السجل البدائي - الفصل 536

الفصل 536: اسكت

في الموقع الذي كان فيه في الفضاء، استطاع موريهيم أن يشم رائحة غريبة من ثعابين أوروبوروس التي ذكّرته بالمعدن الصدئ، وبالتفكير بشكل أعمق قليلاً، قرر أن الرائحة كانت أقرب إلى الدم.

اهتزت شرارته السامين في مملكته السامين، وشعر برهبةٍ تسري في أعماق كيانه من كل حركةٍ لتلك الوحوش، ونظر إلى أحد… الثعابين؟ أم كانت تنانين؟ أي نوعٍ من الوحوش كانت تلك؟ هل كانت هذه الشياطين أكثر جهنميةً منها سامية؟ هل كات ينظر إلى أمير شياطينٍ مُحتفى به؟

كان الثعبان ذو العين الواحدة الكبيرة التي تغطي الجزء الأوسط من رأسه، وكان أبيض اللون كالحليب وكأنه أعمى، ومع ذلك لم يكن هناك أي ضعف في هذه المخلوقات، وكان ينظر حوله بريبة وكأنه قد التقط رائحة.

شعر موريهيم أن قلبه يمتلئ باليأس ببطء وكأن المخلوق كلب صيد يلتقط رائحة مثيرة للاهتمام.

استدار الوحش ببطء ونظر إليه، ولاحظه حقًا، مع عدم قيام التمويه بأي شيء لإخفاء نظراته، التقت أعينهم للحظة وجيزة وابتسم ثعبان أوروبوروس.

وبينما اجتاح الرعب قلبه، انقض عليه الثعبان فجأة بسرعة فاقت توقعاته، بالكاد استطاع التحرك حيث مزقت أسنانه الحادة كالإبرة بالمئات جسده السامي حتى مع طبيعته الأثيرية جزئيًا.

انتزعه الوحش من ظلال الفراغ، مصحوبًا بألم لم يشعر به من قبل أبدًا حيث غمر نوع رهيب من السم نظامه قبل أن يجمده “الفاني” في مكانه.

في ذهنه، كان موريهيم بالفعل يطلق على هذه الشخصية اسم أمير الشياطين، حيث بدا أن كل الأدلة تتناسب مع هذا النمط.

مهما كانت الطريقة المستخدمة لتجميده، فقد كانت تقتله أيضًا، لكنها كانت تفعل ذلك بشكل أبطأ من السموم الموجودة في أنياب ذلك الوحش المروع، وبطريقة ما، أخر الجليد الأسود لروان موت السامي، لكن هذا لم يكن رحمة، بل أطال فقط معاناته.

****

ترددت كل هذه الأفكار في رأس موريهم، مراقب النجوم، وهو ينظر بيأس إلى خلفه، وقصره السامي ينهار. لطالما كان مظهره شابًا، كصبي في الرابعة عشرة من عمره بشعر أشقر قصير ومجعد.

لقد كان دائمًا خاليًا من الهموم، يتجاهل الصراعات ويسعى إلى حياة بسيطة، وكانت مواهبه تضمن أنه مفيد ولكن ليس ضروريًا، مما يحفظه في مأمن من أولئك الذين لديهم نوايا جشعة.

لم يكن موريهيم يريد أن يموت، فهو لا يزال صغيراً جداً، وكان العديد من أطفاله لا يزالون في الفضاء، إن لم يكن هو، فمن سيجمعهم جميعاً ويعطيهم أسمائهم؟

خرج صوت مواء عاجز من فمه، حيث انهار نصف قصره السامي إلى العدم، وكان أعداؤه أمام بواباته، وكان على وشك الموت، ولن يحمي حجر السامي شرارته السامية، كان داو ما قويًا وقد سقط، وهذا يعني أنه التالي!

قاطعته الأيدي الدافئة على كتفيه وهو يلهث بذعر، فصرخ بصدمة وقفز إلى الخلف، اتسعت عيناه وامتلأت بالدموع عندما رأى من ظهر، ثلاثة أشخاص يقفون خلفه بعد أن خرجوا من البوابة،

كانوا اثنين من الذكور وأنثى، وكانوا يتألقون بالضوء الساطع الذي يشبه ثلاث شموس.

أُطلق على هذا الثلاثي اسم فرسان الحرب والحكم الثلاثة، وكانت السامية الأنثى سامية كبيرة تدعى شاريو الآفة.

كان الساميان الذكران تابعين لها، وكانا ساميين صغيرين بقدرات قتالية قوية تتزامن بشكل مثالي مع شاريو الآفة، مما عزز قوتها الهائلة بالفعل إلى أقصى الحدود.

تلاشت أشعة الشمس المتوهجة من أجسادهم، وظهرت صور السامين الثلاثة. بدت شاريو، الآفة، امرأةً ممتلئة الجسم في الخمسينيات من عمرها، خصرها عريض وثدياها كبيران، وعيناها واسعتان زرقاوتان ساطعتان، يملؤهما شعورٌ غريبٌ بالمرح لا تفهمه إلا هذه السامية، لكن من يعرفها سيدرك أن التسلية في عينيها لا تحمل سوى متعةٍ سادية.

من بعيد بدت وكأنها امرأة ناعمة، ولكن فقط عندما اقتربت وبدأت في رؤية الندوب التي تزين ذراعيها السميكتين المليئتين بالعضلات المتموجة، كان لقب فرسان الحرب والحكم الثلاثة يبدأ في اكتساب معنى.

وكان الساميان الآخران يرتديان دروعًا كاملة للجسم، ولم يكن من الممكن رؤية أي من ملامحهما خلف دروعهما السوداء والرمادية، وكان المؤشر الوحيد على مظهرهما هو الذيل الفروي الذي يلوح خلف خصرهما والذي يشير إلى أصولهما الحيوانية.

في الواقع، كان لمعظم سامين مجرة سيروليان جذور تنحدر من الوحش المقدس الذي كان يُعبد لسنوات لا تُحصى ثم حصل لاحقًا على السمو بعد سنوات لا تُحصى من العبادة.

لقد بقي العديد من ساميهم في مرحلة سامي الأرض لفترة طويلة للغاية من الزمن، قبل أن يهلكوا بسبب انهيار أرواحهم بعد تحمل سنوات لا حصر لها، أو هلاكهم بسبب الحرب أو الأمراض الأخرى التي هاجمت كائنات هذا المستوى، فقط القليل المحظوظون جدًا يصعدون إلى عرش السامين، ويكتسبون روحًا خالدة ويعيشون إلى الأبد.

دوى صوت شاريو الآفة الملكي: “لقد استدعيتنا إلى مملكتك السامية يا موريهم، هل مهما كانت مشاكلك عظيمة لدرجة أنك تفتح أعضائك التناسلية لجيرانك ليساعدوك على حك كراتك؟ إن كان الأمر كذلك، فافتحها على مصراعيها، لطالما رغبت في اللعب بها!”

ضحك موريهيم، مراقب النجوم، بصوت عالٍ، متجاهلاً كلماتها اللاذعة الشهيرة، وهو يصرخ، “أسرعي، عليكِ أن…”

فجأة شعر بتغير منظوره، ورؤيته تدور في دوائر، ثم استقرت فجأة، لقد شعر بالارتباك عندما رأى جسده على بعد بضعة أقدام واقفًا بدون رأسه، رفع عينيه إلى الأعلى ورأى شعره ممسوكا من قبل الوحش داخل ذلك القصر.

نظر هذا الوحش إلى أسفل رأسه وابتسم، وبيده الأخرى أحضر إصبعًا واحدًا ملطخًا بالدماء إلى شفتيه وقال، “ششش!”

الترجمة : كوكبة