السجل البدائي - الفصل 667

الفصل 667: فرن السامين.

عاد ذهن روان إلى المرة الأولى التي صادف فيها العهد، مجموعة رؤساء السحرة والشياطين المكلفين بمحاربة تريون، لقد امتلك للتو أنيما أوهروكس، أمير الدمار، وتذكر الكلمات التي قيلت له عندما وصف كوهرون، أمير الصراع، موت مضيفه :

[“كيف يُعقل هذا؟” قال الشيطان بدهشة واضحة، “أراك هنا معي، لكن ما زال يصعب عليّ تصديق ذلك. يا أوهروكس، رأيتُ تيبيريوس يُبدد هيئتك الجسدية، وأخذ عظامك ليبني عرشه. سحق فولجيم شرارتك الجهنمية داخل فرن السامين، وحطم غولغوث كنز أصلك. كيف لا تزال حيًا؟ باستثناء قلعتك، تم الاستيلاء على مستوى الهاوية الخاص بك منذ آلاف السنين.”]

كان روان في ذلك الوقت مذهولًا من مقدار الضرر الشديد الذي لحق بأمير الشياطين من أجل قتله، لكنه أدرك الآن أن معظم هذه الأساليب المستخدمة ضد مخلوق مثل أمير الشياطين كانت عديمة الفائدة، حتى السامي الصغير سيكون قادرًا على النجاة من معظمها.

كان تحويل الشكل المادي إلى العدم واستخدام عظام الشيطان كزينة لعرش سامي الحرب أو حتى تحطيم كنز أصل أوهروكس عديم الفائدة في المخطط الكبير للأشياء.

أهم جانب لم يدركه روان آنذاك لجهله هو مصطلح “فرن السامين”. يبدو أن فولجيم قد سحق الشرارة الجهنمية لأمير الشياطين بداخله. كان هذا سلاحًا قادرًا على تحطيم حماية العالم الأعلى!

عندما كان لدى روان القدرة على قتل السامين، كان قادرًا بشكل روتيني على دخول ممالكهم السامية وتدمير شرارتهم، ولم يجد هذه العملية خاصة، على الرغم من أنها كانت بالتأكيد صعبة في المرة الأولى التي فعل فيها ذلك مع داو ما عندما حاول لأول مرة محاربة السامي، ولكن بعد فترة وجيزة، امتلك نورانيوه القدرة على قتل سامين متعددة في غمضة عين.

لقد كشفت له مواجهة السحرة الكبار اليوم أن قتل سامي ولد داخل الكون يختلف عن قتل ساحر كبير أو أمير شيطاني كانت أصوله من عالم أعلى.

لقد تجاوز العالم الأعلى حدود الكون، وهذا يعني أنه إذا كان لعالم صغير أو كبير وعي عالمي، فإن العالم الأعلى سيكون له إرادة عالمية أو حتى شكل أعلى من القوة البعدية.

ستكون هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن بها لعالم أعلى أن يوجد خارج الكون، وهو الفضاء حيث اللانهائية للزمان والمكان ماهي إلا جزءًا صغيرًا من لغزه الشامل.

مع كل خطوة يصعدها، كان على روان أن يعيد التفكير باستمرار في الحقائق التي كان يعتقد أنه فهمها من قبل، والعديد من الألغاز التي صادفها والتي كانت تأتي إلى النور ببطء.

كان لدى سامين تريون سلاح، وهو فرن السامين، الذي كان قادرًا على اختراق حاجز العالم الأعلى وقتل أهدافهم، ربما كان هذا كافيًا لتصنيفهم كتهديد بين تلك القوى العليا، ومن كان ليقول إن فرن السامين كان السلاح الوحيد من هذا العيار الذي كان لديهم بين عددهم.

لم يكن فولجيم معروفًا بأنه الأقوى بين سامين تريون، وكان لديه بالفعل مثل هذا السلاح العظيم، على الرغم من أنه لم يكن على دراية بما إذا كان سلاح بهذه القوة فريدًا من نوعه لهذا السامي فقط، يفضل روان الرهان على احتمالات أن تكون مثل هذه الأسلحة متاحة لجميع سامين تريون.

أسلحة يمكنها قطع إرادة العالم الأعلى وقتل سكانه.

الأسلحة التي من شأنها أن تكون قادرة على قتله حتى.

لن يكون هذا غزوًا سهلاً عليه، فخطر الموت أصبح الآن احتمالًا حقيقيًا. إذا حاصره سامين تريون السبعة، حاملين أسلحةً بهذه القوة الجبارة، فكيف سيواجههم؟

كان من السهل أن ننسى أنه على الرغم من أن والده كان مجرد انعكاس، إلا أن هذا الانعكاس جاء من كائن كان على الأقل مساوٍ للبدائي، حتى لو كان مجرد ظل فإنه كان ظلًا ألقاه عملاق.

لماذا يظن أنه يستطيع بسهولة تدمير عمل يديه؟

جاء هذا الإنعكلس من كائنٍ كان يومًا ما يتحكم بالزمن بأكمله. كان روان قد بدأ لتوه بتجربة مفهوم الإرادة، وأدرك قوتها، ومع أنه استطاع إيجاد ثغرةٍ تُمكّنه من الوجود داخل الكون رغم امتلاكه الإرادة، إلا أنه لا ينبغي أن يظن أن والده قادر على فعل شيءٍ مماثل.

لقد كان موجودًا داخل هذا الكون لسنوات لا تعد ولا تحصى، فمن كان يعلم عدد الاستعدادات التي وضعها قبل الآن؟

لن يكون من السهل كسر بيضة كتريون، لكن روان لم يكن خائفًا مما سيجده هناك.

كانت ميزته الكبرى أنه كان قادرًا على النمو بشكل أسرع مما كان والده يتوقعه، وكما فعل من قبل، فإنه سيضرب قبل أن يفهم والده أنه الآن يتحكم في الإرادة، أو ربما يكون الوقت قد فات، لقد شك في أن والده كان يتوقع أنه في غضون عقدين من الزمن، سيكون قادرًا على التحكم في قوة استغرقت مليارات السنين حتى يفهمها الآخرون.

لكن كان على روان أن يفترض أن والده يعرف الآن أنه يتحكم في هذه القوة.

أينما كان والده، ربما لم يلاحظ فقدان صفحة السجل البدائي أو اعتبرها غير مهمة بما فيه الكفاية، لكنه ربما لاحظ فقدان إرادته السلبية داخل روان.

قرر روان تسمية هذه الطاقة اللزجة، التي لا تُمثل نية ولا إرادة، والتي استخدمها انعكاس والده، بالإرادة السلبية. كانت أقوى من أن تُمثل نية، كما أنها كانت مختلفة تمامًا عن الإرادة.

تنهد روان، وشعر أن قدراته بدأت تخفت مع انتهاء التعزيز الذي حصل عليه من امتلاك جسد استنساخ المحارب الهائج، كان لديه بالفعل وجهة وهدف، وكان من المناسب جدًا بالنسبة له أن يكون هذا الهدف موجودًا بالفعل داخل تريون.

‘أنا آتي إليك يا أبي.’

مع تلك الفكرة الأخيرة، نام مرة أخرى، لكن هذه المرة كان مختلفًا عن ذي قبل، إذ كان يستيقظ ببطء. بإدراكه الهائل في هذه اللحظة، كان يعلم أنه سيستيقظ تمامًا عندما يصل إلى تريون.

الترجمة : كوكبة