السجل البدائي - الفصل 547

الفصل 547 النوايا الخفية

لم يسارع روان إلى الهجوم أو التدخل في تدمير ثعابين أوروبوروس الخاصة به، دون قتله، أي خسائر تلحق بثعابينه كانت عديمة الفائدة، كان يفضل الانتظار، بقدر ما كان الأمر يتعلق بكل لحظة تمر، كان يزداد قوة.

كانت ثعابين أوروبوروس الخاصة به قد انتهت بالفعل من الشفاء داخل الفراغ في قلوبه، ونهضت للجولة الثانية، وهي تزأر غضبًا على قاتليها، والتفت حول الحلقة في صدره التي كانت محرك العالم الخاص به، ودمائهم تحترق.

سيطر روان عليهم، فقد أدوا دورهم بالفعل. كان عليه أن يكون حذرًا في طريقة تحريك قطعه لتحقيق أفضل النتائج الممكنة.

لقد ذاق روآن قوة سامي كبير، وقدرات تينما، ما يسمى بزعيم السامين، يجب أن تكون في ذروتها، لأنه على الأرجح لم يكن ساميا كبيرًا، بل ساميا أعلى.

كان صامتًا وهو يستمع إلى حديث السامي، وسحب روان بهدوء نيته أقرب إليه، مما قلل من وجوده بينما بدأ في إعداد نفسه للمعركة والمذبحة التي تنتظره.

“أنا تينما، حاكم الموسيقى والظلام، القائد المُعيّن لسامين مجرة سيروليان، وأنت الوحش الذي يأتي إلى شواطئنا دون أي استفزاز من أيٍّ منّا. لقد ذبحتَ أهلنا، وسحقتَ أطفالنا حتى صاروا رمادًا. مهما كنتَ، ستدفع ثمن جرائمك كاملةً. ومع ذلك، فأنا سامٍ رحيم، وهذا مكانٌ تسود فيه اللباقة والشرف. سأمنحك فرصةً لعرض قضيتك والتماس المغفرة، ثم ستُسلّم نفسك لعدلنا. اقبل هذا الشرط أو واجه الموت!”

عبر صوت السامي الفضاء، ولاحظ روان أن الصوت لم يكن محمولاً بواسطة الأثير نفسه، بل من كل ظل وكل ظلام موجود حوله، حتى أن الصوت ظهر من الظلال حول روان، وبدا وكأن هناك القليل من التنافر قادمًا من الصوت من حوله كما لو كان يبحث عن شيء ما لكنه لم يستطع العثور عليه.

لم يكن الأمر مفاجئًا لأن روان لم يكن لديه ظل.

لقد لاحظ أنه اختفى عندما فقد روحه وأنشأ إيفا، بطريقة ما، كانت إيفا بمثابة ظله.

كان في ذلك الصوت قوةٌ خفيةٌ بذكاء، لكنها في النهاية تبيّن أنها عديمة الفائدة ضده. كانت هذه طريقةً جديدةً لتطبيق قوة السامي، أدهشت روان، إذ لم تكن نيةً، بل شيئًا آخر؛ السلطة.

قوة بدأ روان في فهمها مؤخرًا.

لكل سامي، كان أقصى ما يسعى إليه في الحياة هو إتقان سلطة. فبدون إتقان أي سلطة، لا أمل للسامي الصغير في أن يصبح ساميا كبيرًا، لأن أحد شروط الضرورية ليصبح ساميا كبيرًا هو إتقان سلطة واحدة على الأقل، والسامي بدون سلطة ليس ضعيفًا بالضرورة، لكنه لن يتمكن أبدًا من تجاوز المرحلة الأولى من السمو.

كان موريهيم، مراقب النجوم، ساميا لم يتقن أي سلطة، وهذا ينعكس داخل مملكته الساميية حيث كانت خالية من الحياة!

لو كان مراقب النجوم قد أتقن السلطة المتعلقة بقوته والشرارة السامية، فإن مملكته السامية ستكون أقوى وستكون مليارات أضواء النجوم التي أطلق عليها أسماء أكثر حيوية وقوة، وكان ليتمكن من إرسال أطفاله لنشر إرادته في جميع أنحاء الكون وبهذه الطريقة، كان لينمو أقوى بسرعة.

كان يعلم أن تينما سامي أتقن سلطتين على الأقل. الحد الأدنى ليصبح ساميا أعلى هو إتقان سلطتين، ومن المعلومات التي جمعها عن مجرة سيروليان، كان هذا السامي وحشًا قديمًا، أقدم حتى من سامين تريون، عاش ملايين السنين، وجذوره الحقيقية مدفونة في الظلام، وكان هو السبب الرئيسي وراء رغبة روان في أن يكون قويًا بما يكفي قبل مهاجمة هذه المجرة، ليس بسبب تشكيل السامين الرائع، بل بسبب سامي واحد فقط… تينما.

ما أدهش روان هو التعرف عليه في عيون هذا السامي، فقد عرف أنه لم يسبق له أن التقى به من قبل ولم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى اكتشف العديد من أعمدة وعيه السبب المحتمل وراء تعرف تينما عليه.

لم تكن هناك سوى حالة واحدة حيث تم نشر الصورة الحقيقية لروان وكانت مكافأته التي أصدرهتها جماعة العين المكسورة.

كان تريون عالمًا قويًا، وكان من أقوى القوى وأكثرها تأثيرًا في الكون المعروف. ولم يكن من الممكن إخفاء مكافأة كهذه الممنوحة لروان طويلًا، وكانت هناك قنوات متعددة تنتشر فيها أخبار هذه المكافأة الكبيرة، حتى خارج إمبراطورية تريون.

بالنسبة لسامي قديم مثل تينما، كان من المحتمل جدًا أن يكون لديه العديد من المصادر التي يجمع منها المعلومات في الكون على نطاق واسع، لأنه كان من المستحيل عليه البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة دون أي طريقة لجمع كمية كبيرة من المعلومات.

ما وجده روان مثيرًا للاهتمام هو أن السامي كان ماكرًا بما يكفي لعدم الكشف عن حقيقة أنه تعرف عليه، وقرر روان اللعب وفقًا لتوقعات هذا السامي بعد أن كانت كل التفاصيل المتعلقة بمكافأته تعني أنه يجب أن يكون لديه كنز أصل واحد على الأقل، بغض النظر عن المكافأة الموضوعة على رأسه.

كانت المكافأة التي وضعت على رأسه ذات قيمة كافية لجذب انتباه أولئك الذين ليسوا حتى داخل الإمبراطورية، ولكن على نطاق واسع من الأشياء، كانت المكافأة التي وضعت عليه لا تزال صغيرة للغاية بالنسبة لروان الحالي.

لم يعتقد روان أن تينما سيشعر بأنه نفسه روان في المكافأة لأن المكافأة التي وضعت عليه لم تكن حتى مساوية لأصغر مكافأة وضعت على سامي صغير، بعد كل شيء حتى أقل سامي صغير قوة سيكون لديه مكافأة أكبر بمئات المرات من مكافأة روان.

لقد ذبح روان بالفعل ساميين، وهو إنجاز حتى سامي كبير سيجد صعوبة في تكراره، وابتسم روان داخليًا عند سماع البيان الصادر من تينما.

الترجمة : كوكبة