السجل البدائي - الفصل 577

الفصل 577 عيون مثل شمسين

استمر تدمير المجرة دون رادع وأصبحت وجوه السامين شاحبة، كانت هذه الوحوش التي أطلقها تينما غريبة وشيطانية، حيث أن كل شيء لمسته سقط في العفن والتحلل.

بالإضافة إلى ذلك، كانت لديهم قوة كبيرة، وكانت موجة الطاقة المنبعثة من أجسادهم ليست سامية بطبيعتها، بل شيء… أغمق.

شتمت شاريو، وعيناها مفتوحتان على مصراعيهما من اليأس والرعب، إذ تغيرت الأمور فجأة: “ماذا تقصد بجائزتهم؟ نحن من نُطارد! لقد دفعنا ثمنها بحياتنا، ولا أحد هنا…”

لقد قاطعها عندما اختفى رؤساء النورانيين فجأة وبدأ مطاردة عشرات الآلاف من الوحوش المستدعاة التي أرسلها تينما ضد المجرة، ومن الواضح أن هذه المعركة كانت ذات أهمية أكبر بالنسبة لهم من ذبح السامين هنا.

شحبت شاريو، وشعرت وكأنها نملة عالقة بين الألعاب بين عملاقين تغلف روحها، كل ما كانوا يتقاتلون من أجله الآن بدا بلا معنى إلى حد ما.

لقد كان تينما من ذوي الخبرة بعد أن عاش حياة طويلة واكتشف نمطًا لهذا الجنون الذي أصاب حضارتهم فجأة.

كان أول سامٍ هلك هو داو ما، الذي كان يعيش على حافة المجرة، وبعد ذلك لم يكن هناك أي تحرك آخر من أعدائهم. ظنّ أن السبب ليس عجزهم عن المضي قدمًا، بل لأن لديهم أجندات أخرى.

السامي التالي الذي هلك كان موريهيم، وكان ذلك لأنه تم إرساله للتحقيق في ما حدث للسامي المفقود داو ما وللتأكد من سبب صمت عدد قليل من العوالم الصغيرة في حواف المجرة.

كان الجزء الثاني من مهمته حاسمًا، لأن تينما اعتقد أنه لو لم يذهب موريهيم للتحقيق فيما حدث، لكان أعداؤهم سيظلون متوارين عن الأنظار ولن يهاجموا بتهور. ففي النهاية، لم يكن هدفهم الحقيقي هو القضاء على السامين، بل شيء آخر: السيطرة على عوالمهم!

لقد توصل تينما إلى الاستنتاج الصحيح لأن ما كان يحتاجه روان أكثر من مجرد جمع نقاط الروح في هذا الوقت كان الإلحاح الأكبر على تطوير وتنمية سلالاته، وليس مجرد تنمية سلالة واحدة، كانت أهداف روان أكثر طموحًا بكثير، كان سيعمل من أجل الحصول على سلالتين بدائيتين أو أكثر.

كان روان متأكدًا من وجود قيود هائلة في الحصول على سلالة الدم البدائية، ولكن مع تفرده، كان يحتاج فقط إلى دفع إمكانات سلالته إلى حدودها مع ضمان أن الطاقات التي تحتويها كانت نقية قدر الإمكان، وسوف يعتني سجله البدائي بالباقي.

إن هذا الشرط لترقية سلالة الدم من شأنه أن يدفع بقية الكون المتعدد إلى الجنون بالجشع والرغبة إذا فهموا أن القوة العظمى يمكن أن تأتي بتكاليف ضئيلة للغاية.

تكلفة ضئيلة تتعلق فقط بقدرات روان. لم ينس أن سعيه وراء القوة قد قتل عددًا لا يُحصى من الفانين في فترة قصيرة.

كان لا يزال في الدائرة العليا الأولى مع سلالة اوروبوروس الخاصة به وعادة ما كان يحتاج فقط إلى زرع 10 عوالم من أجل الترقية إلى الدائرة العليا الثانية، وهي مهمة شاقة بالنسبة لمعظم الناس، لكن روان أراد المزيد، وكان يهدف إلى 3000 عالم صغير كأساس له… على الأقل.

لقد منح تينما من قبل الظلام الذي نشره في جميع أنحاء المجرة فهمًا شاحبًا لكل ما يحدث في هذه المنطقة الشاسعة، وكان قادرًا على إلقاء نظرة خاطفة على جزء من عوالم روان الجديدة.

كانت عوالم روان البدائية مشهدًا صادمًا والهالة المنبعثة منها أبعدت أي محاولة للتحقيق عن كثب منه.

خلال سنوات تينما الطويلة، سمع عن قدرةٍ ما على إفساد العوالم والسيطرة عليها، لكن هذه القدرة كانت أقرب إلى الأسطورة، وحسب فهمه، عادةً ما يحدث هذا في عالمٍ أو عالمين، وليس مئات العوالم! كما ظنّ أن هذه العملية تستغرق قرونًا على الأقل، لا بضعة أشهر.

مهما كان ما يحدث هنا، كان أعظم من السامين، ولم يكن تينما يعلم إن كانوا يقاتلون أمير شيطان واحد أم الهاوية العظيمة بأكملها. قوى بهذا المستوى فقط قادرة على تدبير أمر كهذا.

كل ما فهمه من تحقيقه القصير هو أنهم لا يستطيعون الفوز، فقط جزء صغير من الهاوية العظيمة أو بعض القوى الساقطة الأخرى من خارج الكون يمكن أن تسحقهم تمامًا.

كان تينما يدرك أيضًا أن خبر ما حدث هنا لن ينتشر، وأن سامين مجرة سيروليان ستُطارد حتى الموت. كان من المحظور تمامًا على هذه القوى العليا التدخل في شؤون القوى الناشئة داخل الكون، وإذا انتشر الخبر، فسيكون له عواقب وخيمة.

كان تينما يعلم أن الجناة لن يسمحوا بحدوث هذا. وإن حدث، فسيُفشلهم في أي مهمة يريدون إنجازها، أو على الأقل يُفسد انتصارهم.

همس تينما بصوت مملوء بالحزن والغضب المتزايد، “يمكنني أن أفعل هذا على الأقل من أجلك… يا ابني.”

لقد وضع شهوته للقوى التي تمتلكها الأسلحة التي كان يتوق إليها ذات يوم خلفه، عندما أدرك النطاق الحقيقي لهذه المعركة.

عندما تم سحب الوحش الذي يرتدي وجه روان كورانيس خارج الكون بواسطة قوى دمرت تقريبًا نصف مملكته السامية، فهم تينما حقًا أنه كان يتعامل مع قوى عليا تتجاوز الكون.

سرعان ما اختفت شهوته للسلطة عندما أصبح الصراع من أجل البقاء هو من في الصدارة، ولكن مع كل لحظة تمر، بدأ يفهم أن البقاء قد يكون حلمًا بعيد المنال، ولكن ما تبقى هو ببساطة جعل هزيمتهم باهظة الثمن.

“هذه المعركة لا تتعلق بنا،” نادى تينما على السامين، “نحن فقط الأشخاص غير المحظوظين في الطريق.”

“ه …

دوى صوت تأوه عميق في الكون، مما صدم السامين ونظروا حولهم في حيرة.

“لا تقللوا من قيمة أنفسكم”

صوت مثل صوت الرعد انفتح وانقشع الظلام في الأعلى وظهرت شمسان ذهبيتان فوق السامين.

ليس شمسًا… عيونًا!

“أنتم جميعا جزء كبير من خطتي.”

ظهرت منصة عملاقة أسفل السامين، وتبين أنها ليست منصة بل نخلة، وقوة شفط سحقت كل الواقع، سحبت السامين إلى سطح تلك النخلة، وجرتهم إلى ركبهم.

باستثناء تينما الذي صرخ بغضب وحافظ على مكانه في السماء، كل سامٍ هنا كان محصوراً في مكانه.

“كنت أنتظرك!” صرخ تينما وانفتحت أبواب مملكته السامية، حدث هذا بعنف شديد لدرجة أن أبواب تينما السامية سُحقت بينما صرخ السامي من الألم وذبل ثلث جسده كاشفًا عن عظامه المتحللة تحته.

ومن البوابة المدمرة خرج حضور شيطاني مألوف، محاطًا بالظلام واللهب الأرجواني.

“مرحبا أخي” قال.

الترجمة : كوكبة