السجل البدائي - الفصل 644
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الفصل 644: المستنسخ الذي رفض الموت
في أعمق أعماق العالم السفلي، وهو مكان حيث تم تشويه المسافة والوقت حتى أصبح من المستحيل رسم طريقك من خلاله بأي وسيلة تقليدية.
لقد استغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى تتمكن القوى الكبرى من العثور على مسار مناسب عبر ظلام العالم السفلي، وأيضًا كلما أصبحت أقوى، أصبح من الأسهل عبور العالم السفلي.
في هذا الفضاء الغريب، شقّ شخص يرتدي درعًا أحمر وعبائة حمراء طريقه عبر العالم السفلي، وعيناه الحمراوان تخترقان الظلام. كان هذا الشخص يعاني من جرحٍ كارثيّ يلتئم ببطء، بينما كان الظلام يلتصق بحوافه.
كان من الجيد من الناحية الفنية أن هذا الشكل ليس لديه أعضاء حساسة، على الرغم من أنه كان لديه عيون، ودماع، وقلب، ولاكن كان كل هذا محاكاة للحياة، لأن قوته تكمن داخل الدم المتدفق عبر جسده.
كان هذا هو استنساخ المحارب الهائج لروان الذي أطلقه منذ سنوات للبحث عن صفحة السجل البدائي داخل العالم السفلي.
لتجنب الشكوك من الآخرين وعدم جذب الانتباه غير الضروري، أرسل نسخة واحدة فقط من إستنساخات المحارب الهائج، وكان يستخدم الاتصال الخافت بينه وبين صفحة السجل البدائي لإغلاق الفجوة بينهما ببطء.
مع الطبيعة الفوضوية للعالم السفلي، كان الخيار الأفضل هو استخدام إستنساخ واحد فقط للبحث عنه، وإذا استخدم أكثر من واحد، فستصبح ردود الفعل التي تلقاها من الصفحة مختلطة وصعوبة فك رموز اتجاهها زادت عشرة أضعاف.
كان هذا الاستنساخ أقل قوة بكثير من النسخ الحالية التي يستطيع روان صنعها، لكنه لا يزال بقوة مهيمن على مستوى سامي الأرض. أنشأ روان هذه النسخة عندما كان أقل قوة بكثير، ومع معدل نمو قوة روان، إذا خلق نسخة كل يوم، فستختلف قوتهم، لأن روان كان يزداد قوة باستمرار.
باستخدام كل القوى المتاحة له، تمكن استنساخ المحارب الهائج من الهروب من مخاطر لا حصر لها، والبقاء على قيد الحياة بجلد أسنانه من خلال العديد من المواجهات الرهيبة ليس فقط ضد سكان هذا المكان الذين كانوا جميعًا مخلوقات مرعبة من الظلام والفضاء، ولكن أيضًا مع القوى التي لا تعد ولا تحصى الذين استخدموا هذا المكان كمصدر مناسب للسفر عبر الخليج الشاسع من الفضاء.
لقد أنشأت معظم القوى الكبرى مثل تريون والمنظمات القوية الأخرى مسارات متخصصة داخل العالم السفلي والتي كان جنودها يقومون بدوريات منتظمة للحفاظ على سلامتهم من سكان العالم السفلي وكان ذلك مصدرًا رائعًا للدخل لهذه القوى الكبرى.
إذا كنت غير راغب في قضاء سنوات في السفر عبر الكون باستخدام سفن الفضاء التي كانت في كثير من الأحيان أمرًا محفوفًا بالمخاطر بسبب القراصنة والمخاطر الأخرى الموجودة في الكون عندما تريد الذهاب إلى ما هو أبعد من ممرات الفضاء العادية، فلن يكون لديك خيار سوى استخدام بوابات النقل الآني التي تقدمها هذه القوى الكبرى مقابل رسوم كبيرة.
بالطبع، كنت تدفع رسومًا مقابل استخدام ممرات الفضاء، ولكن يمكن مشاركتها بين عشرات الآلاف من الركاب على متن السفن الضخمة، وكان الأمر مشتركًا في معظم الأوقات، ولكن لا شيء يمكن أن يتفوق على الراحة والأمان الناتجين عن استخدام بوابة النقل الآني.
كان الانتقال الآني عبر الكون عمليةً سهلة، إذ أُجري شقٌّ في نسيج الواقع للوصول إلى العالم السفلي. في العالم السفلي، كان للمسافة والزمن تأثيرٌ غريب، وكان التحرك بضع مئات من الأقدام في العالم السفلي يعني عبور ملايين الأميال في الكون المادي، ثم أُجري شقٌّ آخر في العالم السفلي يُفتح للوجهة المنشودة.
لإنشاء بوابة انتقال آني، ستحفر القوة العظمى ممرًا عبر فضاء العالم السفلي، يربط مسافات شاسعة بين الكون المادي. تُدار هذه الممرات من قِبلها، وكانت تُستخدم أحيانًا كعملة بين القوى العظمى، إذ لا يمكن الوصول إلى بعض المواقع البعيدة في الكون إلا باتباع ممرات محددة.
عندما تكون في العالم السفلي كان من السهل رصد ممرات النقل الآني هذه، حيث ظهرت مثل الأوردة المتوهجة الضخمة في الظلام الأبدي لهذا المكان.
يجذب هذا الضوء حتمًا انتباه مخلوقات الظل في هذا المكان المظلم، التي تتغذى على الطاقة والحيوية. لحسن الحظ، لم تكن قوتهم كبيرة، لكنهم كانوا يتمتعون بميزة العدد، وكان هناك صراع دائم للحفاظ على ممرات النقل الآني من جوعهم المستمر وهجمات القوى المعادية.
كانت هناك حروب مستمرة في العالم السفلي حيث كان الصراع على السلطة والحق في السيطرة على ممرات النقل الآني لا ينتهي.
يمكنك بسهولة معرفة مدى قوة القوة الكبرى من خلال عدد عقد النقل الآني التي تمتلكها، وتأكد الإستنساخ من تجنب جميع الطرق التي تحتوي على ممرات النقل الآني قدر الإمكان، ولكن هذا جلب شكلًا جديدًا من المخاطر لأنه يعني أنه واجه أعداء أكثر خطورة لا يحتاجون إلى استخدام ممرات النقل الآني للتحرك عبر العالم السفلي.
هؤلاء الأفراد الذين يمكنهم التحرك عبر العالم السفلي دون استخدام ممرات النقل الآني عادة ما يكون لديهم قوة على مستوى السامين، وبالتالي فإن مواجهة أي منهم أثناء بحثه سيؤدي إلى الموت، حيث أنهم عادة ما يسرقون ويقتلون أي شخص يصادفونه وكان أضعف منهم، وبالتالي إذا لم تكن في مستوى قوة معين فمن المستحسن ألا تتجول عبر العالم السفلي بمفردك.
لم يكن روان يتوقع أن يبقى هذا الاستنساخ على قيد الحياة لفترة طويلة داخل العالم السفلي، وكان قد خطط لإنشاء استنساخ جديد بعد تدمير السابق، وباستخدام الموقع الأخير حيث تم تدمير الاستنساخ السابق، سيطلق استنساخًا جديدًا هناك.
السبب الذي جعله يتخذ هذا القرار هو أن الطريقة الوحيدة بالنسبة له للبحث عن الصفحة المفقودة من السجل البدائي كانت إستنساخاته لأن لديهم القدرة على استشعار اتصاله بالتفرد، وهي القدرة التي يفتقر إليها نورانيوه.
عرف روان أيضًا أن كل استنساخ جديد يصنعه سيكون أقوى لأنهم يستخدمون جسده الحالي كقالب، وبالتالي إذا تم تدمير استنساخ المحارب الهائج السابق، فسوف يصنع واحدًا جديدًا، وباستخدام ضوء أسطرلاب، سيكون قادرًا على إرسال الاستنساخ الجديد إلى آخر موقع للاستنساخ المدمر، للتأكد من عدم فقدان أي أرض أثناء البحث.
ومع ذلك، رفض هذا الاستنساخ أن يموت.
الترجمة : كوكبة
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين, ونحن بريئين من أي معاني تخالف العقيدة او معاني كفرية وشركية.وهذا مجرد محتوى ترفيهي لاتدعه يؤثر عليك ويلهيك عن دينك.
استغفر اللـه واتوب إليه.
Comments for chapter "الفصل 644"
MANGA DISCUSSION
اترك تعليقاً
1 Comment
روايات مقترحة :
أسير الليل
👍