السجل البدائي - الفصل 717
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 717 أنا هنا لإنهاء الأمر
كانت العنقاء التي ظهرت خلف فيوري أكبر مما كانت عليه عندما دخلت تريون، لأنها لم تتوقف أبدًا عن النمو بشكل أقوى على الرغم من بقائها في هذا المكان، وقد أظهرا بالفعل نيتين قويتين من الدرجة الفضية، النار والقوة، ويبدو أن هناك نية ثالثة وأكثر قوة تنمو داخل قلبها.
هدر فيوري قائلاً: “انتبه إلى نبرة صوتك أيها العبد، وإلا سأحرق ما تبقى من مملكتك المكسورة إلى رماد”.
أمال اليد رأسه إلى الجانب مثل طائر فضولي، “من حيث أقف، نحن الآن عبيد، بدون سلالتك الثمينة، ما أنت بالنسبة لسامين تريون؟”
بضحكة ساخرة أخيرة، اختفى اليد الملكية في الظلام تاركًا خلفه كلماته الأخيرة: “استعد يا أمير النار، ستلتقي بك الإمبراطورة بعد ثلاثة أشهر. لستُ مضطرًا لإقناعك بأن قرارك كان يجب أن يتغير بحلول موعد وصولها. اندمج مع شرارة كورانيس السامية، وكن مهيمنا حقيقيًا من جديد، وتقبّل مصيرك.”
خمد غضب فيوري فجأةً كما بدأ، وبدا عليه بعض الضياع في عينيه، لكنه استجمع أفكاره وانتظر، وبعد ثلاثة أشهر سيُعلن عن موقفه. لا شك أن أمه ستسمعه.
لقد عاد إلى تريون ممتلئًا بالبهجة، أراد أن يعود إمبراطورًا في طور الصنع، سيعرض قواه كسامي كبير لأمه ثم يتنافس على العرش لكنه لن يقتلها، بالستصبح مستشارته، ثم سيندمج مع شرارة كوران السامية ويضمن شرعيته، ليصبح أول إمبراطور خالد حقيقي لتريون.
كانت طموحاته واسعة، لكنها لم تكن أقل مما تستحقه مواهبه الفائقة. كانت هذه خطته في البداية.
لاكن عند عودته إلى تريون رأى الحقيقة، لم يكن سوى بيدق.
لم يكن بإمكانه أبدًا أن يصبح إمبراطورًا خالدًا، لأن جوع كورانيس كان هائلاً للغاية، ولم تكن تريد مشاركة قواها، كانت تريد فقط الاستهلاك، ولم يكن سوى طعام لها لتصبح أقوى في منافستها مع سامين تريون الأخرى.
لقد سافر فيوري إلى أماكن أخرى من الكون وفي تلك الأماكن، كان كل سامي يرحب بعضو إضافي في رتبته، لكن سامين تريون كانت مختلفة، فقد سعوا فقط إلى الاستهلاك.
“تقريبا مثل الرجاسات!”
ارتجف فيوري، وظل يقاتل الأفكار بداخله بأنه لم يكن سوى طعام لسلفه، وأن التحول إلى سامي كان ببساطة لجعله وجبة أكثر حلاوة.
*****
كانت سيرسي مغمضة العينين وهي تطفو في الهواء، تحملها طبقة كثيفة من الجليد والرياح، محاطة بالبرق. تحركت العناصر الثلاثة حولها بانسجام، وبدت مشابهة لمظهرها السابق، وإن كان مظهرها أكثر فخامةً كما يليق بمكانتها كسامية الأرض.
وخلفها كان تجسدها، كان في السابق فتاة صغيرة تحمل فلوتًا، والآن تحول التجسد إلى امرأة ذات وجهين.
كان الوجه الأول يعود لامرأة تشبه سيرسي، وكان الوجه الثاني في مؤخرة رأسها مغطى بشعرها الأزرق الطويل، وكان وجه رجل يشبه إلى حد كبير السامي بورياس.
من وقت لآخر كانت التجسد تدير رأسها وعندما فعلت ذلك كان جسدها يتحول إلى جسد رجل، وكان الوجه سيكون وجه بورياس.
الشيء الوحيد الجدير بالملاحظة في التجسد هو وشم عين فضية على جبهتيهما.
كانت سيرسي تأخذ أنفاسًا عميقة ومدروسة لبعض الوقت ثم فتحت عينيها فجأة وجذبت العناصر المحيطة بها، مما أدى إلى إنشاء رداء مصنوع من العناصر الثلاثة والذي سرعان ما أصبح من غير الممكن تمييزه عن فستان حريري جميل.
همست لنفسها :
“أشعر وكأنني على شفا انفجار، كل شيء مشحون بقوة هائلة، وقلبي ينبض ألف مرة في الثانية. لم يعد العالم سوى غبار وظلال، وأنفاسي كفيلة بسحق النجوم. ومع ذلك، أشعر وكأن كل ذلك مضغوط في داخلي، ضغط هائل يكبح جماح تلك القوة، ومع كل نفس أتنفسه، تتراكم تلك القوة وتتراكم كما لو أنها ستنمو إلى الأبد، ومع ذلك، فإن ذلك الجدار، ذلك الضغط، يُبقيها في مكانها دون عناء. أكاد أن أجن من كل هذه الطاقة المتراكمة في داخلي، ومع ذلك أعلم أنني أستطيع تحمل المزيد… المزيد. ماذا فعلت بي يا روان؟”
كان صوت روان منخفضًا كما لو كان ذهنه مشغولًا بأمور أخرى، لكن رده كان مباشرًا: “مهما بدا هذا مدهشًا لكِ، فإن ما تشعرين به حقيقي. لقد أصبحتِ أكثر شبهًا ببورياس، وسأأخذكِ لتُصبحي أكثر قوة، فالمهمة التي أوكلتها إليكِ لن تحتاجي إلا إلى قوة عظمى.”
“بالطبع، هناك ثمن دائمًا، ولكن لقوى كهذه، أعتقد أنني سأدفع عشرة أضعاف ما تطلبه.”
“انتبهي لرغباتكِ يا سيرسي، فسآخذ كل ما تُعطيني إياه وسأطلب المزيد. شهيتي لا تُشبع بسهولة. في داخلكِ الكثير مما لا أستطيع إظهاره لكِ بعد، لأن روحكِ أضعف من أن تتحمل هذا القدر من المعلومات، لكن هذا الضعف لن يدوم طويلًا.”
“هناك دائمًا ثمن يجب دفعه مقابل قوى كهذه. ماذا تريدني أن أفعل؟”
كان صوت روان مثل السوط ووجدت سيرسي نفسها ثابتة للغاية مثل التمثال، تستمع إلى كل كلمة.
“ما سيحدث لاحقًا سيكون سريعًا، وعندما تبدأ المعركة ستكون متواصلة. لقد انتهيتُ من وضع جزء كبير من خططي، وحان وقت البدء. سنصل إلى العاصمة أروث خلال ثلاثة أيام. ستجدين أقرب معبد لبورياس، وتكشفين عن مكانتكي كسامية أرض، ثم تتجهين إلى حرمه الداخلي، وهناك سنبدأ تحركنا.”
زفرت سيرسي، وشعرت فجأةً بِوَقْعةٍ من الذعر، إذْ شعرت في لحظةٍ بِنيةِ روان الحقيقية، وكادَ ذلك أن يُثيرَ صرخةً في قلبها. لم يكن هناك شيءٌ بشريٌّ في الداخل، كان مجردَ برودةٍ وحساب، كأنه عقلُ سيفٍ.
تلعثمت قائلة: “إذن، إنها على وشك أن تبدأ…الحرب”
“سيرسي، هذه الحرب بدأت قبل وقت طويل من ولادتنا، أنا هنا فقط لإنهائها”
الترجمة: كوكبة