السجل البدائي - الفصل 561

الفصل 561 الحقائق والباطل

ويقال أن إيروهيم بقي خارج منزل السلف لفترة طويلة ولكن طلبه للمساعدة لم يلق أي استجابة، ومع ذلك لم يستسلم واستمر في التوسل من أجل الرحمة لشعبه الذين كانوا يعانون من عذاب لا يمكن تصوره على يد والده.

وكان توسله متكررًا وعاليًا لدرجة أن بعض سكان منزل السلف أصبحوا منزعجين من تصرفاته، وخاصة أحدهم… كوب شاي يتحدث.

لقد أخذ هذا الكوب صوت إيروهيم بحيث لم يعد بإمكانه الوصول إلى موطن السلف وإيروهيم على حافة اليأس لاحظ شيئًا داخل هذا الكوب – ضوء النجوم.

لم يتبق لدى إيروهيم سوى أجزاء قليلة من جسده، لكنه لا يزال يمتلك فمه، بعد كل شيء، لم يكن يستطيع أن يتوسل طلبًا للمساعدة دون مساعدة ذلك العضو، وعندما لم يكن كوب الشاي ينتبه، امتص واستنزف ضوء النجوم الموجود بداخله، وهرب.

ولم يكن هناك أي ذكر لما حدث لكوب الشاي بعد ذلك، وفي ذلك الوقت، لم يجد روان أن تفاصيل هذا الفنجان لها أي أهمية ذات معنى، ولم يسأل أبدًا عن مزيد من المعلومات.

لم يكن ضوء النجوم المسروق من كوب الشاي إلا المعرفة. بهذه المعرفة، فُتحت أبواب الخلود لإيروهيم، ومُنح كل قدرة يستطيع سامٍ فهمها.

بفضل هذه المعرفة الجديدة، صنع إيروهيم بطلا قويًا من بقايا قلبه، وأرسل هذا البطل إلى العالم لمحاربة الوحوش التي أطلقها والده على الناس.

كان البطل قويًا للغاية، وكان يمتلك القوة السامية واللهب السماوي، ومن جميع أنحاء الأرض، جمع ما تبقى من الناس وبدأ حملة كبيرة ضد والده والوحوش التي أطلقها.

كانت الحرب طويلة وشاقة مع تضحيات بطولية ومآثر شجاعة عظيمة، وكان أعداؤهم أقوياء، لكن البطل الذي صنعه من قلبه كان عظيماً، وانتصر إيروهيم وهزم والده ووحوشه بمساعدة هذا البطل.

رأى روان أيضًا تفصيلًا آخر تجاهله في البداية؛ إنه هذا البطل. لقد فاته ذلك من قبل، لكن هذا البطل كان مختلفًا عن إسروهيم. لم يكن اسمه معروفًا، لكنه مُنح قوة عظيمة، ورغم أنه قيل إن إيروهيم هو من انتصر في الحرب، إلا أن الحقيقة هي أن الأوسمة كانت من نصيب هذا البطل.

‘سأحتاج إلى إعادة النظر في أرشيف جاركار.’ فكّر روان،

‘بتجاهلي الجاهل لهذه القصة، فقدت العديد من الأدلة المهمة على طول الطريق.’

لم يتوقف إيروهيم بعد الفوز بالحرب، بل استخدم المعرفة المسروقة لأخذ بقايا دمه واستخدمها لعلاج والدته، وسحبها بعيدًا عن براثن الموت.

‘هذا الدم الشافي المزعوم، هل تم استخدامه بالكامل بعد هذه العملية أم أنه كان مثل البطل، شيء تم دفعه إلى الجانب بعد تحقيق غرضه؟’

ولكن السعادة التي توقعها إيروهيم بعد الفوز في الحرب وإحياء والدته لم تدم طويلاً، لأن والدته عندما استيقظت وألقت نظرة على أفعال أوروم سقطت في يأس عميق لدرجة أنه حطم ما تبقى من روحها، وحكم عليها بالموت الحقيقي.

لقد رأى أوروم النتيجة النهائية لعمله فهرب إلى أقصى أركان الكون، حيث اختبأ في العار والظلام.

******

في البداية، عندما سمع روان هذه القصة والذكريات التي جاءت معها، لم يأخذها على محمل الجد، فقد رأى علاقة بين أوروم وأبيه، وإيروهيم والتي نسبها إلى نفسه، مدفوعة بطريقة تفكير السكان المحليين، حيث أطلقوا عليه جميعًا اسم إيروهيم.

أدرك روان الآن خطأه المنطقي الحاسم، إذا لم يضع نفسه في مكان إيروهيم، ولم يجعل أوروم مشابهًا لأبيه، فما هي الدروس أو الحقائق التي كانت هذه القصة تحاول أن تخبره بها؟

لقد ظن أن هذه القصة غريبة بعض الشيء، لكن بمعرفة الطريقة التي يعمل بها الكون، كانت القصص مثل هذه موجودة بكثرة.

ولكن ما كان مهمًا حقًا في هذه القصة هو كوب الشاي الذي شرب منه إيروهيم وأعطي القوة، وكان هذا الكوب هو نفسه الذي يحتوي على قطرة الدم التي ظهر منها انعكاس والده.

كان هذا الكوب هو نفسه الذي ظهر في تلك الرؤى الغريبة، وعلى بوابة مصفوفة روحه، سيكون غبيًا لو اعتبر كل هذا مصادفة. فجأةً انفجر ضاحكًا: “بعد كل هذا التبجح والتفاخر يا أبي، لستَ سوى انعكاسٍ مختبئٍ في كوب شاي!”

لقد هدأ بسرعة وقام بتحليل القصة بشكل أعمق قليلاً.

ماذا لو كان الإيروهيم الموجود على جاركار مختلفًا عن الإيروهيم في القصص؟ وفقًا لهذه القصة، أخذ الإيروهيم ضوء النجوم من كوب الشاي واكتسب المعرفة، لكن ما كان بداخل كوب الشاي لم يكن المعرفة، بل والده!

عرف روان الطريقة الحقيقية التي تسلل بها والده إلى الكون، لقد شق طريقه خلسةً للأبدية، حتى نجح يومًا ما في إدخال جزء من ذاته إليه. وقد شهد روان هذه العملية أثناء نومه.

هل كان من الممكن أن يكون السبب الحقيقي وراء دخول والده إلى الكون هو أن “إيروهيم” معينًا شرب من “كوب الشاي” هذا متوقعًا أنه سيُمنح المعرفة، لبعض الوقت، ربما كانت هذه هي الحال، لكنه ابتلع أيضًا عقربًا بجانبه، أي والده.

“أحتاج إلى التاريخ الحقيقي لتريون…” تمتم روان لنفسه، كان بحاجة إلى مزيد من المعلومات لتناسب هذا اللغز بشكل كامل، وكانت الطريقة الأسرع هي من خلال أندار والمكتبة القديمة.

بدأ الفضاء أمامه يهتز، مما لفت انتباهه إلى ما يكمن وراء بوابة مصفوفة الروح المحطمة، وترك روان تكهناته وراءه الآن، فقد حان الوقت للمطالبة بالقوة وراء البوابة، ولكن أولاً، حان الوقت للاعتناء بالعيون الجشعة التي تراقبه طوال هذا الوقت.

“هل رأيت ما يكفي، يا حشرة؟”

دخل صوت يشبه صوت مليار قطعة من المعدن الصدئ وهي تحتك ببعضها البعض مباشرة إلى وعيه،

“ترشش… نعتقد… تررشش… نفعل… سرشش… ضحِّ بقوقعتك لسماحتنا، وسوف… سرششش… نقبلها بحسن نية.”

الترجمة : كوكبة

——

هاذي نهاية فصول اليوم الي كان مفروض تنتهي بالفصل الماضي ولاكن زدتها فصل عشان تشوفوا مدى عبقرية الكاتب وكيف نسج كل شيئ من الفصل 24 الى الآن وكيف لمح لحقيقة الأمير الثالث مرتين وما إنتبه احد ذلك