السجل البدائي - الفصل 700

الفصل 700: التناغم المكسور

لم يكن تحويلها إلى سامية مهمةً صعبةً عليه. فقد قتل العديد من السامين وشرّحها بدقةٍ لمعرفة ما يُحركها، وكان واثقًا من قدرته على تكرار العملية نفسها إن شاء، وبطريقةٍ أكثر فعالية.

كانت المشكلة أنه لم يكن لديه وقت كافٍ لإجراء هذه العملية الدقيقة، كما أنه لم يرغب في الابتعاد كثيرًا عن سيادة تريون عندما جعل سيرسي سامية، لأنه كان بحاجة إلى باب خلفي آخر إلى سامين تريون.

كان هذا مهمًا جدًا بالنسبة لروان، كانت هناك بعض الألغاز حول سلالة تريون التي يمكنه تعلمها إذا لاحظ وجود مهيمنة موهوبة مثل سيرسي، كما ساعدها أنها كانت أيضًا كاسرة، وهو اللقب الذي أطلقه فيوري كورانيس على نفسه.

كان هذا نوعًا خاصًا من السلالات ابتكره والده لتعزيز قضيته المجهولة داخل تريون. إذا أراد البدء بكشف أسرار تريون، فعليه أن يبدأ من هنا.

لم يعد روان يركز على ما يحدث حول سيرسي وتعمق في جسدها، إذا كان سيقوم بتحسين هذا الجسد، فهو بحاجة إلى فهمه.

كما هو الحال دائمًا، فإن أجساد الفانين، سواء كانوا مهيمنين أو سحرة، لم تفشل أبدًا في إبهاره، ليس بسبب تعقيداتها – فقط العقل الفاني سيجد أن شكلها معقد – بل كان العكس، كانت بسيطة للغاية تقريبًا، مما أذهلته أن شيئًا ضعيفًا وعابرًا يمكن أن يحمل شيئًا عميقًا مثل الروح.

كان الأمر أشبه بأخذ سلة، ورفعها إلى السماء، وجمع القليل من ضوء الشمس. من البديهي أن شيئًا بسيطًا كالسلة لا ينبغي أن يكون قادرًا على جمع ضوء الشمس وحمله، ولكن يا للعجب، كل فاني يفعل ذلك بفخر.

كان الأمر أشبه بطفل يجمع قطعًا من الأغصان ويبعث فيها الحياة خارج خياله. ربما كانت هذه معجزة حقيقية، ولا بد من أن نتعلم من الفانين شيئًا، فرغم بساطة تركيبهم، إلا أن إمكانياتهم كانت عكس ذلك تمامًا.

كان هناك حقيقةٌ يمكن العثور عليها هنا. ومع هذا الإدراك، بدأت إرادة روان تكبر.

‘لم يكن الفانين ضعفاء ولا عديمي الفائدة، بل كانوا، بطريقتهم الخاصة، أكثر تميزًا من السامين. ربما فقدت شيئًا ثمينًا عندما فقدت وجودي، والآن فقط من هذه المرتفعات المنعزلة أستطيع أن أرفع رأسي وأرى ثقل مجدهم.’

أصبحت حياة الفاني البسيطة والعميقة هي الأساس لحقائقه الأولى، وحالة روان الذهنية، وبالتالي بدأ كيانه بأكمله في التحول.

لقد قمع هذا التحول بسرعة، سيكون مبهرجًا للغاية وسيكشف غطائه، ولم يكتمل أساس قواه بعد، وكان سيتأكد من استيعاب سلالاته تمامًا قبل أن يتخذ خطوة أخرى إلى الأمام.

إذا كان ينوي الوصول إلى المرتفعات العالية للبدايات وحتى تجاوزها، فيجب أن تكون كل خطوة يخطوها أكثر من مثالية، ولا شيء آخر يمكن أن يصلح.

وبعد أن تمكن من التغلب على هذه القوة غير المتوقعة، ركز على سيرسي وتألم عندما لاحظ حالة قلبها.

بالنسبة لفانيو، كان جسد سيرسي تحفة فنية. كل شعرة في جسدها، حتى خلاياها، كانت مُهيكلة بشكل مثالي يفوق ما يمكن تحقيقه حتى من قِبل مهيمنين أقوى.

كان مراقبة جسدها مثل الاستماع إلى سيمفونية عميقة، لكن القلب كان عبارة عن وتر نشاز يتدخل باستمرار في هذا الانسجام السماوي ويخلق الفوضى.

لفترة وجيزة جدًا، شعر روان بالغضب من وجود هذا القلب الذي يفسد انسجام هذه الموسيقى وكاد أن يسحقه.

لقد عرف أن هذا القلب ليس قلبها بل قلب ذلك الوغد ريكو، وبفحص سريع، تمكن روان من خلق صدى بين قلب هذا الرجل وجسده.

مثل كل ما استطاع إنجازه مؤخرًا، كان الأمر بسيطًا للغاية. لم يكن ريكو بورياس بعيدًا، ولكن وفقًا لمعايير روان، كان من المفترض أن يكون في عاصمة تريون، وهو أمر جيد لأن وجهة روان كانت أروث.

استغرق بحث سيرسي عن ريكو أكثر من عشرين عامًا منذ وصولها إلى تريون، لكن دون جدوى، لم تلمح له ولو لمرة واحدة. سجّل روان موقعه لاحقًا، لتكون هذه هديةً لسيرسي، من بين أشياء أخرى، لكن هذا المهيمن لم يكن في مرتبة اهتمامه، لدرجة أن كراهية سيرسي له هي التي جعلته يلفت انتباهه.

كان هذا الأمر شخصيًا تقريبًا. لو أراد، لكان بإمكان روان أن يتخطى الفضاء ويغير القلوب، جاعلًا أغنية سيرس في تناغمها الكامل. لم يكن هذا الإجراء فوق طاقته ولن يؤثر كثيرًا على خطته.

حينها خطرت له فكرة، بعد أن عاين جسد سيرسي مجددًا: ‘ربما توجد فرصة داخل هذا التناغم المنقطع، ما كان ليتحقق لو كان كاملًا. ما أعظم نقطة ضعف في السامي؟’

*****

بعد أن اصبح راضيا تماما عن فحص جسد سيرسي، وعلى وشك بدء تجاربه، تحقق مجددًا من حالة وجوده، فعقد حاجبيه قليلًا. لقد سرّعت إضافة صفحة السجل البدائي من العالم السفلي عملية استيقاظه، وكان قريبًا جدًا من إتمام التفرد.

لم يبقَ إلا صفحة واحدة، وشعر بنداء الصفحة الأخيرة في أروث، عاصمة تريون. حاول ألا يُطيل التفكير في هذا الأمر، واختار التركيز على ما يُمكنه تغييره في هذه اللحظة.

بدون مساعدة السجل البدائي، لم يكن بإمكانه الوصول بسهولة إلى حالة وجوده، لكنه كان قادرًا على فهم نفسه بدرجة أكبر.

بتكوين إرادته واندماج جسده مع مدمره، أصبح الآن مخلوقًا أحادي البعد. داخل أراضيه وفضائه العقلي، وُضعت جميع جيوشه وممالكه في حالة ركود، ولكن لو أراد، لكان بإمكانه سحب بعضها، ولكن لفترة محدودة فقط قبل أن تُسحب إليه مجددًا.

هذا يعني أنه في النهاية لم يكن أعزلًا، لأنه إذا استدعى ملكًا واحدًا حتى لثانية واحدة، فسيكون قادرًا على تحويل تريون إلى غبار في جزء بسيط من ذلك الوقت، لكن روان كان يعلم أن هناك فخًا هناك.

الترجمة : كوكبة

———

وهاهي اخيرا نهاية الدفعة المكونة من 57 فصل وهي عبارة عن ثلاثة اركات مرة واحدة بدل أرك واحد مثل المفروض ولاكن ذا افضل عشان ننهي المجلد بسرعة فأتمنى تكون عجبتكم لاني اتوقع ذي بتكون آخر مرة انزل 57 فصل مرة واحدة والمرات قادمة بتكون غالبا 20-25 فصل كل كم يوم لو كنت اقدر انهي الأركات الي تحتويها في ذا العدد من الفصول والان اشوفكم لاحقا