السجل البدائي - الفصل 651
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 651 أحلام مفترس الضوء
مع كل بلاطة نقش يفتحها أندار، كلما اندماج القبو الللانهائي مع جسده، كلما أصبح ارتباطه مع شبح هذا الوحش أعمق، وفي تلك اللحظات النادرة عندما نام أندار من الإرهاق، حلم بنفسه وهو يحلق فوق السحاب ويخرج من عالمه، صعوده تسبب في حدوث زلازل متعددة أدت إلى تدمير الكوكب…
حلم بنشر أجنحة من الظلال واللحم التي كانت لا تعد ولا تحصى وتغطي الأميال الطويلة وتحيط بنجم أزرق ضخم كان بحجم مجرة وبتلك الأجنحة، ومع إنفجار ملايين المجسات من ظهره، بدأ في التغذية، وتردد صرخات فرحه في جميع أنحاء الكون بقوة كبيرة لدرجة أن الكواكب والنجوم في المسافة تحطمت إلى قطع.
كان يستيقظ بحكة في ظهره وجوعٍ مُريع لا يُشبع إلا بعد تناول مئات الكيلوغرامات من الوجبات الغنية بالطاقة، والتي كانت تكفي لإطعام عشرة آلاف إنسان. كان محظوظًا لأنه استطاع تناول أكبر قدر ممكن من الطعام في مزرعة الجثث، وإلا كانت نفقات إطعامه ستُثقل كاهله.
كان جسد أندار مميزًا، ومع فتح 396 بلاطة نقش، كان لديه 198 بلاطة بيضاء و198 بلاطة سوداء. مهما حاول، فقد بلغ جسده كمساعد أقصى حدوده، ولم يعد يتسع لمزيد من القوة. كان عليه أن يصعد ليصبح ساحرًا ليواصل صعوده في القبو اللانهائي.
كانت زهرة الخلود أفضل وأنسب طريقة لإتمام هذا التحول بأسرع وقت ممكن. بدأ أندار يشعر بقلق متزايد، وكأن غريزته تُذكره بقدوم عاصفة عاتية، وعليه أن يكون مستعدًا، وإلا سيجرفه الغبار.
مع كمية القوة التي تراكمت لدى أندار في جسده، إذا كان عليه أن يتقدم بشكل طبيعي دون الحيوية التي تمنحها هذه الزهرة، فمن المحتمل أنه قد يضطر إلى قضاء قرون عديدة لإكمال هذا التحول حتى مع تدفق كبير من المواد والكنوز التي تحتوي على كل الحيوية التي يمكنه امتصاصها يوميًا.
لم يكن هذا التقدم في فن التأمل بسبب موهبته الهائلة فحسب، بل كان أيضًا بسبب سبب عظيم؛ فقد أصبح أندار، بمساعدة معلميه، السحرة الكبار، أستاذًا في جميع مجالات عالم الساحر!
للتقدم أكثر في القبو اللانهائي، لم يكن أندار بحاجة إلى أن يصبح سيدًا في النقش فحسب، بل أيضًا في الخيمياء، وصقل الأسلحة، والتعويذلا، والنباتات الروحية، والتشكيلات، وإنشاء الدمى.
كان هذا الإنجاز مرعبًا للغاية لدرجة أنه تم الاتفاق بشكل جماعي على أن أندار سيخضع لاختبار رتبة الميثريل فقط بعد أن يصبح ساحرًا لأنه ان يصبح مساعد سيدًا في مجال واحد من الدراسة كان أمرًا غير مسبوق، ولكن أن يصبح واحدًا في جميع المجالات السبعة أيضًا كان أمرًا مذهلاً، ناهيك عن الوقت الذي استغرقه للقيام بذلك.
يمثل أندار التغيير، لكنه كان التغيير الذي كان السحرة العظماء خائفين من معرفة استنتاجه النهائي، حيث تسائلوا جميعًا، في تاريخ عالم الساحر بأكمله، من هو الآخر الذي حقق إنجازًا مماثلاً لهذا الشاب؟
كان هناك ستة أبراج عظيمة في عالم الساحر الأعلى، كل منها يحمل التقنية الرائدة في كل مجال من المجالات القوية.
بالنسبة للبرج الأسود، كان أهم جانب منه هو صناعة التعويذات، باستثناء الخيمياء التي كانت تحت سيطرة اتحاد الخيميائيين، وهي هيئة مستقلة، حيث كان لكل برج عظيم مكانة ثابتة باعتباره أستاذًا كبيرًا في مجالاته المحددة.
وكان وجود أندار بمثابة زعزعة استقرار هذه الديناميكية.
اهتزت المنصة التي تحته عندما وصلت أخيرًا إلى أسفل العالم السفلي، كان هذا المكان مجرد حقل لا نهاية له من العظام.
عاد وعيه إلى جسده، لكنه ترك كلمة أخيرة إلى مفترس الضوء، “أنا أدعوك صديقي، ولكنك لم تفعل شيئًا سوى التسبب لي بالألم … إن ألم تحمل وزنك عظيم، لكنني سأثابر وأصبح أقوى، وفي يوم من الأيام، لن يكون وزنك العظيم كافيًا بالنسبة لي، وسأبحث عن المزيد”.
فتح أندار عينيه ونزل من المنصة، ولم يتبعه سوى زاروس، على الرغم من أنه كان فخوراً، إلا أنه كان يعلم أنه ليس نداً لأندار وتبعه.
بدأ أندار في المشي، ولم تكن قدماه تلامسان الأرض بل كانت مدعومة بمنصة متحركة من الهواء، مما جعله فوق العظام المتعفنة التي لا تعد ولا تحصى هنا.
على بعد بضعة آلاف من الأقدام كان هدفه، زهرة الخلود،
“لا داعي لأن تكون خلفي يا زاروس، يمكنك المضي قدمًا ومحاولة اغتنام فرصتك. هدفي هو التاج.”
عبس زاروس قبل أن يقول: “هناك أكثر من تاج واحد، ويمكنني القتال من أجل تاج آخر”.
هز أندار رأسه، “لا أنصحك بذلك يا زاروس، سأحتاجهم جميعًا من أجل صعودي، يجب أن تذهب إلى المدقات الأقرب إلى الأعلى، لأنني لن أتراجع، أنا أحذرك لأنك عضو في نفس برجي”
شخر زاروس، “لا أحد يحتاج إلى هذا القدر من الحيوية ليصبح ساحرًا، لا تخبرني أنك وحش مخيف بدلاً من إنسان.”
مع تلك الكلمات الأخيرة، سارع إلى المرور بجوار أندار، يحمله عمود من الهواء استحضره حذائه.
كاد أندار أن يضحك بصوت عالٍ، حتى رئيس السحرة شعر أنه يحتاج إلى تاج واحد فقط، لكنه وحده من يفهم مدى عمق أساسه، حتى لو أصبحوا يشكون أثناء الصعود، فقد عرفوا جميعًا أنه يتمتع ببنية جسدية خاصة وسيعتبرون التغييرات مرتبطة بدستوره [1]، وليس فن التأمل.
الحقيقة أن أندار لن يُحسّن جسده أثناء وجوده هنا، بل سيُحسّن مصفوفة روحه فقط؛ كان يشك في أن زهرة الخلود تمتلك حيوية كافية للقيام بذلك. إذا أصبح ساحرًا، ستتطور قدراته أكثر، وسيكون قادرًا على الوصول إلى أماكن تمكّنه من الحصول على الموارد اللازمة لترقية جسده إلى مستوى مصفوفة روحه.
أطلقت المنصات الست والعشرون المحيطة بزهرة الخلود العنان لمشاركيها الـ 485 في رحلة البحث عن الكنز. كان معظمهم من الرتبة الثالثة، مع عدد قليل من سحرة الرتبتين الأولى والثانية، وقد جاء معظمهم إلى هنا للتجربة، آملين أن يحالفهم الحظ بجمع قطعة صغيرة من زهرة الخلود.
كانت هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها أندار سحرة الأبراج العظيمة الأخرى ومن اتحاد الخيميائيين، وفي أي وقت آخر كان سيجري محادثة ويحاول فهم كيفية عمل برجهم العظيم ولكن ليس الآن… كان أندار يعاني من الكثير من الألم، ولم يعد بإمكانه إخفاءه بعد الآن.
الترجمة : كوكبة
———
[1] : اوكي….كان مفروض اقول هذا من زمان ولاكن “الدستور” يعني البنية الجسدية للشخص مهما كانت وانا شخصيا ما كنت اعرف حتى سألت الكاتب عنه قبل كم يوم في ديسكورد