السجل البدائي - الفصل 531

الفصل 531 أبناء النور

هز موريهيم رأسه بعنف، وانفجرت قوة سامية من جسده، وتم مسح الدموع والمخاط والدم على جسده،

‘لا، لم يكن هذا ما يجب علي الإنتباه له، أحتاج مساعدة! عليّ إبلاغ منتدى السامين أن عدوًا عظيمًا كان على شواطئهم، ومن المحتمل أن يكون السامي المفقود داو ما قد وقع بين يديه.’

انطلق إحساسه السامي من جسده، على وشك الارتباط بشرارته السامية حتى يتمكن من البدء في بث اكتشافاته إلى زملائه السامين عندما جعلته غريزته ينظر إلى الأسفل.

متجاهلاً الاشمئزاز الذي جلبه عليه، كان يشعر باشمئزاز عميق في كل ألياف كيانه السامي بسبب انتهاكه من قبل نية هذا الوحش، وفكرة النظر إلى بقايا نيته لا تزال تطارده.

ولكنه ما زال ينظر، وعيناه تتسعان من الصدمة والرعب.

كانت الديدان الحمراء التي ملأت جسده سابقًا قد تجمعت وشكلت عينًا واحدة كبيرة ذات بؤبؤ مشقوق مثل ثعبان رهيب وكانت تحدق فيه بلا مبالاة لدرجة أن موريهيم، مراقب النجوم، صرخ في رعب وانطلق إلى السماء.

وضع راحتيه بالقرب من صدره حيث سحب ضوء النجوم من ملايين النجوم التي ثبتها في سماء مملكته السامية، وسحب كميات كبيرة من ضوء النجوم بحيث أصبح ضوء مملكته السامية باهتًا قليلاً.

مع صرخة الغضب والخوف، أطلق موريهيم قوى النجوم المتجمعة نحو تلك العين الرهيبة المصنوعة من النية.

على الرغم من أن موريهيم، مراقب النجوم، لم يكن معروفًا بقوته الغاشمة وقوته، إلا أن كل سامٍ داخل مملكته السامية كان قويًا للغاية، وفي كثير من النواحي، يمكن للواقع أن ينحني ليطيع إرادتهم، بعد كل شيء، كانوا السلطة الأولى في هذا الفضاء.

لقد جعل موريهيم كل خيط من ضوء النجوم يحترق بدرجة حرارة تصل إلى 30000 درجة، وحول أرض مملكته السامية لتصبح سطحًا عاكسًا، بحيث عندما هبط ضوء النجم على الأرض، انعكس وارتد إلى السماء حيث دفعه مرة أخرى نحو الأرض، وعندما وصل إلى الأرض مرة أخرى، ارتد ودفعه إلى أسفل، مما أدى إلى خلق مجموعة من الدمار الخالص.

لقد ابتكر هذه التقنية منذ خمسة وثمانين ألف سنة، وأطلق عليها بفخر اسم “مطحنة ضوء النجوم”.

إن التلاعب بملايين خيوط ضوء النجوم بهذه الطريقة المعقدة التي تنطوي على ملايين التفاعلات الدقيقة التي تحدث في كل لحظة، كانت قوة لا يستطيع القيام بها إلا كائن ذو روح خالدة.

أدى هذا إلى رد فعل مرعب حيث أصبح ضوء النجوم الذي ظل يعكسه أكثر سخونة وإشراقًا حتى امتلأت مملكته السامية بالكامل بالضوء.

استمر على هذا المنوال لثلاث دقائق كاملة حتى تبخرت أرض مملكته السامية تمامًا. لم يخشَ إهدار أيٍّ من موارده، فمملكته السامية كانت مميزة وشبه خالية من الحياة.

الشيء الوحيد الذي كان يقدره حقًا هو أضواء النجوم التي كان يجمعها في الأعلى كل يوم على مدى الخمسين ألف عام الماضية، وأطلق على كل خيط منها اسمًا.

قد يعتبر الكثيرون مثل هذه الأفعال عديمة الفائدة، لكنه كان ساميا، وكان موريهيم قادرًا على تسمية كل المليارات من خيوط ضوء النجوم التي جمعها.

كأبنائه، كان يعرفهم بأسمائهم ويحبهم. أمضى سنوات طويلة يبحث ببطء عن أسماء فريدة لكل شرارة نور.

بفضل قوته، لم تتلاشى هذه الشرارات القصيرة من الضوء التي كان من المفترض أن تظهر فقط للحظة وجيزة في الزمن، بل بقيت، وطالما عاش، فلن تختفي أبدًا.

لقد تطلبت هذه المعجزة أن يكون لهم أسماء، وكان هذا هو السبب الذي جعله نادراً ما يستخدمهم في المعركة، وأصبح معروفًا بأنه كان أحد السامين الأضعف قوة قتالية، ولكن هذا كان بعيدًا جدًا عن الحقيقة.

لقد كان يكره استخدام حياة أطفاله في القتال، حتى الآن عندما كان في خطر مميت، وكان حريصًا على عدم استنزاف القوة من أطفاله، وتوقف عندما شعر أنه جمع ما يكفي.

مسح موريهيم العرق عن جبينه، “لا بد أن كل من دخل مملكتي السامية قد نُفي، أليس كذلك؟” كانت القوة التي أطلقها للتو تقترب من ذروة ما يستطيع سامي صغير أن يفعله، وهو ما يكفي لتدمير أي نية.

مسحت عيناه مملكته السامية، وكاد أن يفوتها، كان الدمار شاملاً للغاية، وكان من السهل تفويت شيء صغير جدًا من بين كل الأنقاض، لكنه نظر إلى ما لمحه وأصبح وجهه أبيض.

كان هناك هيكل عظمي ذهبي راكعًا في وسط الدمار، مع خيوط ساطعة من ضوء النجوم تتدفق على العظام الذهبية.

وقف الهيكل العظمي وبدا وكأنه يراقب عظام ذراعيه وجذعه، وكانت جمجمته المبتسمة دائمًا تجعله يبدو وكأنه يستمتع بهذه التجربة.

“لقد مر وقت طويل منذ أن رأيت أحشائي،” صدى صوت عميق من حول الهيكل العظمي، الأثير حول جسده أصبح فمه، “لقد نسيت تقريبا كيف كان الأمر عندما رأيتها، وهذا يجعلني أتساءل …”

غمر الرعب موريهيم، لم يكن لديه أي فكرة من أين جاء، ربما كان في جو اللامبالاة حول هذا المخلوق، مما جعل أفعاله تبدو حتمية مثل شروق الشمس،

“مت أيها الوحش!” صرخ موريهيم، وجمع ضوء النجوم مرة أخرى في صدره الذي كان أقوى بخمس مرات على الأقل من الضوء السابق الذي استخدمه، ولكن بدلاً من الهجوم، استدار للهروب، ومن الواضح أن كلماته وأفعاله كانت مجرد خداع.

حتى الآن… لم يكن السامي يريد التضحية بأبنائه ليمنح نفسه القليل من الوقت حتى يتمكن من الهرب.

شعر روان ببعض الاختناق، فرفض السامي استخدام كامل قوته في القتال أغضبه. أدرك أن هذه الحالة النفسية لا بد أنها نتيجة استنزاف لسلالة أوروبوروس، ففكر في نفسه إن كان هذا أمرًا سيئًا، قبل أن يتجاهله تمامًا.

كان هناك عدد قليل جدًا من الأشياء التي كان يتوق إليها، وكانت المعركة الجيدة واحدة منها.

الترجمة : كوكبة