السجل البدائي - الفصل 538

الفصل 538 تريفو

“يا لها من إمكانيات عظيمة!” ابتسم روان، وبدأ جلده يتقشر، فاتسعت ابتسامته المجنونة مع انكشاف جمجمته الذهبية، لقد دهش من مقدار القوة التي يمكن لهذا السامي أن يستخدمها على حافة الموت.

صرخ روان: “رائع!”، “اسمك يُفخر به يا موريهم، يا مراقب النجوم. أرني المزيد! اشتعل بالنور والقوة، دع مرورك يُنير النجوم!”

كان لدى روان فكرة، على الرغم من أن كل هؤلاء السامين سيموتون على يديه، لم يكن هناك سبب يجعل مرورهم دون ملاحظة، لقد كانوا مخلوقات فريدة من بين تريليونات لا تعد ولا تحصى من الأرواح، لقد عاشوا حياتهم بشكل استثنائي وتركوا أساطير عظيمة ورائهم، لكن روان كان نهاية كل شيء …

لقد كان موتًا، لكنه لم يكن بلا رحمة…

كان يجمع نورهم…

كان يجمع أحلامهم وطموحاتهم ومخاوفهم…

إن رحيلهم سيبقى في ذاكرته إلى الأبد، وكان هذا أعظم عزاء يمكن أن يمنحه لهم.

“تألق أكثر!” نادى على موريهيم، مشجعًا السامي الغاضب على الصراخ بينما تم دفع المزيد من القوة بلا مبالاة من شرارته.

استجاب روان لهذه القوة المتزايدة من خلال الانفجار المفاجئ بمزيد من الضوء، وبدأت ذراعيه في التحرك للأمام،

لقد أظهر له موريهيم كل شيء، لقد حان الوقت لموت السامي.

لامست حافة شفرة الحسد الشرارة السامية التي كانت على شكل قطرة ماء تتلألأ بأضواء مليون نجمة.

انطلق صوت حاد من تلك اللمسة الخفيفة بين الشفرة والشرارة، بدا الأمر وكأن موريهيم كان يصرخ من الألم.

أنزل روان فأسه، وقطع ثلث الشرارة السامية، وأصبح الصراخ أعلى حتى اخترق حدود المملكة السامية.

*****

تريفو، العالم الرئيسي لمجرة سيروليان.

في مدينة صاخبة تقع على العالم الرئيسي الوحيد في مجرة سيروليان، مقر السامين، كان عامة الناس يعيشون حياتهم، وكان الجميع هنا أقوياء وجميلين، لأنهم كانوا المختارين، إما مرتبطين بالسامين عن طريق الولادة أو كانوا كائنات قوية في حد ذاتها.

كان تريفو عالمًا يمزج بشكل فريد بين الخيال والدنيوي، حيث يمكن للشارع أن يحتوي على مبنى كبير مكون من مائة طابق، وبجانبه سيكون هناك كوخ صغير مبني من الخيزران والقصب، لكن هذه الرؤية لم تكن فوضوية أو خارج مكانها، بسبب حقيقة أن كل قطعة من المواد المستخدمة في بنائها ستكون كنوزًا سامية يصعب على معظم الناس تخيل الحصول عليها في حياتهم بأكملها.

كان هناك 95 مليار شخص على تريفو، ولم تكن هناك قرية أو مدينة أخرى في هذا العالم، وكان الكوكب بأكمله عبارة عن مدينة ضخمة، وكانت ملايين الأقدام في الهواء تتألق بأضواء النجوم، وكانت النجوم السبعة الأكثر سطوعًا تمثل الممالك السامية لبعض السامين.

على الرغم من أن هذه كانت طريقة غير آمنة لأي سامي لتحديد موقع مملكته السامية، فقد تم ذلك لإظهار قوة واستقرار سامين مجرة سيروليان.

كان هناك عادة سبعة نجوم ساطعة فوق تريفو، وكل عشرة آلاف سنة، كانت النجوم تتغير.

كانت هذه النجوم السبعة بمثابة بوابات للممالك السامية للسامين السبعة، وعلى مدى العشرة آلاف سنة التالية، سوف يضيء ضوئها على تريفو.

بالنسبة للبشر، كان هذا النور مصدرًا للقوة، وكان يدل على عيون ساميهم القوية التي تراقبهم دائمًا، ولكن دون علمهم، كان هذا بمثابة وسيلة للسامين لحصاد القدر بسهولة!

كانت قوة القدر مهمة للغاية، حيث أن التقنية التي قد يستغرق ساميا ملايين السنين لإتقانها يمكن تقليصها إلى عدة آلاف من السنين.

كان كل سامي يعرف مخاطر السماح بتحديد موقع مملكته السامية بسهولة، لكن الفوائد وحدها كانت تستحق المخاطرة، وبسبب مدى أهمية حصاد القدر من سكان العالم الرئيسي بالنسبة للساميت، فإنهم سيحمون بشدة المصلحة الجماعية لبعضهم البعض حتى يتمكنوا من الاستفادة عندما يأتي دورهم في الدوران الذي يستمر عشرة آلاف عام.

كان موريهيم، مراقب النجوم، أحد السامين المحظوظين الذين سيظلون يتألقون فوق تريفو لمدة عشرة آلاف عام قادمة، ولم تكن هذه المعلومات معروفة حتى للسامين الآخرين، كما كانت بمثابة ضمانة للحفاظ على هوية السامين آمنة، في حالة قرر أعداؤهم كسر البروتوكول والهجوم.

لم يكن هناك سوى سامي واحد يعرف أسماء السامين الحالية الموجودة فوق تريفو، وكان أقدم وأقوى سامي في مجرة سيروليان، تينما.

حاكم المجرة.

انطلقت صرخة الموت لموريهم فجأة من أحد النجوم السبعة واجتاحت كوكب تريفو.

بدا وكأن العالم الكبير بأكمله قد توقف. في تلك اللحظة، هلك مليار إنسان، وتضخمت أجسادهم قبل أن تنفجر إلى قطع صغيرة من اللحم.

لقد ماتوا، ليس بسبب حجم صرخات السامي المحتضر، ولكن لأن قدرهم كان يتم حصاده بنشاط من قبل موريهيم، ومع وفاته القادمة، تم تدمير أولئك المرتبطين به بشكل مأساوي أيضًا.

فجأة امتلأ العالم بأكمله برائحة دموية، واستولى الذعر على كل قلب على الكوكب، وسادت الفوضى، حيث بكى الآباء على جثث الأطفال والزوجات المنفجرات الذين كانوا يضحكون قبل لحظة.

أغمي على الأمهات فوق جثث أبنائهن القتلى، والأطفال يصرخون من الخوف والصدمة أمام بقايا عائلاتهم المنفجرة…

في جميع أنحاء الكوكب، تحولت الجنة إلى جحيم.

بدت نجوم السامين الحاضرة في السماء وكأنها تهتز من شدة الألم، كما لو كانت استجابةً لصرخة مراقب النجوم المحتضرة. نظر كل بشر إلى أعلى نحو نجمٍ من نجوم السامين، الذي لم يعد ساطعًا، بل بدأ يخفت قبل أن يتحول إلى لونٍ دموي.

انفجر الرعب في قلوب الجميع عندما تذبذب النجم في الأعلى مرة أخرى، ومثل النيزك، بدأ النجم في السقوط، مما أدى إلى تمزيق أجزاء كبيرة من الفضاء.

كانت هناك لحظة من الصمت المروع قبل أن يسيطر الذعر البدائي على قلوب الجميع، بسبب الطبيعة الفريدة للنجوم السبعة فوق عالم تريفو، يمكن لأي شخص في كل ركن من أركان الكوكب رؤية النجوم، سواء أثناء الليل أو النهار وهكذا، مع سقوط النجم من السماء، أصيب كل إنسان بالذعر، حتى الأجنة في رحم الأمهات الحوامل فتحت أفواهها وصرخت، وربط العديد منهم حبالهم السرية حول أعناقهم وخنقوا أنفسهم حتى الموت.

الترجمة : كوكبة

——

الكاتب بالغ شوية في آخر كم سطر