السجل البدائي - الفصل 553

الفصل 553 بوابة مصفوفة الروح !!!

كان تريفو، العالم الرئيسي، في مركز مجرة سيروليان، لكنه لم يكن قريبًا من العوالم الصغيرة الأخرى المحيطة به، بل كان محاطًا بملايين العوالم والنجوم التي لم تكن ذات قيمة، وبالتالي كانت مليئة بفخاخ الموت المختلفة والتشكيلات ولم تكن مناسبة للحياة.

كانت هذه آلية دفاعية ضد الغزو من خارج المجرة. إذا أراد عدو تدمير العالم الرئيسي الوحيد، فعليه أن يمر عبر أميال لا نهاية لها من الفخاخ ويخوض معارك ضارية على عوالم لا تُعتبر قيّمة، مما يُهدر الكثير من موارد العدو.

عندما أشرق الضوء الأبيض من البوابة العملاقة عند دخوله الكون، تجمدت ملايين العوالم والنجوم حول تريفو قبل أن تنهار إلى غبار.

ورغم أن هذه الكواكب لم تكن صالحة للحياة، إلا أنه كان هناك عدد كبير من المخلوقات على سطحها، يصل عددها إلى مئات المليارات…

لقد هلكوا جميعا.

حدث هذا بسرعةٍ فائقةٍ لدرجة أن أحداً منهم لم يكن مدركاً لرحيلهم. في لحظةٍ كان كل شيءٍ يسير كما ينبغي، وفي اللحظة التالية، اختفى كل شيء.

*****

لم يكن روان مهتمًا بما كان يحدث حوله، فقد شعر أن مساحته العقلية تهتز مع تدفق عدد كبير من الأرواح إليها.

على الرغم من أنه لم يرغب أبدًا في حصاد الأرواح بهذه الطريقة، مع العلم أن هذا كان مجرد إهدار مذهل للموارد، إلا أنه أقر بأنه في معارك بهذا المستوى، من المؤكد أن مثل هذا الحدث سيحدث.

لقد كانوا أفيالًا، وكان البشر كالعشب، وعندما كانوا يتقاتلون… كان العشب يعاني.

كان تركيزه منصبًا على البوابة المتجمدة العملاقة أمامه، والتي كانت تشبه بوابة مصفوفة الروح، لكن ذلك كان أشبه بمقارنة طوبة واحدة بمبنى من ألف طابق. كانت بسيطة وغير مزخرفة، تشبه كتلتين ضخمتين من الجليد.

كانت بوابة مصفوفة الروح المجمدة هذه مليارات الأميال في العرض والطول، مما جعل العالم الرئيسي أدناه قزمًا تقريبًا، وكانت الهالة التي تنبعث منها تنتشر في جميع أنحاء الفضاء، وبدأ الكوكب أدناه في التحطم!

ربما يكون العالم الرئيسي قد نجا من الفناء بسبب حجمه وقوته القاسية، لكنه لم يتمكن من الصمود أمام الهالة من هذه البوابة المتجمدة، وفي وقت قصير، تم تجميد عشرة بالمائة من سطحه وتحول إلى غبار.

“هل هذه بوابة مصفوفة الروح الخاصة بي؟” تمتم روان بصوت عالٍ.

ظهرت بوابة مصفوفة الروح الخاصة بأندار داخل فضائه العقلي، على غرار جميع السحرة الآخرين، لكن بوابة مصفوفة الروح الخاصة بروان ظهرت في الواقع.

هل كانت هذه سمة من سمات هذا الجانب، أم أنها مرتبطة بسلالاته؟ نفى هذا التخمين، فهو لم يستطع الإجابة عليه حاليًا لأن روان كان قد تعرّف أيضًا على الصوت الجبار الذي دوّى في أرجاء الكون. كان صوت أنثى، وتذكر شخيرًا ازدرائيًا حرم أندار من فرصة الحصول على تقنية رثاء السماويين.

ابتسم، على الرغم من أن جسده كان ينفصل عن الضوء والهالة المنبعثة من البوابة المتجمدة، إلا أنه كان قادرًا على التعامل مع الأمر في الوقت الحالي، كان ببساطة يستمتع بالعواطف المعاكسة التي يشعر بها نفس الفرد في مثل هذه الفترة القصيرة، وكانت صرخاتها من الغضب مثل العسل في أذنيه.

نظر إلى أسفل ورأى السامين الثلاثة الكبيرة يتراجعون في حالة من الصدمة والخوف، أحاط تينما الكوكب أدناه بكرة من الظلام وبدأ في سحبه بعيدًا ووقف تدميره، حدق روان بعينيه في هذا الفعل، لكنه تجاهله في الوقت الحالي.

لقد فقد الحسد مرة، ولم يكن ينوي فقدان سلاحه المفضل مرة أخرى. لاحظ روان النظرة الشوق في قلب تينما، وإذا ظن أنه يستطيع انتزاع هذا السلاح منه بسهولة، فالسامي مخطئ تمامًا.

بدلاً من ذلك، كان الحسد طُعماً. كان روان متشوقاً لمعرفة ما يعرفه هذا السامي عن هذا السلاح الغامض، وإذا أراد قتل سامٍ بهذا العيار، فعليه اتخاذ خطوات إضافية.

بدأت السامين المدمرة بالعودة، وتمزيق الفضاء وكانت عيونهم مفتوحة على مصراعيها من الخوف والدهشة عندما رأوا جميعًا حجم الدمار الهائل من حولهم والذي حدث في لحظة واحدة.

لن تكون حياتهم والمجرة كما كانت من قبل، وهذا الضرر لم يحدث حولهم فحسب، بل داخلهم أيضًا، حيث بدأت اللعنات تندلع عندما نظروا إلى ممالكهم السامية، لكن غضبهم كان لا يزال مكتومًا أمام رؤية البوابة المجمدة التي تظهر فوقهم.

ما كان يحدث الآن كان يحطم عقولهم.

كل ما كان فوقهم لم يكن من هذا الكون وكان يمتلك روعة وقوة لا يمكن لسامي أن يأمل في اكتسابها طوال حياته.

لقد كان الأمر أشبه بالكشف لرجل أعمى كان يعتقد دائمًا أن الظلام هو كل شيء، ولكن الآن تم إظهار جميع الألوان التي لا تعد ولا تحصى تحت السماء.

لم يكن هناك إطار داخل رؤوسهم يمكن أن يجعلهم يفهمون كيف كانت قوة مثل هذه ممكنة، وهذا الافتقار إلى المعرفة جلب لهم خوفًا كبيرًا، فقط وجود تينما والسامين الكبيرة الأخرى أعطاهم القليل من الراحة.

لو علموا أن تينما كان على وشك الجنون من الخوف لكانوا قد فروا على الفور، لو كان ما يمكن لسامي صغير أن يشعر به من البوابة يحطم عقله بالفعل، فإن ما يمكن لسامي كبير وأعلى أن يشعر به منها كان أعمق بكثير، ومثل العث إلى اللهب، كانوا محاصرين في شبكته.

لو هربوا في البداية، لنجوا من هذا الفِتنة المميتة، لكن بعد أن بقوا أمام البوابة كل هذه المدة، لم يعودوا قادرين على الهرب. كان أملهم الوحيد أن تغادر البوابة، وإلا وقعوا في الفخ.

لم يكن لدى روان أي فكرة عما كان يحدث خلفه، في الوقت الحالي كانت هناك قوة تمشط جسده بحثًا عن شيء ما، ولم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى أدرك أن هذه القوة كانت تبحث عن روحه.

عبس، لم يكن لديه أي شيء… ولكن ربما،

لم يتردد روان وقام بتفعيل عمود الوعي الفردي وأرسل موجة من القوة العقلية نحو تلك القوة التي استولت عليها وبدأت في سحبها نحو البوابة.

اهتزت البوابة المتجمدة الضخمة، ومزق الصوت الواقع، مما أدى إلى تفجير الكون لأميال لا حصر لها ووجد روان نفسه في…

خارج الكون اللعين!

الترجمة : كوكبة

——

دام دام دام