السجل البدائي - الفصل 642
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 642 دخول المدمر
كان لون السيف العظيم ذو الحدين فضيًا، وكانت حافة النصل حادة للغاية لدرجة أنها تركت شقوقًا في هذا البعد الغريب الذي وجد نفسه فيه. حرك روان النصل إلى يده اليسرى ومرر إصبعه على حافته وشهق من الألم عندما مزق النصل جسد طاقته، مما أدى إلى القضاء على جزء كبير من قوته.
أعاد إصبعه بدهشة، لم تكن هناك إرادة دمار داخل هذه القلعة الحربية، لكن قواها تحولت إلى شيء آخر، وكان متشوقًا لمعرفة ذلك. قرّب النصل من عينيه وفحصه بدقة.
كان طول السيف، من المقبض إلى طرفه، سبعة أقدام وست بوصات، ولم يكن هناك أي زخارف على النصل، بل كان أشبه بقطعة فضة لامعة، بلون أقرب إلى لون الأدامانتيت. أما ما يميز هذه القلعة الحربية فهو مقبضها، الذي يشبه ستة أفاعي ملتوية معًا لتشكل قضيبًا واحدًا.
ولكن سيكون من الخطأ أن نعتبر المدمر مجرد سيف، فلكي نتمكن من رؤية الحجم الحقيقي لهذا السلاح، يتعين علينا أن نقترب أكثر، وهذا ما فعله روان.
أطلق موجة واحدة من الوعي وأرسلها إلى المدمر، وقد اندهش من شعوره ببعض القيود قبل أن يتمكن وعيه من دخول السلاح، إذا كان بإمكانه أن يشعر بهذا الحاجز وكان هو المالك والمبدع للمدمر، فإن أي شخص آخر سيكون عليه أن يواجه شيئًا أكثر صعوبة في تحمله.
شعر روان بستار ميتافيزيقي ثقيل ينكشف أمام وعيه، وأدرك أن أكثر من تسعة وتسعين بالمائة من أنظمة أمن المدمر قد أتاحت له الوصول بسهولة. كانت كمية القوة التي شعر بها عند عبوره هذا الستار هائلة، لدرجة أنها كادت أن تحرق وعيه في لمح البصر.
أذهلته هذه الحقيقة، إذ كان يعلم أنه لم يُفعّل نواة مدمره بعد، وأنه على الأرجح كان يعمل بالقوى المتبقية بعد إنشائه. ما نوع المدمر الذي صنعه؟
لقد اخترق وعيه السلاح بشكل أعمق، وكان حينها قد بدأ أعماق المدمر بالكامل في الكشف عن نفسه، لأنه على عكس أي كنز استخدمه روان من قبل عندما كان وعيه يمكن أن يصل إلى جوهره من الداخل، كان المدمر مختلفًا، لم يتمكن من الوصول إليه من الداخل، ولكن بدلاً من ذلك، كان من الخارج.
وجد وعيه يسقط من ارتفاع كبير وكأنه نيزك ينجذب نحو عالم ما، ونظر إلى الأسفل إلى المدمر الذي أصبح أكبر في نظره حتى أصبح أكبر من كوكب بأكمله، وبالكاد يستطيع رؤية حوافه.
فجأة شعر وعيه بالألم عندما اصطدم بطبقة من السحب البيضاء الكثيفة، وبينما مر بها، بدأ وعيه يحترق بلهب ساطع لأن الغلاف الجوي كان الآن مليئًا بالكثير من الطاقة لدرجة أن نزوله ترك ورائه مسارات طويلة من الطاقة مثل المذنب.
فجأة فرضت قوة جاذبية مخيفة نفسها على وعيه وسحبته إلى أسفل مثل النيزك بسرعة مائة مرة أسرع كما لو كان ينتقل عن بعد، حيث أدى نزوله إلى خلق موجات صدمة هائلة حتى اصطدم وعيه بالأرض.
“بووم!….”
اندلعت سحابة فطر ضخمة من موقعه، ودفعتها عاصفة كبيرة من الرياح جانبًا بينما كان روان يخلق لحمًا لهذا الوعي باستخدام الشعلة المفقودة، كانت هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها هذه القوة لصنع لحمه وذهب الأمر بسلاسة أكثر مما توقع.
كان التباعد قدرةً مُغذّيةً، وقد غلّف وعيه بجسدٍ قويٍّ مليءٍ بالإمكانات، وكاد يضحك بصوتٍ عالٍ عندما استطاع أخيرًا الشعور بلمسة الجسد من جديد. كان شكل طاقته قويًا، لكنه لم يكن مستعدًا للتخلي عن إحساس جسده في الوقت الحالي.
وكان شعره بطول خصره وأبيض كالسحاب، ولم تعد عيناه عينا ثعبان بل كانتا أبيضتين أيضاً، فظهر بلا حدقتين، يشبه رجلاً أعمى، لكنه كان يستطيع أن يرى… أوه الأشياء التي كان يستطيع أن يراها.
عندما نظر إلى الأرض لأول مرة، لم يكن هبوطه قد أثار حتى خصلة واحدة من العشب.
ظهر روان في حقلٍ لا نهاية له، بأعشاب فضية مليئة بالطاقة. قفزت صواعقٌ لا تُحصى من ساق عشب إلى آخر، وكانت الطاقة المتولدة في هذا الحقل هائلةً لدرجة أنها كانت كافيةً لإضاءة نجم…
كان هناك مليون من هذه الحقول حتى أقصى مدى استطاعت عيناه الوصول إليه، مليئة بطاقة البرق وحدها…
مليون حقل آخر وأكثر مملوءة بطاقة النار… مليون حقل آخر مملوء بالصقيع… مليون حقل آخر مملوء بالظلام… لم يكن وعيه قادرًا على استيعاب كل شيء وكان عليه أن يتحرك عبر سطح المدمر بالكامل للعثور على حقول القوة المتبقية.
هذا… هذا… كان مجرد الجزء الأصغر من مدمره… كان هذا سطح المدمرةد، وتحت السطح كانت هناك مستويات لا حصر لها، ويمكن العثور على قدرات المعركة الحقيقية للمدمرة تحت سطحها.
فوقه، كانت هناك آلاف العوالم التي تتحرك بسرعات مذهلة، كل هذه كانت عوالمه المزروعة التي كانت تتحرك بسرعة 300000 ميل في الساعة، ونتيجة لذلك، كان تسارع الوقت على تلك العوالم أكبر بخمسة وثلاثين مرة من المعدل الطبيعي، أي مخلوق يعيش على تلك العوالم سيختبر الوقت أعلى بخمس مرات من بقية الكون المادي!
كان روان يتخيل مدى فائدة هذه القوة له في هذا الوقت الذي كان فيه الوقت هو أهم مورد يحتاجه، مع أنه لم يكن يعلم إن كان سيكفي للتأثير عليه. طبيعته البدائية جعلت هذه القوى غير فعّالة ضده إلى حد كبير. كان يتمتع بمزايا المناعة شبه الأولية، ولكن كان لذلك أيضًا عيوبه.
كانت العوالم المارة تشبه النجوم الساقطة وتترك مسارات ذهبية في الغلاف الجوي المشحون بالكثير من الطاقة والأثير حتى أنها كانت تشبه محيطًا واسعًا من الضوء السائل، مما يجعلها تحترق مثل النجوم…
أمضى روان فترة طويلة من الزمن يشاهد وميض الضوء عبر الهواء، وكان قلبه راضيًا.
الترجمة : كوكبة