السجل البدائي - الفصل 535

الفصل 535 حكاية موريهيم

في اللحظة التي أراد فيها موريهيم التراجع، كانت تلك “الصخور” قد اشتعلت فيها الحياة، وأطلقت نوعًا من القوة لم يشعر به من قبل، كما أحس أيضًا بتردد أكبر لهذه القوة في المسافة البعيدة مما جعله يرتجف من اليأس.

‘يبدو أنني بالفعل في حفرة الأفاعي،’ فكر موريهيم، ‘إذا تراجعت الآن، فمن غير المرجح أن أخرج من هنا بأي معلومات ذات مغزى، وإذا كنت ربما بسبب صدفة تمكنت من دخول هذا المكان، فسيكون من العار الكبير إذا لم أستغل هذه الفرصة.’

لقد وثق موريهيم بنفسه، ودفع قلقه إلى الجانب، إذا رغب في البقاء مختبئًا داخل أعماق الفضاء، فسيكون من الصعب حتى على السامي الأعلى اكتشاف وجوده، كانت هذه قدرة فريدة من نوعها لديه والتي أبقته آمنًا لفترة طويلة، وجعلته عضوًا قيمًا بشكل خاص في منتدى السامين.

لقد بقي في مكان ما بالقرب من سطح العالم السفلي بالكاد يلامس حواف الظلام العظيم خارج الكون، كان هذا مكانًا لا يستطيع معظم الناس رؤيته أو حتى محاولة الوصول إليه.

لقد كان غير قابل لللمس هنا.

لقد مر ما يقرب من شهر منذ أن بدأ تحقيقاته، لكنه بالكاد اكتشف أي معلومات حول ماهية هذه المخلوقات ذات الدروع الذهبية والأجنحة المشتعلة، الشيء الوحيد الذي يعرفه هو أن مئات العوالم الصغيرة في هذا الامتداد من الفضاء قد تغيرت.

لقد كان في حالة رعب شديد وهو يفحصهم جميعًا، وكانوا مغطين بعواصف مروعة كثيفة تنبعث منها هالات جعلت قلبه يتجمد.

كلما وقع نظره على هذه العوالم، شعر وكأنه لا ينظر إلى كوكب، بل إلى قلب مخلوق ينبض. جعله وجوده هنا يشعر بأنه بشري أكثر أي لحظة في حياته، ومع ذلك، لم يكن يكاد يرى أي حركة، باستثناء الكائنات ذات الأجنحة المشتعلة التي تجوب المنطقة بلا انقطاع.

‘ما كان هدفهم؟ كيف استطاعوا القيام بما كانوا يفعلونه دون وجود أي موقع مرئي تنبع منه هذه القوى العظمى؟’

كانت كل هذه الأفكار في ذهن السامي وهو يتعمق في المنطقة حتى رأى قصرًا ساميا يطفو في الفراغ.

أدرك موريهيم أن الجناة الحقيقيين لهذه الكارثة كانوا يقبعون داخل هذا القصر السامي الغامض الذي كان يطفو وحيدًا في الفراغ.

كانت هذه المنطقة مليئة بالأسرار، وبغض النظر عن مقدار المحاولة، لم يتمكن من اختراق دفاعات هذا القصر، على الرغم من أنه كان غير مادي في الغالب وغير مرئي تمامًا، فقد عرف غريزيًا من خلال حواسه السامية أنه إذا اقترب كثيرًا من أي من هذه الكائنات الذهبية، فسيتم اكتشافه.

لم يحاول أبدًا الاقتراب من أي نوراني، كانت العيون الموجودة على دروعهم السامية تتمتع بجودة اختراق جعلته يفهم أنه سيتم اكتشافه.

‘إنه أمر رائع ومثير للاهتمام، ولكنه مخيف بشكل لا يصدق أيضًا.’

وبعد فترة من الوقت، كان قد استسلم تقريبًا، فقد جمع كل المعلومات التي استطاع جمعها وخطط لزيارة أحد تلك العوالم الفوضوية ومعرفة ما يحدث على سطحها، عندما أدى ظهور المحنة إلى تغيير خطة اللعبة بأكملها.

مع فوضى الضيقة القادمة، تمكن من التسلل إلى القصر السامي، وعلى الرغم من أنه لم يشهد أيًا من المحنة، إلا أن الهالة التي جائت منها كانت قوية ومزعجة، حيث كان فضوله في ذروته، وصلت ضيقة ثانية أعظم وعندما شعر موريهيم بقوة هذه الضيقة حتى أثناء حمايته من وطأتها الهائلة داخل القصر السامي، عرف أنه لا يمكن أن يكون في أي مكان أقرب إلى كائن يمكنه استدعاء ضيقة كهذه.

ولكن خططه للهروب أحبطت عندما أحاط ضوء أزرق ساطع بالقصر السامي بأكمله، وشعر بنفسه يتحرك عبر مسافات شاسعة دون أي تغيير واضح في الوقت، ولم يكن هناك أي تلميح إلى أي طاقة نقل آني مرتبطة بهذه الحركة، فقط كمية غير معقولة من السرعة كانت أسرع بعدة مرات من سرعة الضوء.

لقد شهد موريهيم ما يكفي، وأراد الهروب على الفور، ولم يكن يعرف نوع القوى التي تسلل إليها، ولكن كان هناك ما يكفي من الأدلة لفهم أن ما كان يحدث هنا كان بعيدًا جدًا عنه، وأي وقت ضائع هنا كان وصفة أكيدة للكارثة.

أثناء تجواله في قاعات المملكة السامية، كان يلتصق دائمًا بحوافها، محاولًا العثور على منطقة مفتوحة يمكنه الهروب منها، ولكن لسوء الحظ بالنسبة له، لم يضع روان غرفه الشخصية في وسط القصر السامي حيث كان معروفًا عمومًا أنه أكثر أمانًا، ولكن نحو حواف القصر السامي حتى يتمكن من الوصول بسهولة إلى محيطه.

بعد كل شيء، القصر السامي في حد ذاته لم يكن مخصصًا للحماية بالنسبة له، فقد كان ضعيفًا للغاية لهذا الغرض، ومن الأفضل أن يخدم الفانين هنا.

كانت هذه هي الطريقة التي تجول بها موريهيم في غرف روان وألقى نظرة على الكائن الذي كان على الأرجح في جذر كل ما يحدث داخل هذا المكان، لم تكن هناك طريقة يمكنه من خلالها معرفة أن هذا كان صحيحًا، لكنه كان يشعر به في أعماق قلبه، كان هناك شيء ملكي حول هذا الرجل، ذكّره بسامي أعلى.

هل كان هذا عدوهم؟

في البداية، كان مندهشا بعض الشيء لأن هذا الشكل المخيف بدا وكأنه ليس سوى فاني، على الرغم من أن كل شيء في شخصيته كان يصرخ بالنعمة والقوة المذهلة، لم يكن هناك أي أثر للسمو في جسده، والذي جاء في الغالب من تقلبات الروح الخالدة.

كان هذا هو الانقسام الكبير بين السامين، ورؤساء السحرة، وأمراء الشياطين، والعديد من القوى القوية الأخرى في الكون، وكان لديهم جميعًا روح سامية قادرة على تحمل أعباء القوى العظمى، وكان افتقار روان إلى الروح الخالدة يجعل أي قوة عظيمة تعتقد اعتقادًا راسخًا أنه ليس بهذه القوة.

كان السامي يعلم أن المظاهر قد تكون خادعة، وسرعان ما تم مكافأة تكهناته عندما رأى ستة ثعابين أثيرية تزحف خارج ما يسمى بالفانب، وعلى عكس روان الذي ظهر كإنسان، لم يكن هناك شيء حميد في هذه المخلوقات.

منذ اللحظة التي ظهروا فيها، كان موريهيم متجمدًا تقريبًا في مكانه لأنه كان يشعر بأعينهم تمزق الفراغ، ولن يستغرق الأمر سوى حركة قصيرة منه ليتم اكتشافه.

الترجمة : كوكبة