السجل البدائي - الفصل 562

الفصل 562 الصفقة.

كان حجم روان الحالي صعب الفهم، لكن المخلوق الذي خرج من الظلام كان أكبر منه بمئة مرة على الأقل. كان شكله يشبه يرقة عملاقة بمليارات الأرجل، وقد اختفى طرفه الآخر في الظلام، ولم يستطع روان تحديد طوله الكامل، لكن ما لفت انتباهه حقًا هو رأسه، الذي كان شيئًا مرعبًا.

كان وجهه مجرد أسنان صفراء حادة لا تُحصى، بدت وكأنها تتسوس، وكانت جميعها تُطلق كمية كبيرة من مسحوق أبيض كلما تحرك. غطت هذه المادة المسحوقية جسده بالكامل، مما جعله يبدو مريضًا.

عندما كان يتكلم، كان الصوت الصادر منه ينبعث من احتكاك أسنانه التي لا تُحصى. بهذا الحجم، إذا وجد طريقه إلى الكون، ففي غضون فترة قصيرة، سيكون قادرًا على التهام مجرة بأكملها.

أدى وجود هذا الشيء في النهاية إلى تحطيم آخر أرواح السامين المقاومة داخل الفضاء العقلي لروان، وأصبحت مجموعة من بلورات الروح متراكمة في كومة كبيرة.

حدّق روان بعينيه الباردتين في هذا المخلوق، الذي كان من المفترض أن يكون أقوى ما رآه في حياته. لم تكن الهالة المنبعثة منه قاتلة، لكنها كانت لا تزال حاضرة ومنتشرة، كأن وجهك قد دُفع في جثة متعفنة.

كان بإمكان روان أن يكتشف الروح من المخلوق، كيف لا، لأنها كانت تلمع مثل النجم، وعلى عكس أي كائن رآه من قبل داخل الكون المادي، كانت روح هذا المخلوق منسوجة في كل ألياف كيانه.

‘هل هذه هي الخطوة التالية بعد أرواح السامين والسحرة الخالدة؟ ستتحد الروح والجسد ويصبحان واحدًا؟:. كان روان مفتونًا بشدة، هل صعّب هذا أم سهّل قدرته على التهام الأرواح العمل على مخلوقات كهذه؟

لقد قاطع تفكيره القصير صوت ثرثرة المخلوق المزعج، الذي بدا وكأنه ينتظر رده بفارغ الصبر.

ابتسم روان، “آه، سأضطر إلى قول لا لهذا العرض الممتع.”

من تاج النجوم في رأسه جائت همسات حلوة من الغزو والهيمنة إلى كل خلية في جسده، وأرسل شعاعًا من ضوء النجوم يمكن أن يمتد عبر الكون بأكمله نحو المخلوق.

استمدّ شعاع ضوء النجوم هذا قوة جميع سماته الجسدية وحوّلها إلى نور. لم يكن يعلم مدى قوة هذا الشعاع، لكنه كان يعلم أنه سيتمكن من قتل مليون من ذاته السابقة به.

كانت قوته قادرة على تبخر جسده الهش بسهولة إلى العدم، وشق طريقها إلى الفضاء العقلي الخاص به، وتحويل مدينته شيول، وشجرة رغبته، وكل ما يملك إلى لا شيئ في غمضة عين.

أمام قوة مثل هذه، فإن خلوده الهش أثناء وجوده داخل الكون، قد يكون غير موجود.

اخترق ضوء النجوم تيارات الطاقة الضخمة خارج الكون، ومزقها قبل أن يصطدم بالمخلوق … ولم يتأثر.

انفتح الوجه المرعب المكون من أسنان لا نهاية لها وكشف عن أجزائه الداخلية المليئة بعدد لا يحصى من النجوم الأرجوانية والعوالم وحتى مئات المجرات، ومثل القصة التي تذكرها روان للتو في ذهنه عن إيروهيم وهو يشرب ضوء النجوم من كوب الشاي، بدأ المخلوق في شرب ضوء النجوم من هجومه.

أطلق روان أنينًا من الصدمة، وشعر بجسده يبدأ في الضعف فجأة، “مذهل”، قال بصوت عالٍ، كان هذا المخلوق يشبه الوحش، لكنه كان يتلاعب بالطاقة بطريقة تتجاوز ما يمكنه فهمه.

كان بإمكان روان أن يرى ضوء النجوم يتكسر بشكل واضح إلى قطع مختلفة، بعضها يتحول إلى كتل صلبة حيث يتم نقلها إلى الكواكب المختلفة داخل جسمها، وبعضها يتحول إلى أضواء أرجوانية يتم تغذيتها للنجوم التي تحملها والعديد من العمليات المبهرة الأخرى التي لا يستطيع وصفها.

أمام عينيه، بدأت المجرات العديدة الموجودة داخل رأس المخلوق تزدهر.

بدا هذا الكائن وكأنه كون بحد ذاته، وكان روان يعلم أنه لا يستطيع الفوز في هذه المعركة، فكل ما يفعله سينتهي به الأمر فقط إلى تغذيته، كان لديه القوة، لكن ليس المعرفة لاستخدامها بشكل صحيح.

كان بإمكانه النضال لفترة من الوقت، لكن هذا لم يكن الغرض من وجوده هنا، وإلى جانب ذلك، على الرغم من أن القوة التي كان يتحكم بها كانت مذهلة، إلا أن جذورها لم تسكن معه، وقدم المخلوق فرصة له للتخلص من هذه القوة.

كل المذبحة التي حدثت داخل الكون أعطت روان ما مجموعه 73 عمود وعي، كان ذلك كافيًا لصد قوة الفوضى والحفاظ على هذا الجسد الضخم.

مجرد إبقاء جسده حيًا يتطلب أكثر من ثلاثين عمود وعي! لو سكنت روح سامٍ خالدة جسده الحالي، لما صمدت ثانيةً قبل أن يحترق تمامًا.

توقف روان عن إطلاق ضوء النجوم على المخلوق ونادى، “هل تريد جوهري؟ ما الذي أنت على استعداد لدفعه مقابلها؟”

توقف المخلوق للحظة، كما لو كان لا يزال مخمورًا بقوة روان قبل أن يصبح ساكنًا مثل الصخرة، ولم يتوقع روان ما حدث بعد ذلك.

كان روان قد رصد المخلوق منذ مدة، ولم يُبدِ أيَّ بادرة عنيفة تجاهه، ولم يستشعر منه أيَّ ضغينة. في البداية، قدّم عرضًا، وإن بدا غريبًا.

كان على استعداد للمراهنة على أن مخلوقًا بهذا المستوى، بغض النظر عن مظهره المرعب، يجب أن يكون قابلاً للفهم، وحتى لو لم يكن كذلك، لا يزال لدى روان بعض الأساليب التي يمكنه استخدامها للهروب لأنه يمكنه الآن التركيز والوصول إلى غرفه دون أي مشكلة.

“ترششششش…. صفقة… نعم؟….سرششششش…. نحن نحب….ترشششش….صفقات…. ررششششش…. انظر إلى بضاعتي…. ريشششش…. دعنا نتفاوض… نعم!”

ومن واجهته المفتوحة، بدأت تظهر أشياء تتراوح أحجامها من الكواكب إلى المجرات، حتى ظهرت أمام روان سبعة كنوز مميزة تصدر ضوءًا ساطعًا.

“ما هذا الجحيم؟” قال وهو يلهث.

الترجمة : كوكبة