السجل البدائي - الفصل 666

الفصل 666 سداد مئة مرة

جسد روان، الذي كان مصنوعًا من دم الميت سريع الاختفاء، اصطدم بالحاجز الذي وضعه رئيس السحرة هاشم، كان الصوت صاخبًا وما تلا ذلك كان صوت خدش قاسي حيث أحاطت مليارات دم الميت بالدرع وبدأت في مضغه.

لم يتمكن رئيس السحرة إلا من الدفاع عن نفسه بشكل عاجز واستبدال الدروع التي تحطمت بسرعة والتي كانت تطلق الكثير من الطاقة أثناء تدميرها حتى أصبحت تلمع مثل النجم.

لم يكن أمامه سبيلٌ للهجوم، إذ يعلم أن أيَّ ردٍّ عنيفٍ سيُفضي به إلى موت أبنائه ورعيته. علاوةً على ذلك، إذا لم يستطع أربعةٌ من كبار السحرة، جميعهم مساوون له أو أقوى منه، الانتصار على هذا الصاعد، فقد كان يعلم أن سبيله الوحيد للفوز هو الدفاع بكلِّ ما أوتي من قوة حتى ينتهي أجل هذا المخلوق في الكون.

كان بإمكانه بالفعل رؤية دليل على ذلك، حيث كان بحر المخلوقات الصغيرة الشاسع يتضاءل بشكل واضح، فما كان عليه سوى الصمود قليلًا، وسينجو أطفاله وحراسه. كان رئيس السحرة يستمد قوته من برجه بلا انقطاع، ويصبّ في صنع المزيد من الدروع، لم يكن يكترث بكمية الجوهر التي يُبددها، فلا يمكن لأطفاله أن يموتوا، ولا لأندار أن يموت!

كان أندار الذي كان خلف رئيس السحرة لديه تعبير غريب في عينيه بسبب حقيقة أنه كان يعلم أنه لم يكن في خطر مباشر لكنه كان يشعر بتصميم رئيس السحرة.

لقد كان على استعداد للتضحية بنفسه من أجلهم، ومع ذلك كان أندار عالقًا في موقف حيث كان عليه أن يفعل كل ما لديه حتى لا يسقط على ركبتيه ويبجل منشئه وحقيقة أن هذا الساحر الرئيسي كان يقاتل ضده كانت تدنيسًا للغاية بالنسبة له ليتحمله.

كان هناك هذا التنافر في فكره الذي كان من الصعب وصفه، فكان يتنهد ويغلق عينيه.

لم يكن انتباه روان منصبًا حقًا على قضية مهاجمة رئيس السحرة ولم يكن يهتم حقًا بما يفكر فيه أندار، كان سيصفع الطفل بشدة إذا انحنى له، كان روان يبجل من عدد لا يحصى من النورانيين، ولم يكن يرغب في المزيد من أي شخص آخر.

كان قتل هذا الساحر الكبير في نهاية المطاف مسعى عديم الفائدة، حيث أن قتله لن يعود عليه بأي شيء جوهري سوى متعة القتال.

لقد تم تحقيق الغرض الأساسي من عودته، وباستثناء بعض القضايا البسيطة التي كان يحتاج إلى الاهتمام بها، فقد انتهى من العالم السفلي.

لقد قسم جسده إلى ثلاثة أجزاء، الجزء الأول الذي يحمل إرادته ذهب لاستعادة صفحة السجل البدائي، والجزء الثاني كان يحيط بالإسقاطات المحطمة لأبراج السحرة الأربعة، والتي بدأت تختفي، لكنها كانت لا تزال تبث كمية هائلة من الطاقة والمثير للدهشة أن هذه الطاقة تحتوي على كمية هائلة من الأثير البدائي غير عديم السمات.

عندما فكر في الأمر لفترة من الوقت، أدرك أن حدوث هذه الطاقة الخاصة داخل أبراجهم قد لا يكون غريبًا جدًا.

عندما قام أندار بإنشاء الطفل الباكي، تم إرساله إلى مكان في الكون حيث ورث كمية صغيرة من الأثير البدائي من رئيسة سحرة قوية، والذي كان على الأرجح سيدة برج.

هذا يعني أن عالم الساحر الأعلى قد وجد طريقة للتسلل إلى بعض هياكل القوة في الكون واستولى على أجزاء من سيطرته، ومن المنطقي أنه إذا تم منح أندار، وهو مساعد، هذه الموارد الخاصة، فسيتم منح كل رئيس سحرة هنا نصيبه من هذا المورد.

لم يترك روان هذا الأثير يذهب سدى، إذا كانت هذه هي الفائدة الوحيدة التي حصل عليها من هذه المعركة، فكانت كافية.

لم يكن الأمر أنه يحتاج حقًا إلى هذا الأثير، لأنه بعد دمج نواة الكنز الي المترجم مكسل يبحث عن إسمه مع مدمره، أصبح الآن قادرًا على إنشاء أثير بدائي غير عديم السمات في أي وقت يريده، ولكن في الوقت الحالي، كان هناك شخص هنا يحتاج إليه أكثر منه.

لقد سرق الموارد التي كان أندار سيستخدمها ليصبح ساحرًا، لكن هذا أعطاه الفرصة للاستيقاظ مبكرًا واستعادة صفحة سجله البدائي وإلا كانت ستقع في أيدي رؤساء السحرة هنا، وكان من العدل أن يرد الجميل مائة مرة.

التفت محيط دم الميت حول الأبراج التي بدأت تتلاشى من الواقع وشرب كل قطرة من الأثير البدائي غير عديم الصفات التي اندلعت منه، ودفعت عميقًا في الهيكل وشربت منه بعمق حتى لم يتبق شيء.

لاحظ روان أنه أثناء المعارك مع السحرة الكبار، كانت الأبراج موجودة حقًا هنا ولكن في وقت وفاتهم، بدأت تصبح غير مادية كما لو أنها غير موجودة.

كانت هذه طريقة مثيرة للاهتمام لتحريك أبراجهم والتي بدأ روان في التفكير فيها، إذا تمكن من إيجاد طريقة للاستيلاء على أبراج رؤساء السحرة بعد وفاتهم، فسيكون قادرًا على شلّ حركتهم بشكل فعال، حتى لو كانت أرواحهم آمنة داخل عالمهم الأعلى.

لم يكن يهتم إذا كان الآخرون قد حاولوا وفشلوا في القيام بشيء مماثل عندما قاتلوا السحرة الكبار في الماضي، كان لديه موارد فريدة لم تكن متاحة لأشخاص آخرين وما قد يكون مستحيلاً بالنسبة للآخرين ليس بالضرورة هو نفسه بالنسبة له.

عندما جمع آخر ما تبقى من هذا الأثير الثمين، اختفت الأبراج وغادر روان بصمت أيضًا، تاركًا خلفه محيط الدم مورت، ولكن لم تعد هناك إرادة توجههم وبدأوا في التفرق بشكل أسرع من ذي قبل.

حدد اتجاهه نحو تريون عندما ظهر مرة أخرى في الكون المادي، مع سرعته كان من المفترض أن يكون هناك في غضون أشهر حيث كان ينجرف فقط باستخدام مد وجزر الأثير، لكن ذلك كان سريعًا بشكل مثير للسخرية بالفعل، حيث كان يتحرك بسرعة تفوق سرعة الضوء عدة مرات.

كان بإمكانه التحرك بشكل أسرع لكنه كان بحاجة إلى الوقت بين رحلاته حتى يتمكن من التخطيط والتأمل في المعارك المستقبلية والمذبحة الكبرى التي كان على وشك ارتكابها في تريون.

على غرار العملية التي اتخذها لتشكيل مدمره، فقد توقع أن المعارك على تريون ستحمل العديد من التحديات والفخاخ الخفية التي حتى هو لم يستطع توقعها، ولن يدخل أبدًا في أي صراعات عمدًا دون وجود العديد من النسخ الاحتياطية في اللعب.

لم يكن يريد حربًا مع تريون، بل أراد سحقه.

الترجمة : كوكبة