السجل البدائي - الفصل 568

الفصل 568: الحصول على مصفوفة الروح

كان هناك شيء مروع للغاية بشأن فعل تمزيق نفسك، ومظهر روان المروع جعل الأمر أكثر سريالية.

كان هذا فعلًا لا يمكن لعقل فانٍ أن يفهمه، لكن بالنسبة لروان، كان مجرد فعل طبيعي من أجل الحصول على الميزة التي يريدها.

أصبحت قسوة روان جزءًا من طبيعته الفطرية.

كاد المخلوق الذي تلقى هذه النعمة أن يصاب بالجنون من الفرح عندما نقر بصوت عالٍ، وأطلق روان أنينًا عندما سقط على ركبة واحدة.

كان هذا الجسد قويًا، لكن قدرته على التعافي كانت مكبوتة من قبله، وبالتالي، كان الألم الذي كان يشعر به من جرح بهذا الحجم أشد بمليارات المرات مما يمكن لأي إنسان أن يفهمه، حتى السامي قد يصاب بالجنون إذا تلقى مثل هذا الجرح.

أدرك روان أنه إذا أراد السلطة، فسوف يتعين عليه دفع الثمن، وكان الألم ثمنًا بسيطًا ورخيصًا بالنسبة له.

لقد تخلى عن أكثر من سبعين بالمائة من جسده وانخفض حجمه إلى مائة ألف ميل، عندما نجح لأول مرة، نجا استنساخ واحد من الدمار وتغير شكله بسرعة إلى غبار أرجواني وبدأ يطفو نحو أحد الكواكب في المسافة.

لقد اختفى ثمانون بالمائة من جسده، ونجح مرة أخرى، والآن تمكن أربعة من استنساخاته من الهروب من الدمار… وعند اثنين وتسعين بالمائة، تمكن سبعة استنساخ آخرين من الهروب واستمر هذا النمط حتى استنفد كل الطاقة التي ابتلعها.

لقد نجح في إطلاق خمسة وثلاثين نسخة داخل جسد هذا المخلوق، وأصبحت عيون روان اللامعة باهتة، وبدأ جسده يتقلص وتحول إلى حجر، ومن كل مظهر خارجي، فقد كل علامات الحياة.

بقي المخلوق للحظة يتلذذ بشعور استهلاك هذه الطاقة الجبارة. لقد ضخّ هذه الطاقة في أعماقه، ولم يكن روان يعلم أن مجرةً بأكملها تنمو داخل جسده، وأن أشكال حياة جديدة وقوية تزدهر فيه.

لقد نظر إلى جسد روان المكسور، وأصدر ضحكة مكتومة من الرضا والانزعاج قبل أن يستدير ويختفي.

وبعد فترة قصيرة، انفجر شكل روان المكسور وظهر جسد جديد من الحطام الهائل لذاته السابقة.

جمجمته الضخمة، التي كانت متجمدة كالحجر، كانت قد إنفصلت بقية جسده، وبدأت تطفو بعيدًا، وكان كل ثقب في عينيه أكبر من النجوم. كان هذا كنزًا، لكن روان لم يُرِد أي بقايا من قوة الفوضى بالقرب منه، فتركه.

نظر روان في الاتجاه الذي هرب إليه المخلوق وبدأ شعور بالإلحاح ينمو في قلبه، ولم يهدر أي لحظة في التفكير في مصدر هذا الشعور، واتخذ خطوة للأمام نحو بوابة مصفوفة الروح، كان الآن طوله ستمائة ميل، وكان هذا الآن حجمه الحقيقي.

لقد استفاد روان كثيرًا من هذا اللقاء، حتى لو تخلى عن جزء أكبر من هذه القوة، مثل لاعب كمال الأجسام الذي كان يستخدم المنشطات ذات يوم، حتى بعد أن توقف عن استخدامها، كانت هناك فوائد ملموسة عادت على بنيته الجسدية.

تلك الخطوة التي اتخذها عبرت أميالاً لا حصر لها، ودخل بوابة مصفوفة الروح، وكانت المنطقة التي وجد نفسه فيها مليئة بشعلة بيضاء، وعندما نظر حوله، تحول المحيط ببطء بحضوره.

وجد نفسه واقفا على أرضية تبدو وكأنها مصنوعة من بلورات شفافة مليئة باللهب الأبيض الذي يمتد لملايين الأميال.

لم تكن النيران ساخنة أو باردة، بل مزيجًا منهما. كانت تمتلك خصائص يصعب وصفها، إذ كانت تتجمد وهي لا تزال مشتعلة.

بالنسبة للساحر، كان إيقاظ مصفوفة روحه أشبه بجلب شيء أثيري لا يمكن لمسه إلا بإدراكه إلى الواقع. ستكون مصفوفة روحه، التي لم تكن موجودة من قبل، موجودة في مكان ما في دماغه.

بالنسبة لروان، كانت هذه العملية معاكسة تمامًا. ظهرت مصفوفة روحه في الواقع، والآن ستتحول إلى شيء أثيري.

لا عجب أن هذه كانت من المفترض أن تكون التقنية الأعظم بين السحرة.

كانت مصفوفة الروح مصدر قوة الساحر، وكانت أيضًا نقطة ضعفه الكبرى. قبل أن يصبح الساحر ساحرًا كبيرا، مهما عزز جسده، لم تكن قوته تعادل قوة أجساد الشياطين أو حتى المهيمنين.

كان من الممكن تحديد موقع مصفوفة روحه، التي كانت أهم من قلبه أو عقله بالنسبة للساحر، داخل جمجمته. أجرى روان تجارب على أجساد السحرة التي أعادها إليه نورانيوه، واكتشف بسهولة موقع مصفوفات أرواحهم.

ومع ذلك، لن تكون مصفوفة روحه موجودة في جسده، بل في فضائه العقلي. سيكون الساحر أخطر بألف مرة، ويمكنه بسهولة تطوير تقنياته إلى مستويات عالية لا تحدها نقاط ضعف جسده.

بفضل المعرفة التي اكتسبها من أندار، عرف روان أن كل ساحر يجب أن يمر بخطوة مهمة للغاية عندما يريد أن يصبح ساحرًا كبيرا، حيث يتعين عليه دمج جسده مع مصفوفة روحه، مما يؤدي إلى تدمير نقطة ضعفه الكبرى.

حقيقة أن مصفوفة روحه كانت موجودة فعليًا داخل جسده جعلت هذه العملية صعبة للغاية.

على الرغم من أن روان لم يكن يهتم حقًا بإمكانية وجود مصفوفة روحه في جسده، لأنه على عكس الساحر، كان بإمكانه الشفاء من أي إصابة تلحق به.

حتى لو تم تدمير بوابة مصفوفة الروح، طالما أنها متجذرة في جسده، مقترنة بالطبيعة الخالدة لجسده من سلالة اوروبوروس الذي يبدو أنهل مرتبطة بالتلاعب بالوقت نفسه، فإنه سيكون بخير.

في الواقع، كان روان يفضل لو كان هذا الجانب متجذرًا في جسده، لأنه تساءل عما إذا كان سيكون لديه فرصة للتألق عندما يتم وضعه داخل فضائه العقلي، بعد كل شيء، كان موطن سلالة البدائية الناشئة مقدسًا.

باستخدام غريزته باعتباره مالكًا لمصفوفة الروح هذه، استدعاها إليه، وكما لو كان مدًا يعود إلى المحيط، انكمش هذا العالم من اللهب الأبيض ودخل إلى فضائه العقلي.

الترجمة : كوكبة