السجل البدائي - الفصل 557
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 557 أمام مجدي
‘كم من الغريب،” فكر روان، ‘أن أرى الأجساد المختلفة التي عشت فيها على الإطلاق. ربما كان من الجيد أن ذكرياتهم قد سُلبت مني؟’
فجأة، اشتعلت عيناه المتعرجة بالجنون، الذي كان قديمًا وخبيثًا، جنونًا يهرب منه حتى السامين، وتدفقت طاقة الفوضى إلى جسده بشدة متجددة.
‘لا! حتى لو لم تكن هذه الوجودات سوى ألم، فهي لا تزال ملكي، كلها مأخوذة… كلها مسروقة. إن أردتُ أن أنتقم، فسيكون كاملاً. لقد بذلتُ الكثير، وارتكبتُ فظائع جسيمة، ولن أستحقّ كامل الجزاء.’
لم يكن روان على علم بذلك، لكن بياض عينيه تحول إلى اللون الأسود، وبدت حدقات عينيه المتعرجة الذهبية مثل الأحجار الكريمة المحاطة بالسبج.
لقد كانوا أكثر من باردين، نظراته يمكن أن تكون مليئة بشيء أقرب إلى… الشر.
لقد شاهد جثثه تتراكم، نقشًا تلو الآخر، كما لو أنه مع كل ثانية تمر، يتم رسم عشرات الآلاف من الجثث.
ثم عندما شعر أن هذا هو كل ما يجب أن يكون، تحولت النقوش إلى اللون الأخضر ورأى روان شابًا، ربما يبلغ من العمر سبعة عشر عامًا بعيون خضراء لامعة وشعر أخضر.
كانت عيناه مشرقة ومليئة بالضحك، وكان هناك سلام ورضا في نظراته التي تحدثت عن نوع بسيط من الحكمة التي كانت أيضًا عميقة بشكل لا يصدق.
أدرك روان أن هذا الشاب عاش حياة مليئة بالفرح والسعادة، وكان مانحًا للحياة، وكان كل شيء تحت أطراف أصابعه يزدهر بمثل هذا الروعة، وإذا ما أعطي له الوقت الكافي ومع الإمكانات التي ورثها من السجل البدائي، فإن هذا الشاب كان ليغير الكون.
كان سيُبشّر بعهدٍ من السلام والرخاء الأبدي. كانت قوته ستكون عظيمةً، لكنها ستكون مُعتدلة بالعدل والمحبة…
“بدلاً من ذلك، أنت أنا الآن.” ابتسم روان، ونظرته نقلت بشكل مفاجئ حزنًا عميقًا.
ولم تنته النقوش، إذ أظهر المشهد التالي الشاب وهو ممسك من عنقه بنفس شخصية والده الغامضة، وكانت اليد الأخرى للأب مغروسة في صدره ويبدو أنها تمزقه، باحثة عن شيء ما.
استمر المسار الأخضر لفترة من الوقت، مما أظهر مشهدًا وفيرًا من التعذيب من شأنه أن يذهل خيال حتى السامين.
لقد تم قطع رأسه، وسلخه، وحرقه، وإغراقه، وتحليله، وصلبه، وتأريضه، وأكله، وتمزيقه بأكثر الطرق المختلفة لساعة التي توجد، وبدأ نور الأمل والحب داخل عيون هذا الشاب يموت…
… لكن مع ذلك، كان هناك شيءٌ ما. ضوءٌ أخضر، كان مُخبأً طوال الوقت، مُختبئًا في أعماق قلبه، ظلّ مُشتعلًا، مهما تعرّض له من أذى، مهما كانت الفظائع أو الألم أو الفساد، أبقى ذلك النور مُشتعلًا.
تراجع الجنون في عيني روان ببطء عندما رأى كيف تمسك هذا الشاب بشجاعة بـ… الأمل.
“أنت معي…” كان همس روان مختلفًا، أشبه بصرخة عزاء لهذا الطفل. الذي صمد… الذي انتظر فرصته الوحيدة.
كان روان ينوي تمامًا أن لا تذهب تضحية هذا الشاب سدىً أبدًا.
وفجأة ارتجفت بوابة مصفوفة الروح وأومضت مرتين بضوء أبيض ساطع، والذي تبين أنه عبارة عن كرة صغيرة تلمع مثل النجم.
قبل الآن، لم يكن روان ليتعرف على تلك الكرة، ولكن مع التقدم في سلالته، عرف ما هي تلك الكرة، وكانت خاصة به، ومرتبطة به بشكل معقد، بشكل أعمق حتى من روحه.
هذا كان أصل روحه. ليس من روان كورانيس، لا، هذا كان أصل روح روان كارتر، وعندما نُقش على البوابة، بدأ يدمج كل شيء، رابطًا المستقبل بالماضي.
نظر روان نحو أسفل البوابة وفهم أهمية النقش الأبيض والذهبي… كان أصل روحه هو الجسر الذي جعل روان كورانيس كاملاً، محطماً الفجوة الهائلة التي خلقها والده.
ولكن الاكتشافات لم تنته هنا، لأن بوابة مصفوفة الروح كانت تتطلب المزيد من الطاقة العقلية، وكان روان قد فشل من قبل، ولكن مع كل سامٍ كان يموت داخل الكون، كانت موارده تنمو.
في هذا الوقت، كان هناك بالفعل خمسة عشر ساميا ميتًا، ولم يعطوه بلورات الروح فحسب، بل أعطوه أيضًا المزيد من أعمدة الوعي.
تذكر على الفور عملية التأقلم خارج الكون، كان بحاجة إلى المزيد من قوى الوعي وقد ظهر المزيد منها، على ما يبدو من العدم.
“أوه، إيفا، ماذا كنت سأفعل بدونكِ؟” ابتسم روان، كانت أعمدة وعيه الآن اكثر من 50، وبدأ اثنان جديدان في الظهور، ووزع على عجل قوى وعيه بالتساوي بين الحفاظ على جسده المتنامي وبوابة مصفوفة الروح الخاصة به.
في هذه اللحظة كان طوله 200 ألف ميل، وإذا أراد كان بإمكانه بسهولة حمل خمسة كواكب كبيرة بين يديه، لم يكن روان يريد حتى أن يتخيل مدى قوته في هذه الحالة، لأن هذه القوة لم تكن تغذي دستوره فقط، بل كانت الآن يتم توجيهها إلى قوته ورشاقته.
بدأت تظهر على ذراعيه وساقيه قشور لم تكن ذهبية بل سوداء مثل منتصف الليل، ورائحة قوية تنبعث منها، مما ذكّر روان بدم الفوضى.
ظهرت مخالب سوداء شريرة على أطراف أصابعه وقدميه وكانت تنزف الظلام وتترك آثارًا طويلة في الهواء.
بدأت القشور السوداء بالانتشار وسرعان ما غطت صدره وبدأت بالانتقال إلى أعلى رقبته حيث توقفت أسفل فمه مباشرة.
كانت القشور على صدره سوداء داكنة، ولكن سرعان ما بدأت جزيئات صغيرة من الضوء تتألق، وبالمقارنة بحجم روان الحالي، كانت تلك “الأضواء الصغيرة” بحجم قارات ضخمة… وكانت تلك الأضواء نجومًا.
بدأت تشتعل واحدة تلو الأخرى، وكان ضوئها يتجمع في تيارات ترتفع مثل المد والجزر، وكلها اجتاحت رأس روان.
ارتجف روان ووقف بشكل أكثر استقامة، وكان ظهره مدببًا مثل الرمح، وكان جسده المتوسع بمثابة شخصية من الرعب والإعجاب، بينما استقر تاج من ضوء النجوم على حاجبيه.
“فَلْتَرْكَعْ اَلْخَلِيِقَةُ كُلُهَا أَمَامَ مَجْدِيِ!.”
الترجمة : كوكبة