السجل البدائي - الفصل 767
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 767 خياران مروعان
انفتح فم أندار وأغلقه، وتدفقت عليه معلومات كثيرة دون هوادة، ولم يستطع إلا أن يبتلع كل ما هو جديد أمامه. كان الأمر فوق طاقته، وغرائزه أنبأته أن هناك المزيد في المستقبل. الأسوأ لم يأتِ بعد، وكانت المراقبة قد بدأت للتو في وضع الأساسات قبل أن تفاجئه بالكشف الكامل.
“أوه، انظري إلى الساحر الصغير،” ابتسما أيريس، “أعتقد أنك حطمتيه. لقد أعطيتيه أمورًا بالغة الأهمية يا مراقبة، وهو غير مؤهل وغير قادر على فهم خطورة هذا الأمر.”
“لا أظنه مكسورًا،” ظلت ابتسامة المراقبة اللطيفة ثابتة وهي تُثبّت أندار في مكانه بعينيها، “لا أحد منا يستطيع أن يكون أفضل منه في هذا المستوى، حتى ابنتك العزيزة خذلتك يا إيريس، إنه مثالي. رأيت وعد العظمة من أول مرة وقعت عيني عليه، وهذا الوعد يشرق أكثر الآن.”
همس أندار، “لماذا أنا؟ أنا مجرد ساحر موهوب، أي ساحر كبير يتفوق علي في الخبرة والقوة بدرجة هائلة، ليس لدي أي صفة تجعلني مميزًا… على الأقل ليس في هذا الوقت.”
ازدادت ابتسامة المراقبة عمقًا عند كلماته في النهاية، “يا أندار، ما نحتاجه هو إمكانياتك وليس قوتك. أخبرتك كيف دخل السحرة الكون المادي بأفعال سيد برجك. هذا يجعل كل ساحر يولد داخل هذا الكون أحد أبنائها، ولكن عندما يصبح الساحر ساحرًا كبيرا، فإنه ينقل برجه إلى عالم الساحر الأعلى، وبالتالي يقطع اتصاله بهذا الكون.”
“في نهاية الكون، من المتوقع حدوث ظواهر مختلفة، وإحداها ستكون مشابهة للبيئة الحالية التي قمنا بمحاكاتها. لقد أثبت أنك تستطيع من النجاح رغم كل الصعاب، حتى دون أي تحذير أو تحضير.”
“هناك أماكن لا يمكن أن يصل إليها إلا ابن الكون، وفي هذا الكون بأكمله، أنت صاحب أعظم الإمكانيات. أندار، أنت ساحر من الرتبة الأولى، لكن حدّ قدراتك قد بلغ مستوى ساحر كبير، هل تدرك كم ستبلغ من القوة وأنت ساحر من الرتبة التاسعة؟ لا تستهين بقوتك.”
استدارت ونظرت إلى الكون وكل حالة التجميد التي يعيشها السحرة الكبار هنا إلى جانب ملايين السحرة الذين جائوا لمشاهدة أندار وهو يصبح سيدًا في تخصصات السحرة السبعة.
“اعلم أنه في هذا الكون وحده، يوجد عشرة مليارات ساحر، وعدد من يحملون سلالة السحرة 305 مليارات. عندما يموت هذا الكون، ستفنى جميع هذه الأرواح معه. لا يمكن إنكار هذا المصير المحتوم إلا إذا استطعتَ السيطرة على إرادة الكون، يا أندار. وإلا، فلن يبقى على قيد الحياة سوى 45 ساحرًا كبيرا موجودين حاليًا في الكون، أما البقية فسيموتون… بمن فيهم أنت.”
“أندار، لقد عشتُ طويلاً، وفي تلك السنوات التي لا تنتهي، صادفتُ قصصًا ومعاركًا وحياةً لا تُحصى. سمعتُ حكاياتٍ عظيمةً وحججًا تافهةً يمكن لأي شخصٍ أن يسوقها لتبرير أفعاله.”
“لقد سمعت حكايات الملوك، والسامين، والنورانيين والشياطين، والجبابرة والوحوش، وكل منهم يدعي أنه يعرف سبب الوجود وقيمة الحياة.”
“سأخبرك بهذا بكل الثقة التي اكتسبتها بصفتي مراقبة للكون… لن تُقدم خدمة أعظم من النضال من أجل إرادة الكون. حتى لو مُتّ في هذا الطريق، ستكون قد حققت شيئًا لم يحققه فانون لا يُحصى من بدء الخليقة إلى نهايتها.”
أزالت المراقبة يديها من كتفي أندار وتراجعت خطوة إلى الوراء، منتظرة أن يهضم كل ما قالته.
“يا تلميذي، انتبه لكلامي، لستَ مضطرًا لاتباع هذا الطريق”. سحب صوت سايلس بلاك العميق بصره بعيدًا عن عيون المراقبة الساحرة، ونظر إلى هذه الشخصية الكئيبة بالأسود.
“خلال معركتك، اندلع قتال آخر هنا من أجل شيء آخر. لا تصدّق أن أمورًا بهذه الأهمية ستُسلّم إليك، مجرد ساحر وفاني. لم يكن من المفترض أن تعرف مصير هذا الكون. قد تكون إمكانياتك لا تُضاهى، لكنها مجرد إمكانيات.”
“عندما أنشأتُ البرج الأسود، أنشأتُ أيضًا سلالة السحرة في هذا الكون باستخدام اثنتي عشرة قطرة دم من الساحر الأعلى. حضارة السحرة بأكملها في هذا الكون جائت من دمه الذي ذاب وانتشر بين مليارات البشر على مدار أربعة مليارات سنة، وهذا الدم يسري في داخلك أيضًا.”
“هذا الكون على وشك الانتهاء، وأنا لا أهتم بذلك بالمهم عندي شيئ آخر”.
“يُدعى الإرادة، مثل المراقبة، لأن القتال من أجلها خطيرٌ للغاية، ومن المرجح أن يؤدي إلى موتك، لكن ما لم تخبرك به المراقبة هو أن هناك طريقًا آخر. يا تلميذي، أريدك أن تفهم هذه الحقيقة؛ هناك أكوانٌ عديدة في الظلام العظيم، لكن نادرًا ما يوجد مثلك في الوجود كله. أنت أثمن من أي كون.”
“لقد صنعت حضارة السحرة في هذا الكون، ويمكنني القضاء عليها. يمكنني جمع قطرات الدم الاثنتي عشرة التي استخدمتها في إنشائها، لأصنع اثني عشر بابًا يستطيع اثنا عشر ساحرًا يمكنهم استخدامها لمغادرة هذا الكون. لقد وهبنا هذا الكون الكثير من السحرة الكبار، ووهبنا أنت أيضًا. أليس من العبث أن أتركك تموت لسبب تافه كحفظ إرادته؟”
أشار إلى السماء حيث كان عالم أندار وقمره معلقين في مكانهما، “للحصول على قطرات الدم هذه، سأذبح حضارة السحرة بأكملها في هذا الكون وأدمج الدم معًا مرة أخرى. لقد قربت والدتك عالمك لضمان سقوط أول قطرة دم عليك.”
نظر أندار إلى الأعلى في رعب، كان كوكبه وأقماره يحتوي على إجمالي خمسة عشر مليار شخص، وكانت والدته على استعداد للتضحية بكل تلك الأرواح لضمان حصوله على ممر آمن لمغادرة هذا الكون.
إذا كان سايلس على علم بصدمته، فإن ذلك لم يؤثر عليه وهو يواصل حديثه.
“أنتَ خيارٌ واضحٌ لهذا الامتياز، وهذا هو المسار الذي اخترتُه. أيريس هنا توافقني الرأي، لكن المراقبة لا توافقني الرأي. لقد راهنّا على رهانين. معركةٌ بين السحرة الكبار هنا ستُحدد مستقبل هذا الكون. لقد فزنا، خيميائيوها متعددو المواهب، لكنهم ليسوا معروفين ببراعتهم القتالية، لكنها اختارت رهانًا آخر بعواقب أشدّ بكثير على خسارتها.”
“لن أخبرك بالجائزة التي كانت ستدفعها لنا لو فشلت، لكنها فازت، وكانت جائزتها بسيطة، عليك الاختيار. إما أن تتبع طريقها وتقاتل من أجل إرادة الكون، وستهلك على الأرجح، لأن الأعداء الذين ستواجههم على هذا الطريق سيكونون وحوشًا قديمة، أو أن تتبع الطريق الذي رسمته لك وتختار باب الخلاص.”
“ستُؤخذ أنت وأحد عشر ساحرًا موهوبًا إلى العالم الأعلى حيث يمكنكم النمو بأمان. اختر أندار، واعلم أن عواقب أفعالك ستبقى خالدة.”
مع تلك الكلمات، اختفى سايلس وأيريس، تاركين وراءهما المراقبة، وابتسامتها الآن تحمل نبرة حزن.
“لم أُرِد أن أُحمِّلك هذا العبئ الثقيل في مثل هذا السن الصغير يا أندار، لكن حقيقة الشخص تُعرَف في مثل هذه الأوقات. سأترك الزمن يتوقف لساعة أخرى. اتخذ قرارك في صمته العميق حيث لا شيء في هذا الكون قادر على إزعاجك. اعلم أنه مهما كان طريقك، فلن ألومك عليه.”
اختفت المراقبة أيضًا، تاركًا أندار خلفه يحدق في الكون المتجمد.
“أستطيع أن أترك هذا الكون سالمًا معافى، لكن الثمن سيكون موت مئات المليارات من السحرة، أو أستطيع خوض معركة دون أي ضمان للفوز، ويهلك الجميع إذا خسرت… ما الخيار الذي يمكنني اتخاذه؟”
صرخ أندار إلى الكون الصامت، متمنياًأكثر من أي وقت مضى أن يكون منشئه هنا معه.
الترجمة : كوكبة
———
فصول اليوم ضمت واحد من قتلاتي المفضلة وايضا تم إصلاح روم حرق السجل في الديسكرود لليبي ينقاش احداث ما وصلنا لها في الترجمة أو يبي يناقش حاجة فيها حرق كبير للجدد
LOSTRIS
يا روان ماذا انت بفاعل