السجل البدائي - الفصل 733

الفصل 733 ثلاث ثواني متبقية

لم يسبق لبورياس أن حارب ملك الشياطين من قبل، وكانت قدراتهم لغزًا بالنسبة له، كان ينبغي عليه الاتصال بالملك السامي في هذا الوقت، لكن كل الاتصالات كانت محظورة بواسطة المجال الأسود المحيط بالقبو.

وهذا يعني أن أوهروكس لابد وأن أدرك أنه إذا خرج من القبو فإنه سوف يخسر، فمن الطبيعي أن يوجه بورياس انتباهه نحو الهروب وتنبيه بقية السامين

ومع ذلك فإن كبرياء سامي تريون لا مثيل له، وباعتباره ساميا اعلى لتريون، يجب أن يكون قادرًا على محاربة ملك الشياطين بكل تأكيد، وإذا هرب من قبوه ليتوسل إلى إخوته للمساعدة، فلن يتمكن أبدًا من رفع رأسه عالياً في حضورهم مرة أخرى.

حتى لو أُخفيت تفاصيل خداع ملك الشياطين له وخداعه في بداية معركتهما، فقد يقتله الملك السامي بغضب. كان غولغوث وغدًا قاسيًا، لكنه لم يكن يتسامح مع الحمقى.

مع المفاجأة التي حدثت منذ بدء هذه المعركة، لم يعد بورياس يتردد، وسيضمن سحق هذا الوحش الشرير دون أن يتبقى منه شيء. من الواضح أن العهد كان على دراية بالانقسام الداخلي في تريون، وأرادوا استغلاله.

ما سيكشفه للسامين هو كيف كان قادرًا على اكتشاف مجموعة مخفية من الشياطين وربما السحرة في محاولاتهم لاغتيالهم في عوالمهم الخاصة.

قبل ذلك، كان عليه ألا يترك ورائه أي شيء سوى رأس ملك الشياطين هذا.

مع صرخة غضب، ضرب بورياس رأس السلاح على الأرض مرة أخرى، ثم ابتلع ثلاثة أخرى من الكرات الفضية المتوهجة بجانبه وضرب السلاح خمس مرات أخرى على الأرض.

لقد استنزف هذا الفعل بورياس حتى كاد أن يتلاشى، فاستدعى بسرعة كل الأجرام السماوية المتبقية وابتلعها ليستعيد قوته ونما مرة أخرى حتى أصبح طوله أكثر من ثلاثمائة قدم، وتوسعت مساحة القبو لاستيعاب حجمه المتزايد.

“بقي ثمانية عشر ثانية…”

فجأةً، توقف الاهتزاز المتصاعد من تفعيل الأسلحة، وتشقق الفضاء كزجاج متشقق. من داخل الفضاء المتشقق، انسكبت من شقّ الفضاء إلى القبو، ما يمكن اعتباره لهيبًا أزرق، لكنه كان شديد البرودة لدرجة أنه يتحدى المعنى.

لقد جاء هذا اللهب من مكان بعيد جدًا عن هذا الكون لدرجة أن المسافة تتحدى المعنى، ومع ذلك فقد اخترق هذا السلاح تلك الفجوة وسلّم اللهب إلى القبو.

دار اللهب حول نفسه، فصنع سبعة محاربين، كلهم من اللهب الأزرق. كان للمحاربين شكل بورياس، لكنهم كانوا يحملون رمحين طويلين، وللمفاجأة، كانت تقلبات أرواحهم تتدفق في داخلهم. وبينما كانوا يتقدمون، اتضح أن هؤلاء المحاربين السبعة يمتلكون قوة ملوكٍ سامين!

كانت هذه كائنات حية بقوة ملوك الشياطين. كشفت طاقة الروح التي استشعرها روان أن هذا السلاح أداة استدعاء، وأن بورياس لم يستخدم إلا جزءًا ضئيلًا من قوته.

حسب روان مدى تأثير هذا السلاح على خططه، وقرر أنه لن يكون له أي تأثير يُذكر. لو استطاع بورياس ضخ المزيد من الطاقة فيه، لما كان ذلك مُقلقًا، لأن سلاحًا بهذا المستوى لا يُستخدَم بالقوة فحسب، بل بالمعرفة أيضًا.

كان بورياس مثل طفل، كان يستخدم السلاح بلا مهارة، يا له من إهدار.

“بقي اثنتي عشرة ثانية… حتى تصبح روحك ملكي.”

*****

لا يُمكن الاستهانة بقوة هذا السلاح العظيم، فبحركة واحدة قلب بورياس الوضع برمته. تقدّمت الشخصيات السبعة واختفت قبل أن تُسمع سبعة أصوات مدوية هائلة متزامنة، حيث ظهرت حول أوهروكس واصطدمت بالشمس الحمراء المشتعلة التي أحاطت بملك الشياطين.

كان الصوت العالي الذي انفجر نتيجة لذلك الاصطدام مثل صفارة الإنذار الثاقبة، وانفجر في سلسلة من النبضات المتقطعة مثل نبضات قلب النجم عندما اقترب من نهايته.

اجتاحت موجة صدمة القبو بأكمله، ساحقةً مئات الآلاف من الأرواح والأشكال الشيطانية حتى الموت. انبعث صوت طقطقة قوي من جانب القبو، فحول بورياس نظره نحوه بفزع قبل أن يعود إلى القتال. لم تعد نظراته مسترخية، فقد كانت قوة أوهروكس صادمة.

تدفقت الطاقة من مظاهر الروح المدمرة إلى بورياس الذي بدأ في التوسع حتى وصل إلى ألف قدم، وتلوت عينا السامي بغضب عندما لاحظ حدوث شيء مماثل لأهروكس الذي كان يتغذى على طاقة المظاهر الشيطانية التي سرقها من بورياس.

مع صرخة عالية من الغضب، حطم ملك الشياطين التقنية التي ابتكرها بورياس، حيث استولت الأذرع المجنحة على الشخصيات السبع المشتعلة وابتلعها أوهروكس في أحشائه، لقد كافحوا طوال الطريق، لكن أوهروكس مزقهم إلى قطع بأسنانه، وفي حلقه، كانت هناك العديد من الأسنان الدوارة التي طحنت الشخصيات المشتعلة.

لم يستسلموا دون قتال، رماحهم الطويلة المشتعلة مزقت شقوقًا طويلة في جسد ملك الشياطين، تمزقت ذراعيه وضربة قوية من أربعة من الشخصيات المشتعلة استهدفت قسمه الأوسط كادت أن تمزقه إلى قطعتين.

انفجرت معدته عدة مرات بينما كانت الشخصيات التي ابتلعها تكافح من أجل الهروب من الجحيم الذي يمكن العثور عليه داخل معدته، لكن أوهروكس كان لديه خاصية شيطانية فريدة من نوعها في الهاوية، والتي كانت ما يسمى باللحم الهاوي.

كان من الصعب بشكل لا يصدق إتلاف جسده وحتى لو تم ذلك، فإنه يمكنه الشفاء وتجديد الأجزاء المفقودة بسرعة خارقة للطبيعة، وعلى الرغم من أن هذه المعركة كانت تحدث بسرعة كبيرة، إلا أن أوهروكس كان يشفى بسرعة كبيرة لدرجة أنه كان الأمر كما لو أن جسده مصنوع من الماء وأن أسلحة أعدائه كانت تمر من خلاله.

“بقي سبع ثواني…”

بدأ أوهروكس في النمو أيضًا، حيث أعطته الطاقة من المظاهر الشيطانية دفعة مكثفة من القوة التي كانت خفيفة وقوية بشكل لا يصدق ودمج كل جزء منها دون أي هدر.

طوال المواجهة مع الكائنات المستدعاة لم يتوقف أوهرووكس عن الترديد، إذا كان فمه مشغولاً فإن فمًا جديدًا سينمو من كتفيه ويستأنف الترديد دون أي انقطاع في التدفق.

لم يعد بورياس يستهين بملك الشياطين هذا، وكان يصنع تعويذة قوية بمساعدة النصل الذي بين يديه. في اللحظة التي أطلق فيها أوهروكس العنان لقوته، فعل بورياس الشيء نفسه، وبدا وكأن القبو بأكمله قد انقسم إلى نصفين.

“بقي ثلاث ثواني…”

الترجمة : كوكبة