السجل البدائي - الفصل 571
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 571: الظلام والنار الأرجوانية
مزق جسد شاريو الأرض، كانت القوة المؤثرة على جسدها كبيرة جدًا بحيث لا تستطيع الأرض تخفيفها، كانت الأرض كالهواء، وحتى في ظل كل هذا الضرر، ظل العملاق الذهبي على بعد خمسة أقدام بالضبط من جسدها… صامتًا وقاتلًا.
انعكس وجهها الصارخ على وجهه المدرع الخالي من العيوب، وتبخر دمها قبل أن يتمكن من لمسه.
كانت الثواني التالية ضبابية، انهالت الضربات القوية على جسدها فمزقته إلى قطع لكنها أبقت عليها على حافة الموت، كان الأمر كما لو أن هذا العملاق كان يسخر منها، كان الإذلال الذي كانت تشعر به أكبر من الألم، وكانت تزأر داخل قلبها بغضب.
لقد مزق زخم حركتهمل الكوكب بأكمله وخرجا من الجانب الآخر إلى الفضاء، بعد أن قطعاه مباشرة مثل السكين الساخن الذي يقطع الزبدة.
خلفهما لم يعد الكوكب قادرًا على التماسك حيث تم رمي نواته إلى الفضاء، وبعد ثوانٍ قليلة انفجر العالم.
استمد العملاق الذهبي القوة والنيران من الكوكب المتفجر داخل أجنحته وسقط الفضاء في الظلام حيث أضائت أجنحته الأربعة أكثر إشراقا من الشمس.
رفرف بجناحيه مرة واحدة وأطلق الدمار على جسد شاريو وعلى مدى الثماني ثوانٍ التالية عانت من مستويات جديدة من الألم لم تعتقد أبدًا أنها ممكنة.
رفرف بجناحيه مرة أخرى واختفت النيران حول جسده، وعادت إلى الأجنحة الأربعة، وأضاء ضوئها شخصية شاريو الآفة المهشمة، التي باستثناء وجهها الذي تم الحفاظ عليه نظيفًا وبدون ضرر، لم يتبق من جسدها أي لحم تقريبًا.
لقد اختفت جميع أطرافها وتبخر جزء كبير من جذعها، وكان قلبها مرئيًا وكان نصفه مفقودًا، والنصف المتبقي كان ينتج دمًا ساميا كان يضخ بعيدًا في الفضاء.
كان وجهها مليئًا بالألم والإحباط، ولم تفهم تمامًا سبب تعذيبها، لكن لم يكن لديها طريقة للرد، فقد تعلمت درسًا قيمًا من خلال مشاهدة موت السامين الآخرين.
إذا استمدت قوتها من قوة مملكتها السامينة، يبدو الأمر كما لو أنها أنشأت ممرًا لهذه المخلوقات للدخول إلى داخلها، ولكن إذا لم تفعل ذلك، فلن يكون هناك ما يكفي من الأثير في الفضاء المحيط بها حتى تتمكن من القتال.
وبما أنها سامية كبيرة فإن مملكتها السامية كانت محفوظة في مكان ما بالقرب من جسدها، لذلك إذا ماتت، فلن تحاول إحياء نفسها في أي وقت قريب، لأن ذلك من شأنه أن يلفت الانتباه إلى الموضع الذي أخفتها فيه.
حتى لو اختارت البقاء داخل مملكتها السامينة ورفضت القيامة خارجها، فإنه سيعرف بالفعل المكان النسبي لمملكتها السامية وسوف يبحث عنها ببطء.
لم تكن شاريو واثقة من أنهم لن يتمكنوا من العثور على المملكة السامية، فقد كان هناك الكثير من المستحيلات التي حدثت لدرجة أنها كانت تعاني من نوع من الصدمة.
على وشك الاستسلام، توقف العملاق الذهبي فجأة ونظر إلى اليمين، وبعد ثانية واحدة ضربه شعاع كبير من الظلام والنار الأرجوانية بقوة أدت إلى تفجير شاريو بعيدًا لآلاف الأميال.
“نعم بحق!” بدأت تضحك وهي تكافح للحفاظ على جروحها حتى لا تتناثر إلى قطع من قوة ضحكها، كان تينما هنا، وستكون قادرة على القتال بمساعدته.
خرج تينما من الظلام، وكان مزاجه مختلفًا عن ذي قبل، وخلفه كانت أجنحة مثل أجنحة الفراشة المصنوعة من الظلام والنار الأرجوانية.
توقفت شاريو عند رؤية هذه النيران، وفكرت في نفسها قائلة: “هذا جديد”.
كان وجهه شاحبًا مثل القمر وكانت عيناه ككرتين فارغتين من الظلام، وفي يده كانت الأجنحة المحترقة لأحد هذه الوحوش، ولم يكن هناك شيء من التسلية أو اللامبالاة في وجهه كالعادة، بدلاً من ذلك، كان يحمل ابتسامة ساخرة.
امتلأ تينما غضبًا، نقيًا وصادقًا. لم تُدخل هذه النظرة سوى الفرح إلى قلب شاريو، وزاد ضحكها عمقًا.
اختفى مرحها ببطء وتوقفت عن الضحك ببطء، وأصبحت عيناها جادة عندما نظرت إلى المكان الذي كان لا يزال يقف فيه العملاق الذهبي.
كان الفضاء المحيط به مدمرًا، إذ تحطم الواقع من حوله كالزجاج. كانت حواف الفضاء المكسورة تنزف نارًا أرجوانية وسوداء، كانت شديدة الحرارة لدرجة أنها قد تُبخّر دافروس في لحظة. نتج هذا التفاعل عن هجوم تينما مكون من الظلام، والصوت، واللهب.
لقد تحولت هذه المنطقة الممتدة لأكثر من اثني عشر ميلاً إلى جحيم، وكانت شاريو تخشى أن تجد نفسها باقية في الداخل لأكثر من ثانية.
ومع ذلك، داخل هذه النيران، وقف العملاق الذهبي، ثابتًا، كتمثالٍ من الذهب والنار. أجنحةٌ لامعة من الفضة والنار الذهبية، تتوهج كريش الوحش الأسطوري، الغراب الذهبي.
اتجه الرأس المدرع الذهبي ببطء نحو أعماق الفضاء وظهرت شمسين في راحة يده امتدتا حتى شكلتا سيفًا.
طعن العملاق المكان أمامه واختف السيف، ولم يكن لدى شاريو الوقت لمعرفة أين ذهبت السيف عندما اندلع ألم أعمى في صدرها.
في المسافة رأت شفرة مماثلة تبرز من صدر تينما، لعنت بصوت عالٍ وانفجرت الشفرة في أجسادهم.
عندما أفاقت شاريو، كانت على وشك الموت، ولم يتبق سوى النصف العلوي من جمجمتها، واختفى جلدها وعيناها، وكان إدراكها منجذبًا بشكل لا يرحم إلى الصدام الذي حدث على بعد بضعة آلاف من الأميال.
كان تينما يتقاتل مع العملاق الذهبي.
انطلقت صرخة من مكانها وبدأت شاريو في سحب الأثير بعنف من محيطها لبناء جسدها، ولكن دون علمها، كانت هناك بقع زرقاء صغيرة غير مرئية تقريبًا ترافق الأثير الذي كانت تناديه، وقد غمرت لحمها.
كانت المعركة المقبلة تشتد سخونة، أطلق تينما ألف ذراع من الظلام خلفه، وكان حجمها آلاف الأميال، وكل منها يمكن أن تتحرك أسرع من البرق.
لقد صفعوا، وقطعوا، ولكموا، وقرصوا، وقاموا بآلاف الهجمات المختلفة، وكان لديهم جميعًا ما يكفي من القوة لتمزيق سامٍ صغير إلى أشلاء.
كان العملاق الذهبي يتحرك بطريقة تثير الغيرة في القلب المحارب بشاريو، ولم يقم بحركة واحدة ضائعة، ولم تلمسه اي هجمة، إذ كان يغير موقعه بسرعة متجنبًا إياها، وفي أي فرصة تتاح له، كان يقوم بهجوم مضاد شرس.
الترجمة : كوكبة