السجل البدائي - الفصل 641

الفصل 641 هذه إرادتي… هذه هي الحقيقة

بدا الضائع متفاجئًا من الكلام قبل أن يضحك،

“ذلك الشخص؟ أوه، تقصد والدي؟ حسنًا، هذه مبالغة، ألا تعتقد ذلك؟ أعني أنه دمّر، لنرى، عشرة، مئة وعشرين، لا، إذا أضفتُ الثلاثين عالمًا الأخرى قرب أطراف مجرة سيروليان، يصبح العدد مئة وخمسة وخمسين، لكن كل هذا بسبب الحرب، لذا لا يُحتسب.”

“عندما حان وقت بناء المصنع، كان ذلك عندما بذل قصارى جهده. أعتقد أن والدي أكل عشرة آلاف كوكب، أو ربما عشرين ألفًا… كان يأكل كثيرًا كل يوم، وظننت أنه سيزداد وزنًا! لو توقعتَ حدوث شيء كهذا، لَفهمتَ قصدي بالتأكيد، أليس كذلك يا أيها الرجل الكبير؟”

وبينما كان الضائع غارقًا في أفكاره وهو يحاول حساب عدد كواكب الموارد التي التهمها روان أثناء إنشاء المصنع وجميع المواد التي يحتاجها لبناء فضاء يعتبر نصف بعد خامس، أصبح وجه هان لي وبقية الحكماء العظماء أكثر قتامة على نحو متزايد.

كانت أفكارهم حول الوحش الذي كان روان تجعلهم يشعرون بعدم الارتياح الشديد.

“مرحبًا، إيفا، كم عدد العوالم التي استهلكها والدي عندما أراد بناء المصنع؟”

“يجب أن تجعل نفسك أكثر فائدة يا ضائع، وأنا لن أعطيك هذا الرقم، مجرد عملية حسابية ذهنية بسيطة من جانبك وسوف تكتشفها بنفسك.”

عبس الصبي، “لكنني لا أريد، أكره الرياضيات، إنها قاسية… هي. انظري، فرايغار مستيقظ… تعال يا فرايغار، انظر إلى كل هذه الأشياء الرائعة، هل تعلم أن هذا الجبل حي؟”

شاهد روان التغيير المفاجئ الذي يحدث في العالم والتعاون بين النورانيين والقوى العظمى في هذا العالم وتنهد تقديرًا للتفكير السريع لقادة هذا العالم، ويبدو أن السيدة بينهم لديها فهم قوي لقوى القدر وهذا شيء كان روان على استعداد للتحقيق فيه بعمق أكبر.

كان السجل البدائي قد ابتلع بالفعل 900 بلورة روح أخرى قبل أن تكتمل التغييرات التي كان يخضع لها، واستغرق الأمر 400 بلورة روح أخرى، وأخيرًا، اكتملت إرادته.

انكمش المركز أكثر في يده حتى أصبح أصغر من النقطة وفجأة شعر روان بهالة باردة تغمره والتي كانت تنبعث من المركز.

في هذه اللحظة كان مظهر روان غير بشري، يشبه مخلوقًا من الظل والظلام مشابهًا جدًا لمظهر الأمير الثالث، لكن كان لديه عدد لا يحصى من النجوم التي ملأت ذلك الظلام الذي يغطي شكله الفاني بالكامل، وبينما مرت الموجات الباردة عبر جسده، بدأت كل تلك النجوم تتجمع على وجهه حيث تجمعوا جميعًا حول عينيه.

فجأة انفجر ضوء النجوم التي لا تعد ولا تحصى في عينيه واخترقت الغلاف الجوي، مما أدى إلى إنشاء عمود من ضوء النجوم الذي اصطدم بالفراغ فوقه.

من عمود ضوء النجوم، بدأت الأحرف الرونية الضخمة تتدفق منه مثل اليراعات وبدأت في نقش نفسها على أقمشة الواقع ذاتها.

كانت مشابهة للرونيات الغامضة التي استخدمها روان خلال فترة صياغته، لكنها كانت أبسط، تفتقر إلى الكثير من الزخرفة التي استخدمها روان، لكنها لم تُفقدها سحرها، بل زادتها جمالًا. بدت هذه الرونيات كالرونيات الأصلية، التعبير الحقيقي عن شكل الكون.

بدا ضوء النجوم المنبعث من عيني روان وكأنه لا نهاية له، وبدأت الأحرف الرونية التي كانت تهرب من عمود ضوء النجوم في الزيادة من ملايين إلى مليارات إلى تريليونات حتى تم تغطية ثلث خراب عالم الجبل والبحر، ولم يتوقف التغيير، بل زاد فقط في شدته.

ما كان روان قد استغرق سنوات لإنجازه، كان السجل البدائي يفعل الشيء نفسه في بضع ثوانٍ وعلى نطاق أوسع بكثير وبكثافة أكبر.

“أسرعوا… التغيير العظيم قد حل علينا”، صرخت سبارو الحكيمة العظيمة وهي تنظر إلى الأعلى في رهبة وخوف حيث كان الظلام مغطى بمليارات الأحرف الرونية التي بدت وكأنها حية، لقد اانطلقت نحو الأفق على بعد ملايين الأميال، مسافرة بسرعة أكبر بكثير من سرعة الضوء.

لم يعد الحكماء العظماء يترددون، وأطلقوا جوهرهم القتالي، ووسعوا نطاقهم حتى لمسوا زوايا العالم بأكمله وامتصوا كل شيء في أراضيهم المقدسة المختلفة.

لقد كان ذلك في الوقت المناسب تمامًا حيث غطت الأحرف الرونية الغامضة بالكامل خراب الجبل والبحر ومع صرخة عالية أشارت إلى ولادة وموت عالم، تحطمت آخر بقايا هذا العالم الأعلى.

كان من الصعب وصف الطريقة التي فهم بها روان ما حدث بعد ذلك، على غرار انفجار ضوء ضرب دماغه مليون مرة في الثانية، ووعيه يختفي ويعود كل فترة عشر ثوانٍ ليصبح هو القاعدة لفترة من الوقت.

أدرك روان بسرعة أن هذا كان يحدث لحماية عقله حيث أن كل ما كان يمر به حاليًا كان كثيفًا جدًا من المعلومات لدرجة أنه كان يحرق شبكته العصبية وكان على عقله أن يتوقف عن العمل ويشفى قبل أن يتمكن من الاستمرار.

عندما عاد عقله شهد مشهدًا ملهمًا … كان عالم الجبل والبحر ضخمًا، بحجم عشرة آلاف كوكب مكدسة معًا، بعبارة أخرى، كان حجمهم بحجم نجم كبير.

لقد قُطِّعت هذه المملكة بأكملها إلى قطع كبيرة، كلٌّ منها مُقَطَّع بدقةٍ فائقة، كأنها أحجية، وكانت تريليوناتٌ لا حصر لها من هذه الأحجيات تتجه نحوه، جبال، أنهار، بحار، وديان، غيوم، ضوء، هواء… كل شيء كان جزءًا من أحجيةٍ ضخمة، وكلها تتجه نحوه.

كمية كبيرة من البيانات… توقف عقله، وعندما عاد رأى الألغاز تبدأ في التقلص والتدفق إلى النواة في يده.

بدأ الجوهر ينبض مثل القلب وبدأ ينمو ببطء، وكان شكله يتغير، كما لو كان ينتظر روان وطبيعته كمدمر ليعطيه الشكل.

يا لها من قوة… غرق عقله في الظلام مجددًا. وعندما عاد، كان نصف النواة قد اكتمل، واستطاع روان بالفعل رؤية الشكل، فأومأ برأسه راضيًا، إذ شعر بنمو المدمر، فأدار يده ببطء وأمسك به.

إمكانيات هائلة… غرق عقله في الظلام لآخر مرة، وعندما استعاد كامل ذاته، نظر حوله بدهشة. كان في مكان فريد، موجود كمفهوم أكثر منه بُعدًا حيًا…

‘هذه إذن إرادتي… هذه هي الحقيقة’. حتى الصوت لم يكن موجودًا هنا، ولا حتى الضوء، ومع ذلك، استطاع روان الرؤية بوضوحٍ أكبر من أي وقتٍ مضى. نظر إلى يده اليمنى، فإذا به يحمل سيفًا عظيمًا طوله سبعة أقدام.

“مدمري اكتمل.”

الترجمة : كوكبة