السجل البدائي - الفصل 772

الفصل 772 عدو عدوي

لقد كان هناك وقت ربما كان الأمير الثالث قادرًا فيه على الإجابة على هذا السؤال، لكنه فقد هذه القدرة عندما صنع روان.

على الرغم من أن الرابع كان الأقوى، إلا أن الأمير الثالث كان الأكثر تعرضا للحسد بين جميع إخوته لأنه كان لديه القدرة التي جعلت من الممكن له عكس الزمن!

من بين جميع انعكاسات جسدهم الرئيسي، كان محظوظًا لأنه يمتلك هذه القوى المذهلة، وقد جلب ذلك الحسد والكراهية من أخيه لأنه باستخدام هذه القدرة، تمكن الأمير الثالث من الحصول على أكبر المزايا بين جميع إخوته، وأعزج هذا الرابع بالخصوص، الذي كان الأقوى.

كانت خسارة هذه القوة غير متوقعة، وفي محاولة يائسة لاستعادتها، هاجم الأول المعروف أيضًا باسم غولغوث، الملك السامي، لكن الوغد العنيد تأكد من أنه لم ينجح، حتى لو كان الثمن الذي يجب دفعه لحرمان الأمير الثالث هو تقليص نفسه إلى زومبي وتسميم جوهره حتى لا يتمكن الأمير الثالث من الحصول عليها أبدًا.

بشكل عام، عملت الجوانب الأربعة لجسدهم الرئيسي معًا، لكنهم لم يكونوا قريبين، أرادوا جميعًا أن يكونوا المسؤولين عن إحياء جسدهم الرئيسي، وقد يعملون معًا من أجل قضية مشتركة، لكنهم ما زالوا عدائيين بشدة تجاه بعضهم البعض.

“لقد طال عمرنا!” رثى الأمير الثالث. في البداية، كان من المستحيل أن يختلفوا في الرأي إلى هذا الحد الذي يدفعهم إلى التآمر ضد بعضهم البعض، لكن شيئًا ما تغير بعد عصور عديدة ومحاولات وإخفاقات لا تُحصى، وهم يكافحون من أجل تحقيق حلمهم المستحيل بإحياء جسدهم الرئيسي.

على طول الطريق، أصبحت رؤيتهم مشوهة ونشأ شعور بالمنافسة والفردية في قلوبهم، مما هدد التعاون بينهم وفي النهاية حطمه.

ما حدث في هذا الكون كان نتيجة تريليونات السنين من الصراع الذي نما ببطء في قلوبهم، وكانت النتيجة مذهلة. انعكاسٌ لبدائي عاش لسنواتٍ لا تُحصى وقع في نزوةِ فانٍ – ابنه.

لقد علم روان أن الأمير الثالث قد خان غولغوث، لكنه لم يكن يعرف سبب هذا الحدث غير المتوقع، فقد استنتج أنه ربما كان ذلك بسبب ولادته أو أن الأمير الثالث ربما اكتسب روحًا.

كان سيُصاب بالذهول لو علم أن الانعكاسات الأربع كلها قد إكتسبت أرواحا، وبالتالي لم تعد نقية. مع أن هدفها الأساسي من الوجود ظلّ متأصلًا فيها، إلا أن فرديتها قد وُلدت.

كان من المفترض أن يكون انعكاس البدائي مثاليًا من الناحية التقنية، ويمتلك قوة وتركيزًا كبيرين، ولكن مع مرور المد والجزر اللامتناهي للوقت، حتى الكمال قد يصبح معيبًا.

*****

مع الأحداث التي وقعت في جاركار، أدرك الأمير الثالث أنه لم يكن قويًا بما يكفي لإعادة روان إلى سيطرته، ومع كل لحظة مرت كان ابنه الضال ينمو بقوة لدرجة أنه أصبح بالفعل خارج سيطرته.

لقد حطمت إصابته إرادته، تاركةً ورائها شيئا لم يكن بقوة الإرادة، بل أقوى من النية. لو كان روان قد تمكّن بالفعل من كسر ذلك القيد الذي كان يحيط به، لكان في وقت قصير جدًا يتجه نحو صنع الإرادة.

إذا فشل في إيقافه، ففي أقل من ألف عام، قد يكون طفله قادرًا على التحكم في قوة الإرادة وتعطيل الخطط التي وضعوها داخل هذا الكون.

أخيرًا تخلى الأمير الثالث عن كبريائه وغضبه تجاه أخيه، ربما كان يكره الرابع، لكنه كان يعلم أن ما كان أكثر أهمية من كراهيته هو قيامة جسدهم الرئيسي.

عدو عدوي صديقي.

إذا قتله روان، فلن يتوقف عند هذا الحد حتى يطارد بقية إخوته. مهما بلغ كرهه للرابع، كانوا قريبين جدًا من تحقيق هدفهم، ولن يسمح لأي شيء بإفساد الخطط الجارية لعصور عديدة.

كان الأمير الثالث يعرف مدى حظ ابنه المجنون وماكره، ولم يعد يقلل من شأن روان، فقد كان يشكل التهديد الأكبر لخططهم.

*****

استمر الأمير الثالث في اقتحام البوابة بقوة، صبّ آخر ما تبقى من نيته في رون مخفي مغروس في أعماقها، حتى بدأت بوابة الكون تنفتح بتأوه شديد. انبعث ضوء ساطع من الداخل، فاضطر إلى تغطية عينيه بذراعيه، لكن البوابة لم تكن قد بدأت تنفتح على مصراعيها حتى بدأت تُغلق مجددًا.

شتم الأمير الثالث بصوت عالٍ، كان يعلم أن هذه كانت نتيجة تدخل الأمير الرابع في أفعاله، متجاهلاً انزعاجه، قفز إلى الأمام، بالكاد دخل البوابة بكل أطرافه وهي تُغلق خلفه.

لن يُفاجأ إن كانت مشاكله في الصحراء الكبرى بسبب أخيه. لقد واجه معارضاتٍ كثيرةً لا تُصدّق. كان لقاء وحوشٍ مثل ملك العدم أمرًا نادرًا، لكنه واجه العديد منها.

لم يكن الأمير الثالث غبيًا، بل كانت هذه مجرد فرصة للأمير الرابع لقتله دون أن يكشف عن هويته. ولأنهم جميعًا اعتقدوا أنهم على وشك إحياء جسدهم الرئيسي، فقد تفاقمت الصراعات الداخلية بينهم.

دارت بينهم منافسة صامتة على آخر واقف. كان الأمير الثالث وحده يعلم أن بينهم ذئبًا، وإن لم يطرقوا الحديد وهو ساخن، سيخسرون.

تلاشى الضوء الساطع داخل هذا المكان كاشفًا عن مركز الكون. كان منظره متواضعًا لدرجة أنه كان مخيبًا للآمال بصراحة.

كان مركز الكون مجرد شجرة صغيرة، مع فارق وحيد وهو أنها لم يكن لها أوراق، فقط تسعة فروع ضخمة تشبه جذوع الفيلة، وكانت جميعها متصلة بتسعة أشكال غريبة بدت وكأنها نائمة.

كانت هذه الأشكال على شكل بشر، ويبدو أنها كلها مصنوعة من الذهب، وكان لها سمات حيوانية مختلفة تميز مظهرها، حيث كان لدى البعض أجنحة ومخالب بينما كان لدى البعض الآخر قرون وحوافر.

عرف الأمير الثالث أن هؤلاء التسع إمبراطوريون، وبينما لا يوجد في الأكوان الأخرى سوى إمبراطوري واحد، إلا أن هذا الكون يضم تسعة منهم. ومن خلال تقلبات القوة المنبعثة من أجسادهم، لم يكن من الصعب على الأمير الثالث إدراك مدى قوتهم مقارنةً بمتوسط الإمبراطوريين.

في قلب كل واحد من هؤلاء الإمبراطوريين التسعة النائمين، كانت هناك إرادات!

لم يكن هذا الجزء الأكثر غرابة في إرادة الكون هذه، لأنه مثل إمبراطورييها، كانت إرادة الكون نائمة.

كان معروفًا أن إرادة الكون لا يمكنها النوم أبدًا … لكن لرابع لديه طرقه أيضا.

نظر الأمير الثالث حول الشجرة حتى رأى ما يبحث عنه. لو لم يكن على دراية بالهيئة التي يرتديها الأمير الرابع عادةً، لكان من الصعب العثور عليه لأنه كان مُموّهًا تمامًا، وعندما يتحرك كان بالكاد يُرى.

بدا شكل الرابع وكأنه دودة بنية ضخمة تتجعد حول الشجرة، وكان شكله طويلاً لدرجة أنه كان يتجعد حول الشجرة عدة مرات، وبينما كان الأمير الثالث يراقب، فتح الرابع فمه المملوء بأسنان بيضاء صغيرة على شكل أسنان سمكة القرش وبدأ يشق طريقه عبر جذع الشجرة.

لقد كان يفعل ذلك طوال الـ 4.5 مليار سنة الماضية، يأكل الشجرة ببطء، وكان من المتوقع أن تكتمل الوليمة خلال 15 مليار سنة، وهو جزء بسيط من عمر الكون، وأنه سيتولى منصب إرادة الكون.

إن مثل هذا الأمر من شأنه أن يهز عقول كل من يسمعه، ولكن هذا كان مجرد جزء صغير من خططهم.

عندما دخلوا هذا الكون، كان الرابع هو الوحيد القوي بما يكفي لعبور الصحراء الكبرى بسهولة والوصول إلى بوابة الكون، لكنه لم يكن لديه القوة لتحطيم بوابة الكون المولودة حديثًا، والتي ستكون بوابتها مرتبطة أيضًا ببوابات كل الأكوان الأخرى التي تتجول داخل الظلام العظيم.

لقد خدع الرابع إرادة الكون بدلاً من ذلك لأنه كان هو الوحيد الذي كان لديه القدرة على الوصول إلى جزء صغير من الأثير من جسدهم الرئيسي.

الترجمة : كوكبة