث هذا عندما اندمج مع مدمر فريد مصنوع من أنقاض عالم أعلى، علاوة على ذلك اندمج مع سلالة اوروبورس التي تم تعزيزها إلى درجة سخيفة أولاً بواسطة الفوضى عندما أعطاه قدرة محرك الفوضى وباستخدامه لنقاط الروح، وأخيراً اندماجه مع سلالته البدائية الناشئة شيول.

كانت إحدى هذه القوى حقولا لا نهائية من طاقات كل عنصر موجود، وكان بينها بعض القوى التي لم يكن يعلم حتى ما تحتويه. كان يأمل أن يكتشف حقائق هذه القوى عندما يفتح سجله البدائي أخيراً.

أثناء فحصه لأرخميدس، تمكن من العثور على خطة مخفية لأهوروكس، ملك الشياطين الميت، ومن خلالها، كان لديه إمكانية الوصول إلى جزيرة الراحة، وهو مكان في الكون حيث يتم الاحتفاظ بمصادر سلالة الدم.

هنا أدرك أن ما بداخله هو كل مصادر سلالات الدم. هذه الحقول اللانهائية من القوى كانت بمثابة المراحل الأولى لمصادر سلالات الدم.

كانت الطريقة التي منح بها الكون القوة لأبنائه هي من خلال مصادر سلالات الدم والروح. وتبين أن روان كان يمتلك كليهما.

ما تم عرضه أمام هذين الساميين كان جزءًا صغيرًا من مصادر سلالة دمه، وفي اللحظة التي دخلوا فيها إلى المصادر التي كان لديهم تقارب معها، بدأوا في السحب من مصدر سلالة الدم والصعود إلى السمو.

على عكس الكون، لم يكن روان بحاجة إلى معاقبتهم بالمحن، لأنه حتى لو بدأ مصدر سلالته في النفاد مع كل سامٍ خلقه، كان لديه مورد فريد للغاية يمكنه استخدامه دائمًا لإعادة ملئهم – نقاط الروح.

في نفس الوقت، بدأ الساميان في اكتساب قوتهما، وبدأت بذرة صغيرة تنمو داخل مصادر سلالة الدم التي اختاراها.

في حالة الأنثى، إيمريلدا، اختارت مصدر سلالة الدم الذي كان يُشير إلى الخصوبة. في تصور روان، كان هذا المصدر أشبه ببركة وردية ضحلة، لكنه فوجئ بأن كلًا من هؤلاء الساميين المحتملين رآهياه كنجم.

كان مصدر سلالة كورنيليوس بسيطًا – القوة.

كان نمو البذرة داخل مصدر سلالة دمه اتجاهًا إيجابيًا بالنسبة لروان، إذا قام بصنع المزيد من السامين والمخلوقات القوية داخل أحواض مصادر سلالة دمه المختلفة، فإن البذور ستبدأ في النمو، والفوائد التي يمكن أن تجلبها له في الوقت الحالي غير معروفة، لكنه كان يتطلع إليها.

من خلال هذه التجربة الفردية، كان قادرًا على الحصول على 998 أصل الروح، وذلك بسبب حقيقة أن أي شخص مات أثناء هذه العملية تخلى عمدًا عن كل ما شكل نفسه له، وأيًا كانت القوى التي تحكم اتجاه الأرواح، يجب أن تكون قد انحنت أخيرًا لسلطة سلالة شيول ومنحته السلطة على أصول أرواحهم.

مع وجود مصدرين لسلالة الدم النامية وميلاد ساميين جديدين، انتهت هذه الجولة من التجارب.

نبه سيرسي لتجهيز الدفعة التالية من المرشحين لصنع سامين. ولأن التجربة كانت ناجحة، كان هناك سبب وجيه لتأجيلها. كُلِّفت بإحضار عشرة آلاف مرشح بحلول هذا الوقت من الشهر المقبل. كانت خطته هي صنع ما لا يقل عن ١٠-١٠٠ سامي شهريًا.

ولم ينس روان قدرة نورانييه على الاندماج مع المخلوقات الأخرى، وتساءل عما سيحدث عندما بدأ في دمج نورانييه مع السامين.

ترك روان لسيرسي خمسة مظاهر روحية أخرى للمساعدة، وكان عليه أن يركز على المهمة المهمة التالية.

عمله وصعوده إلى كيان ثنائي الأبعاد.

كان روان سيلتقي مايف مجددًا، وهذا أمرٌ إيجابي. رسالة والدته أشارت إلى أنها قد تملك جزءًا من لغز ماضيه.

بعد أن طرد وعيه من هذا المظهر الروحي، قام بتوجيهه إلى الثمانين مليونًا من مظاهر الروح الذين أرسلهم في هذه الرحلة إلى كوكب ميت على حافة اللا مكان.

استغرقوا وقتًا طويلًا لأنه جعلهم يسافرون عبر الكون المادي لا عبر العالم السفلي. سيكون من السهل جدًا تتبع مسارهم عبر العالم السفلي، لكن في الكون المادي، سيضيعون في اتساعه.

عندما وصل إدراكه إلى الكوكب، ظن روان في البداية أنه مخطئ، فعندما غادر هذا العالم، كان قد مات. هلك جميع سكانه السابقين منذ مليارات السنين بعد أن سلبوا الكوكب كل موارده، ولم يبقَ منه سوى متاهة لا نهاية لها، مليئة بقطع ضخمة من الآلات.

كان هذا العالم الآن زاخرًا بالحياة، وصرخة وعي عالمي حديث الولادة. ومع ذلك، عندما شعر روان بموجة الطاقة المألوفة المنبعثة من العالم، ابتسم ونزل برفقة ثمانين مليونًا من أشكال الروح.

كان هذا المكان لتدريب مايف ومساعدتها على الوصول إلى ذروة الفناء، والآن بعد أن أصبح لديه القدرة على تطهير روحها وجعلها خالدة، فقد كان هنا لتحريرها أخيرًا من أي قيود.

يبدو أنه قد تأخر كثيراً.

****

كانت أبسوميت، سفينة الرونية السابقة لتيبريوس، سامي الحرب، مربوطة بفروع شجرة ضخمة منذ ثلاثة أسابيع، وكانت أطرافها تتأرجح بفعل الرياح الشديدة التي اجتاحت هذا الكوكب.

تمنت أن يكون سبب معاملتها كقطعة من المعدات التي يمكن التخلص منها هو أنها قد تخدم غرضًا أعلى، أو حتى يتم معاقبتها، لكن الحقيقة هي أنهم أرادوا فقط إبعادها عن الطريق، لذلك تم إعطاؤها للأطفال كقطعة للعب.

الترجمة : كوكبة