السجل البدائي - الفصل 671

الفصل 671 قمة السمو

في منطقة جبلية تعصف بها العواصف الرملية الشديدة والصواعق التي تضرب الأرض دون سابق إنذار، شقت شخصية طريقها عبر العاصفة، وتحملت كل صاعقة ضربتها، على الرغم من أنها بدت غير متأثرة بهذه القوة العظيمة للطبيعة حتى وصلت إلى مركز هذا المكان.

أزالت الهيئة الأغلفة التي تغطي وجهها، فظهرت المرأة الجميلة التي تحتها، لكن وجهها كان جامدًا بثبات، أظهر عزمها، ولمعت عينها الخضراء وهي تنظر حولها، ثم أومأت برأسها. كان هذا هو المكان المناسب لها لتصبح سامية.

بعد أكثر من خمسة عشر عامًا، أصبحت مايف على وشك أن تصبح سامية!

لقد فوجئت بنمو قوتها السريع، ولكن مع كل يوم يمر، استمرت قوتها في النمو بسرعة كبيرة منذ أن استخدمت صورة وذكريات روان كتجسد لها.

إذا كان عليها أن تخمن، فقد اعتقدت أن السبب في ذلك هو أنها كانت أول شخص يخدم تجسد روان حقًا، وبالتالي كان لديها وصول غير مقيد إلى بئر قوة أعمق مما يمكن أن تتخيله على الإطلاق.

النشاط الوحيد الذي مارسته مايف في رحلتها نحو السمو هو الدوران حول الكوكب، وكانت تصادف كل يوم وحوشًا قوية تقاتلها، وعندما تنتصر تصبح مصدر رزقها. دارت حول الكوكب بأكمله 356 مرة قبل أن تبلغ ذروة السمو.

لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى تفهم أن هناك من يساعدها على النمو، حيث كانت التحديات التي واجهتها خطيرة ولكنها لم تكن ساحقة.

كانت تذهب إلى النوم وعندما تستيقظ ترى أن تضاريسها قد تغيرت، مما يمثل مجموعة جديدة من التحديات والأعداء الأقوياء للقتال، وكان الأمر كذلك حيث تم جلب الأعداء والتضاريس التي شعرت أنه يمكن العثور عليها من جميع أنحاء المجرة وحتى أبعد من ذلك إليها وأخذتها إليها مثل السمك في الماء، تقاتل بلا نهاية وتنمو أقوى.

لم تجد مايف أن مثل هذه الحياة مرهقة، بل كانت تنمو أقوى مع كل يوم جديد، وتغلبت على كل عقبة في طريقها حتى وصلت أخيرًا إلى اللحظة التي وقفت فيها على حافة السمو.

“أي نوع من السامين سوف أصبح؟”

لو أن أحداً أخبر مايف أنها يمكن أن تصبح سامية في أقل من عقدين من الزمن، لكانت ضحكت ووصفته بالحمقاء.

كان السامي لقبًا ومنصبًا أعلى بكثير من مكانتها ومعرفتها لدرجة أن فكرة أنها يمكن أن تصبح سايية ستكون سخيفة بالنسبة لها، كان الأمر أشبه بنملة تعتقد أنها تستطيع رفع سلسلة جبال، ومع ذلك، ها هي ذا، على حافة صعودها.

فنظرت إلى نفسها وأدركت سبب هذا التغيير، وهو لوردها.

كان تجسد روان مصدر هذه التغييرات العظيمة، فالطاقة التي منحها إياها كانت نقية وواسعة، لدرجة أن استيعابها وفهمها كان صعبًا. لقد حطمت نظام قوتها بالكامل وبدأت من الصفر لأن أسسها السابقة لم تستطع تحمل وطأة هذا التجسد.

من فانية إلى عالم التجسد، لم يستغرق الأمر سوى ثمانية أشهر، ثم تحوّلت صورة روان مجددًا عندما أصبح أساسها أكثر صلابة، فأصبحت شيئًا أثيريًا. لم يعد شخصية سامية بعيني تنين، بل بدا الآن وكأنه مصنوع من كل نجوم السماء.

في كل مرة أطلقت فيها تجسدها، كان الأمر كما لو أن فجرًا جديدًا ينشأ، ونادراً ما استخدمت هذا التجسد في القتال، لأن القوة وحدها كانت كافية لاجتياح جميع أعدائها وتدمير الأرض لمئات الأميال، ومع نموها أكثر قوة، زاد هذا المدى إلى آلاف الأميال حتى توقفت عن استخدامه بعد الآن في المعركة لأنها كانت تعلم أنه إذا أظهرت ذلك بقواها الحالية كسامية الأرض، فإنها ستحول هذا الكوكب إلى غبار.

عندما وصلت إلى الدائرة العظمى الثانية وحصلت على أراضيها في عالم أراضي الروح، اتضح أنها أرض شاسعة مليئة بالغابات والمروج التي لا نهاية لها، وكانت تحتوي على جبال عظيمة ووديان خصبة، وذكرتها بمنزلها، لكنه كان منزلاً لا تستطيع تذكره.

في اللحظة التي وصلت فيها إلى عالم التوهج، وُلدت الحياة في أراضيها، إذ ملأت وحوشٌ ضخمةٌ من جميع الأحجام أراضيها ومياهها. ملأها هذا التغيير بالرهبة، ومع ذلك كانت تعلم أن جزءًا أكبر من هذا التغيير يمكن أن يُعزى إلى شخصيةٍ تسكن على أطراف أراضيها.

كان ذلك الشكل تجسيدًا لضوء روان، جالسًا متربعًا على حافة أراضيها، والنور المنبعث منه ملأ أرضها حيويةً لا تنضب. وبزيادة نمو أرضها ألف مرة، بدا وكأن الزمن يتسارع داخلها.

في عالم الإعلان، اكتسبت أصوات وأرواح الناس الملتصقة بروحها الحياة وملأت أراضيها، حتى الحورية أصبحت حقيقية وكان لها شكل جديد.

لقد ولد جميع شعب سيدها من جديد، وبدأوا في إنشاء المنازل، وببطء تم إنشاء قرية كلكتا بالقرب من تجسد روان الضخم، وملأ الضوء المنبعث منه هؤلاء الناس بقوة مائة تنين، حتى أن أبنائهم وبناتهم حديثي الولادة أصبحوا أقوياء تحت هذا الضوء.

لم يكن لديها أي فكرة عن كيفية اختراقها للدائرة العظمى الثالثة، حدث ذلك بينما كانت تستريح بعد معركة كبيرة مع وايفرن قوي، وشعرت فجأة أن عالمها أصبح أكثر مرونة، حيث امتلأت روحها بانفجار كبير من القوة، ودخلت إلى عالم حُرمت منه كل فتاة منذ ولادة تريون، وأصبحت شرارة رماد.

احترق ثلث الغابة والأنهار في أراضيها، مخلفًا جحيمًا هائلًا بارتفاع ميل، يحترق بلا دخان. كانت جمرة شرارتها جبارة!

كانت القوة التي يمكنها استخلاصها من هذا اللهب مذهلة وكما هو الحال دائمًا تم منحها فرعًا جديدًا من الأعداء للقتال وتعزيز مملكتها، من الشياطين والسحرة والمهيمنين والجبابرة والتنانين والعديد من المخلوقات الأخرى من الكون، تم جلبهم جميعًا إليها للمعركة.

عندما أصبحت سيدة محرقة أصبحت الآن قادرة على التحكم في هذا اللهب، وفي ذلك الوقت بدأت ترى كائنًا بأجنحة من الضوء يرشدها عبر هذا العالم.

الترجمة : كوكبة