السجل البدائي - الفصل 587
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 587: العودة إلى الوطن
[ بداية المجلد الرابع : أَلْصُعُودْ وَاَلْهبُوطْ – اَلُسُقُوطْ وَ اَلْإِرْتِفَاعْ ]
“أوه، تريون… الجوهرة في محيط النجوم، كيف تتوهج…”
“أوه، تريون… ما عليك سوى الاقتراب لتشم رائحة العفن المختبئة خلف المجد…”
“أوه، تريون… أنت نصب تذكاري مبني على الموتى، وأشباحهم تطاردك في كل لحظة…”
“أوه، تريون… مجدك يسير جنبًا إلى جنب مع مصيرك، وسوف تأخذنا جميعًا معك…”
“أوه، تريون… كيف يمكن…”
“إنها قصيدة غبية، وأنت تعلم أيضًا أنها ممنوعة، يا أبي.”
تنهد غاضب من فتاة ذات شعر أبيض انطلق من فراغ الفضاء، يحمله خيوط رقيقة من الأثير تشبه شبكات العنكبوت.
“هههه، أعلم أنه لا يوجد إيقاع واضح، لكن اختيار الكلمات القوية والرسالة الواضحة يجعلانها مؤثرة. ألا يجعلها هذا مثيرة، يا طفلتي؟”
أجاب رجل ذو شعر أبيض على الفتاة بابتسامة في نبرته، كان تيلموس وكان يقف على ظهر تنين عظمي يبلغ طوله أكثر من سبعة أميال، وبجانبه كانت ابنته.
عبست عند سماع كلماته، “لماذا تفعل ذلك دائمًا؟”
“افعل ماذا؟” أجاب تيلموس في مفاجأة مصطنعة.
“تخرجني كلما تحدثت معي. أنتَ من رفض إعطائي اسمًا!” ردّت الفتاة.
تحركت يد تيلموس بسرعةٍ بالغة، لدرجة أنه كان من المستحيل ملاحظة حركة طرفه، إذ بدا وكأنه لم يحرك ساكنًا. صفعها على رأسها، فصرخت، وبدأ يتحدث بنبرةٍ مُحاضرةٍ كان يعلم أنها تكرهها.
“للاسم قوة عظيمة يا بنيتي، قوة لا يمكنكِ استيعابها تمامًا. هذه أعظم حقيقة سأخبركِ بها، وهي أنني أتمنى لو لم أُمنح اسمي قبل أن تُتاح لي فرصة الاختيار.. قبل أن تُتاح لي فرصة اكتسابه. أنا أمنحكِ فرصة ثمينة، وعليكِ اغتنامها. يجب أن تجثي على ركبتيك كل يوم تشكريني على حكمتي التي لا تُضاهى، فأنتِ الطفلة الوحيدة لتريون التي لا تحمل اسمًا… أنتِ حرة.”
فركت رأسها بانزعاج، فبعد كل هذا الوقت لم تكن قادرة على تفادي ضربة واحدة من ضرباته، حتى تلك التي استخدمها دون أي ذرة من القوة خلفها.
كيف يمكنها اللحاق بهذا الرجل؟
لم يكن بإمكانها أن تأمل في فهم قوته أو عمق حكمته، ورغم أنها اعترفت بما قاله كحقيقة في قلبها، إلا أنها رفضت السماح له بالظهور في الخارج، لأنه لن يؤدي إلا إلى تغذية غروره المفرط.
لم ينتظر تيلموس حتى تنتهي من عبوسها قبل أن يواصل حديثه،
“نحن هنا للاحتفال بصعود والدتك، فهي الآن سامية الأرض، استغرقت وقتًا أطول بكثير مما كانت تحتاج إليه، ولكن على الأقل لن تتلاشى في الألفيات القليلة القادمة.”
لقد هاجمته بالطريقة الوحيدة التي استطاعت، باستخدام نقطة الضعف الوحيدة التي كانت تعلم أنه يعاني منها – زوجته.
رفعت الفتاة ذات الشعر الأبيض عينيها وردت على كلماته،
“عيب عليك يا أبي على ضعف أخلاقك. أمي سامية الأرض منذ عامين، وهذا مجرد إجراء شكلي تجاهلته طويلًا. لا تتظاهر بأننا نفعل ذلك من أجلها، هذا كله من أجلك!”
قال تيلموس بغضب: “ماذا تقصدين بهذه الكلمات السخيفة يا طفلة؟”
“ماذا أقصد بكلامي؟ هل أحضرت الهدايا المطلوبة يا أبي؟” نظرت الفتاة ذات الشعر الأبيض إلى أبيها بنظرة ثاقبة جعلته يسعل وينظر بعيدًا.
“بالطبع لم أنسى الهدية، ماذا تظننتيني؟”
“إن كان الأمر كذلك، فأرني، لأتأكد من أنه ما تُحبه. لا تقل لي إن وقتك في ‘كوكب الخمر’ كان مُخصصًا لإضاعته على مشروبات باهظة الثمن، وليس لتحضير أفضل نبيذ في الكون كما وعدتها؟'”
سعل تيلموس وتظاهر بأنه يبحث داخل خاتمه المكاني في الوقت الحالي عندما بدأت المنطقة أمامهما في الالتواء والفضاء ينقسم بشكل أنيق.
ومن التمزق في الفضاء، اندلعت صرخة عالية كانت خارقة وتحمل هالة شديدة من الحرارة والدمار مما جعل المنطقة المحيطة لآلاف الأميال تسخن.
خرج من الفتحة طائر عنقاء عملاق كان حجمه آلاف الأميال وعلى جناحيه الكبيرين كانت هناك شمسان، واحدة بيضاء والأخرى حمراء.
كان وجود هذا العنقاء ملموسًا للغاية، وبدأت النجوم في المسافة في إصدار أضواء ذات تسعة ألوان كما لو كانت في حالة طاعة لوجوده.
فتحت عيون العنقاء ببطء، وكانت مليئة بالفخر، وكان لديها حدقتان مزدوجتان وكانت أرجوانية وكانت نظراتها الساخنة تجتاح المنطقة بأكملها.
كانت على وشك فتح منقارها مرة أخرى للصراخ، معلنة وجودها للكون عندما وقعت عيناها على تيلموس في المسافة الذي كان ينظر إليها بنوع خفيف من الانزعاج.
شخرت العنقاء بازدراء داخل قلبها وكانت على وشك الصراخ لكنها لم تستطع، رفض جسدها أن يطيع إرادتها!
امتلأ قلبها بالذعر عندما بدأت أجنحتها المفتوحة على مصراعيها في العودة إلى جانبها دون علمها، وسرعان ما توقف جسدها عن الحركة، وعلقت في الفضاء، وإلى صدمتها ورعبها الشديد، انحنى رأسها وعبد قلبها الشكل الذي مر ببطء.
بدأ تنين العظام الذي كان يمتطيه تيلموس بالضحك بينما كان يرفع رأسه عاليا أثناء مروره بجانب العنقاء المرتجفة.
إستغرق الأمر حتى اختفى تيلموس في المسافة قبل أن تتمكن العنقاء من استعادة السيطرة على جسدها وحتى ذلك الحين لم تتمكن من التحرك لفترة من الوقت حتى دخل صوت مهدئ إلى قلبها.
جاء الصوت من قصر ذهبي يقع على تاج رأسها، داخل هذا القصر الذهبي كانت هناك آلاف التماثيل المشتعلة، وكلها تنبعث منها تقلبات مماثلة لتلك التي يصدرها سام صغير وكان رجل يجلس على عرش مصنوع من تسعة ألسنة لهب ملونة وعيناه مغلقتان.
كان شعره الأحمر الطويل يصل إلى خصره وعندما فتح عينيه، كانت مليئة بتسعة ألوان من الضوء، على غرار ما كانت جميع النجوم على بعد مليارات الأميال تنبعث منه حيث كان وجوده يحول الواقع نفسه.
وكان هذا الرجل هو الذي تكلم.
“لا تسمحي لروحك بالانهيار بعد مجيئك في حضور ذلك الغريب، إنه أمر طبيعي يا سكايلر، لقد حان الوقت لأكشف عن إنجازي، وسأجعله ينحني لكِ بسبب عدم الاحترام الذي أظهره لي اليوم.”
الترجمة : كوكبة
——
وهاقد بدأ المجلد الي بيرفع الرواية لمستوى الثاني خالص