السجل البدائي - الفصل 532

الفصل 532 الجمال في الفوضى

كان روان موجودًا جسديًا داخل مملكة موريهيم السامية وهذا يعني أن السامي مات، وكان لديه العديد من الطرق لإنجاز هذه المهمة.

“توت… توت… لا يمكننا قبول ذلك، أليس كذلك؟” قال روان، وقد انتهى من شفائه فورًا. في الواقع، هو من كبت تجدده ليتعجب من منظر عظامه، لأنها الآن مختلفة عما كانت عليه سابقًا. في إدراكه، كان يرى تريليونات من البذور الذهبية الصغيرة على عظامه تنمو ببطء.

لم يلفت هذا التغيير الغريب انتباه روان كثيرًا، فقد كان يشعر بقوة سلالة دمه تتصاعد داخل كل هذه البذور، وكان هذا التغيير على الأرجح بسبب مستواه الحالي.

كان جسده قويًا جدًا في الدائرة العليا الأولى، ولكي يحتوي جسده المطلق على كل تلك القوة، فقد خلق ما يمكن أن نسميه مخازن لتخزين كل النمو السريع للقوة التي كان يشعر بها، ثم على مدار الأيام القليلة التالية تختفي البذور بعد أن ينتهي جسده من التكيف مع القوة.

كان جسده المطلق يعاني من مشاكل في التكيف مع كمية القوة التي كان يحصل عليها والسرعة التي كان يكتسبها!

كانت هذه مشكلة لم يعتقد روان أبدًا أنه سيواجهها على الإطلاق، كل هذه الأفكار حدثت على عمود وعي واحد، وبالنسبة لروان، لم يمر أي وقت.

بعد أن انتهى من تأملاته، لم يلبس نفسه قوة المحارب الهائج بل نيته، تحولت ملايين اليرقات الحمراء إلى رداء أبيض وذهبي امتد لمئات الأقدام خلفه في شرائط طويلة تلوح حولها مثل الثعابين الضخمة.

كان شعر روان الذهبي طويلاً ويتدفق خلفه مثل عباءة من الذهب، ولم يكن أي من جماله من الأرض أو السماء بل كان شيئًا أعلى، ساميا وشيطانيًا.

كانت عيناه المتعرجة تراقبان جزئيًا بدهشة وجزئيًا بإزعاج بينما حاول سامي ما الفرار من مملكته السامية، على الرغم من أن روان لم يلومه إذا كان في مكان موريهيم، فقد كان سيهرب أيضًا.

كان هجوم السامي مثيرًا للشفقة، ولم يمتلك أي قوة أكثر من مجرد درجة حرارة عالية، بالكاد اقتربت نيته المنخفضة المستوى من روان قبل أن تستهلكها نيته.

رفع إحدى ساقيه، وحقنها بالأثير، فتحولت إلى اللون الأسود، ثم كرر نفس الفعل بيده اليسرى، وفي نفس الوقت لكمها نحو السماء وضرب قدمه على الأرض.

انطلق عمود من الجليد الأسود نحو السماء من يده اليسرى، وتجمدت الأرض تحته في دائرة متحدة المركز انطلقت بسرعة 30 ماخ من قدمه اليسرى.

أحدث الفضاء المحيط صوتًا متشققًا، حيث تجمدت الأرض، لكن ما حدث أعلاه كان أحد أكثر المناظر المذهلة التي رآها روان على الإطلاق، ووقف مندهشًا من جمالها.

“لماذا أحب رؤية الجمال داخل الفوضى؟” تساءل روان بصوت عالٍ بينما ارتجفت سماء المملكة السامية بنبضات تشبه الألم، كما لو كانت الأم تلد، أو كانت تموت بينما ينزف الدم من جسدها.

انفجرت مليون نجمة من البرد الجهنمي، مطلقة ضوءها النجمي في مليارات الجداول التي لم تفلت بعيدًا قبل أن تتجمد في مكانها.

لقد تم تجميد ضوء النجوم المنفجر بالكامل في الهواء!

لقد تحول الملكوت السامي فجأة إلى مساحة تحمل جمالًا غريبًا ورعبًا عميقًا.

همس روان، “بحر الظلام البدائي الخاص بي مرعب!”

كان الاسم البدائي المرتبط بهذا البحر في فضائه العقلي ذا أهمية لا تصدق، والآن بدأ روان في استيعاب النطاق الكامل لقواه.

تراجع السامي عن السماء المتجمدة، وكان جسده يرتجف حيث كانت المساحة المحيطة به الآن باردة بشكل لا يصدق لدرجة أنه كان عليه أن يشفي نفسه باستمرار وإلا فإنه سيتجمد في مكانه.

أراد البكاء لكن الدموع تجمدت قبل أن تخرج من عينيه، ومع بكاء أطفاله الذي لا ينتهي وهم يقتربون بسرعة من الموت، صرخ قلبه من الألم.

لقد كان يعرف أسماء كل واحد منهم الذين كانوا يموتون.

“لماذا… لماذا… ماذا فعلت أنا أو أطفالي لنستحق هذا المصير؟”

كان موريهيم يحاول جاهدا الوصول إلى أطفاله، بينما كانت الدموع المتجمدة تنفجر من عينيه مثل النجوم.

بدا له مصدر قوته السامية الذي كان أضواء النجوم التي جمعها بعيدًا، وكان اختراق النجوم للوصول إليها يأخذ كل تركيزه، لدرجة أنه عندما غطاه الظلام لم يلاحظ ذلك في البداية، ثم سحبته حرارة لا تصدق وقوة شفط بعنف إلى ممر ذكره بمزيج غريب بين اللحم والمعدن.

هذا الإحساس الغريب جعله ينظر حوله وينشر نيته، وكان رعبه قصير الأمد، حيث سرعان ما استُنزف من كل جوهر سَّامِيّ كان لديه، قبل أن يسقط في ظلام أعظم مما كان يعتقد أنه ممكن على الإطلاق.

لقد تم التهامه للتو بواسطة ثعبان أوروبوروس.

شاهد روان ثعبان أوروبوروس ذو العيون الثلاثة وهو يتحرك بشكل أسرع من إخوته ويبتلع السامي المشتت بالكامل، مع العلم أن هذا لن يقتل ساميا، بل سيستهلك القوة السامية فقط، ومع ذلك فقد تم إكمال هدفه، موريهيم، مراقب النجوم، تم حظره لفترة قصيرة ولم يهرب، يجب أن يكون هذا وقتًا كافيًا بالنسبة له للعثور على القصر السامي والشرارة السامية.

*****

كانت المملكة السامية لمراقب النجوم تشبه كهفًا كبيرًا، وكان الجزء العلوي منها مليئًا بضوء النجوم المتبلور بالملايين وليس النجوم الحقيقية، ربما في المستقبل عندما يصبح ساميا كبيرا أو ساميا أعلى، قد يحول كل ضوء النجوم هذا إلى نجوم حقيقية.

كان نمو هذا السامي ضعيفًا في المرحلة الأولية، ولكن إذا ما أعطي الوقت الكافي، ربما بعد مليارات السنين، فإن موريهيم سيكون قوة رهيبة لا يستهان بها، ولكن في الوقت الحالي كان لا يزال ضعيفًا للغاية، باعتباره ساميا صغيرًا شابًا يقل عمره عن 200000 عام.

في هذه اللحظة، تحولت المملكة السامية إلى عالم من الجليد الأسود، وبما أن هذا الجليد الأسود كان مظهرًا ماديًا لأثيره، والذي كان أيضًا أراضيه، فقد كان بإمكانه أن يشعر بكل شيء يغطيه، بما في ذلك حقيقة أن موريهيم كان يتجدد ببطء داخل قصره السامي بينما كان يحاول على عجل تنشيط جهاز.

الترجمة : كوكبة