السجل البدائي - الفصل 693

الفصل 693 العدو العظيم

[ تريشكيرهل فيلهيز يونمرير…]

[تعالي إليّ يا ابنة البرق والصقيع والرياح.]

فتحت سيرسي عينيها فجأة؛ تم سحب وعيها من ظلام اللاوعي بسرعة كبيرة حتى أنها كانت وكأنها تعاني من إصابة في الرقبة.

“آرتشي… أوه آرتشي… أنا آسفة جدًا.”

لقد أغمي عليها، ولم تكن تعلم ماذا حدث عندما وصل الانفجار إلى ذروته، لكن صوتًا يهمس بكلمات الجنون دخل قلبها ووجدت نفسها تحفر طريقها عبر الأرض.

[ تعالي لي….]

لاحظت في مؤخرة رأسها أن أرخميدس لم تعد بجانبها وأن ساقها اليسرى كانت مكسورة، ناهيك عن الضلوع المكسورة العديدة والعين المغلقة بالدم.

[ تعالي لي…]

مع تأوه مؤلم، شقت طريقها بشكل أسرع عبر الأرض، كان الصوت الذي بدا مألوفًا وغريبًا في نفس الوقت يجذبها مثل حشوة حديدية إلى مغناطيس.

مع صرخة السعادة انفجرت من الأرض، مشهد الدمار لم يلفت انتباهها للحظة واحدة بينما كانت تتجه نحو النداء.

سرعان ما قام جسدها القوي كقوة مهيمنة بشفاء جميع إصاباتها وبدأت في المشي بشكل أسرع وأكثر ثباتًا نحو الضوضاء.

كانت تدرك بشكل غامض أنها كانت تمشي عبر برك من الصهارة المنصهرة، لكنها كانت قد لفّت دون وعي طبقة سميكة من الهواء والجليد حول جسدها لحمايتها من الحرارة.

سمعت سيرسي صرخات الحزن، وكان ذلك حافزًا كافيًا لجعلها تنظر إلى يسارها حيث كان رجل يركع في نهر من النار والأرض ويبكي.

‘أليس هذا روجر، سامي الأرض الذي كان من المفترض أن يحمي هذه القافلة؟’

شعرت سيرسي بفرحة مريضة بسبب معاناة الرجل، ربما لو لم يذهب بعيدًا في مطاردة الثروات، لكانوا قادرين على إنقاذ أهل هذه القافلة.

ولكن لم تدم تلك الفرحة طويلاً لأنها سمحت لنفسها بالنظر إلى الحجم الحقيقي للدمار، وعرفت أن حتى السامي كان سيجد صعوبة في صد هذا القدر من الدمار.

“أنتِ… نعم، أنتِ! هل رأيتِ أطفالي؟ لديّ آلاف الأطفال. من المستحيل أن يتحولوا جميعًا إلى رماد؟ أنا أتحدث إليكِ!”

رأى روجر سيرسي وهي تشق طريقها عبر الدمار بعزم وعقل الشخص المجنون الذي قرر إتباع خطواتها كمرساة، انتظر إجابة لكنه لم يتلق أي إجابة، هز نفسه وبدأ في اتباع سيرسي.

كانت تعرف شيئًا ما، ربما كانت تعرف الطريق للناجين… نعم، للناجين! لا بد أن أطفاله بينهم.

لقد شُفيت عينا سيرسي وعادت قدرتها على الإدراك إلى مكانها، وعندما رأت العالم، خرجت من شفتيها أنين لا شعوري من الألم واليأس.

لأميال لا نهاية لها، لم يكن هناك سوى الرماد والنار… أزالت الزوابع، ثم انفجارات بلورات الأثير، حياة قارة بأكملها. باستثناء سامين الأرض وما فوقها، كانت متأكدة من أن لا أحد آخر قد نجا.

‘كيف يحدث هذا؟ كيف ينتهي العالم بهذه السهولة؟ أريد العودة إلى المنزل… نانا… أرخميدس، أين أنتِ؟ أشعر بالبرد الشديد…’

[ تعالى لي…]

أعادها هذا الصوت إلى وعيها ونسيت مخاوفها وأحزانها وبعد فترة طويلة وصلت إلى كومة من الأثير المتبلور.

كان هذا الشيء سليمًا نسبيًا، إما عن طريق الصدفة أو التصميم، فقد تم بناؤه بطريقة جعلته يشبه الهرم، وكان يطفو في أعلى الهرم شيئًا لا يمكنها وصفه، كان يشبه ثعبانًا عملاقًا ثم شفرة ثم اتخذ شكل نجمة، طفل يبكي، فانز ون بيس متعصب، وردة أرجوانية، محارب ينزف، ثم تضاعفت هذه الصور فجأة، وما رأته لم يعد طفلًا واحدًا يبكي بل مليار، مليار وردة، مليار فانز ون بيس متعصب، مليار محارب ينزف…

ثم أصبحت الرؤية أكثر غموضًا وبدأت ترى مخلوقات لا ينبغي لها أن توجد، وأناسًا لن يعيشوا أبدًا، ومدنًا اختفت في تيارات الزمن الطويلة….

كانت العديد من الصور تقصف عقلها وصرخت سيرسي ونظرت بعيدًا، وفي ذلك الوقت القصير نظرت إلى قمة هرم الأثير، كانت قد أصيبت بالعمى تقريبًا، وكان الدم ينزف بغزارة من عينيها ليس علامة جيدة.

[ تعالي لي…]

دفعت نفسها نحو الهرم وبدأت بالتسلق. تأوهت عندما ازداد النزيف حول جسدها. كانت كل خطوة تخطوها كما لو كانت تخترق جدارًا من الإبر، وبينما كانت تصعد الهرم، تركت سيرسي وراءها أثرًا من الدم.

وصل روجر سامي الأرض إلى قاعدة الهرم، ونظر إلى الأعلى، ثم تنهد وابتسم، “ يا الهـي … يا جميل جدًا…”

لم يكن أحد يعلم ما رآه، لأنه في اللحظة التالية، انهار وتحول إلى غبار.

قرب قمة الهرم، بدت شخصية سيرسي أصغر بمقاسين. لم يكن هذا خداعًا بصريًا، فعندما وصلت سيرسي إلى القمة، لم تكن سوى عظام متماسكة بعضلات مرتخية.

لقد تم التخلص من لحمها ودمها أثناء التسلق نحو المظهر، وكانت ممتنة لأن الألم توقف منذ فترة.

السبب الوحيد لبقائها على قيد الحياة هو قوة الحياة داخل أراضيها التي كانت تضخ كل شيء لتمنحها ثوانٍ ثمينة، وكذلك الكلمات…

[ تعالي لي…]

جاء الهيكل العظمي أمام الشكل الموجود أعلى الهرم، وامتدت يد من العظم نحوه، وبينما كانت تقترب، أصبح العالم صامتًا.

كان هناك تنهد وهذه القارة التي كانت الآن مليئة بالرماد والغبار انفجرت فجأة بينما بدأت سبعة أشكال ضخمة في الظهور.

كانت رؤوسهم أكبر من عوالم متعددة والهالة التي أطلقوها اخترقت الكون.

كان سامين تريون هنا.

اخترقت عيونهم الواقع وبدأت تتجه ببطء نحو سيرسي والشكل الذي كان أعلى الهرم، ولكن في تلك اللحظة لمست الشكل، وانتهى وجودها وأخذ روان مكانها.

“عدونا العظيم!” صوت السامين قتل عددًا لا يحصى من الفانين، “لقد أتيت لتموت كما هو متوقع.”

عبست إرادة روان، “لا، هذا لن ينجح. عكس الزمن”

الترجمة : كوكبة

———

روان عبارة عن الشخص الي يلعب لعبة تختيم بعدة نهايات ثم يلاقي أنه سوى حاجة خطأ ويرجع لأخر نقطة حفظ