السجل البدائي - الفصل 708

الفصل 708 إرادة إلورا.

لقد ذهبت الآن أي سلاسل كان يمتلكها والده على سامين تريون، وأي مهيمن يموت بأي شكل من الأشكال سوف يغذي نموهم الآن.

تجولت عينا روان نحو القارتين اللتين دمرتهما الحرب. كانت هناك سبع قارات على تريون، اثنتان منها غارقتان في حرب دائمة. فلا عجب أن سامين تريون لا تريد أبدًا أن تنتهي هذه الحرب، فبدون حرب سيتوقف نموهم تدريجيًا.

لا شك أن السحرة والشياطين يحصدون فوائد عديدة من هذه الحرب، لكنه يشك في أن أيًا منهم سيتخيل مدى استفادة سامين تريون من هذه الحرب.

كانت هذه العملية سرية بشكل لا يصدق، ويجب أن نلاحظ أنه حتى مع الإدراك الذي ولد من إرادته وحواسه البدائية، فإن الطريقة الوحيدة التي تمكن بها من ملاحظة العملية التي استوعب بها السامين أراضي المهيمنين كانت لأنه كان داخل جسد سيرسي، طفلة تريون.

لم يكن روان يهتم حقًا بمدى نمو سامين تريون بهذه العملية، لأنهم لن يكونوا مساوين له أبدًا، ولكن طالما كان هنا الآن، فسوف يحرمهم من هذه الفائدة.

قام روان بالتحقق مرة أخرى حيث تأكد من أن القلب الذي كان في عملية إنشائه كان لا يزال متوافقًا مع مسار المهيمن، وأجرى الفحوصات النهائية، وبدأ في جمع كل الطاقة التي جمعتها سيرسي حتى الدائرة العظمى الثالثة وبدأ في تحويلها من طاقة إلى لحم ودم.

ليس أي نوع من اللحم، بل لحم سلفها، بورياس.

على عكس سامين تريون الأخرى، كان روان قادرًا على الاتصال بأنيما هذا السامي منذ بضعة عقود على جاركار.

مع سيطرة روان على الإرادة، أصبحت ذكرياته غير قابلة للتمييز تقريبًا عن الواقع، وأصبح الماضي والحاضر مفاهيم سائلة بالنسبة له، وكان الماضي هو الاتجاه الذي يمكنه السير نحوه إذا أراد ذلك، ولكن بالطبع، كان هناك دائمًا ثمن لمثل هذه الأفعال.

كان عليه أن يُمسك نفسه بقوة بهذا الواقع الراهن حتى لا يُعاد إلى الوراء. ربما كان هناك سبب وجيه لعدم السماح للإرادة بدخول الكون. استنتج أن هناك حدودًا لسفره عبر الزمن، ومهما بدت أنشطته خفية، فإنها ستجذب انتباه الكون، وستُحطم خططه.

لذلك شرع روان في مراقبة ماضيه بالكامل، وعدم السماح لنفسه بالانخراط فيه.

راقبت عين فضية ضخمة غير مرئية تلك اللحظة التي وصل فيها بورياس إلى جاركار ومدّ يده الضخمة المغطاة بالبرق. تمكّن روان من جمع عينة من لحمه سرًا، وقرر المضي قدمًا ومسح السامي بأكمله، فاكتشف شيئًا آخر.

كانت مجرد أجزاء بسيطة كان من الممكن أن تضيع لو أضاع لحظة واحدة.

كان بورياس قد قال كلمة واحدة في مدينة ميدان القديمة، وهي “العودة”.

في ذلك الوقت، حولت المعركة على جاركار الكوكب إلى كوكب مدمر مع موت إيروهيم الذي صنع مطرًا من الدماء في جميع أنحاء العالم، وتحطمت الأقمار أعلاه إلى قطع، وكان معظم البشر في قد ماتوا.

بتلك الكلمة من بورياس، توقف الدمار برمته، وكما لو كان فيلمًا معكوسًا، اختفت جميع الأضرار. عادت الحياة إلى جاركار، وحدث أمرٌ مذهلٌ فوق الكوكب، حيث تجمعت الأقمار الثلاثة المحطمة، بل واتحدت معًا لتُكوّن قمرًا واحدًا ضخمًا.

كان روان يعتقد في السابق أن هذه القوة المذهلة للتغيير والتي تشبه إلى حد كبير عكس الزمن تنتمي إلى بورياس، لكنه الآن رأى شيئًا آخر.

قوة أمه، لا، إرادتها. هذه هي القوة المسؤولة عن هذا التغيير.

كانت هذه قوة شظايا إلورا. كان هذا سلاحًا آخر لأبيه. كيف استطاع هزيمة والدته وهي بالفعل إمبراطورية تتحكم بقوة الإرادة؟ كيف استطاع تحطيم هذه الإرادة واستخدامها كمورد؟

كان سيُفكّر في هذا الأمر لاحقًا. أولًا، كان عليه إكمال قلب سيرسي. مستخدمًا لحم بورياس كنموذج، بدأ بتحسينه، مع الحرص على ألا يتجاوز حدود المهيمن، حتى تتمكن سيرسي من السيطرة عليه والاندماج معه تمامًا.

عندما انتهى، بقي لديه قلبٌ ستُحارب السامين من أجله. راضٍ عن عمله، بدأ روان بتدميره حتى لم يبقَ منه إلا القليل.

لا يمكن أن نطلق على هذه القطعة اسم قلب، فهي مجرد قطعة صغيرة من اللحم بحجم الإبهام.

أيقظ سيرسي التي بدت مرتبكة لأنها كانت نائمة، ثم توقفت، غريزيًا عرفت أن هناك خطأ ما، بدأت تنظر حولها، مذعورة، حتى اكتشفت سبب اضطرابها.

لم يكن لديها نبضات قلب.

ومع ذلك، استطاعت أن تشعر بالدم يضخ في عروقها، وكانت وجنتيها محمرتين كما لو كانت تركض، حيث استقر شعور مكثف من النشاط على جسدها، وكشف مسح سريع باستخدام روحها عن المساحة الفارغة حيث كان قلبها يقيم، وهدأت عندما فهمت أن التغيير قد بدأ.

لقد كانت على وشك أن تولد من جديد.

أومأ روان برأسه في رضا، فقد تكيفت بسرعة مع وضعها دون الكثير من المتاعب، وأظهرت عمقًا كبيرًا في الروح والشجاعة.

لقد أظهر أمامها قطعة صغيرة من اللحم النازف، واتسعت عينا سيرسي عندما اكتشفت الصلة التي كانت تربطها بها.

“ما هذا؟” سألت في انبهار شديد.

“هذا قلبك الجديد. قطعة صغيرة منه. مع أن القلب الذي صنعته لكِ يناسبكِ وحدكِ، إلا أن إمكانياته هائلة لدرجة أن جسدك لن يستوعبها حتى في أبسط صورها. ولهذا السبب احتفظتُ بجزء صغير منه فقط.”

نظرت سيرسي بشكل غير مقنع إلى اللحم الذي لم يكن أكبر من إبهامها، والدم الذي يتساقط منه لم يسقط على الأرض بدلاً من ذلك تحول إلى طاقة زرقاء باهتة.

“كيف يمكن لهذه القطعة الصغيرة من اللحم أن تصبح قلبي ؟.”

“فقط ابتلعي هذا الشيء اللعين، لقد قلت للتو غرضه، وهو أن يصبح قلبك. أنا أسمح له بالنمو بداخلكِ لأجعله يتماشى مع جسدكِ بشكل أوثق مما لو وضعت العضو الناضج بداخلك.”

“أوه صحيح، هل أحتاج إلى ابتلاعه؟”

“إذا كنت تريدين، يمكنني أن أفتح جسدكِ، وأضعه داخل الفتحة الواسعة، بالطبع، لن أخفف الألم.”

“ثم سأبتلع.”

“فتاة جيدة.”

“أذهب إلى الجحيم يا روان.”

الترجمة : كوكبة

——

نهاية الفصل مشكوك فيها