السجل البدائي - الفصل 643
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 643 ثمن القوة
شعر روان برعشةٍ تسللت تحت قدميه وامتدت إلى بقية جسم المدمر. تماسك وهو يكاد يسقط على ركبتيه، إذ ازدادت الصلة بينه وبين النصل عمقًا.
لقد اتصل المدمر بجسده الممتلئ الذي كان سلالة أوروبوروس الخاصة به، ولكي يبدأ حقًا في تطهير جسده من إرادات القدماء، ما عليه سوى دمج مساحته العقلية مع قلعة المعركة، مما يجعلها ملكه حقًا.
لقد تسرب وعيه إلى الأرض، وأدرك أنه لم يكن كافياً، للتواصل حقًا مع المدمر، كان الثمن الذي سيتعين عليه دفعه مدمرًا، وأصيب روان بالذعر للحظة وجيزة قبل أن يقرر الموافقة على هذا الترتيب.
على الأرجح، نتج هذا التغيير عن إرادته التي اختارها. كان هذا أمرًا غير مسبوق، فالإرادة كانت شيئًا موجودًا في البعد الخامس، لكنه بطريقة ما نجح في خلق إرادة بدأت نموها من شيء بسيط كالبعد الأول، حتى أبسط خلية وُجدت في الفضاء ثلاثي الأبعاد.
كان لهذا التغيير تداعياتٌ بالطبع. فقد مُنح قوةً ذات إمكانياتٍ لا متناهية، والآن عليه أن يدفع ثمنها.
أطلق تسعين بالمائة من قوة الوعي داخل هذا الجسم الذي خلقه وهزت هزة هائلة أخرى السلاح، وبدأ تغيير كبير ينشأ من كل ما حوله.
خلفه، نهضت حشود هائلة من الناس من الأرض، مليارات ومليارات من الأفراد، معظمهم كانوا مشوهين، أجسادهم مغطاة بشرانق ترتجف بإمكانيات غير محدودة، أدرك روان هذه الإمكانيات باعتبارها تقنية ثورانه وهؤلاء الناس هم سكان العوالم المزروعة.
وبدأت كل أنواع الوحوش في الهواء والبحر بالظهور من الأرض، وكلها في عملية التحول التي توقفت وتتجه نحو شيء مختلف.
استدار روان، وأمامه، بدأت أعداد لا حصر لها من الناس والمخلوقات ترتفع من الأرض، كان هؤلاء جميعًا أفرادًا من عالم الجبل والبحر، نظروا حولهم في حيرة ورهبة، كان هذا المكان الذي ظهروا فيه مختلفًا عن العالم الذي عرفوه، ومع ذلك فقد تمكنوا من الشعور بكمية القوة هنا وأذهلت خيالهم.
الشيء الوحيد الذي يمكن مقارنته هو الفرق بين شعلة الثقاب والشمس في السماء.
اهتز الحشد فجأة وتعالت الصراخات منهم عندما انفتحت السماء فوقهم وظهر نورانيوه وجميع الحكماء الثلاثة العظماء فوقه، قبل أن تضربهم قوة عظيمة جميعًا على الأرض، باستثناء الملوك وإيفا الذين بقوا على ركبة واحدة، وكان الجميع مضغوطين على الأرض، وكانوا جميعًا منحنيين، مثل عابد متدين أمام ساميهم.
داخل المدمر، كان روان ساميا، وكل شيء آخر سينحني لسلطانه. نظر روان إلى جميع أبنائه، وذكريات من رحلوا، وأدرك التعب في أجسادهم، والبقع على دروعهم.
لقد مرّوا بمحنةٍ قاسية، لكن ذلك لم يمنعهم من الشعور بالحماس والحب والإيمان به. كان كل نوراني هنا فخورًا بمنشئه.
ابتسم روان، على الرغم من بساطة تعبيره، إلا أنه يحمل تعقيدات لا نهاية لها،
“أطفالي، أنتم جميعا أعزاء على قلبي.”
تقدمت إيفا للأمام وتجمدت فجأة كما لو أن الزمن قد توقف، وقد يكون هذا هو الحقيقة لأن كل شيء آخر هنا قد توقف، حتى الكواكب التي تنطلق عبر السماء قد توقفت.
وقف روان وحيدًا في عالم أصبح صامتًا وعرف أن كل ما حدث للتو كان بسبب وضعه عمود الوعي هذا داخل المدمر، وكان كافيًا لتشغيل هذا السلاح لبضع ثوانٍ فقط، لكن هذه لم تكن الطريقة الصحيحة لاستخدام المدمر، وكان لابد من دفع الثمن.
راقب بذهولٍ جسده وهو يتجمد، ثم سكن. انبعث وعيه من هذا الجسد، وصعد كالصاعقة، تاركًا وراءه الجسد الذي صنعه.
فتحت عيون روان في دهشة، عندما تحدث إليه السيف العظيم.
كانت كلمات أبوليون الأولى والوحيدة لمنشئه مختصرة: “أنا سيفك يا منشئي وأنت غمدي. تذوق حدتي وتعجب من عمل يدك”.
هزّ صوت السلاح هذا المكان الغريب الذي وجد روان نفسه فيه. كان شكوكه تتزايد منذ مدة حول مكان وجوده، لكنه عاد إلى التركيز على مدمره. كان صوته عميقًا، كجبلٍ مُنح الحياة.
كانت عينا روان مركزتين لأن هذا كان الجزء الأخير من صنع المدمر، والذي كان يرتبط بالسلاح.
فأجاب أبوليون: “أنت سلاحي، وسأذوق حدتك، وستسيطر تلك القوة على الكون بأكمله. ستكون سيفي… كل ما هو كائن، وكان، وسيأتي، سيسقط أمام قوتك.”
اهتز السلاح من الإثارة وساد الصمت، ولن يصدر أي صوت آخر حتى نهاية الخلق وسيكون روان هو الوحيد الذي سيسمع صوته.
وكان ذلك جزءًا من الثمن الذي يجب دفعه للحصول على السلطة.
أدار روان النصل وأمسكه من المنتصف، ممسكًا بالشفرة بإحكام متجاهلًا الألم الشديد الذي كان يعاني منه عندما غرست الحواف الحادة في يديه،
“أبوليون… مدمري، معك ستبقى إرادتي حتى نهاية كل شيء.”
مع تأوه طعن روان نفسه في صدره، وغرس أكثر من ثلاثة أقدام من النصل في جسده، وأمسك بمقبض النصل وهو يلهث من الألم ودفع الباقي في جسده، ولم يتبق سوى المقبض معلقًا بالخارج، والغريب أن النصل لم يخرج من ظهره.
سقط روان على ركبتيه وبدأ بالصراخ، لم يستطع مساعدة نفسه، لأنه كان يعاني من نوع فريد من الألم لم يختبره من قبل.
بدأ كل هذا الفضاء يتم امتصاصه في صدره وتبعه جسده، حيث زادت قوة الشفط المخيفة وبدأ روان في الانهيار على نفسه.
اختفت آخر أصداء صراخه وتلاشى الظلام في هذا المكان ولم يبق شيء سوى خط أبيض واحد معلق في الهواء نشأ من العالم السفلي وسقط في الكون المادي.
انجرف هذا الخط ببطء بعيدًا في ظلام الفضاء، تحمله رياح الفضاء والمد والجزر الأثيري الذي دفع الخط إلى أعماق الفضاء.
سيبحر هذا الخط في الظلام لمدة ثلاثة عشر عامًا.
الترجمة : كوكبة
———
وأخيرا نهاية الأرك اللعين، حرفيا تعبت وأنا اترجمه لذا اتمنى يكون عجبكم مثل ما عجبني والان اشوفكم مع الأرك القادم لما انتهي من ترجمته