السجل البدائي - الفصل 567

الفصل 567: الإبرة المخفية المسمومة

صرخ المخلوق من الفرح وهو يلتهم التيار الأحمر من ضوء النجوم الذي يخرج من صدر روان، لكن كان هناك شيء مختلف بشأن هذه القوة التي كان روان يمنحها له، لقد أصبحت القوة مشبعة بشيء آخر… استنساخاته!

كان هذا هو السبب وراء تحول ضوء النجوم إلى اللون الأحمر، وهو تغيير طفيف يمكن إخفاؤه بسبب التحضير الذي قام به روان قبل الآن.

كان جانب المحارب مجرد تقنية عادية في المخطط الأكبر للأشياء، ولكن في يد روان، وصل هذا الجانب إلى مستويات تتجاوز حتى خيال منشئه.

كان روان هو السلطة الأبرز في هذا الجانب وكان جزء كبير من هذا التغيير يعتمد على بنيته الجسدية، لأن جانب المحارب الهائج كان قوة متجذرة في الجسد وليس الروح، وهو ما كان تمييزًا مهمًا، والسبب وراء كون روان انتقائيًا في التقنية التي يستخدمها، كان الأثير الخاص به طاغيًا للغاية وكان يلتهم أي شيء آخر.

لقد تم تدمير قدراته ضوء الجسد، وقدرة نار العظام الأخرى بعد استخدامها لفترة قصيرة لأنها كانت قدرات متجذرة في روحه وكانت ضعيفة للغاية بحيث لا يمكن وجودها بداخله، وقد نجا جانب المحارب الهائج بصعوبة من هذا التطهير.

لقد منحته سلالة اوروبوروس قدرة تعافي مستحيلة، وهي ما ساعد بالكاد جانب المحارب الهائج الخاص به على البقاء على قيد الحياة داخل فضائه العقلي، فقط لأن قدرته على التعافي كانت مشتركة مع جانب المحارب الهائج الخاص به.

كانت قدرة روان على إنشاء نسخ من جانب المحارب الهائج مميزة بفضل بنيته الجسدية التي يمكنها تحويل العادي إلى كنز.

أخذ استنساخ المحارب الهائج أسس الجسد الأصلي وصنع منه نسخةً أصغر. كان أساس جسد روان يُخزي أسس السامين، وكانت نسخةً باهتةً منه قوةً لا يستهان بها.

كان هذا هو السبب في أن نسخة واحدة من استنساخات روان ستكون أقوى بعشرة آلاف مرة من استنساخات المحارب الهائج من المهيمن أو الساحر.

أثناء إنشاء روان لتقنية نوسفيراتو لفرايغار، أصبح متعدد الاستخدامات حقًا في إنشاء الإستنساخات الخاصة به، وكان قادرًا على ضخ ألف مستنسخ في قطرة دم واحدة في البداية وقبل أن يغادر، زاد هذا العدد إلى مائة ألف مستنسخ في قطرة دم واحدة.

ما نوع استنساخ المحارب الهائج الذي يمكنه أن يخلقه بجسده الحالي الذي أصبحت سماته الآن في عالم من القوة لم يعد له معنى بالنسبة له؟

كان لدى روان فكرة في وقت مبكر جدًا عندما قرر المساومة مع هذا المخلوق.

إذا كان سيعطي هذا المخلوق هذه القوة، فلماذا لا يصطاد المزيد من الفوائد، ويغرس هذه القوة في جانبه؟

منذ البداية، أشار المخلوق إلى قوة روان باسم “صدفته”، لكن روان كان يُطلق عليها دائمًا اسم “الجوهر”. هذا لأنه كان قد بدأ بالفعل في وضع هذه الخطة، وكانت لغته تُخفي نواياه.

سيُعطيه روان جوهره، ولم يُحدد فقط ما سيُضمّنه فيه. لو كان لدى المخلوق أي وسيلة لكشف الكذب، لما أثارت كلماته أي قلق لديه.

لقد بدأ يفهم اللعب بالألفاظ بين الأقوياء وعرف أن هناك دائمًا نوايا خفية وراء كلمات كل منهم، والفائز هو من يستطيع لعب اللعبة بشكل أعمق.

لم يكن لدى روان أي أمل في قتال هذا المخلوق والفوز، ولكن عندما رأى وفرة العوالم والنجوم داخل جسمه، بدأ في وضع خطة.

ماذا لو كان بإمكانه التسلل إلى داخله وإزالته من هناك؟

لم تكن تلك الشفرة الأكثر حدة هي التي يمكنك رؤيتها قادمة والتي يمكن أن تقضي على محارب عظيم، بالفي معظم الأوقات، كانت الإبرة المسمومة المخفية في الظلام.

لم يطلق روان ضوء النجوم من تاجه بل من صدره، وهذا لم يسبب أي شك من قبل المخلوق لأن الناتج من هذا الموقع كان أكبر بألف مرة على الأقل مما أطلقه من تاجه.

بدأ جسد روان الضخم بالانكماش. اختفت مخالبه وقشوره القوية ببطء بينما اندفع ضوء النجوم الدموي من جسده في تيارات لا تنتهي، بقوة هائلة لدرجة أنه لو كان هذا يحدث داخل كون مادي، لسحقت هذه الطاقة مئات المجرات.

بالطبع، كانت هذه العملية مؤلمة، جسديًا ونفسيًا، وكان روان يكره حقيقة أنه كان يتخلى عن الكثير من السلطة، حتى لو حصل على شيء أعظم في المقابل.

تفجرت امواج صوتي ضخمة من جسده المتقلص.

كانت أصوات عظامه تتكسر تحت وطأة وزنه دون وجود مصدر ضخم للطاقة يغذيها… عظام كانت أكبر من عوالم بأكملها.

ومع ذلك، كان هناك عمود وعي واحد فقط يفكر في الندم على التخلي عن هذه القوة، ومع ذلك كان معظم انتباهه على النضال العظيم لجعل حتى نسخة واحدة تبقى على قيد الحياة داخل جسد هذا المخلوق.

كان روان يتعلم الكثير عن تفاعل الطاقة على هذا المستوى مع كل لحظة تمر.

في السابق، كان بإمكانه فقط المراقبة من بعيد بينما يقوم هذا المخلوق بتفكيك الطاقة التي كان يأخذها، ولكن الآن، ما كان هذا المخلوق يهضمه هو نسخ صغيرة من روان تصل اعدادها للتريليونات.

ولكن خطته كانت افشل

لقد حدث الأمر بسرعة كبيرة، كان روان يطلق تريليونات من نسخه كل ثانية وكان يتم تفكيكهم على الفور تقريبًا.

ومع ذلك، كان روان يحقق تقدمًا، ولم يكن بئر المعرفة الخاصة به يحتاج إلا إلى رافعة صغيرة لبدئ التدخل في الطريقة التي يستخدمها هذا المخلوق لتفكيك الطاقة، ووضع روان عينًا على مقدار القوة التي كان عليه أن يقدمها قبل نفاد الوقت.

لكن روان كان يخشى أن هذا قد لا يكون كافياً، لذلك وبدون تردد، حفر كلتا يديه في صدره وهو يئن من الألم، وبصوت زئير، مزق صدره.

امتد الجرح إلى معدته وحتى رقبته. كانت أعضاؤه الداخلية أشبه بطرق سريعة تُنقل فيها الطاقة، إذ كان أصغر شرايينه وأوردته يتسع لأقمار كاملة.

لقد انسكبوا من جسده مثل الأمعاء الدموية بالملايين، وتزايد شعاع الضوء الأحمر للنجوم بأكثر من مائة مرة.

كان منظر جسد روان المدمر صادمًا، حيث كانت ملايين الأوردة والشرايين داخل جسده تنبض بألم شديد.

الترجمة : كوكبة