السجل البدائي - الفصل 724

الفصل 724 طبقات المملكة السامية

عندما بدأت سيرسي صعودها إلى السمو، كانت العملية بالنسبة لها تبدو قصيرة، كانت روحها لا تزال ضعيفة للغاية بحيث لا تستطيع معالجة الكمية الهائلة من التعقيدات التي جاءت مع هذه العملية، ولكن بالنسبة لروان كان الأمر عكس ذلك تمامًا، فقد شعر وكأن قرنًا من الزمان قد مر قبل أن تعيد تشكيل نفسها داخل عالم بورياس السامي.

أطلق روان عليها اسم عالم سامي لأن هذه لم تكن مملكة سامية، على الأقل ليست مثل الممالك النموذجية التي اعتاد عليها.

في تلك اللحظة التي بدت وكأنها قرن من الزمان عندما كان عقل سيرسي يتمزق، كان روان يعمل على إنقاذ خططه من الفشل.

كان من الممكن أن تهلك سيرسي على الفور لولا وجوده، ولم يكن من السهل الحفاظ عليها على قيد الحياة بينما كان يعوق نفسه لأنه كان عليه أن يظل مختبئًا.

كانت خطته على وشك الفشل، لكن روان صمد أمامها، ولعب لعبةً دقيقةً للحاق بالصياد، حيث بقي متقدمًا عليه بخطوة واحدة فقط، بينما كان يقوده. ربما شعرت سيرسي بعقلها على وشك الانهيار لبضع دقائق، لكن روان كان يكافح لإبقائها على قيد الحياة لمدة قرن على الأقل داخل هذا المكان حيث لا معنى للوقت.

إذا كان لدى بورياس مملكة سامية نموذجية بغض النظر عن مدى اتساعها، فإن روان سوف يجلس ببساطة ويشاهد خططه تتكشف، لكنه كان يعلم أن سامين تريون لم تكن بسيطة، وكان على حق، على الرغم من أنه توقع حدوث العديد من المواقف، بما في ذلك ربما أن سامين تريون كانوا شياطين أو سماويين أو ربما حتى إمبراطوريين متنكرين، كانت الحقائق كما كان يكشفها ببطء أكثر غرابة.

لقد ألقى الضوء على جزء من خطة والده في الكون، مما جعل روان مصممًا على عدم الفشل في هذه المغامرة. كان هناك الكثير مما يمكنه تعلمه مع كل لحظة، مما أصابه بالذهول، وندم روان على أنه لم يكن لديه سوى وعي واحد للعمل به في ذلك الوقت، وكان عليه التركيز على أهدافه.

كانت الفكرة الكاملة وراء تسلل سيرسي إلى مملكة بورياس السامية هي أن يقوم بتحركاته خفية، لذا فإن ما أعطاه الأولوية هو السرية التامة لأي شيء سيحدث.

يجب عليه قتل بورياس دون علم السامين الأخرى. كان هذا أمرًا بالغ الأهمية لأنه خشي ألا تتاح له فرصة ثانية كهذه. شبّه روان هذا الموقف بمشيه على حقل ألغام أرضية، لم يستطع تجنب الخطر، بل مشى بهدوء، فالقوة الزائدة ستؤدي إلى انفجار، والقوة القليلة ستؤدي إلى ضياع كل شيء.

سيكون هذا الإنجاز أصعب بمئة مرة من مجرد تحطيم تريون إلى قطع باستخدام سيادة واحدة، لكن روان كان لديه الثقة في أنه سينجح، وذلك ببساطة لأنه كان لديه العديد من الأدوات في متناول يده مما يجعله قابلاً للتكيف للغاية مع أي تغييرات قد تحدث.

ولهذا السبب عندما رأى عالم بورياس السامي عرف أنه على الطريق الصحيح.

رأى روان ممالك سامية عديدة، بل فكك المئات منها خلال سعيه لبناء المصنع. جاب نورانيوه أعماق الكون المعزولة في رحلة دامية استمرت ثمانية أشهر، حصد خلالها روان العديد من الممالك السامية وتعلم كيفية عملها.

يبدو أن والده كان لديه اهتمام عميق بالسامين وتمكن من دمج نظام قوة الإمبراطوريين مع أنظمة السامين وصنع مسارات السيادة، وبدأ روان مثلما فعل – من الأساسيات، والتي كانت تمزيق مملكة السامي السامية لفهم كل وظائفها.

كان أحد أقدم التشبيهات التي أجراها على المملكة السامية هو أنها تشبه الفاكهة، وحتى هذه اللحظة وجد نفسه يشير إليها على هذا النحو.

إذا كانت المملكة السامية هي الثمرة، فإن الشرارة السامية هي البذرة. وللوصول إلى البذرة، لا بد من تقشير قشرة المملكة السامية، وهي منطقة من الفضاء المضغوط حول المملكة السامية، يتحكم بها السامي تحكمًا كاملًا.

كان هذا هو السبب الذي جعل السامي قادرًا على جعل مملكته السامية صغيرة جدًا بحيث يمكنك وضع مليون مملكة سامية على رأس دبوس، كما يمكنهم بسهولة إخفاءها في أي تمزقات أو طيات مكانية وسيكون من الصعب جدًا تعقبها.

ومع ذلك، فإن جزءًا من السبب الذي دفع روان إلى صيد السامين المتعددة كان لغرض فهم الأساليب المستخدمة في السيطرة على أصداف مملكتهم السامية.

لقد استغرق الأمر بعض الوقت، لكنه اكتشف النمط الذي طبقته صدفة المملكة السامية على هيكلها من خلال الطي المكاني، لكن هذه العملية كانت لا تزال فريدة من نوعها لكل إله، على غرار بصمات الأصابع لدى البشر.

مع مرور الوقت، أصبح قادرًا على تحديد موقع المملكة السامية لأي سَّامِيّ صغير تمامًا نظرًا لأن تطبيقهم للضغط المكاني كان بدائيًا للغاية، وبغض النظر عن مدى عمق إخفائهم لمملكتهم، فقد كان بإمكانه تحديد موقعهم.

سيواجه روان صعوبةً في التعامل مع إلهٍ كبير، فقد أضافت نيتهم ديناميكيةً جديدةً إلى المزيج، وهي الزمن، مما صعّب عليه اختراقه. فإذا كانت الطية المكانية لإلهٍ صغيرٍ ماءً راكدًا، فسيكون السامي الكبير بركةً جارية.

لم يتمكن من العثور على المملكة السامية للسَّامِيّ الأعلى، ولكن كل هذا كان قبل صعوده إلى حالة إرادته أثناء إنشائه لمصنعه، ولم يتمكن من معرفة مقدار التحسن الذي حققه عندما يتعلق الأمر باكتشاف قذائفهم في هذا الوقت.

لا يزال استخدام الفاكهة كقياس للمملكة السامية، بعد مرور القشرة ستكون الأجزاء اللينة اللبية من الفاكهة أو المملكة السامية المناسبة، كان هذا الجزء من مملكة السامي هو المكان الذي كان فيه مظهر قوتهم حاضرًا، وكان الحجم وما قد يحتويه مستحيلًا تصوره لأن كل سَّامِيّ كان فريدًا من نوعه.

لقد رأى روان مملكة سامية كانت مليئة بالنور فقط، وأخرى كانت مليئة بالشعر البشري، وبعضها كانت صحاري والبعض الآخر لم يكن سوى صخور لا نهاية لها وجزر عائمة.

لقد تعلم كيفية الوصول بسرعة إلى جوهر المملكة السامية وتحديد مركزها في لمحة.

أما الجزء الثالث والأخير فكان الشرارة السامية، والتي مثل بذرة الفاكهة كانت تقع عميقًا في المملكة السامية، محمية ومغذية من قبل السامي، حتى لو تحطمت القشرة والمملكة السامية، مع الشرارة، يمكن للسامي إعادة صنع كل ما فقده.

لكي يتمكن روان من قتل بورياس واستبداله حقًا، يجب عليه أن يخترق حماية شرارته السامية ويستبدل وعيه بوعي سيرسي.

الترجمة : كوكبة