السجل البدائي - الفصل 711

الفصل 711 الشرارة الجهنمية

لقد تأكد أمير الشياطين من اختيار أفضل مرشح لخطته، بعد كل هذا الجهد الذي بذله في هذا المسعى، سيكون من السخافة إذا لم يذهب إلى الأفضل.

كانت أرخميدس فريدة حقًا، ليس لأن مواهبها كانت الأسوأ بين كل كيرين البرق التي وجدت على الإطلاق كما افترضت قبيلتها بشكل خاطئ، بل كان العكس هو الصحيح، فقد كانت أعظم عبقرية في بين كيرين البرق، ومن المرجح أن أمير الشياطين انتظر مليارات السنين حتى يولد المرشح المثالي قبل أن يستولي على جسدها ويصيب جذر سلالتها.

في كل مرة ماتت فيها أرخميدس، كانت الفوائد التي حصلت عليها أكبر بعدة مرات مما قد يتلقاه كيرين البرق المتوسط، لذلك كانت موهبة أمير الشياطين وقوته تنمو بمعدل مجنون، ووصلت إلى مستويات حتى لو عاش لألف عصر آخر، فإن أوهروكس لن يصل أبدًا إلى هذا الارتفاع.

عندما تموت أرخميدس للمرة الأخيرة، سيُبعث أوهروكس، موهوبًا وقويًا اكثر بمئات المرات من السابق، لو كان الأمر كذلك، لكانت خططه شيطانية بالفعل، ورغم أن روان سيُعجب، إلا أنه لن يُصدم حقًا، لكن الشيطان فاجأه، فاتخذ خطوةً أبعد باستخدام برج الجشع.

باستخدام مواهبه كمنشئ، أدرك روان أن قيامة أمير الشياطين كانت مجرد المرحلة الأولى، وكان هدفه الحقيقي هو الجمع بين مواهب كيرين البرق وبرج الجشع الخاص به.

بفضل هذا المزيج، سيتمكن اوهروكس من وضع مواهب أرخميدس في حلقة لا نهاية لها!

كان هناك ثمن لهذا الإنجاز المجنون حيث أنه من شأنه أن يدمر قدرة كنز الأصل على عكس الزمن للمستخدم، ولكن المكافأة ستكون أكبر بكثير من هذه الخسارة.

بقيامته من الموت النهائي لأرخميدس، كان سينجح، وسيعيد روحه إلى الهاوية العظيمة حيث ستكون آمنة من الدمار الكامل، ومن تلك اللحظة، في كل مرة كان يُقتل فيها، كان سيعود أقوى وأكثر موهبة، ومن المرجح أنه كان سيخفي هذا التحسن لفترة قصيرة حتى يصبح قويًا جدًا لدرجة أنه لا يضاهى.

وبطبيعة الحال، فإن درجة النمو مع كل وفاة يعاني منها لن تكون مثيرة للإعجاب مثل تلك التي حدثت لأرخميدس، حيث أنها ستكون فعالة بنسبة خمسة في المئة فقط، ولكن بما أن مواهب أرخميدس كانت عظيمة بالفعل، فإن هذه الزيادة بنسبة خمسة في المئة لم تكن شيئًا يمكن الاستهزاء به.

كان أوهروكس معروفًا بالفعل بأنه أمير شياطين كان من الصعب للغاية قتله وبمساعدة كنز الأصل الخاص به أصبح كابوسًا في ساحة المعركة، لو نجح هنا لكان قد تحول إلى شيء أسوأ.

لم يستطع روان أن يتخيل مدى الرعب الذي كان سيصبح عليه أمير الشياطين، ففي كل مرة كان يُقتل فيها، كان يعود أقوى وأكثر موهبة، وسيطرته على الطاقة، الأثير، جسده، روحه ونفسه تنمو بلا حدود.

“يا له من وحش كنت ستصبح. ربما لو لم تقابلني، لكان لي ندٌّ يسعى هو الآخر لتحقيق هدفه بأن يصبح بدائيًا في هذا العصر. من المؤسف أن خطأً بسيطًا في هذا العالم قد يحطم جبلًا عظيمًا.”

اخترق روان روح أمير الشياطين النائمة وبدأ يبتلعها… لا… هذه الروح كانت مختلفة، لم تعد روح أمير شياطين. كانت أقوى، تُشبه تقريبًا شظية روح كين التي لم يهضمها بعد.

لم يعد أوهروكس أميرًا شيطانيًا، بل أصبح أقوى. كان قتله ليكون أصعب وأكثر إزعاجًا، لكن روح أوهروكس تناثرت إلى تريليونات القطع عندما اندماج مع جذر سلالة أرخميدس، مما سهّل على روان التهام هذا الجزء الصغير.

من ومضات الذاكرة الصغيرة التي دخلت وعيه بينما كان يستنزف روح أوهروكش المتناثرة، فهم اسم هذا المستوى – ملك الشياطين.

منذ فجر الهاوية العظيمة منذ عصور لا حصر لها، لم يكن هناك سوى ثمانية ملوك شياطين، ولم يكن أحد يعلم أن ملك شياطين تاسع قد ولد منذ أن انتزع أوهروكس شرارته الجهنمية وروحه بالكامل من الهاوية العظيمة.

الآن هذا الملك الشيطاني العظيم، الذي كان ينبغي أن يهز اسمه كل الخليقة، عندما صعد من أمير الدمار إلى ملك الدمار، كان يلتهم بصمت في زاوية صغيرة من الكون.

“أرى، شكرًا لك على كبح جماح أي غطرسة ربما شعرت بها بسبب ترقيتي. عليّ أن أعلم أنه حتى مع كل ما أملك من قوة وحكمة، لا يزال بإمكاني الوقوع في أصغر المشاكل. لا يزال بإمكاني الوقوع في فخ فانٍ، قد تظن أن درس فشل والدي من جانبي سينير لي الطريق في هذا الأمر. يا أوهروكس، لقد أبهرتني حقًا، أتمنى لو التقيتك في عزك، فعمق بصيرتك وقسوتك جديران بالثناء. لقد تعلمت درسًا جديدًا وقيّمًا اليوم، وأشكرك على ذلك.”

****

على مدى الأيام السبعة التالية، استنزف روان روح أوهروكس، الروح العظيمة لملك الشياطين التي تطلق حتى أنينًا واحدًا بينما ماتت.

كان استهلاك الروح قدرة سخيفة لا ينبغي العثور عليها داخل الكون ولم يترك أوهروكس في كل حكمته أي دفاعات ضد هذا النوع من الهجوم.

عندما قتل هذا الملك الشيطاني غير المحظوظ، عثر روان على مئات الفخاخ المزروعة عميقًا في روح أوهروكس، بعضها كان من شأنه أن يوقظه، وبعضها كان من شأنه أن يستدعي فخاخًا عظيمة كان من الممكن أن تسحق هذه القارة بأكملها، وبعضها كان من شأنه أن ينقل أوهروكس مباشرة إلى الهاوية العظيمة.

لكنهم كانوا جميعًا عديمي الفائدة لأن أسلوب روان الهجومي كان غريبًا جدًا. سلالة شيول البدائية القوية، التي كانت يمتلكها، لم تكن بحاجة إلا لتسليط أنوارها على شظايا روح أوهروكس المتناثرة، وكحشوات معدنية تجذبها مغناطيسات عظيمة، بدأت جميعها تتسلل إلى روان.

لو كان على علم، بقواه كملك شياطين، لكان قادرًا على النضال ضد هذا النشاط.

أخيرًا، في اليوم التاسع، ظهر جبلٌ ضخمٌ ثانٍ، أعظم من جبل كين، داخل أراضيه المتجمدة. لم يستطع تحويله بعد إلى طاقة روح، لكن أوهروكس اختفى.

ما تبقى كان قشرة حمراء ضخمة ابتلعها روان بسرعة قبل أن يغطي ضوؤها كوكب تريون بالكامل.

كانت تلك البلورة بمثابة الشرارة الجهنمية لملك الشياطين أوهروكس التي تركت بدون روح للتحكم فيها.

الترجمة : كوكبة